أيمن شكل
من خلال الأزمة التي يعيشها العالم اليوم وتخلل شهر رمضان لهذه الأزمة وما نتج عنها من تدابير احترازية، وظهور حملات خيرية لمساعدة من تضرروا في أعمالهم ومدخولهم، بسبب فيروس كورونا (كوفيد19)، برز سؤال حول جواز دفع الزكاة لمثل تلك الحملات، حيث أكد رجال دين وفتوى أن حملات الخير التي تستهدف مساعدة الفقراء والمساكين، تعتبر من أحد مصارف الزكاة الثمانية في الشريعة الإسلامية، لذلك يجوز توجيه الزكاة لمثل هذه الحملات.
وأوضح د. صالح عبدالكريم أن مصارف الزكاة في الشرع الإسلامي معلومة وهي ثمانية ذكرت في سورة التوبة وفي قوله تعالى: «إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم»، وقال إن كل وجدت فيهم تلك الصفات الثمانية جاز صرف الزكاة لهم.
وأشار الشيخ عبدالكريم إلى أن الزكاة تدفع للفقراء والمساكين لفقرهم، لكي تساعدهم، أما إذا ما تملك الفقير الزكاة فله الأمر، وقال لو نظرنا إلى العمال الوافدين في الحجر الصحي ومن تعطلت مصالحهم وأعمالهم ويريدون أن ينفقوا على أهليهم في دولهم، وحتى تبلغ الزكاة مصرفها الصحيح.
وحول تخصيص زكاة الشخصيات الاعتبارية والمؤسسات لأموال الزكاة الخاصة بها إلى مجالات البحث العلمي لإيجاد علاج للوباء، أو مساعدة الدولة في تكاليف الرعاية الصحية، قال صالح إن الفقهاء اختلفوا في صرف الزكاة على المجاهدين في سبيل الله، حيث ألغى بعضهم هذا المصرف، والبعض الآخر أطلق الزكاة على أساس مبدأ «في سبيل الله» والتوسع في جميع أنحاء الخير، بحيث يمكن صرفها على عمارة المساجد ومصالح الناس.
ونوه صالح بحملة «فينا خير» التي أطلقها سمو الشيخ ناصر بن حمد مشيراً إلى أنها تعتبر نطاق الصدقة وتجوز كذلك للغارمين حيث يمكن دفع الزكاة لهؤلاء وعبر الحملة، وقال: ينبغي التشجيع على مثل تلك الحملات وخاصة للمؤسسات التي لديها أموال زكاة كبيرة.
من جانبه لفت الشيخ فتحي الموصلي إلى أن من الأشخاص المستحقين للزكاة بنص القرآن هم «الغارمون»، الذين ترتبت عليهم الديون ولا حيلة لهم بوفائها، وأكد أن فيروس (كوفيد 19) هو جائحة وظرف استثنائي يتعلق بضرورات حفظ النفس، وقال: لهذا لا حرج في إعطاء الزكاة للغارمين أو المتضررين من هذه الجائحة.
وكذلك أشار الشيخ محمد فلامرزي إلى أن الزكاة هي عبادة ومتعة للمسلم أن يقوم بدفعها بنفسه للفقير والمسكين، والأولى أن يتفقد الإنسان من حوله، فقضية تحري الفقراء من حولك أو جيرانك أو الأرحام، لها مردود على نفس المزكي.
لكنه قال إن الزكاة يجوز دفعها لحملات خيرية، إذا كانت من مقاصدها أن تصرف الأموال إلى مصارف الزكاة واتفقت مصارفها مع مصارف الزكاة الثمانية وما أمر الله عز وجل أن تصرف الزكاة فيها، مثل إعانة الفقراء والمساكين، وإذا ما أعطى المسلم زكاته لجمعية أو حملة معينة فإنه بذلك يكون قد أوكل إليها دفعها للفقير.