طارق مصباحعبادة الصيام لا تعدو كونها عملية تربوية، تتم فيها تربية النفس، والارتقاء بها، فيصبح الإنسان قادراً على تجنب أي أمر يتبين له ضرره، لذلك كان صيام رمضان أفضل وسيلة للتخلص من العادات السيئة.يعد الصيام تدريباً إيجابياً ومتوازناً ومقنعاً للفرد والمؤمن؛ إذ إن للصائم حاجات ورغبات، وهي الحاجات والرغبات الدينية، كون المسلم يطمح في إرضاء ربه في أداء واجب الصوم الذي فرضه عليه، ويتضمن هذا الواجب الامتناع عن الطعام والشراب من ناحية، وضبط النفس عن إيذاء الآخرين من مختلف الجوانب المادية والمعنوية من ناحية أخرى، والحاجات والرغبات الاجتماعية.ولو نظرت بتدبر إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم» لوجدته يربي في المسلم قوة الإرادة ويجعل من الصوم وسيلة لتحسن الأخلاق وكظم الغيظ ومواجهة الأذى والجهل بالعفو والصفح فأي تربية هذه التي يربي الشرع عليها أبناءه من خلال العبادات العظيمة التي شرعها لهم ربهم وخاصة عبادة الصيام!الصيام يساعد على التحكم في السلوك، وتقوية الإرادة والعزيمة، فالصيام يعد تدريباً على قوة الإرادة والصبر، فالامتناع عن الطعام والشراب في فترة معينة تساعد الفرد على الصبر وقوة الإرادة فيما بعد، فالصوم إذاً هو درس مؤثر في الأفراد لتعلم الصبر وقوة الإرادة على التحمل.