أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" أمس، عن الفائزين بجائزة اليونسكو -الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في مجال التعليم، في دورتها الحادية عشرة للعام 2019، وهما برنامج "لتروس" لمهارات الكتابة من البرازيل، وأداة فحص عسر القراءة "دايتكتيف" من إسبانيا، وذلك عن موضوع الجائزة لهذا العام وهو استخدام الذكاء الاصطناعي للابتكار في التعليم والتدريس والتعلم.

وترمي "اليونسكو"، من خلال هذا الموضوع إلى تعزيز التطبيقات الفعالة والأخلاقية للذكاء الاصطناعي في مجال التعليم، وإتاحتها عالمياً.

وتم اختيار الفائزين بالجائزة من بين 113 ترشيحاً قدمتها حكومات الدول الأعضاء في اليونسكو وفي المنظمات الشريكة لها، بناءً على توصية لجنة تحكيم دولية مؤلفة من خبراء عالميين في مجال التعليم من مختلف دول العالم.

وأكد وزير التربية والتعليم د.ماجد النعيمي، على الأهمية الكبيرة لهذه الجائزة العالمية التي تفضل بها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى وتبنتها منظمة اليونسكو، لتكون فريدة من نوعها ضمن جوائز المنظمة، خاصة من حيث أهدافها القائمة على توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصال في التعليم.

وبينت الأوضاع الحالية مدى الحاجة لتشجيع المبادرات التي توظف هذه التقنية من أجل توفير وضمان الحق في التعلم للجميع، مشيداً في هذا الإطار بالمبادرة الملكية السامية بإطلاق هذه الجائزة التي تبلغ اليوم دورتها الحادية عشرة وتحقق أفضل النتائج وتترسخ كجائزة عالمية ذات مكانة مرموقة.

وأضاف الوزير أن العدد المتزايد للمساهمات والمشاركات القيمة التي تتقدم بها الدول سنوياً للتنافس على هذه الجائزة يؤكد مدى أهميتها في خدمة الإنسانية من خلال التعليم.

وأكد أن الجائزة مصنفة كمبادرة دولية رائدة حظيت باعتماد المنظمة منذ انطلاقة نسختها الأولى عام 2006، وبما يعكس النظرة الإنسانية الريادية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى نحو تعزيز جهود اليونسكو في نشر التعليم الجيد والمنصف للجميع، حيث تنسجم أهدافها مع أهداف اليونسكو التي تركز على التوسع في توظيف تكنولوجيات المعلومات والاتصال في مجال التعليم، سعياً لسد الفجوة الرقمية بين الدول، وتوفير الحق في التعليم للجميع، وخاصة للفئات المحرومة.

يذكر أن الفائز الأول وهو برنامج "لتروس" لمهارات الكتابة، الذي استحدثته شركة "لتروس" البرازيلية، يعتمد على الذكاء الاصطناعي في إبداء ملاحظات بصورة آلية على الإنشاء الذي يكتبه الطلاب.

ويرمي هذا البرنامج إلى الحدِّ من الأمية الوظيفية باللغة البرتغالية من خلال تحسين فرص التمرن المتاحة للطلاب والمعلمين في المدارس الثانوية.

ويساعد البرنامج الطلاب على تنمية مهارات الكتابة من خلال حلقة تقييم تدمج ما بين الذكاء الاصطناعي والتدخل البشري. ويتلقى الطلاب ملاحظات فورية من البرنامج، الذي يمكنه تحديد أنماط الكتابة، كما يتلقون ملاحظات أكثر تفصيلاً من المعلمين الذين يتولون وضع العلامات.

واستخدم هذا البرنامج منذ عام 2017، أكثر من 65 ألف طالب في مختلف أنحاء الولايات البرازيلية الست والعشرين.

والفائز الثاني وهو أداة "دايتكتيف"، استحدثتها شركة (Change Dyslexia) الإسبانية، مصممة للكشف عن عسر القراءة لدى الناطقين باللغة الإسبانية خلال 15 دقيقة تقريباً، وتوفر هذه الأداة أيضاً تمارين ترفيهية للمتعلمين الذين يعانون من عسر القراءة للتغلب على الصعوبات التي يواجهونها في الكتابة والقراءة. ويتكون هذا التطبيق من مزيج من اختبارات ترفيهية عبر الإنترنت مرتبطة بتطبيقات تنبؤية للتعلم الآلي.

واستفاد حتى الآن أكثر من 270 ألف طفل في 43 بلداً من التشخيص التمهيدي المجاني لعسر القراءة، كما قدمت الشركة منحاً إلى العائلات الفقيرة التي لديها أطفال يحتاجون إلى تعليم تقويمي لعسر القراءة.