طارق مصباح

الافتقار إلى لقاء الله تعالى، لذة هي أعظم لذات الدنيا وهو رجاء لقاء الله سبحانه وتعالى، وهو الذي يدفع المؤمن ويحدوه إلى السير في الطريق مهما كانت العقبات. فلا يشهد ملكاً إلا ملك الله تعالى، ولا يشهد غنىً إلا غنى ربه سبحانه وتعالى، فيشهد كل شيء فقيراً لا يملك ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياة ولا نشورا، قال سبحانه (مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).

كيف يتحقق الافتقار إلى اللـه؟

1- إدراك عظمة الخالق وجبروته: فكلما كان العبد أعلم باللـه تعالى وصفاته وأسمائه كان أعظم افتقاراً إليه وتذللاً بين يديه.

2- إدراك ضعف المخلوق وعجزه :فمن عرف قدر نفسه، وأنَّه مهما بلغ في الجاه والسلطان والمال؛ فهو عاجز ضعيف لا يملك لنفسه صرفاً ولا عدلاً؛ تصاغرت نفسه، وذهب كبرياؤه، وذلَّت جوارحه، وعظم افتقاره لمولاه، والتجاؤه إليه، وتضرعه بين يديه.

كيف نستشعر لذة الانكسار بين يدي اللـه؟

ومن الأمور التي تجدد الإيمان استشعار لذة المناجاة والانكسار بين يدي اللـه عز وجل، فلماذا يقول الرسول صلى اللـه عليه وسلم: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد)؟ لأن حال السجود فيه ذلة ليست في بقية الأحوال، وفيه انكسار وخضوع ليست في بقية الأحوال، ولذلك أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد، لما ألصق جبهته بالأرض، وهي أعلى شيء فيه لمن وضعها؟ لله، صار أقرب شيء لله.