موزة فريد

قد يعتبر البعض أن الحجر المنزلي الذي تفرضه الظروف خلال الفترة الحالية سبباً في ظهور بعض الأمراض أو السلوكيات السلبية منها "الشراء العاطفي" وهو أن تقرر شراء ما لا تحتاجه بدافع الشعور بالمتعة وتخطي المشاعر السلبية التي تعتقد أنها تدخل السرور إلى قلبك، وذلك بسلوك طريق التسوق العاطفي بالأخص مع قرب العيد، وهو سرور مؤقت صنفه أطباء بأنه قد يكون أحد أعراض مرض الاكتئاب ثنائي القطب.

وقالت أماني حسين إنها عند الإحساس بالملل والجلوس في غرفتها تفتح أحد مواقع التسوق أو برامج التسوق وتعبئ سلة المشتريات دون أي تقدير لمدى احتياجها للغرض وتصرف مبالغ كبيرة عليها وعندما يصلها الطلب تكتشف وجود أشياء عديدة لم تكن بحاجة إليها، وقد تأسف على صرف أموالها في كل تلك المشتريات.

ووصف استشاري الأمراض النفسية د. شبر القاهري "الشراء العاطفي" بأنه حالة نفسية قد لا تؤثر الأشخاص بشكل مباشر، وقال إنه مرض منتشر حتى قبل فيروس كورونا لسهولة التعرض له، بواسطة الطلب بالإنترنت دون الحاجة للخروج من المنزل وإيجاد كل ما يريده فيه.

وأضاف: يتم استدراج الباحثين عن أغراض في الانترنت بتقديم عروض لسعر مخفض وهو ما يرفع الإقبال على الشراء عن طريقها، ثم يتحول فيما بعد إلى هوس يتنامى لدى الناس، لكن بيدهم القدرة على السيطرة عليه وتتفاوت تلك القدرة بين شخص وآخر حتى يتحول عند غير القادرين إلى مرض، منوهاً إلى ان الإعلانات لها تأثير كبير وبسببها ارتفعت نسب شراء الناس خاصة مع وجود تنافس قوي بالأسعار .

وحول الحلول أشار د. القاهري إلى قدرة الإنسان على حماية نفسه من التأثر بهذه الدعايات والتحكم في أهوائه وحماية نفسه من العادات السيئة التي قد يكتسبها عن طريق جلوسه الطويل في المنزل، واستغلال أوقات الفراغ الطويلة في أمور مفيدة مثل القراءة أو ممارسة هواياته.

كما لفت القاهري إلى ضرورة التأكد عند الشراء من المواقع أن تكون مواقع موثوقة، خصوصاً خلال هذه الفترة ومع جائحة كورونا فقد يتأخر الطلب اذا كان يخص فترة العيد، وقال: مع هذه الظروف ربما يصل الطلب بعد العيد، ولذلك فيجب التروي وحساب المدة الزمنية وأبعاد الاستفادة من المشتروات قبل الطلب، ودائماً ما أقول على أن الإنسان تغيير أنماط سلوكه، حتى لا نصبح مجتمع استهلاكي أكثر من اللازم، فهناك أولويات في الحياة يجب الالتفاف لها والتفكير فيها والاحتياط واجب عن طريق توفير وادخار ما لديكم، فلا أحد يعلم متى ستنتهي هذه الأزمة " .

ونصح القاهري الناس بضرورة البحث الجاد عن السلعة في أكثر من موقع والمفاضلة بينها، وحذر من الإعلانات التي قد تخلق شعور الحاجة لأشياء غير ضرورية أو أولوية، وقال إن الحياة اليوم تتطلب تخطيط مدروس ومنظم، والشراء وصرف المال قد يكون أحد أعراض مرض الاكتئاب ثنائي القطب.