مريم بوجيري

يتعرض الكثير من الأطفال لمسألة الخوف من الحيوانات الأليفة، فيتعالى الصراخ والبكاء ويبدأ الطفل بفقد السيطرة على نفسه في بعض الأحيان مما يستدعي معه تدخل الأهل.

إلى ذلك، أكدت أخصائية العلاج النفسي فاطمة النزر، أن الإنسان يخلق بغريزة الخوف لكن الطفل يتعلم الخوف من عمر 6 أشهر من الأشياء بشكل كامل و تتغير مخاوفه بالتدريج عندما يكبر في السن، فالإنسان بطبعه يخاف من المجهول حيث إن كل فترة في عمره يكون فيها خوف من شيء جديد حسب المرحلة العمرية.

وأوضحت، أن خوف الطفل من الحيوانات يكون غير طبيعي، حيث إن الطبيعي أنه لا يخاف خصوصاً وأن الطفل في مراحل عمره الأولى يتعرف على الأشياء بنفسه ويلمسها لكنه يخاف من التجربة نفسها، وبالتالي بدأ يتعلم الطفل ويراقب ماحوله من تصرفات من الأهل والبيئة المرتبطة فيه من المحيط والتجارب والإعلام والقصص الخيالية التي يمكن أن يستمع إليها عن الحيوانات والتي تجعله يخاف.

وأشارت النزر، إلى ان الخوف من الممكن أن يكون طبيعياً لكنه يمكن أن يتحول إلى مرضي بما يسمى بالفوبيا علمياً.

وأوضحت النزر، أن الاضطراب النفسي في الكم وليس بالكيف فهو يختلف بدرجة الخوف نفسها، حيث يصل عند الطفل لدرجة معينة عندما يعيق تقدمه في أمر ما أو تظهر عليه أعراض جسمانية غير طبيعية، وعندما يصل الطفل إلى هذه المرحله تكون لديه فوبيا مرضية تحتاج تدخلاً من الطبيب المعني بحيث يتم اختيار استراتيجات العلاج حسب السلوك.

وقالت: "أحياناً تحتاج الأم لتجاهل خوف الطفل لأن الأطفال في بعض الأحيان يلجأون للفت انتباه أهلهم، لكن يجب التفريق بين الخوف المرضي أو خلافه، كما يجب على الأهل محاولة تناسي الخوف الذي يشعرون به أمام أبنائهم ليعلموا أبناءهم على الشجاعه".

وبينت أن الأطفال يخافون أحياناً من حيوانات لا يمكن أن يروهم في حياتهم وهذا يرجع لخيال الطفل والذي يكون خصباً في أول مراحل حياته كما إن القصص الخيالية التي يلقيها الأهل على أولادهم تساهم في خلق ذلك النوع من الخيال والذي يشكل الخوف لدى الطفل، لذلك يجب على الأهل مراقبة خوف أبنائهم حتى لا يصل إلى قلق أو اكتئاب أو فوبيا مرضية.

وأكدت النزر، أن سوء الطرق للقضاء على خوف الطفل من الحيوانات هو إجباره على حيوان معين أو التعرف عليه فهي من أسوأ الطرق في القضاء على خوفه، خصوصاً أن ذلك يسبب ألماً نفسياً للطفل لأنه سيعتقد أنه يقوم بإحراج والديه بسبب خوفه ولا يرضي تطلعاتهم وبالتالي يتراكم الخوف في نفس الطفل ويصبح لديه خوف من أشياء أخرى مستقبلاً مثل الخوف من المجازفة والعمل وغيره.

وأضافت، أن القلق من أكثر اضطرابات الطفولة ويعبر عنها بالحركة الزايدة ومحاولة لفت الانتباه خصوصاً في أول مراحله الدراسية ويجب على الأهل الانتباه لذلك ومعالجته بالطرق الصحيحة.