* إشادة دولية للبحرين بحصولها على المركز الأول عربياً والثاني عالمياً في التعافي من "كورونا"* مساعٍ لترفيع "التشاور السياسي" إلى "اللجنة الوزارية العليا المشتركة"* 3 ملايين دولار حجم التبادل التجاري بين البلدين* حصاد "خيرات البحرين" في السودان مع انطلاق المشروع* جذب رجال الأعمال البحرينيين ومنتدى استثماري سوداني بالمنامة* مبادرات للقطاع الخاص ورجال الأعمال واستثمارات بالزراعة والثروة الحيوانية* إكمال الخارطة الاستثمارية بين البلدين بالامتيازات والتسهيلات* نجاح "خيرات البحرين" يفتح الباب أمام تجارب ومبادرات جديدة* 6 آلاف سوداني بالبحرين يعملون في الطب والمحاسبة والجامعات والهندسة الزراعية* عودة سودانيين من البحرين بعد فتح المطارات نتيجة أزمة "كورونا"* مبادرة للجالية السودانية بفتح حساب ببنك الخرطوم لمكافحة الفيروس* دول "التعاون" تمثل عمق المحور العربي للسودان* دور متميز لـ "التعاون" في حل الأزمات العربية وتوحيد المواقف إقليمياً* السودان حريص على أمن واستقرار دول الخليج* الخرطوم ترفض أي تهديد للملاحة ومنشآت النفط في الخليج* السودان أكثر استقراراً بعد ثورة ديسمبر المجيدة بفضل مؤسسات الحكم الانتقالية
وليد صبريأكد سفير السودان في البحرين إبراهيم محمد الحسن أحمد أن "نجاح تجربة البحرين عالمياً في مكافحة فيروس كورونا (كوفيد 19)، دليل على الجهود الجبارة التي يبذلها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء"، مضيفاً أن "البحرين استحقت إشادة المنظمات الدولية لاسيما منظمة الصحة العالمية بحصولها على المركز الأول عربياً والثاني عالمياً في التعافي من الفيروس".وأوضح سفير السودان في حوار خص به "الوطن" أن "المملكة سوف تحصد نتائج مشروع "خيرات البحرين" في السودان مع بدء انطلاق المشروع"، مشيراً إلى أن "نجاح المشروع يفتح الباب أمام تجارب ومبادرات جديدة".وذكر أن "التبادل التجاري بين البلدين يتجاوز 3 ملايين دولار"، لافتاً إلى "إكمال الخارطة الاستثمارية بين البلدين بالامتيازات والتسهيلات". وتحدث سفير السودان عن "خطة الخرطوم لجذب رجال الأعمال البحرينيين، وتنظيم منتدى استثماري سوداني بالمنامة"، مبيناً أن "هناك مبادرات للقطاع الخاص ورجال الأعمال من خلال الاستثمارات في الزراعة والثروة الحيوانية". وإلى نص الحوار:كيف تقيمون العلاقات بين البحرين والسودان في ظل التطورات الإقليمية والدولية؟- تحرص جمهورية السودان ومملكة البحرين على تعزيز سير العلاقات في كل المجالات بما يحقق مصلحة البلدين والشعبين، وتتسم العلاقات في جوهرها بالتعاون والتنسيق المستمر للمواقف في القضايا والمنابر الإقليمية والدولية، وتتسم أيضاً بالاستقرار والثبات بالرغم من التطورات والمتغيرات المتسارعة إقليمياً ودولياً. وكان لافتتاح سفارة البلدين والزيارات والاتصالات على مستوى كبار المسؤولين، الأثر الواضح في دفع وتطوير العلاقات السياسية، كما أدى إلى تفهم أفضل لما يدور من أحداث وتطورات سياسية واقتصادية وثقافية، وبالتالي تولدت قناعة لدى القيادة في البلدين بأهمية دفع العلاقات قدماً والتنسيق في المحافل الإقليمية والدولية. ووصلت العلاقات لمستوى متقدم من التطور عبر اهتمام قيادة الدولة في قيام لجنة التشاور السياسي بين البلدين وهناك مساعٍ لترفيعها إلى مستوى اللجنة الوزارية العليا المشتركة. وهنالك عدد من الاتفاقيات الموقعة بين البلدين كاتفاقية إنشاء اللجنة الوزارية العليا المشتركة. وهناك فرص ومساعٍ لتطوير العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري بين البلدين.كيف تقيمون جهود البحرين بقيادة سمو ولي العهد في مكافحة فيروس كورونا؟- إن نجاح تجربة مملكة البحرين عالمياً في مكافحة فيروس كورونا دليل على الجهود الجبارة التي يبذلها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء. لقد لفتت التجربة البحرينية الأنظار بفضل تضافر وتلاحم أبناء المملكة من مواطنين ومقيمين، إلى جانب مساهمة المؤسسات في القطاعين العام والخاص وإبرازهم لمبدأ المسؤولية المجتمعية والوطنية. وقد عكفت مملكة البحرين في إطار توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، على وضع الخطط ومتابعتها لمكافحة الفيروس عبر وزاراتها ومؤسساتها بما يكفل توفير الرعاية الصحية وسبل الوقاية، مع الاهتمام بمصالح وأوضاع جميع القطاعات وأفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين. وننتهز هذه الفرصة لنشيد بحكمة القيادة في المملكة وعلى رأسها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، وبجهود صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، حيث قدمت المملكة نموذجاً متميزاً عبر فريقها الوطني لتطبيق الإجراءات الاحترازية والالتزام بالبرتوكولات العلاجية المعتمدة، وحصولها على المركز الثاني عالمياً والأول عربياً في نسبة التعافي من الفيروس مما جعلها محل إشادة منظمة الصحة العالمية.هل لنا أن نتطرق إلى جهود السودان في مكافحة فيروس كورونا؟- جهود السودان في مكافحة فيروس كورونا، تمثلت في، اهتمام قيادة الدولة الذي تجسد في تشكيل اللجنة العليا للطوارئ الصحية في السودان، والمبادرات الفردية والجماعية داخل السودان والتي وظفت وسائل التواصل الاجتماعي للعمل على نشر التوعية والإجراءات الاحترازية للحد من خطر انتشار الفيروس، ودور المؤسسات والشركات "منظومة الصناعات الدفاعية"، وقيام الكوادر الطبية والصيدلانية بمبادرة تصنيع المعقمات والكمامات وتوزيعها مجاناً، إلى جانب توزيع الإرشادات الصحية، ودور الجاليات حول العالم في المساهمة في دعم الجهود الوطنية لمكافحة فيروس كورونا عبر الروابط والجمعيات والنوادي السودانية، التي ساهمت مادياً بإرسال الاحتياجات الأساسية للكوادر الطبية "مواد التعقيم، والمعدات والأسرة الطبية، والأدوية"، وفتح حسابات لجمع التبرعات المالية. ولا ننسى وقوف الدول الشقيقة والصديقة ودعمها للسودان في مكافحة انتشار الفيروس، أما بإرسال كوادرها الطبية أو كتقديم المعينات الطبية، ونشير إلى مبادرة الجالية السودانية في البحرين بقيادة النادي السوداني وفتح حساب في بنك الخرطوم باسم المنصة السودانية لمكافحة جائحة فيروس كورونا لدعم مجهودات الدولة.هل نظمت سفارة السودان رحلات خاصة لتأمين عودة مواطنين من البحرين نتيجة أزمة فيروس كورونا؟ـ قامت السفارة بعملية حصر وتسجيل السودانيين الراغبين في العودة وتعمل على الترتيبات المتعلقة بذلك مع الجهات المختصة في السودان ونتابع بصورة يومية لأجل بدء عودتهم بعد فتح المطارات.ما آخر التطورات بشأن مشروع "خيرات البحرين" في السودان؟- مشروع خيرات البحرين للإنتاج الزراعي والحيواني المملوك لمملكة البحرين يأتي في إطار مبادرة لتفعيل قرارات القمة الاقتصادية العربية لتحقيق الأمن الغذائي العربي وبناء عليه تم منح مملكة البحرين أرض زراعية بمساحة 100 ألف فدان لتحقيق الاكتفاء الذاتي لمملكة البحرين من المنتجات الزراعية واللحوم في خطوة تحقيق التكامل الاقتصادي العربي. ويقع المشروع في محلية الدبة غربة الجابرية بالولاية الشمالية في مساحة قدرها 100 ألف فدان أي ما يعادل 42000 هكتار أي ما يعادل 420 كلم مربع في تربة خصبة ويبعد عن نهر النيل 56 كيلو متراً وأقرب مطار للمشروع مطار دنقلا الدولي حوالي 136 كلم، ويبعد عن ميناء بورتسودان الرئيسي حوالي 792 كيلو متراً مع العلم بأن المشروع يقع بجوار مشروع أمطار الإماراتي ومشروع الراجحي السعودي وأشير إلى النجاحات لكل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والتي بدأت تثمر من خلال إنتاج القمح والحبوب الزيتية وإنتاج الأعلاف "البرسيم" والبقوليات والفول والبصل، كما أن هناك إنتاجاً مقدراً من الفاكهة مثل البرتقال والموز. وقد زار المشروع بالسودان في سبتمبر 2017، وفد من وزارة الزراعة البحرينية لاستكمال الإجراءات القانونية الخاصة بالمشروع تمهيداً للشروع في استغلاله. وبتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء تم إرسال وفد رفيع المستوى يتكون من خبراء فنييين وقانونيين بتاريخ 23 سبتمبر 2017، لمباشرة تسجيل مشروع خيرات البحرين، وفتح مكتب تنسيقي للمشروع بالخرطوم، وعينت البحرين مديراً بحرينياً مديراً عاماً للمشروع، ونسقت البعثة زيارة ناجحة لوفد بحريني من الحكومة البحرينية "شركة ممتلكات البحرين الحكومية"، إلى السودان في أغسطس 2018، ورتبت للوفد مقابلات مع قيادة وزارة الاستثمار لبحث شروع البحرين في استغلال مشروع خيرات البحرين بالولاية الشمالية، وقد شهد عام 2019 بدء الانطلاق الفعلي للمشروع وتوقف المشروع بعد جائحة فيروس كورونا التي اجتاحت العالم بأثره ونتمنى بعد انتهاء الجائحة أن يعود العمل بالصورة المرجوة.كم يبلغ حجم التبادل التجاري بين البحرين والسودان؟- يتجاوز حجم التبادل التجاري بين السودان والبحرين 3 ملايين دولار خلال العام.ما أبرز الصادرات والواردات بين البحرين والسودان؟- أهم الصادرات السودانية للبحـرين، اللحوم، والأسمنت، والخضروات والفواكه، والسمسم، وأهم الـواردات، الأسمدة الزراعية "شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات أحد أكبر مصانع إنتاج الأسمدة في الشرق الأوسط"، والمصنوعات البلاستيكية، ومكيفات الهواء، والألمنيوم، والحديد الخردة.كم عدد الشركات الاستثمارية السودانية في البحرين والعكس؟- الحركة التجارية والاستثمارية متبادلة بين البلدين، إلا أن الغالب عليها مبادرات القطاع الخاص ورجال الأعمال، حيث يمتلك عدد ليس بقليل داخل البلدين سجلات تجارية وأعمالاً استثمارية موجهة بشكل خاص لقطاع الزراعة والثروة الحيوانية.ما هي خطة السودان لجذب المستثمرين البحرينيين؟- خطة السودان لجذب المستثمرين البحرينيين، تشمل، حث وتشجيع تبادل زيارات المسؤولين بين البلدين بشكل مستمر، وضرورة تفعيل الاتفاقيات والمذكرات الاقتصادية، وتنسق البعثة مع الجهات المختصة في الخرطوم لقيام منتدى استثماري في البحرين، وتعكف الجهات المختصة بالسودان على إكمال الخارطة الاستثمارية وما تحتويه من امتيازات وتسهيلات، وتتابع البعثة تنفيذ مشروع "خيرات البحرين" في الولاية الشمالية، حيث إن نجاح المشروع سيفتح الباب أمام تجارب ومبادرات بحرينية جديدة.ماذا عن المجالات المختلفة في التعاون بين السودان والبحرين؟- تشهد العلاقات الثنائية بين البلدين تطوراً ملحوظاً في المجالات المختلفة، وننسق مع وزارة الخارجية البحرينية لتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم في العديد من المجالات لتأطير التعاون بين البلدين، ومن أوجه التعاون، التعاون الثقافي، باعتبار أن البحرين وجهة ثقافية إقليمية، يحرص السودان على تبادل الزيارات بين المسؤولين بصورة متواصلة للتواصل الثقافي والشعبي بين البلدين، وفي مجال التعليم، خلق علاقات تعاون بين وزارتي التربية والتعليم العام والعالي في البلدين والبحث في إمكانية خلق فرص متبادلة للعمل والانتداب والإعارة للكادر التعليمي السوداني والبحريني في مختلف المدارس والجامعات والمعاهد، وفي مجال السياحة، يعتبر السودان وجهة سياحية للكثير من السياح البحرينيين لاسيما "الصيد، والغوص"، وفي مجال التعاون العسكري، هناك التدريب المتبادل لطلبة وخريجي الكليات العسكرية بين البلدين، وغيرها من مجالات الصحة والتجارة والاستثمار.كم عدد أبناء الجالية السودانية في البحرين؟- كما هو معروف فإن مملكة البحرين تختلف عن بقية دول مجلس التعاون الخليجي في طبيعة القوانين السائدة ونوع الحياة وشكل العلاقة بين أصحاب العمل والعمال والمحكومة بقوانين ولوائح صارمة تساوي في الحقوق والواجبات بين أطراف العلاقات التعاقدية بين المواطن البحريني والمقيم في كثير من الأشياء، إلى جانب عدم وجود العقلية الجمعية المتسلطة للإنسان وللمجتمع البحريني، الأمر الذي جعل الجالية والوجود السوداني فيها ذو خصوصية، وإلى حد كبير نجحت في الاندماج داخل النسيج الاجتماعي البحريني، حيث إن غالبيتها والتي يبلغ تعدادها نحو 6 آلاف، وهي جالية نوعية ومميزة تتوزع المهن التي تشغلها ما بين المستشارين القانونيين، والأطباء، والمحاسبين، وأساتذة جامعات، وبياطرة، وإداريين "مدراء"، ومهندسين زراعيين.كيف تنظر السودان إلى منظومة مجلس التعاون الخليجي؟- ترتكز العلاقة بين السودان ومنظومة مجلس التعاون الخليجي على مبدأ الشراكة الاستراتيجية، حيث تمثل دول المجلس عمق المحور العربي للسودان، ومنذ تأسيسه يتابع المجلس الأوضاع والمتغيرات في السودان، وتميزت مواقفه بالدعم المستمر لكافة جهود إحلال السلام والتنمية، مع التأكيد على سيادة السودان الداخلية، ونشيد بدور مجلس التعاون الخليجي في حل الأزمات العربية وتوحيد المواقف إقليمياً.تتعرض دول الخليج إلى تهديدات مستمرة من إيران عبر دعم شبكات وميليشيات الإرهاب، خاصة مع استهداف سفن الملاحة وشركات النفط.. ما رأيكم في ذلك؟ـ يؤكد السودان حرصه على أمن واستقرار أشقائه في دول الخليج العربي، ورفض كل ما يهدد السلم والأمن، ويرفض السودان أي تهديد لحركة الملاحة ومنشآت النفط في الخليج العربي.كيف ترون مستقبل السودان في مرحلة ما بعد البشير؟- بعد ثورة ديسمبر المجيدة نرى مستقبل السودان أكثر استقراراً بفضل جهود مؤسسات الحكم الإنتقالية "مجلس السيادة ومجلس الوزراء"، حيث أبرز السودان نموذجاً غير مسبوق في الثورة السلمية في المنطقة لتلاحم جميع مكونات المجتمع والأحزاب السياسية ومؤسسات الدولة، ونموذجاً للتسامح مع الحرص على حماية الأمن الوطني. إن الاستقرار والتنمية سيشمل جميع الأقاليم بمشاركة جميع الأطراف، إذ نشير هنا لمفاوضات السلام السودانية في جوبا، ونأمل في التوصل لرؤية توافقية بشأن القضايا الملحة، ومعالجة الوضع الاقتصادي وإعفاء الديون وإعادة الاندماج في المنظومة الاقتصادية والمالية العالمية والانضمام لمنظمة التجارة العالمية من أهم الملفات التي تعكف عليها الحكومة الانتقالية عليها، وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطن السوداني، ثم الانفتاح نحو الدوائر الإقليمية والدولية اقتصادياً واستثمارياً.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90