* تطور الحجر الصحي في المملكة على مدار 11 عقداً من الزمان
* توفير التطعيمات واللقاحات ضد "الطاعون" عام 1907
* الهندي بندركار أول طبيب حكومي تتعاقد معه البحرين في الثلاثينات
* بندركار كان مسؤولاً عن علاج الغواصين والبحارة بمواسم صيد اللؤلؤ
* صورة متطورة لمؤسسات الدولة في مكافحة الأوبئة خلال 8 عقود
* توسع أنشطة لجنة "مكافحة الملاريا" عام 1939
* "التراخوما" أبرز الأمراض المعدية في بدايات القرن الـ 20
وليد صبري
كشف الطبيب والباحث المتخصص في التاريخ الصحي د. محمد جوهر عن "مدى تطور الحجر الصحي الذي تم إنشاءه عام 1910، في البحرين، من حيث التجهيزات في ذلك الزمن، حيث كان يضم غرفة منفصلة لجهاز التعقيم، الذي كان يسمى "آلة التبخير"، المعتمد على بخار الماء في درجة الغليان للقضاء على الميكروبات والجراثيم، الى جانب توفير للمواد الكيميائية المستخدمة في التطهير والنظافة، كما كان محاطاً بسور من أشجار النخيل، أو كما وصفت في أحد المراسلات بـ "أعواد التمر" أو الرطب".
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الوطن" على هامش المحاضرة التي نظمها مركز عيسى الثقافي "عن بعد"، بعنوان، "قراءة في تاريخ مكافحة الأوبئة في البحرين"، بحضور أكثر من 100 مشارك عبر منصة "زووم" الإلكترونية، أن "جهود الدولة في مكافحة الأمراض والأبئة بدأت منذ بدايات القرن العشرين"، مشيرا الى "توجيهات صاحب العظمة الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، لتشييد أول محجر صحي، واستقدام طبيب هندي ليكون مشرفاً عليه، وتوفير التطعيمات واللقاحات ضد "الطاعون" وذلك خلال الفترة من 1907 إلى 1910".
وقال إن "أول طبيب حكومي تتعاقد معه حكومة البحرين هو الطبيب الهندي بندركار، وكان مسؤولاً عن علاج الغواصين والبحارة في عرض البحر، أثناء مواسم صيد اللؤلؤ، إلى جانب عيادة صغيرة كانت تقع في سوق المحرق في منزل قديم، يقوم بعلاج المرضى بها وإعطاء بعض التطعيمات والعلاجات، وعين عضواً في لجنة مكافحة الملاريا التي توسعت أنشطتها وضمت العديد من المعنيين عام 1939، مما يؤكد صورة متطورة وسباقة في التنسيق والتعاون بين مختلف مؤسسات الدولة في مواجهة ومكافحة انتشار الأمراض والأوبئة، فضمت تلك اللجنة، المعتمد البريطاني، ومهندس الدولة، ورئيس الخدمات الطبية الحكومية، ومسؤولة الخدمات الطبية النسائية، والذي يؤكد الإيمان بدور المرأة في المجتمع والمجال الصحي تحديداً، والطبيب المسؤول عن الحجر الصحي، وسكرتارية بلديتي المنامة والمحرق، ومدير مدرسة المنامة للبنين، وأعيان ووجهاء المجتمع البحريني، إلى جانب الدكتور بندركار بالطبع".
وفي رد على سؤال حول أبرز الأمراض المعدية التي كانت منتشرة في البحرين في ذلك الوقت، أفاد د. جوهر بأنه "من الأمراض المعدية التي كانت منتشرة في البحرين، وخصوصاً بين الأطفال، مرض "التراخوما"، والذي كان من مضاعفاته فقدان البصر، ولكن استطاعت البحرين بفضل جهود التوعية المجتمعية، والحملات التي لم تتوقف عبر السنوات الماضية، من القضاء عليه، من خلال اعتماد مبالغ مالية في ميزانية الدولة لصالح اجراءات الفحص المبكر لجميع طلبة المدارس والأطفال، لرصد الحالات وعلاجها قبل حدوث المضاعفات، بالإضافة الى تدريب المدرسين والمدرسات على إجراء الفحص المبكر للنظر، وتدشين عيادات الصحة المدرسية، وكانت تلك من مهام لجنة الصحة العامة والشؤون الاجتماعية التي تأسست عام 1946، لتحل محل لجنة مكافحة الملاريا، وتوسعت أنشطتها أيضاً لتشمل، التوعية ضد الأمراض المنقولة جنسياً، ورعاية الطفولة والأمومة، عن طريق تدريب "الدايات" أو القابلات، على اتباع الطرق الصحيحة في مكافحة العدوى، أثناء عملية الولادة وما بعدها، مما ساهم كثيراً في انخفاض نسبة الوفيات بين المواليد".
يذكر أن د. محمد أحمد جوهر، طبيب مقيم أول في قسم جراحة الفم والوجه والفكين بمجمع السلمانية الطبي، وباحث متخصص في التاريخ الصحي لمملكة البحرين وناشط في مجال التوعية الصحية، وهو حاليا طبيب متطوع ضمن الحملة الوطنية لمكافحة فيروس "كورونا"، وحاصل على شهادة البكالوريوس في طب وجراحة الفم والأسنان من جامعة القاهرة، وزمالة طب الأسنان -الكلية الملكية للجراحين- بأدنبره، والبورد الألماني لزارعة الأسنان، وعضو جمعية الهلال الأحمر البحريني، ورئيس لجنة مكافحة العدوى بمركز الشيخ صباح السالم الصحي سابقاً.
* توفير التطعيمات واللقاحات ضد "الطاعون" عام 1907
* الهندي بندركار أول طبيب حكومي تتعاقد معه البحرين في الثلاثينات
* بندركار كان مسؤولاً عن علاج الغواصين والبحارة بمواسم صيد اللؤلؤ
* صورة متطورة لمؤسسات الدولة في مكافحة الأوبئة خلال 8 عقود
* توسع أنشطة لجنة "مكافحة الملاريا" عام 1939
* "التراخوما" أبرز الأمراض المعدية في بدايات القرن الـ 20
وليد صبري
كشف الطبيب والباحث المتخصص في التاريخ الصحي د. محمد جوهر عن "مدى تطور الحجر الصحي الذي تم إنشاءه عام 1910، في البحرين، من حيث التجهيزات في ذلك الزمن، حيث كان يضم غرفة منفصلة لجهاز التعقيم، الذي كان يسمى "آلة التبخير"، المعتمد على بخار الماء في درجة الغليان للقضاء على الميكروبات والجراثيم، الى جانب توفير للمواد الكيميائية المستخدمة في التطهير والنظافة، كما كان محاطاً بسور من أشجار النخيل، أو كما وصفت في أحد المراسلات بـ "أعواد التمر" أو الرطب".
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الوطن" على هامش المحاضرة التي نظمها مركز عيسى الثقافي "عن بعد"، بعنوان، "قراءة في تاريخ مكافحة الأوبئة في البحرين"، بحضور أكثر من 100 مشارك عبر منصة "زووم" الإلكترونية، أن "جهود الدولة في مكافحة الأمراض والأبئة بدأت منذ بدايات القرن العشرين"، مشيرا الى "توجيهات صاحب العظمة الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، لتشييد أول محجر صحي، واستقدام طبيب هندي ليكون مشرفاً عليه، وتوفير التطعيمات واللقاحات ضد "الطاعون" وذلك خلال الفترة من 1907 إلى 1910".
وقال إن "أول طبيب حكومي تتعاقد معه حكومة البحرين هو الطبيب الهندي بندركار، وكان مسؤولاً عن علاج الغواصين والبحارة في عرض البحر، أثناء مواسم صيد اللؤلؤ، إلى جانب عيادة صغيرة كانت تقع في سوق المحرق في منزل قديم، يقوم بعلاج المرضى بها وإعطاء بعض التطعيمات والعلاجات، وعين عضواً في لجنة مكافحة الملاريا التي توسعت أنشطتها وضمت العديد من المعنيين عام 1939، مما يؤكد صورة متطورة وسباقة في التنسيق والتعاون بين مختلف مؤسسات الدولة في مواجهة ومكافحة انتشار الأمراض والأوبئة، فضمت تلك اللجنة، المعتمد البريطاني، ومهندس الدولة، ورئيس الخدمات الطبية الحكومية، ومسؤولة الخدمات الطبية النسائية، والذي يؤكد الإيمان بدور المرأة في المجتمع والمجال الصحي تحديداً، والطبيب المسؤول عن الحجر الصحي، وسكرتارية بلديتي المنامة والمحرق، ومدير مدرسة المنامة للبنين، وأعيان ووجهاء المجتمع البحريني، إلى جانب الدكتور بندركار بالطبع".
وفي رد على سؤال حول أبرز الأمراض المعدية التي كانت منتشرة في البحرين في ذلك الوقت، أفاد د. جوهر بأنه "من الأمراض المعدية التي كانت منتشرة في البحرين، وخصوصاً بين الأطفال، مرض "التراخوما"، والذي كان من مضاعفاته فقدان البصر، ولكن استطاعت البحرين بفضل جهود التوعية المجتمعية، والحملات التي لم تتوقف عبر السنوات الماضية، من القضاء عليه، من خلال اعتماد مبالغ مالية في ميزانية الدولة لصالح اجراءات الفحص المبكر لجميع طلبة المدارس والأطفال، لرصد الحالات وعلاجها قبل حدوث المضاعفات، بالإضافة الى تدريب المدرسين والمدرسات على إجراء الفحص المبكر للنظر، وتدشين عيادات الصحة المدرسية، وكانت تلك من مهام لجنة الصحة العامة والشؤون الاجتماعية التي تأسست عام 1946، لتحل محل لجنة مكافحة الملاريا، وتوسعت أنشطتها أيضاً لتشمل، التوعية ضد الأمراض المنقولة جنسياً، ورعاية الطفولة والأمومة، عن طريق تدريب "الدايات" أو القابلات، على اتباع الطرق الصحيحة في مكافحة العدوى، أثناء عملية الولادة وما بعدها، مما ساهم كثيراً في انخفاض نسبة الوفيات بين المواليد".
يذكر أن د. محمد أحمد جوهر، طبيب مقيم أول في قسم جراحة الفم والوجه والفكين بمجمع السلمانية الطبي، وباحث متخصص في التاريخ الصحي لمملكة البحرين وناشط في مجال التوعية الصحية، وهو حاليا طبيب متطوع ضمن الحملة الوطنية لمكافحة فيروس "كورونا"، وحاصل على شهادة البكالوريوس في طب وجراحة الفم والأسنان من جامعة القاهرة، وزمالة طب الأسنان -الكلية الملكية للجراحين- بأدنبره، والبورد الألماني لزارعة الأسنان، وعضو جمعية الهلال الأحمر البحريني، ورئيس لجنة مكافحة العدوى بمركز الشيخ صباح السالم الصحي سابقاً.