سماح علام
أكدت عضو مجلس إدارة جمعية البحرين للتدريب وتنمية الموارد البشرية د.أمل الجودر أهمية إدارة الذات لتحقيق الاتزان الفكري الذي ينعكس على السلوكيات، وأوضحت أن الإنسان العادي تمر عليه 60 ألف فكرة في اليوم الواحد، والتحديث في تحويل هذه الأفكار إلى نقاط محورية للتغيير والتعلم وإحداث الفارق، مبينه أهمية التوازن بين أركان الحياة الرئيسة وهي "الجسد، النفس، الأهل، الرب" ومعتبرة أن الاتزان بين هذه الجوانب هو سر النجاح والسعادة.
وأوضحت د.الجودر أن التفاعل مع الذات والمحيط ومن ثم الكون هو الذي يشكل حياتنا، فهناك 4 مناطق في الإنسان عليه الوعي بها الأولى هي المنطقة "المفتوحة" الكل يعرفها والثانية هي منطقة "مغلقة" لا يعلم بها أحد والثالثة منطقة "عمياء" لا يراها الشخص بل يراها الآخرون عنه، والرابعة منطقة (كامنة) تظهر في الأزمات فقط، كما هي الأزمة التي نعيشها اليوم والتي يمكن أن تخرج الطاقة الكامنة في أنفسنا.. ولكن فقط لنتأمل ونعمل ولنبحث عن الشغف والإبداع ولنتعلم كل جديد.
جاء ذلك في ثاني لقاء تفاعلي أجرته "الوطن" مع قروب الأسرة حيث استضافت د.أمل الجودر في لقاء مباشر مع القراء أتاح فرصة طرح عدة أسئلة حول "إدارة الذات وأنماط الحياة الصحية"، وفي الآتي أهم ما جاء فيه..
قروب الأسرة: هل هناك أشياء أستطيع أن أطور من نفسي فيها أو اقتراحات لأشياء مفيدة أستغل فيها وقتي وتطور من شخصيتي؟
د.الجودر: يجب تقييم الذات ومعرفة ما ينقصنا، لذلك علينا أن نقيم البدن، فمثلاً هل نأكل جيداً ونمارس الرياضة، ومن جهة ثانية يتوجب علينا أن نقيم الجوانب الاجتماعية وعلاقتنا مع الأقارب، فالتباعد اليوم وفي ظل أوضاع جائحة فيروس كورونا هو تباعد جسدي ولكن لا يعني التباعد العاطفي والنفسي، من المهم النظر إلى هذا الوقت على أنه وقت مثالي للعودة إلى الذات، والأهم توثيق علاقتنا بربنا التي إذا صلحت صلحت الحياة برمتها.
وتقول الجودر: "عجلة الحياة تتماشى تماماً مع حديث الرسول عليه الصلاة والسلام إن لبدنك عليك حقاً، وإن لنفسك عليك حقاً، وإن لأهلك عليك حقاً، وإن لربك عليك حقاً.. إذاً نحن نتحدث عن أركان أربعة ( الجسد، النفس، الأهل، الرب) وهنا يتحقق الاتزان بين كل من الجسد والعقل والقلب والروح ".
قروب الأسرة: ما هو مفهوم نمط الحياة الصحية..وهل هو محصور فقط في التغذية؟
د.الجودر: نتحدث عن 10 نقاط هامة، هي الأساس في إيجاد نمط حياة صحي للفرد، وهي الغذاء الصحي السليم وممارسة الرياضة بانتظام، والحفاظ على وزن مثالي صحي، تجنب التدخين، النوم الكافي، تجنب الكحول، المخدرات، النظافة العامة، إدارة التوتر والضغوط النفسية، إجراء فحوصات دورية للاطمئنان على الصحة، فإذا ضمنا هذه النقاط العشرة، فإننا سنؤمن حياة صحية بمعايير جودة عالية.
قروب الأسرة: كيف أهيء نفسي صحياً وأبتعد عن التوترات؟
د.الجودر: لنتوقف معاً عند هذا التساؤل الهام، هل التوترات هي الحدث نفسه أم أن ردة فعلي هي التي تحدث التوترات، فإذا تأملنا ذلك سندرك أن ردة فعلنا والطاقة التي نبذلها للتعامل مع الحدث أو الفعل هي التي تحدث التوترات، وهذا يعتمد على ردة فعل الشخص، من هنا قد يواجه مجموعة من البشر الحدث نفسه ولكن تختلف ردود الفعل حولها وهذا هو الفارق بين شخص وآخر.
وتردف قائلة: "لابد من الوعي بأفكارنا، وأن نعمل على التفكير الترشيحي، لا نريد التهويل ولا تحويل "الحبة إلى دبة" أيضاً هناك نوع من التفكير يفكر بشكل "شخصي أو شخصنة الموضوع، أيضاً هناك أشخاص جامدون ولا يتقبلون الأفكار الجديدة، من هنا يجب معرفة الذات وإدراك نمط تفكيرنا ومحاولة الوصول إلى الاتزان، وهذا ما يحدث الفارق في حياة الناس.. أيضاً لابد من الالتزام بالموضوعية، والتفكير الذي يرتبط بالحياة وبالغذاء وبالنوم، فالأفكار تؤثر على المشاعر والمشاعر تؤثر على السلوكيات، من هنا يجب الانتباه إلى هذه الأمور التي تحدث الفارق في النفس وبالتالي تنعكس على جوانب حياتنا.
قروب الأسرة: كيف نتجنب السمنة (بالرخيص القوي)؟
د.الجودر: كم نأكل وكم نحرق، هذا باختصار يحدد موضوع السمنة، فتخفيف الوزن يعتمد على 80% منه على الأكل و20 % فقط النشاط البدني، إذا لابد من التحدث عن نوعية الطعام، من هنا يجب أن نعرف ماذا نشتري وما هي الكمية التي نأكلها... وأيضاً لا يهم أن نشارك في نادٍ رياضي مثلاً لممارسة الرياضة بل يمكن عمل التمارين في الغرفة، كما يمكن حمل قنينة ماء بدل الأثقال، أيضاً يمكننا المشي ثم الهرولة أو محاول الركض ثم العودة إلى المشي وهكذا، إذا نتحدث عن رياضات متوفرة وسهلة.. باختصار نمط الحياة الصحي لا يتعلق بمستوى معيشي عالٍ، بل بممارسات وسلوكيات ذاتية منبعها الأفكار والعقل.
قروب الأسرة: هل الأكل الصحي رخيص أم أن الأطعمة الصحية هي الأطعمة الغالية في سعرها؟
د.الجودر: لا يعتمد الطعام الصحي على السعر أبداً، فهناك الكثير من الأطعمة الصحية التي يمكن شراؤها حسب ميزانية الأسرة، والفكرة في النوع والكمية، وهنا لابد من التأكيد على أهمية تغيير نوعية الأطعمة التي نوفرها على الطاولة، لنستبدل الأمور غير المفيدة بفواكه وخضار وحبوب مثلاً.. علينا أن نعود الأطفال على الأطعمة الصحية، والاتجاه نحو تغيير نوعية الطعام وتغيير نوع الصحن أيضاً، والابتعاد عن المقليات والسكريات، والاهتمام بالألياف.. كل ذلك يجعلنا نتحدث عن نوع الطعام وليس ثمنه.
قروب الأسرة: ما أهمية النوم وكيف يؤثر على حياتنا؟
د.الجودر: في غرفة النوم.. لا كمبيوتر ولا تلفون ولا تلفزيون.. فقط إضاءة وموسيقى هادئة إن أحببتم، فهناك ذبذبات في العقل لابد أن تتزن وتعود لوضعها الطبيعي وهي بالتالي تتأثر بالأجهزة.. فهل تعلمون أن 60 ألف فكرة في اليوم تمر على الإنسان العادي، ولا نتحدث عن إنسان مفكر بل إنسان عادي، من هنا يجب تغيير نوعية الأفكار وتنميتها.
كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: "رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس".. إذاً الوعي بالأفكار وتأثيرها أمر مهم للغاية.. والوعي بأنماط التفكير هو الأساس ومفتاح التغيير، ولابد من الانتباه إلى أن الإدراك الشخصي قد لا يكون له علاقة بالواقع، بل قد يكون له علاقة بالأفكار فقط، لذا نتحدث عن أمور داخلية تؤثر وتتأثر بالمحيط، ولكن يجب أن تكون صحيحة وبلا مبالغة أو تضخيم وبواقعية".
قروب "الوطن": كيف أساعد طفلي على بناء ذاته؟
د.الجودر: أولاً لنتفهم الاختلافات عند الأطفال، فالشخصيات مختلفة حتى بين الإخوان، ولابد من عدم استخدام أسلوب المقارنة مع أي طفل، وإن وجدت فتكون على المستوى الشخصي مثلاً بين سلوك وآخر أو السنة والسنة القادمة وهكذا.. لابد من التفهم والافتخار بمنجزات الأطفال وإعطائهم الثقة ولكن دون تدليل أو مبالغة، كل هذه الممارسات السلوكية وغيرها تزيد من ثقة الطفل في نفسه وتؤدي إلى تنميته، أيضاً لابد من توضيح أن الحب غير مشروط، فالحب لا يتعلق بالسلوك أو الخطأ، أيضاً على الآباء أن يكونوا قدوة وأن يكونوا نموذجاً من الذوق والأسلوب الراقي والوعي.
قروب "الوطن": هل هناك وصفة للنجاح الوظيفي والتميز؟ وما سر السعادة؟
د.الجودر: إذا كنت تريد السعادة لساعة خذ غفوة، وإذا كنت تريدها ليوم اذهب في رحلة، وإذا كنت تريد السعادة لأسبوع سافر، وإذا كنت تريد السعادة لشهر تزوج، وإذا كنت تريد السعادة لسنة احصل على ثروة، أما إذا كنت تريد السعادة طول العمر يجب عليك أن تحب الوظيفة التي تعمل بها، إذا ثلث أعمارنا موجود في الوظيفة، نحن نلتقي بزملاء العمل أكثر من أهلنا، لذا لابد من تحسين بيئات العمل وتوطيد العلاقات بين الناس.. والتعامل الإيجابي مع ما لا يمكن تغييره، وتغيير الممكن.. وفي النهاية تطوير نمط الحياة الصحي الذي ينعكس على جوانب الحياة كلها.
وتضيف د الجودر: جمال الحياة بما فيها، هي ليست جنة هي حياة فيها التناقضات، وفيها عنصر المفاجأة، إذاً علينا التعامل مع الحياة بكل ما فيها، وتدريب النفس على التطوير والإيجابية حسب الممكن، فالحياة في العالم الافتراضي تؤدي إلى إيجاد ذات افتراضية غير حقيقية، والتواصل الاجتماعي بين وجود هويتين للشخص، هوية حقيقية يومية إضافة إلى هوية ثانية ترسم وتشكل وتقدم للناس.. إذاً النموذج الحقيقي هو في الحياة الحقيقية وليس في الحياة الافتراضية.
قروب الأسرة: إذا حصل لأحد الأولاد مشكلة هل يذهب للأب أو للأم أولاً أو للأب ولماذا؟
د.الجودر: يعتمد على الأقرب وأيضاً حسب الموضوع، ولكن يجب دائماً الاحتضان وعدم التوبيخ، إذا تعزيز الراحة والاستماع دون خوف هو أساس الحوار الناجح وحل المشاكل وليس الأمر في اختيار الأب أو الأم.. ولكن في النهاية يجب أن يكون الحل من داخل الأسرة وليس من الخارج، وهذا هو الأمر الأساس.
قروب الأسرة: كيف نعزز حس المسؤولية عند الأطفال والإحساس بالنعم وعدم التمرد؟
د.الجودر: أولاً لابد من التقرب إلى الأبناء ومن ثم مشاركتهم الأشياء التي يحبونها، ومن ثم إشعارهم بمستوى النعم التي يعيشونها وإطلاعهم على مجتمعات فقيرة لا تتوفر لديهم اللقمة والماء لأبسط احتياجاتهم مثل الاستحمام، ولنا أن نقيس على ذلك.
قروب الأسرة: نتحدث عن إدارة الذات.. فكيف نتخلص من المخاوف ونتخطى تأثير أي مشكلة قد تحدث في الماضي؟
د.الجودر: لابد من العيش في الحاضر وعدم الخوف من المستقبل، نريد التحكم في نفسنا ونعلم من أخطائنا، وما حدث اليوم يشكل المستقبل ولكن ذلك لا يعني الخوف والتوجس والعيش في الماضي الذي عادة ما يكون ندوم ولوم.. إذا نتحدث عن إيقاع جديد في الحياة.. لابد من الاتزان بين إدراك الفرد لمتطلبات الوظيفة وأيضاً إدراك الفرد لقدراته، وعليه إذا كانا متساويين فنحن نتحدث عن إنجاز ولكن إذا كان هناك خلل فإننا نتحدث عن يأس وإحباط قد يحدث.
قروب الأسرة: ما الذي يتوجب علينا تغييره وهل هناك من أخطاء نمارسها في حياتنا؟
د.الجودر: أنصح بالتنفس والاسترخاء، وعمل لائحة داخلية لنظام البيت، وضبط مواقيت النوم، وزيادة مساحة المشاركة في الهوايات والأنشطة الأسرية، إذاً نتحدث عن إدارة منزل بمتعة وحب واحتضان وتفهم، ونتحدث عن وعي أسري متكامل، وعدم فرض التغيير على الشخص، بل محاولة أن يكون التغيير منبعه شخصي.. وأضيف أن لكل شخص منطقة راحة لا يريد الخروج منها، ولكن بعد هذه المنطقة هناك مساحة فيها تعلم وفيها تجارب وفيها نجاح وفيها فشل، إذاً نتحدث عن تطوير والخروج من منطقة الراحة قدر ما نستطيع.
قروب الأسرة: هل ترين أن الأسر اليوم أكثر قرباً من نمط الحياة الصحية ؟ وما هي معايير القياس في ظل الاختلافات الثقافية بين الأسرة ؟
د.الجودر: نتحدث عن وعي زائد وهو حقيقة معاشة.. وعي بالأكل والصحة والرياضة والتعامل الواعي مع المرض وغيرها، وتكاتف المجتمع إزاء فيروس كورونا خير شاهد، إذاً ثمة توجه جديد وواقع جديد يتشكل. واختلاف الثقافات يدلل على وجود تغيير في تفاصيل حياتنا... وبالتالي التغيير للأفضل.. وفي النهاية القياس يكون بتناقص نسب المرضى وزيادة المؤشرات الصحية، وهذه نتيجة يجب أن نحققها كمجتمع متحضر وواعٍ.
قروب الأسرة: هل من نصائح محددة لأصحاب الكلسترول؟
د.الجودر: الكوليسترول موجود في العقل والماء والجسم يصنع الكولسترول، إذاً أين المشكلة تكمن المشكلة في العلو أو زيادة الحد، إذاً نتحدث عن التقليل من الدهون المشبعة، المضرة، "عن جلد الدجاج أو الشحوم وغيرها"، إذاً نتحدث عن نظام متكامل ووعي بأهمية الصحة.
{{ article.visit_count }}
أكدت عضو مجلس إدارة جمعية البحرين للتدريب وتنمية الموارد البشرية د.أمل الجودر أهمية إدارة الذات لتحقيق الاتزان الفكري الذي ينعكس على السلوكيات، وأوضحت أن الإنسان العادي تمر عليه 60 ألف فكرة في اليوم الواحد، والتحديث في تحويل هذه الأفكار إلى نقاط محورية للتغيير والتعلم وإحداث الفارق، مبينه أهمية التوازن بين أركان الحياة الرئيسة وهي "الجسد، النفس، الأهل، الرب" ومعتبرة أن الاتزان بين هذه الجوانب هو سر النجاح والسعادة.
وأوضحت د.الجودر أن التفاعل مع الذات والمحيط ومن ثم الكون هو الذي يشكل حياتنا، فهناك 4 مناطق في الإنسان عليه الوعي بها الأولى هي المنطقة "المفتوحة" الكل يعرفها والثانية هي منطقة "مغلقة" لا يعلم بها أحد والثالثة منطقة "عمياء" لا يراها الشخص بل يراها الآخرون عنه، والرابعة منطقة (كامنة) تظهر في الأزمات فقط، كما هي الأزمة التي نعيشها اليوم والتي يمكن أن تخرج الطاقة الكامنة في أنفسنا.. ولكن فقط لنتأمل ونعمل ولنبحث عن الشغف والإبداع ولنتعلم كل جديد.
جاء ذلك في ثاني لقاء تفاعلي أجرته "الوطن" مع قروب الأسرة حيث استضافت د.أمل الجودر في لقاء مباشر مع القراء أتاح فرصة طرح عدة أسئلة حول "إدارة الذات وأنماط الحياة الصحية"، وفي الآتي أهم ما جاء فيه..
قروب الأسرة: هل هناك أشياء أستطيع أن أطور من نفسي فيها أو اقتراحات لأشياء مفيدة أستغل فيها وقتي وتطور من شخصيتي؟
د.الجودر: يجب تقييم الذات ومعرفة ما ينقصنا، لذلك علينا أن نقيم البدن، فمثلاً هل نأكل جيداً ونمارس الرياضة، ومن جهة ثانية يتوجب علينا أن نقيم الجوانب الاجتماعية وعلاقتنا مع الأقارب، فالتباعد اليوم وفي ظل أوضاع جائحة فيروس كورونا هو تباعد جسدي ولكن لا يعني التباعد العاطفي والنفسي، من المهم النظر إلى هذا الوقت على أنه وقت مثالي للعودة إلى الذات، والأهم توثيق علاقتنا بربنا التي إذا صلحت صلحت الحياة برمتها.
وتقول الجودر: "عجلة الحياة تتماشى تماماً مع حديث الرسول عليه الصلاة والسلام إن لبدنك عليك حقاً، وإن لنفسك عليك حقاً، وإن لأهلك عليك حقاً، وإن لربك عليك حقاً.. إذاً نحن نتحدث عن أركان أربعة ( الجسد، النفس، الأهل، الرب) وهنا يتحقق الاتزان بين كل من الجسد والعقل والقلب والروح ".
قروب الأسرة: ما هو مفهوم نمط الحياة الصحية..وهل هو محصور فقط في التغذية؟
د.الجودر: نتحدث عن 10 نقاط هامة، هي الأساس في إيجاد نمط حياة صحي للفرد، وهي الغذاء الصحي السليم وممارسة الرياضة بانتظام، والحفاظ على وزن مثالي صحي، تجنب التدخين، النوم الكافي، تجنب الكحول، المخدرات، النظافة العامة، إدارة التوتر والضغوط النفسية، إجراء فحوصات دورية للاطمئنان على الصحة، فإذا ضمنا هذه النقاط العشرة، فإننا سنؤمن حياة صحية بمعايير جودة عالية.
قروب الأسرة: كيف أهيء نفسي صحياً وأبتعد عن التوترات؟
د.الجودر: لنتوقف معاً عند هذا التساؤل الهام، هل التوترات هي الحدث نفسه أم أن ردة فعلي هي التي تحدث التوترات، فإذا تأملنا ذلك سندرك أن ردة فعلنا والطاقة التي نبذلها للتعامل مع الحدث أو الفعل هي التي تحدث التوترات، وهذا يعتمد على ردة فعل الشخص، من هنا قد يواجه مجموعة من البشر الحدث نفسه ولكن تختلف ردود الفعل حولها وهذا هو الفارق بين شخص وآخر.
وتردف قائلة: "لابد من الوعي بأفكارنا، وأن نعمل على التفكير الترشيحي، لا نريد التهويل ولا تحويل "الحبة إلى دبة" أيضاً هناك نوع من التفكير يفكر بشكل "شخصي أو شخصنة الموضوع، أيضاً هناك أشخاص جامدون ولا يتقبلون الأفكار الجديدة، من هنا يجب معرفة الذات وإدراك نمط تفكيرنا ومحاولة الوصول إلى الاتزان، وهذا ما يحدث الفارق في حياة الناس.. أيضاً لابد من الالتزام بالموضوعية، والتفكير الذي يرتبط بالحياة وبالغذاء وبالنوم، فالأفكار تؤثر على المشاعر والمشاعر تؤثر على السلوكيات، من هنا يجب الانتباه إلى هذه الأمور التي تحدث الفارق في النفس وبالتالي تنعكس على جوانب حياتنا.
قروب الأسرة: كيف نتجنب السمنة (بالرخيص القوي)؟
د.الجودر: كم نأكل وكم نحرق، هذا باختصار يحدد موضوع السمنة، فتخفيف الوزن يعتمد على 80% منه على الأكل و20 % فقط النشاط البدني، إذا لابد من التحدث عن نوعية الطعام، من هنا يجب أن نعرف ماذا نشتري وما هي الكمية التي نأكلها... وأيضاً لا يهم أن نشارك في نادٍ رياضي مثلاً لممارسة الرياضة بل يمكن عمل التمارين في الغرفة، كما يمكن حمل قنينة ماء بدل الأثقال، أيضاً يمكننا المشي ثم الهرولة أو محاول الركض ثم العودة إلى المشي وهكذا، إذا نتحدث عن رياضات متوفرة وسهلة.. باختصار نمط الحياة الصحي لا يتعلق بمستوى معيشي عالٍ، بل بممارسات وسلوكيات ذاتية منبعها الأفكار والعقل.
قروب الأسرة: هل الأكل الصحي رخيص أم أن الأطعمة الصحية هي الأطعمة الغالية في سعرها؟
د.الجودر: لا يعتمد الطعام الصحي على السعر أبداً، فهناك الكثير من الأطعمة الصحية التي يمكن شراؤها حسب ميزانية الأسرة، والفكرة في النوع والكمية، وهنا لابد من التأكيد على أهمية تغيير نوعية الأطعمة التي نوفرها على الطاولة، لنستبدل الأمور غير المفيدة بفواكه وخضار وحبوب مثلاً.. علينا أن نعود الأطفال على الأطعمة الصحية، والاتجاه نحو تغيير نوعية الطعام وتغيير نوع الصحن أيضاً، والابتعاد عن المقليات والسكريات، والاهتمام بالألياف.. كل ذلك يجعلنا نتحدث عن نوع الطعام وليس ثمنه.
قروب الأسرة: ما أهمية النوم وكيف يؤثر على حياتنا؟
د.الجودر: في غرفة النوم.. لا كمبيوتر ولا تلفون ولا تلفزيون.. فقط إضاءة وموسيقى هادئة إن أحببتم، فهناك ذبذبات في العقل لابد أن تتزن وتعود لوضعها الطبيعي وهي بالتالي تتأثر بالأجهزة.. فهل تعلمون أن 60 ألف فكرة في اليوم تمر على الإنسان العادي، ولا نتحدث عن إنسان مفكر بل إنسان عادي، من هنا يجب تغيير نوعية الأفكار وتنميتها.
كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: "رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس".. إذاً الوعي بالأفكار وتأثيرها أمر مهم للغاية.. والوعي بأنماط التفكير هو الأساس ومفتاح التغيير، ولابد من الانتباه إلى أن الإدراك الشخصي قد لا يكون له علاقة بالواقع، بل قد يكون له علاقة بالأفكار فقط، لذا نتحدث عن أمور داخلية تؤثر وتتأثر بالمحيط، ولكن يجب أن تكون صحيحة وبلا مبالغة أو تضخيم وبواقعية".
قروب "الوطن": كيف أساعد طفلي على بناء ذاته؟
د.الجودر: أولاً لنتفهم الاختلافات عند الأطفال، فالشخصيات مختلفة حتى بين الإخوان، ولابد من عدم استخدام أسلوب المقارنة مع أي طفل، وإن وجدت فتكون على المستوى الشخصي مثلاً بين سلوك وآخر أو السنة والسنة القادمة وهكذا.. لابد من التفهم والافتخار بمنجزات الأطفال وإعطائهم الثقة ولكن دون تدليل أو مبالغة، كل هذه الممارسات السلوكية وغيرها تزيد من ثقة الطفل في نفسه وتؤدي إلى تنميته، أيضاً لابد من توضيح أن الحب غير مشروط، فالحب لا يتعلق بالسلوك أو الخطأ، أيضاً على الآباء أن يكونوا قدوة وأن يكونوا نموذجاً من الذوق والأسلوب الراقي والوعي.
قروب "الوطن": هل هناك وصفة للنجاح الوظيفي والتميز؟ وما سر السعادة؟
د.الجودر: إذا كنت تريد السعادة لساعة خذ غفوة، وإذا كنت تريدها ليوم اذهب في رحلة، وإذا كنت تريد السعادة لأسبوع سافر، وإذا كنت تريد السعادة لشهر تزوج، وإذا كنت تريد السعادة لسنة احصل على ثروة، أما إذا كنت تريد السعادة طول العمر يجب عليك أن تحب الوظيفة التي تعمل بها، إذا ثلث أعمارنا موجود في الوظيفة، نحن نلتقي بزملاء العمل أكثر من أهلنا، لذا لابد من تحسين بيئات العمل وتوطيد العلاقات بين الناس.. والتعامل الإيجابي مع ما لا يمكن تغييره، وتغيير الممكن.. وفي النهاية تطوير نمط الحياة الصحي الذي ينعكس على جوانب الحياة كلها.
وتضيف د الجودر: جمال الحياة بما فيها، هي ليست جنة هي حياة فيها التناقضات، وفيها عنصر المفاجأة، إذاً علينا التعامل مع الحياة بكل ما فيها، وتدريب النفس على التطوير والإيجابية حسب الممكن، فالحياة في العالم الافتراضي تؤدي إلى إيجاد ذات افتراضية غير حقيقية، والتواصل الاجتماعي بين وجود هويتين للشخص، هوية حقيقية يومية إضافة إلى هوية ثانية ترسم وتشكل وتقدم للناس.. إذاً النموذج الحقيقي هو في الحياة الحقيقية وليس في الحياة الافتراضية.
قروب الأسرة: إذا حصل لأحد الأولاد مشكلة هل يذهب للأب أو للأم أولاً أو للأب ولماذا؟
د.الجودر: يعتمد على الأقرب وأيضاً حسب الموضوع، ولكن يجب دائماً الاحتضان وعدم التوبيخ، إذا تعزيز الراحة والاستماع دون خوف هو أساس الحوار الناجح وحل المشاكل وليس الأمر في اختيار الأب أو الأم.. ولكن في النهاية يجب أن يكون الحل من داخل الأسرة وليس من الخارج، وهذا هو الأمر الأساس.
قروب الأسرة: كيف نعزز حس المسؤولية عند الأطفال والإحساس بالنعم وعدم التمرد؟
د.الجودر: أولاً لابد من التقرب إلى الأبناء ومن ثم مشاركتهم الأشياء التي يحبونها، ومن ثم إشعارهم بمستوى النعم التي يعيشونها وإطلاعهم على مجتمعات فقيرة لا تتوفر لديهم اللقمة والماء لأبسط احتياجاتهم مثل الاستحمام، ولنا أن نقيس على ذلك.
قروب الأسرة: نتحدث عن إدارة الذات.. فكيف نتخلص من المخاوف ونتخطى تأثير أي مشكلة قد تحدث في الماضي؟
د.الجودر: لابد من العيش في الحاضر وعدم الخوف من المستقبل، نريد التحكم في نفسنا ونعلم من أخطائنا، وما حدث اليوم يشكل المستقبل ولكن ذلك لا يعني الخوف والتوجس والعيش في الماضي الذي عادة ما يكون ندوم ولوم.. إذا نتحدث عن إيقاع جديد في الحياة.. لابد من الاتزان بين إدراك الفرد لمتطلبات الوظيفة وأيضاً إدراك الفرد لقدراته، وعليه إذا كانا متساويين فنحن نتحدث عن إنجاز ولكن إذا كان هناك خلل فإننا نتحدث عن يأس وإحباط قد يحدث.
قروب الأسرة: ما الذي يتوجب علينا تغييره وهل هناك من أخطاء نمارسها في حياتنا؟
د.الجودر: أنصح بالتنفس والاسترخاء، وعمل لائحة داخلية لنظام البيت، وضبط مواقيت النوم، وزيادة مساحة المشاركة في الهوايات والأنشطة الأسرية، إذاً نتحدث عن إدارة منزل بمتعة وحب واحتضان وتفهم، ونتحدث عن وعي أسري متكامل، وعدم فرض التغيير على الشخص، بل محاولة أن يكون التغيير منبعه شخصي.. وأضيف أن لكل شخص منطقة راحة لا يريد الخروج منها، ولكن بعد هذه المنطقة هناك مساحة فيها تعلم وفيها تجارب وفيها نجاح وفيها فشل، إذاً نتحدث عن تطوير والخروج من منطقة الراحة قدر ما نستطيع.
قروب الأسرة: هل ترين أن الأسر اليوم أكثر قرباً من نمط الحياة الصحية ؟ وما هي معايير القياس في ظل الاختلافات الثقافية بين الأسرة ؟
د.الجودر: نتحدث عن وعي زائد وهو حقيقة معاشة.. وعي بالأكل والصحة والرياضة والتعامل الواعي مع المرض وغيرها، وتكاتف المجتمع إزاء فيروس كورونا خير شاهد، إذاً ثمة توجه جديد وواقع جديد يتشكل. واختلاف الثقافات يدلل على وجود تغيير في تفاصيل حياتنا... وبالتالي التغيير للأفضل.. وفي النهاية القياس يكون بتناقص نسب المرضى وزيادة المؤشرات الصحية، وهذه نتيجة يجب أن نحققها كمجتمع متحضر وواعٍ.
قروب الأسرة: هل من نصائح محددة لأصحاب الكلسترول؟
د.الجودر: الكوليسترول موجود في العقل والماء والجسم يصنع الكولسترول، إذاً أين المشكلة تكمن المشكلة في العلو أو زيادة الحد، إذاً نتحدث عن التقليل من الدهون المشبعة، المضرة، "عن جلد الدجاج أو الشحوم وغيرها"، إذاً نتحدث عن نظام متكامل ووعي بأهمية الصحة.