مع ظروف جائحة فايروس كورونا اتجهت اغلب الجهات في مملكة البحرين الى العمل والتدريس والتدريب عن بعد واستخدام الادوات التكنولوجية بشكل أكبر مما اختلفت طبيعة العمل مع تسهيل الاجراءات وبعض الصعوبات التي واجهت كل قطاع على حدى , وبالنسبة لمعهد البحرين كذلك اتجه خلال هذه الفترة الى التدريب عن بعد بالتنقيات والادوات الالكترونية تماشيا مع الظروف .
حيث قالت الدكتورة سماح العجاوي مدير عام معهد البحرين للتدريب في حوار « للوطن « سيقوم معهد البحرين بطرح عدد من الدورات القصيرة التي تقدم عن بعد خلال عطلة الصيف وتوفر تدريبا على عدد من التطبيقات والبرامج التي تدعم العمل عن بعد و الدراسة عن بعد أو التعامل مع برامج الاتصال المرئي و غيره من برامج متاحة عبر شبكة الانترنت. مثل برنامج Ms. Excel Pivot Table ، وبرنامج Office 365 (One Drive)، وبرنامج Google Forms. و التي بدئوا فعلا بطرحها في شهر يونيو الجاري، وهي مفتوحة للجمهور بشكل مجاني، كما يمكن لموظفي جميع المؤسسات الخاصة والعامة الاستفادة منها.
ففي العادة تبدأ إجازة المتدربين الصيفية مع نهايات شهر يونيو من كل عام، وتقتصر العملية التدريبية حينها على البرامج التدريبية الخاصة التي يقدمونها ضمن تعاون مع عدد من المؤسسات الخاصة والتي تُصمم وفق احتياجات وطلب هذه المؤسسات، هذا بالإضافة إلى المعكسر الصيفي الذي يقوموا بتنظيمه سنوياً لمنتسبي الأكاديمية الملكية للشرطة التابعة لوزارة الداخلية. وهذا جزء من دور المعهد في دعم جهود مملكة البحرين في التصدي لفايروس كورونا، حيث تركز غالب هذه الدورات القصيرة على تطوير مهارة المشارك في التعامل مع البرامج المتاحة وتعزز قدرته في العمل، أو الدراسة أو الانتاج عن بعد باستخدام التكنولوجيا المتاحة حاليا للجميع عبر شبكة الانترنت.
علاوة على ذلك أكدت العجاوي أن المعهد على استعداد لتقديم أي دورات قصيرة أو وورش عمل خلال فترة الصيف لأي جهة راغبة بحيث يتم تصميم هذه الدورات بحسب طلب واحتياج المؤسسات المختلفة، مع مراعاة أن تتم هذه الدورات عن بعد، وذلك تنفيذا للتوجيهات العليا بضرورة اتباع الاحتياطات اللازمة التي اتخذتها الدولة للحد من انتشار جائحة كوفيد 19 وما ترتب عليها من إجراءات احترازية لضمان سلامة الجميع.
وقالت « أود أن أشير هنا إلى أن مثل هذه الدورات والورش التدريبية قد بدأت بالفعل في داخل المعهد منذ بدء تعليق الدراسة، حيث قمنا خلال شهر مارس و أبريل ومايو 2020، بتنظيم ورش لتدريب الطاقمين الإداري والتدريبي بالمعهد لاتقان عدد من البرامج والتطبيقات اللازمة لعملية التعليم والتدريب عن بعد علاوة على انتظام التعلم عن بعد في كافة برامج المعهد» .
وأشارت الى قيامهم بتقديم برامج ودورات قصيرة متنوعة للتدريب على عدد من التطبيقات والبرامج الهامة لعملية التعلم عن بعد، وسوف تقدم هذه البرامج عبر عدد من المنصات المعتمدة لدينا وأهمها منصة مودل Moodle المعروفة والتي بدأنا العمل بها في المعهد بأسلوب التعلم المدمج منذ عام 2018، لكننا قمنا بتفعيلها بشكل كامل منذ 10 مارس 2020، كما قمنا بعدها، وبالتحديد في 22 مارس 2020، بتفعيل تطبيق مايكروسوفت 365 (تيمز)، من أجل تفعيل نظام التعليم المتزامن عن بعد وإطلاق آلية الدروس التدريبية الافتراضية أيضا لتسهيل التواصل مع متدربي المعهد كافة، هذا إضافة إلى العديد من الأدوات الأخرى التي تدعم العملية التدريية وتوفر دعما ومساعدة اضافيين للمتدربين مثل تطبيق كاهوت Kahoot وسكولوجي Schoology، وويبيكسWebex ، وبيغ بلو بوتون BigBlueButton ، وبريزي Prezi، وهي أدوات ووسائل داعمة لعملية التدريب عن بعد، ونحن في بحث دائم ومستمر عن المزيد من الوسائل والأدوات التي تسهل وتدعم عملية التدريب والتعلم عن بعد، كما إننا بصدد فتح باب التسجيل للعام التدريبي المقبل، عبر الانترنت، ونحن نتعاون حاليا مع الحكومة الالكترونية على تسهيل عملية التسجيل ودفع الرسوم هذه لكي تتم بشكل آمن عن بعد.
الصعوبات والتحديات
لم نكن أحد يتوقع أن نمر بهذه الظروف التي تسببت بها جائحة كوفيد 19، ولكن ما سهل عملية انتقالنا إلى التدريب و التعليم عن بعد هو جهوزية البنية التحتية لدينا وكذلك الخبرة التي اكتسبناها في مجال التعليم الدمج حيث بدأ مدربو المعهد في تفعيل تطبيق مودل منذ عام 2018 بالإضافة إلى تفعيلهم منذ سنوات لعدد من الأدوات الأخرى الداعمة لعملية التدريب و التي يمكن في ظل هذه الظروف الاستفادة منها بصورة أكبر لجعل عملية التدريب عن بعد أكثر تشويقا.
بعد التحول الفعلي والكامل للتعلم عبر الانترنت، أصبح التحدي الذي يواجهنا يتمثل في تحويل جميع فصولنا التدريبية وبرامجنا وتقديمها عبر الانترنت، لذا كان علينا أن نعمل بروح الفريق الواحد بسرعة و بقرب خاصة مع فريق الدعم الفني بالمعهد و اكاديمة تقنية المعلومات التي وفرت بداية التدريب اللازم لجميع المدربين والإداريين للعمل على هذه التطبيقات وذلك من أجل التثبت من قدرة الطاقم التدريبي على التدريب عن بعد عبر تطبيق تيمز (Teams) الذي تم استحداث استخدامه للمرة الاولى هذا الفصل. كذلك قمنا بتدريب جميع متدربي وطلبة المعهد على كيفية الدخول على جميع تطبيقات ومنصات التعلم التي يستخدمها المعهد عن بعد التي أضفناها لما كان موجوداً لدينا مسبقا. وفي الحقيقة فإننا لا نزال لحد الآن في مرحلة تطوير مستمر لعملية التعلم عن بعد، رغم تجاوزنا لكثير من الصعوبات.
تخصيص خطوطا ساخنة
كما خصص المعهد خطوطا ساخنة و بريدا الكترونيا للرد على استفسارات المدربين و المتدربين حول استخدام هذه الادوات، كما قام قسم الارشاد و التوجيه المهني بالتواصل مع المتدربين و دعمهم لحل أي اشكالات تعيقهم أثناء التدريب عن بعد.
وأضافت « واجهتنا أيضا صعوبة في تقديم الدروس العملية والحصص التطبيقية مثل حصص اللحام والحصص التي تتم في ورش السيارات والميكانيكا وما إلى ذلك. في البداية كان هناك توجه بأن يتم إرجاء تقديم هذا الجانب
من الدروس بشكل مباشر وذلك بعد أن يتم عودة المتدربين، لكن، وحرصا منا على أن لا يخسر المتدربون فوائد هذا الجانب بشكل كامل، قمنا بتقديم جوانب محددة من هذه الدروس العملية والتطبيقية، يمكن لها أن تفيد المتدربين في الوضع الحالي وما داموا بعيدين عن الورش والمختبرات، وذلك لحين عودتهم للتدريب التطبيقي المباشر بعد انزياح الجائحة».
إن الرغبة في مواصلة وانجاح العملية التعليمية والتدريبية و لو عن بعد هي رغبة جماعية وأصيلة في مملكة البحرين، تدعمها حكومتنا الرشيد بكامل مواردها وامكاناتها، وهو ما يدفعنا بشكل كبير ويزيد من اصرارنا في معهد البحرين للتدريب على انجاح هذه التجربة، وهو اصرار نابع من توجهات وزارة التربية والتعليم ودعمها اللامتناهي لهذه العملية وتوفيرها لجميع الظروف الملائمة للسير قدما بهذه التجربة وانجاحها. وحقيقة فقد اثبتت ظروف جائحة كوفيد 19 هذه، بالفعل، متانة البنية التحتية في مملكة البحرين وقدرتها على مواصلة واتمام عملية التعلم والتدريب والسير بها قدما في ظل جميع الظروف.
اختلافات فرضتها كورونا
الجائحة فرضت علينا التحرك جميعا والتعاون معا لإتمام العملية التدريبية، وفي الحقيقة فقد كان للأقسام غير التدريبية في المعهد دور داعم كبير لعملية التدريب عن بعد، ومن بين هذه الأقسام مركز مصادر التعلم الذي قام بتطوير وتسهيل عملية دخول المتدربين عن بعد لجميع المصادر والمراجع التعليمية المتوفرة في المركز، وفي مكتبات ومراكز أخرى سواء في داخل مملكة البحرين أو في خارجها، عدا عن تزويده المتدربين بقائمة من المواقع الالكترونية التي تشجع على القراءات المختلفة والمتنوعة. كذلك قام المركز بإصدار عدد من النشرات التي توفر معلومات مهمة يحتاجها المتدربون، سواء فيما يتعلق بمجالات تدريبهم المختلفة في المعهد، أو تلك المتعلقة بكيفية التعامل مع جائحة كوفيد 19.
قسم التدريب الميداني قام أيضا بدور داعم كبير وذلك عبر التواصل مع متدربي المعهد الذين يتلقون تدريبهم في مختلف المؤسسات الخاصة والعامة، إذ قام القسم بالتواصل مع الجهات المقدمة للتدريب والتي سمحت بمواصلة تدريبهم ميدانياً، وذلك للتأكد من التزام تلك المؤسسات بجميع الاجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها في ظل انتشار جائحة كوفيد 19 والتي أقرتها وفرضتها الجهات الرسمية في مملكة البحرين. وقام القسم بمتابعة اداء المتدربين عبر وسائل التواصل المسموع و المرئي، وقد قامت المؤسسات مشكورة بالتعاون مع المعهد في ذلك.
أما قسم الإرشاد المهني والتوجيه فقد قام بالتواصل مع المتدربين الذين واجهوا صعوبة في الدخول إلى التطبيقات والبرامج المختلفة التي يستخدمها المعهد لتقديم الحصص التدريبية الافتراضية، وقد تم توجيه معظم هؤلاء إما عبر الهاتف أو عبر محادثات بالفيديو تم خلالها شرح خطوات الدخول إلى هذه البرامج والتطبيقات ومتابعة دخول المتدربين خطوة بخطوة. كما قام القسم أيضا بترتيب زيارات لبعض المتدربين ممن لم تسهل عملية دخولهم لبرامج التعلم عن بعد، وذلك بتنظيم عملية حضورهم الشخصي للمعهد ليتم تدريبهم بشكل مباشر. ويحرص القسم على استمرار عملية التواصل مع كافة المتدربين بشكل دائم للتأكد من حصولهم على جميع الخدمات بشكل كامل ولضمان تحقيق استفادة قصوى لهم من عملية التعلم عن بعد.
من جانب آخر، قام قسم القبول والتسجيل بتمديد فترة الانسحاب من المقررات أو من الفصل التدريبي كما تم تفعيل هذه العملية وجميع الخدمات التي يقدمها القسم، وتمكين المتدربين من الحصول عليها عن بعد، بالإضافة إلى أنه تم رفع جميع الاستمارات المتعلقة بتلك الخدمات على موقع المعهد الالكتروني تسهيلا للمتدربين للوصول لجميع الخدمات عن بعد.
قسم الخدمات المساندة من جانبه حرص على توفير بيئة صحية وملائمة للعمل للموظفين العاملين من المعهد، حيث قام القسم مطلع شهر أبريل 2020 بتعقيم جميع مرافق المعهد، وذلك بالتعاون مع إدارة الخدمات بوزارة التربية والتعليم. ويولي القسم عناية خاصة بنظافة المعهد وذلك حرصا على سلامة جميع منتسبي المعهد في ظل هذه الظروف الاستثنائية.
أما قسم الدعم الفني في المعهد فيعمل حاليا على تحديث خوادم المعهد، بالتعاون مع الحكومة الالكترونية، وذلك من أجل استيعات العبء الجديد الذي ترتب عليها نتيجة التحول إلى التعلم الافتراضي.
أما قسم تدريب المؤسسات فقد قام بالتعاون مع الاقسام التدريبية و لجنة التدريب بالمعهد لتصميم وتقديم دورات قصيرة المدى و مجانية متاحة للجمهور و منتسبي المؤسسات الحكومية و الخاصة، و ذلك لتعريف المشاركين في هذه الدورات ودعم قدرتهم على استخدام الادوات الرقمية المتاحة. وقد إرتأت ادارة المعهد أهمية تقديم هذه الورش والدورات مجانا كمساهمة من المعهد لدعم جهود الفريق الوطني للتصدي لجائحة كورونا ، حيث أن هذه الدورات تعزز قدرة الفرد على النجاح في استخدام الادوات الرقمية في العمل أو الدراسة أو الحياة اليومية عن بعد.
وذكرت على ان الجائحة رغم تحدياها أبرزت نواحي ايجابية عديدة في منتسبي المعهد ، وأظهرت اصرار فريق معهد البحرين للتدريب على توفير أفضل وسائل التدريب عن بعد كما أظهرت بحثهم الجاد و المستمر عن فرص التطوير و التحديث لدعم التعليم و التدريب في مملكة البحرين.