تولي البحرين اهتماماً كبيراً بدعم وتمكين الشباب، وتنمية قدراتهم المعرفية والمهنية، وتعزيز مشاركتهم الإيجابية في شتى مناحي الحياة، إيماناً بكونهم الثروة الحقيقية للوطن وركيزة البناء والأمن والاستقرار والتقدم الحضاري والتنمية المستدامة خلال العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى.
وتحت شعار "إشراك الشباب من أجل تحفيز العمل العالمي"، تشارك البحرين العالم احتفاله باليوم الدولي للشباب الذي يصادف الثاني عشر من أغسطس من كل عام، وسط إنجازات رائدة في النهوض بالشباب البحريني، وتحفيزه على المشاركة الفاعلة في تدعيم المسيرة التنموية الشاملة، بفضل الدعم اللامحدود من لدن جلالة الملك المفدى، والحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأميـر خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، ومؤازرة صاحب السمو الملكي الأميـر سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، بالتوافق مع الرؤية الاقتصادية 2030.
وأكد جلالة الملك المفدى حرصه الدائم على رعاية الشباب، وتهيئة الظروف المثالية أمامهم، من خلال تقديم خدمات صحية مميزة، وتطوير برامج التعليم والتدريب وربط مخرجاتها بمتطلبات سوق العمل، في ظل تبوء المملكة المرتبة الـ45 عالمياً ضمن الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة جداً وفقاً لتقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2019، وتنفيذها للعديد من المشروعات الرائدة للاستثمار في العنصر البشري، ومن أهمها: مشروع إصلاح سوق العمل، وتأسيس صندوق العمل "تمكين"، وتنفيذ برنامج ولي العهد للمنح الدراسية العالمية، وبرنامج النائب الأول لتنمية الكوادر الوطنية، وغيرها من المشاريع والبرامج الوطنية لتطوير التعليم والتدريب وجعل الشباب البحريني الخيار الأنسب في سوق العمل وفقاً للرؤية الاقتصادية 2030، ما أسهم في الحفاظ على معدلات البطالة في حدود آمنة.
وشارك الشباب البحريني من الجنسين بفاعلية في صنع القرار والحياة السياسية والمدنية، في ظل تخفيض سن الانتخاب إلى 20 سنة بموجب المرسوم بقانون رقم (14) لسنة 2002 بشأن مباشرة الحقوق السياسية وتعديلاته، وتأهيلهم لشغل مناصب قيادية في السلطتين التنفيذية والتشريعية، كوزراء ووكلاء وزارة وأعضاء في مجلسي الشورى والنواب، والمجتمع المدني، بتأسيس 21 جمعية أهلية شبابية، ووزارة مختصة بشؤون الشباب والرياضة في عام 2015.
وشهدت الحركة الشبابية والرياضية إنجازات متميزة وغير مسبوقة في عصرها الذهبي بفضل الجهود الوطنية المخلصة لسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب مستشار الأمن الوطني رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، بدعم من سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، وحرصهما على تعزيز الإنجازات الوطنية على طريق العالمية، تحت شعار "البحرين عاصمة الشباب والرياضة" في بيئة تنافسية عادلة ومفتوحة، ومواصلة البرنامج الوطني لتطوير قطاعي الشباب والرياضة "استجابة" منذ أبريل 2018 بالشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص والمنظمات الأهلية وفق استراتيجية وطنية عصرية، على أسس من الشفافية والتميز والحداثة والإبداع، من خلال تعزيز الاستثمار الرياضي، ومتابعة إنشاء وتطوير البنية التحتية الشبابية والرياضية بمواصفات عالمية، وفتح الآفاق أمام أكثر من 150 ألف شاب وفتاة لممارسة مواهبهم وهواياتهم في 35 مركزاً شبابياً و52 نادياً وطنياً، بخلاف المراكز النموذجية، من بينها المركز العلمي لأهداف التنمية المستدامة.
وتواصل البحرين مبادراتها وإنجازاتها الملموسة لتنمية إبداعات الشباب وإسهاماتهم في مختلف المجالات الإدارية والإعلامية والثقافية والرياضية، ومن أبرزها: تنظيم مشروع "مدينة شباب 2030" على مدى عشر سنوات، تحت رعاية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، وبمتابعة من وزارة شؤون الشباب والرياضة، لصقل مهارات الشباب وتزويدهم بالخبرات القيادية وذلك للفئات العمرية (10 - 25 سنة)، عبر خمسة برامج ومراكز لإعداد القادة، والإعلام، والعلوم والتكنولوجيا، والفنون، والرياضة، فضلاً عن إطلاقها في أغسطس 2020 مبادرة "الصندوق الإلكتروني" لتمكين الشباب والناشئة في فترة النشاط الصيفي، ومتابعة توجيهات سمو الشيخ ناصر بن حمد بشأن تنظيم النشاط التجاري الشبابي المتعلق بعربات الأطعمة المتنقلة وتطوير البنية التحتية لإنعاش هذا القطاع بما يدعم حوالي 260 عربة متنقلة.
وفي إطار الاهتمام بتنمية مهارات الشباب وإبداعاتهم الفنية والفكرية والثقافية، تم تدشين مركز عيسى الثقافي في ديسمبر 2008، وافتتاح مسرح البحرين الوطني عام 2012، ثالث أكبر مسرح في العالم العربي، وإطلاق هيئة البحرين للثقافة والآثار مهرجان "تاء الشباب" في عام 2009، وتقديم العديد من الجوائز المشجعة، مثل: جائزة خالد بن حمد للمسرح الشبابي لذوي الإعاقة، ومهرجان جائزة خالد بن حمد للمسرح الشبابي للأندية الوطنية والمراكز الشبابية.
وفي المجال الإعلامي، تواصل وزارة الإعلام جهودها في تحفيز إبداعات الشباب، وإعدادهم وتأهيلهم علمياً ومهنياً، ما انعكس على رفع نسبة البحرنة بالوزارة إلى أكثر من 98.8%، بعد نجاحها مؤخراً في توظيف 100 خريج جامعي، و21 مهندساً، وتثبيت الموظفين العاملين بعقود مؤقتة في إطار خطة متواصلة لتمكين الكوادر الوطنية الشابة، وإدماجها في البرامج التدريبية، ومن أهمها: تخريج 100 كفاءة وطنية شابة ضمن برنامج الإعلامي المحترف بالتعاون مع "تمكين"، وتفعيل مذكرة التفاهم الموقعة مع المعهد الفرنسي للإعلام المسموع والمرئي، وتوسيع الخيارات لاستقطاب المواهب الشبابية بعد إنشاء إدارة جديدة للإبداع والإعلام الإلكتروني، وإنجاز المرحلة الأولى من مدينة الإنتاج الإعلامي والفني ضمن مشروع "القرية التراثية"، وسط اهتمام متواصل بإبراز إنجازات الشباب في مختلف وسائل الإعلام، وإنتاج حملات توعوية لتعزيز قيم التسامح، منها حملة "قل خيراً"، والتعاون مع لجنة رياضات الموروث الشعبي بالمجلس الأعلى للشباب والرياضة، وبدعم من سمو الشيخ ناصر بن حمد في تقديم برنامج "السارية" الرمضاني من القرية التراثية، والتوجه نحو تقديم المزيد من البرامج والفعاليات الإعلامية لإحياء التراث الوطني، والتمسك بالهوية البحرينية الأصيلة وفق الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة تحت شعار "بحريني وافتخر"، فضلاً عن دعمها لمبادرة #موهبتك_فالبيت لسمو الشيخ خالد بن حمد لاكتشاف المواهب الفنية والرياضية.
وتعززت الفرص أمام الشباب للاستفادة من البنية التحتية المتطورة للاتصالات وتقنية المعلومات في تنمية قدراتهم المعرفية ومواهبهم، في ظل انتشار الإنترنت بنسبة تتجاوز 99% من سكان البحرين، ونمو مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى 84% وفقاً لتقرير الرقمية العالمية 2020، وحلول البحرين في المرتبة الأولى عربياً والـ (31) عالمياً وفقاً لتقرير قياس مجتمع المعلومات للاتحاد الدولي للاتصالات لعام 2017، والمركز الرابع عالمياً في مؤشر البنية التحتية للاتصالات وفقاً لتقرير الأمم المتحدة لعام 2018.
وفي المجال الرياضي، توجت البحرين إنجازاتها الشبابية بحصد 682 ميدالية متنوعة في مختلف الألعاب والبطولات الخليجية والعربية والقارية والدولية عام 2019، من بينها 304 ميداليات ذهبية و203 ميداليات فضية و175 برونزية، وكان من أبرزها: فوز المنتخب الوطني لكرة القدم بكأس الخليج العربي "خليجي 24"، وبطولة غرب آسيا، وتأهل منتخب اليد لأولمبياد طوكيو، وحصد 138 ذهبية لرفع الأثقال وكمال الأجسام، و37 ذهبية لألعاب القوى، و22 ذهبية لرياضة فنون القتال المختلطة، و12 ذهبية لأبطال الملاكمة، ومواصلة صدارتها لتصنيف الاتحاد الدولي لفنون القتال المختلطة خلال عام 2020 بدعم ومتابعة مباشرة من سمو الشيخ خالد بن حمد منذ خمسة أعوام، وتحقيق أبطالها 89 ميدالية، منها 35 ذهبية، وتعزيز البحرين حضورها على الخارطة الرياضية الدولية باستضافتها بطولات عالمية، مثل: بطولة العالم للفورمولا 1 منذ عام 2004 بدعم من سمو ولي العهد، وأسبوع بريف الدولي للقتال، وبطولة الرجل الحديدي العالمية، والتي حقق فيها سمو الشيخ ناصر إنجازاً نوعياً بتقلده ميدالية سباق الشرق الأوسط للرجل الحديدي في ديسمبر 2019، بعد فوز سموه ببطولة العالم للرجل الحديدي في هاواي 2018، وغيرها من المنجزات الشبابية الوطنية المبدعة التي تم تكريمها في احتفالية (ميثاق من ذهب)، برعاية ملكية سامية بالتزامن مع الذكرى التاسعة عشرة لميثاق العمل الوطني في فبراير 2020.
وتسعى المملكة إلى تحقيق التميز المؤسسي في إطار نظام قانوني ومهني داعم للشباب والاحتراف الرياضي، من خلال إقرار مشروع تحويل الأندية الرياضية الوطنية إلى شركات تجارية بموجب المرسوم الملكي رقم (24) لسنة 2020، وتسوية ملف مستحقات الرياضيين بمبلغ يتجاوز خمسة ملايين دينار، والبرنامج الوطني لتدريب الشباب "فرص"، ونشر ثقافة ممارسة الرياضة بتنفيذ مبادرة إنشاء 100 ملعب في القرى والمدن، وإلغاء الواجبات المنزلية، وتنظيم بطولات للألعاب الرياضية الإلكترونية، والتوجه نحو تغيير الحد الأدنى لسن الترشح لمجالس إدارات الأندية الوطنية إلى 18 عاماً، ووضع خطة لجعل المملكة مركزاً إقليمياً للسياحة العلاجية الرياضية، ومقراً للدراسات والبحوث العلمية الرياضية، وإنشاء جمعية بحرينية للطب والعلوم الرياضية، بما يتماشى مع الخطط العامة للمدينة الرياضية الجديدة.
وفي إطار ما يواجه العالم من تحديات صحية وأمنية خطيرة، أثبت الشباب البحريني وعيه وحسه الوطني والإنساني من خلال مشاركته الفاعلة في الصفوف الأمامية ضمن الكوادر الطبية والتمريضية والأمنية والإعلامية والتطوعية العاملة في فريق البحرين الوطني بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، لاحتواء ومنع انتشار فيروس كورونا (كوفيد - 19)، والتي تجسدت بشكل لافت في تسجيل أكثر من 30 ألف متطوع في أول منصة وطنية إلكترونية للتطوع بتاريخ 15 مارس 2020، إلى جانب تميز الطلبة والطالبات في مواصلة التحصيل العلمي عن بُعد، وتأكيد الشباب وعيهم في التمسك بالأطر الديمقراطية والحضارية، ونبذ العنف والإرهاب، والحفاظ على أمن الوطن واستقراره وصون مكتسباته الديمقراطية والتنموية.
وفي سياق التوجيهات الملكية السامية، وبمتابعة من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، قادت مملكة البحرين العديد من المبادرات العالمية لدعم وتحفيز أكثر من 1.8 مليار شاب وشابة بين عمر 10-24 عاماً في جميع أرجاء العالم على الدخول بقوة في عملية تنفيذ أهداف التنمية المستدامة للعام 2030، ومن أهمها: إطلاق "جائزة الملك حمد لتمكين الشباب من تحقيق أهداف التنمية المستدامة" بتاريخ 31/01/2017، في مبادرة هي الأولى من نوعها عالمياً من مقر الأمم المتحدة، والمهرجان الشبابي العالمي الأول لأهداف التنمية المستدامة، بحضور ممثلي الأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومؤتمر الشباب الدولي، والمنتدى الشبابي لصناعة السلام، وجائزة سمو الشيخ ناصر بن حمد العالمية للإبداع الشبابي، و"جائزة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة للبحث العلمي في المجال الرياضي" عام 2012، إلى جانب تخصيص "كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي في جامعة لاسابينزا في روما، ومواصلة المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية مبادراتها في مساعدة الشعوب المنكوبة، وآخرها تقديم شحنات إغاثية وطبية عاجلة إلى الشعب اللبناني الشقيق.
وحرصاً من جلالة الملك المفدى على إرساء قيم التسامح الديني والتعايش السلمي في نفوس الشباب، تم إنشاء "مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي"، وفتح باب التسجيل أمام الشباب البحريني للمشاركة في برنامج "الإيمان في القيادة" التابع للمركز بالتنسيق مع جامعتي "أكسفورد" و"كامبردج" ومؤسسة التدريب البريطانية بدءاً من سبتمبر 2020، وتأهيلهم كي يكونوا خير سفراء للمملكة في نشر قيم التسامح والتعايش السلمي إقليمياً وعالمياً، هذا بخلاف البرامج التثقيفية لتوعية الشباب ونشر ثقافة الديمقراطية والتسامح والسلام التي ينظمها معهد البحرين للتنمية السياسية والمؤسسات البرلمانية والإعلامية والتربوية والأكاديمية.
إن البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وهي تحتفل باليوم الدولي للشباب، لتؤكد تميزها في مواصلة إنجازاتها الوطنية ومبادراتها الرائدة إقليمياً وعالمياً في تنمية الإسهامات الإيجابية للشباب في التنمية والسلام والأمن، والعدالة الاجتماعية والعمل الإنساني، ومنع العنف، والكوارث والحد من أخطارها، بما يدعم استراتيجية الأمم المتحدة للشباب، وغيرها من السياسات التنموية التي أكسبت جلالة الملك تقدير المجتمع الدولي، واستحقاق جلالته العديد من الجوائز الدولية، ومنها جائزة منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) عام 2016، تقديراً لرؤية جلالته الحكيمة وإنجازات المملكة في مجالات التنمية وتمكين المرأة والشباب اقتصادياً.
وتحت شعار "إشراك الشباب من أجل تحفيز العمل العالمي"، تشارك البحرين العالم احتفاله باليوم الدولي للشباب الذي يصادف الثاني عشر من أغسطس من كل عام، وسط إنجازات رائدة في النهوض بالشباب البحريني، وتحفيزه على المشاركة الفاعلة في تدعيم المسيرة التنموية الشاملة، بفضل الدعم اللامحدود من لدن جلالة الملك المفدى، والحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأميـر خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، ومؤازرة صاحب السمو الملكي الأميـر سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، بالتوافق مع الرؤية الاقتصادية 2030.
وأكد جلالة الملك المفدى حرصه الدائم على رعاية الشباب، وتهيئة الظروف المثالية أمامهم، من خلال تقديم خدمات صحية مميزة، وتطوير برامج التعليم والتدريب وربط مخرجاتها بمتطلبات سوق العمل، في ظل تبوء المملكة المرتبة الـ45 عالمياً ضمن الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة جداً وفقاً لتقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2019، وتنفيذها للعديد من المشروعات الرائدة للاستثمار في العنصر البشري، ومن أهمها: مشروع إصلاح سوق العمل، وتأسيس صندوق العمل "تمكين"، وتنفيذ برنامج ولي العهد للمنح الدراسية العالمية، وبرنامج النائب الأول لتنمية الكوادر الوطنية، وغيرها من المشاريع والبرامج الوطنية لتطوير التعليم والتدريب وجعل الشباب البحريني الخيار الأنسب في سوق العمل وفقاً للرؤية الاقتصادية 2030، ما أسهم في الحفاظ على معدلات البطالة في حدود آمنة.
وشارك الشباب البحريني من الجنسين بفاعلية في صنع القرار والحياة السياسية والمدنية، في ظل تخفيض سن الانتخاب إلى 20 سنة بموجب المرسوم بقانون رقم (14) لسنة 2002 بشأن مباشرة الحقوق السياسية وتعديلاته، وتأهيلهم لشغل مناصب قيادية في السلطتين التنفيذية والتشريعية، كوزراء ووكلاء وزارة وأعضاء في مجلسي الشورى والنواب، والمجتمع المدني، بتأسيس 21 جمعية أهلية شبابية، ووزارة مختصة بشؤون الشباب والرياضة في عام 2015.
وشهدت الحركة الشبابية والرياضية إنجازات متميزة وغير مسبوقة في عصرها الذهبي بفضل الجهود الوطنية المخلصة لسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب مستشار الأمن الوطني رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، بدعم من سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، وحرصهما على تعزيز الإنجازات الوطنية على طريق العالمية، تحت شعار "البحرين عاصمة الشباب والرياضة" في بيئة تنافسية عادلة ومفتوحة، ومواصلة البرنامج الوطني لتطوير قطاعي الشباب والرياضة "استجابة" منذ أبريل 2018 بالشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص والمنظمات الأهلية وفق استراتيجية وطنية عصرية، على أسس من الشفافية والتميز والحداثة والإبداع، من خلال تعزيز الاستثمار الرياضي، ومتابعة إنشاء وتطوير البنية التحتية الشبابية والرياضية بمواصفات عالمية، وفتح الآفاق أمام أكثر من 150 ألف شاب وفتاة لممارسة مواهبهم وهواياتهم في 35 مركزاً شبابياً و52 نادياً وطنياً، بخلاف المراكز النموذجية، من بينها المركز العلمي لأهداف التنمية المستدامة.
وتواصل البحرين مبادراتها وإنجازاتها الملموسة لتنمية إبداعات الشباب وإسهاماتهم في مختلف المجالات الإدارية والإعلامية والثقافية والرياضية، ومن أبرزها: تنظيم مشروع "مدينة شباب 2030" على مدى عشر سنوات، تحت رعاية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، وبمتابعة من وزارة شؤون الشباب والرياضة، لصقل مهارات الشباب وتزويدهم بالخبرات القيادية وذلك للفئات العمرية (10 - 25 سنة)، عبر خمسة برامج ومراكز لإعداد القادة، والإعلام، والعلوم والتكنولوجيا، والفنون، والرياضة، فضلاً عن إطلاقها في أغسطس 2020 مبادرة "الصندوق الإلكتروني" لتمكين الشباب والناشئة في فترة النشاط الصيفي، ومتابعة توجيهات سمو الشيخ ناصر بن حمد بشأن تنظيم النشاط التجاري الشبابي المتعلق بعربات الأطعمة المتنقلة وتطوير البنية التحتية لإنعاش هذا القطاع بما يدعم حوالي 260 عربة متنقلة.
وفي إطار الاهتمام بتنمية مهارات الشباب وإبداعاتهم الفنية والفكرية والثقافية، تم تدشين مركز عيسى الثقافي في ديسمبر 2008، وافتتاح مسرح البحرين الوطني عام 2012، ثالث أكبر مسرح في العالم العربي، وإطلاق هيئة البحرين للثقافة والآثار مهرجان "تاء الشباب" في عام 2009، وتقديم العديد من الجوائز المشجعة، مثل: جائزة خالد بن حمد للمسرح الشبابي لذوي الإعاقة، ومهرجان جائزة خالد بن حمد للمسرح الشبابي للأندية الوطنية والمراكز الشبابية.
وفي المجال الإعلامي، تواصل وزارة الإعلام جهودها في تحفيز إبداعات الشباب، وإعدادهم وتأهيلهم علمياً ومهنياً، ما انعكس على رفع نسبة البحرنة بالوزارة إلى أكثر من 98.8%، بعد نجاحها مؤخراً في توظيف 100 خريج جامعي، و21 مهندساً، وتثبيت الموظفين العاملين بعقود مؤقتة في إطار خطة متواصلة لتمكين الكوادر الوطنية الشابة، وإدماجها في البرامج التدريبية، ومن أهمها: تخريج 100 كفاءة وطنية شابة ضمن برنامج الإعلامي المحترف بالتعاون مع "تمكين"، وتفعيل مذكرة التفاهم الموقعة مع المعهد الفرنسي للإعلام المسموع والمرئي، وتوسيع الخيارات لاستقطاب المواهب الشبابية بعد إنشاء إدارة جديدة للإبداع والإعلام الإلكتروني، وإنجاز المرحلة الأولى من مدينة الإنتاج الإعلامي والفني ضمن مشروع "القرية التراثية"، وسط اهتمام متواصل بإبراز إنجازات الشباب في مختلف وسائل الإعلام، وإنتاج حملات توعوية لتعزيز قيم التسامح، منها حملة "قل خيراً"، والتعاون مع لجنة رياضات الموروث الشعبي بالمجلس الأعلى للشباب والرياضة، وبدعم من سمو الشيخ ناصر بن حمد في تقديم برنامج "السارية" الرمضاني من القرية التراثية، والتوجه نحو تقديم المزيد من البرامج والفعاليات الإعلامية لإحياء التراث الوطني، والتمسك بالهوية البحرينية الأصيلة وفق الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة تحت شعار "بحريني وافتخر"، فضلاً عن دعمها لمبادرة #موهبتك_فالبيت لسمو الشيخ خالد بن حمد لاكتشاف المواهب الفنية والرياضية.
وتعززت الفرص أمام الشباب للاستفادة من البنية التحتية المتطورة للاتصالات وتقنية المعلومات في تنمية قدراتهم المعرفية ومواهبهم، في ظل انتشار الإنترنت بنسبة تتجاوز 99% من سكان البحرين، ونمو مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى 84% وفقاً لتقرير الرقمية العالمية 2020، وحلول البحرين في المرتبة الأولى عربياً والـ (31) عالمياً وفقاً لتقرير قياس مجتمع المعلومات للاتحاد الدولي للاتصالات لعام 2017، والمركز الرابع عالمياً في مؤشر البنية التحتية للاتصالات وفقاً لتقرير الأمم المتحدة لعام 2018.
وفي المجال الرياضي، توجت البحرين إنجازاتها الشبابية بحصد 682 ميدالية متنوعة في مختلف الألعاب والبطولات الخليجية والعربية والقارية والدولية عام 2019، من بينها 304 ميداليات ذهبية و203 ميداليات فضية و175 برونزية، وكان من أبرزها: فوز المنتخب الوطني لكرة القدم بكأس الخليج العربي "خليجي 24"، وبطولة غرب آسيا، وتأهل منتخب اليد لأولمبياد طوكيو، وحصد 138 ذهبية لرفع الأثقال وكمال الأجسام، و37 ذهبية لألعاب القوى، و22 ذهبية لرياضة فنون القتال المختلطة، و12 ذهبية لأبطال الملاكمة، ومواصلة صدارتها لتصنيف الاتحاد الدولي لفنون القتال المختلطة خلال عام 2020 بدعم ومتابعة مباشرة من سمو الشيخ خالد بن حمد منذ خمسة أعوام، وتحقيق أبطالها 89 ميدالية، منها 35 ذهبية، وتعزيز البحرين حضورها على الخارطة الرياضية الدولية باستضافتها بطولات عالمية، مثل: بطولة العالم للفورمولا 1 منذ عام 2004 بدعم من سمو ولي العهد، وأسبوع بريف الدولي للقتال، وبطولة الرجل الحديدي العالمية، والتي حقق فيها سمو الشيخ ناصر إنجازاً نوعياً بتقلده ميدالية سباق الشرق الأوسط للرجل الحديدي في ديسمبر 2019، بعد فوز سموه ببطولة العالم للرجل الحديدي في هاواي 2018، وغيرها من المنجزات الشبابية الوطنية المبدعة التي تم تكريمها في احتفالية (ميثاق من ذهب)، برعاية ملكية سامية بالتزامن مع الذكرى التاسعة عشرة لميثاق العمل الوطني في فبراير 2020.
وتسعى المملكة إلى تحقيق التميز المؤسسي في إطار نظام قانوني ومهني داعم للشباب والاحتراف الرياضي، من خلال إقرار مشروع تحويل الأندية الرياضية الوطنية إلى شركات تجارية بموجب المرسوم الملكي رقم (24) لسنة 2020، وتسوية ملف مستحقات الرياضيين بمبلغ يتجاوز خمسة ملايين دينار، والبرنامج الوطني لتدريب الشباب "فرص"، ونشر ثقافة ممارسة الرياضة بتنفيذ مبادرة إنشاء 100 ملعب في القرى والمدن، وإلغاء الواجبات المنزلية، وتنظيم بطولات للألعاب الرياضية الإلكترونية، والتوجه نحو تغيير الحد الأدنى لسن الترشح لمجالس إدارات الأندية الوطنية إلى 18 عاماً، ووضع خطة لجعل المملكة مركزاً إقليمياً للسياحة العلاجية الرياضية، ومقراً للدراسات والبحوث العلمية الرياضية، وإنشاء جمعية بحرينية للطب والعلوم الرياضية، بما يتماشى مع الخطط العامة للمدينة الرياضية الجديدة.
وفي إطار ما يواجه العالم من تحديات صحية وأمنية خطيرة، أثبت الشباب البحريني وعيه وحسه الوطني والإنساني من خلال مشاركته الفاعلة في الصفوف الأمامية ضمن الكوادر الطبية والتمريضية والأمنية والإعلامية والتطوعية العاملة في فريق البحرين الوطني بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، لاحتواء ومنع انتشار فيروس كورونا (كوفيد - 19)، والتي تجسدت بشكل لافت في تسجيل أكثر من 30 ألف متطوع في أول منصة وطنية إلكترونية للتطوع بتاريخ 15 مارس 2020، إلى جانب تميز الطلبة والطالبات في مواصلة التحصيل العلمي عن بُعد، وتأكيد الشباب وعيهم في التمسك بالأطر الديمقراطية والحضارية، ونبذ العنف والإرهاب، والحفاظ على أمن الوطن واستقراره وصون مكتسباته الديمقراطية والتنموية.
وفي سياق التوجيهات الملكية السامية، وبمتابعة من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، قادت مملكة البحرين العديد من المبادرات العالمية لدعم وتحفيز أكثر من 1.8 مليار شاب وشابة بين عمر 10-24 عاماً في جميع أرجاء العالم على الدخول بقوة في عملية تنفيذ أهداف التنمية المستدامة للعام 2030، ومن أهمها: إطلاق "جائزة الملك حمد لتمكين الشباب من تحقيق أهداف التنمية المستدامة" بتاريخ 31/01/2017، في مبادرة هي الأولى من نوعها عالمياً من مقر الأمم المتحدة، والمهرجان الشبابي العالمي الأول لأهداف التنمية المستدامة، بحضور ممثلي الأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومؤتمر الشباب الدولي، والمنتدى الشبابي لصناعة السلام، وجائزة سمو الشيخ ناصر بن حمد العالمية للإبداع الشبابي، و"جائزة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة للبحث العلمي في المجال الرياضي" عام 2012، إلى جانب تخصيص "كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي في جامعة لاسابينزا في روما، ومواصلة المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية مبادراتها في مساعدة الشعوب المنكوبة، وآخرها تقديم شحنات إغاثية وطبية عاجلة إلى الشعب اللبناني الشقيق.
وحرصاً من جلالة الملك المفدى على إرساء قيم التسامح الديني والتعايش السلمي في نفوس الشباب، تم إنشاء "مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي"، وفتح باب التسجيل أمام الشباب البحريني للمشاركة في برنامج "الإيمان في القيادة" التابع للمركز بالتنسيق مع جامعتي "أكسفورد" و"كامبردج" ومؤسسة التدريب البريطانية بدءاً من سبتمبر 2020، وتأهيلهم كي يكونوا خير سفراء للمملكة في نشر قيم التسامح والتعايش السلمي إقليمياً وعالمياً، هذا بخلاف البرامج التثقيفية لتوعية الشباب ونشر ثقافة الديمقراطية والتسامح والسلام التي ينظمها معهد البحرين للتنمية السياسية والمؤسسات البرلمانية والإعلامية والتربوية والأكاديمية.
إن البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وهي تحتفل باليوم الدولي للشباب، لتؤكد تميزها في مواصلة إنجازاتها الوطنية ومبادراتها الرائدة إقليمياً وعالمياً في تنمية الإسهامات الإيجابية للشباب في التنمية والسلام والأمن، والعدالة الاجتماعية والعمل الإنساني، ومنع العنف، والكوارث والحد من أخطارها، بما يدعم استراتيجية الأمم المتحدة للشباب، وغيرها من السياسات التنموية التي أكسبت جلالة الملك تقدير المجتمع الدولي، واستحقاق جلالته العديد من الجوائز الدولية، ومنها جائزة منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) عام 2016، تقديراً لرؤية جلالته الحكيمة وإنجازات المملكة في مجالات التنمية وتمكين المرأة والشباب اقتصادياً.