نجوى عبداللطيف جناحي - "المبادرة الوطنية": 72% من أرباب العمل يبحثون عن موظفين مؤهليننجح بعض الشباب في تحويل الزراعة المنزلية من مهنة إلى احتراف، واستطاعوا من خلالها الولوج بمنتجاتهم إلى السوق المحلية، بل بات بعضهم يصدرها لبعض دول الجوار.وفيما أظهرت جائحة كورونا "كوفيد19"، توجه عدد كبير من أفراد المجتمع إلى الزراعة المنزلية، كشفت إحصاءات قامت بها المبادرة الوطنية لتنمية قطاع الزراعة عن وجود مؤسسات زراعية لديها وظائف بنسبة 88% وهي نسبة عالية كما تبين أن 72% من أرباب العمل يرغبون في توظيف موظفين مؤهلين بدرجة البكالوريوس في وظائف زراعية.وأتاحت المبادرة الفرصة لإبراز الكفاءات البحرينية المحترفة في الزراعة من خلال بث مباشر أسبوعي، بهدف تعليم وتثقيف الناس ومساعدتهم في استغلال أوقات فراغهم خلال فترة التباعد الاجتماعي نحو الزراعة، والتي أثبتت فاعليتها كنوع من العلاج النفسي في تخفيف التوتر والقلق.كما اهتمت بتشجيع وتحفيز المواطنين والمقيمين على زراعة الحدائق المنزلية وتطوير قدرات أصحاب الحدائق المنزلية، عن طريق التدريب والتوعية وتبادل الخبرات، حيث تقدم المبادرة العديد من الدورات التدريبية، والاستشارات من قبل مهندسين زراعيين وخبراء زراعيين متخصصين.أول طالبة تلتحق ببرنامج الدبلوم الزراعي المطورعادة ما يكون إنتاج الحدائق المنزلية من الخضروات أو الفواكه ما يكفي احتياج الأسرة، والإهداء للجيران والأقارب أحيانا، وتحدثنا شريفة الذوادي عن قصة زيادة إنتاج حديقتها المنزلية بحيث يكفي للبيع في الأسواق.وتقول الذوادي: "كنت أعمل ممرضة وتقاعدت من عملي، فأتيحت لي الفرصة للاهتمام بهوايتي القديمة وهي الزراعة فبدأت أهتم بزراعة حديقة منزلي على الرغم من صغر مساحتها، وفعلاً تطور إنتاجي الزراعي حتى أصبحت أشارك في المعارض الزراعية، وخاصة في معرض البحرين الدولي للحدائق".وتضيف: "عندما علمت عن برنامج الدبلوم الزراعي المطور من خلال وسائل الإعلام، والذي يطرحه معهد البحرين للتدريب التابع لوزارة التربية والتعليم، حرصت على الالتحاق بالبرنامج، وواجهت العديد من التحديات في أثناء الدراسة، منها صعوبة بعض المواد الدراسية كونها باللغة الإنجليزية، لكنني كنت مصرة على إكمال المشوار".وتقول: "أنا مؤمنة بأن التعليم والتدريب يضيف لي كثيرا وسيساعدني في تطوير هوايتي، وخلال فترة دراستي كنت أستفيد من الخبرات التي أكتسبها في تطوير حديقتي المنزلية، فتطور إنتاجي الزراعي، وخاصة في مجال زراعة الأعشاب العطرية".وتزيد قائلة: "كنت أحصل على دعم وتشجيع من فريق العمل بالمبادرة الوطنية لتنمية قطاع الزراعة وعلى رأسهم الأمين العام للمبادرة الشيخة مرام بنت عيسى بن أحمد آل خليفة طوال فترة الدراسة للاستمرار وتحقيق النجاح، كما شجعتني لتطوير إنتاجي الزراعي في حديقتي الصغيرة بحيث لا يقتصر الإنتاج على تغطية احتياجات أسرتي، بل يمتد إلى مرحلة بيع المنتجات".وتواصل: "ترددت في بداية الأمر، لكن بفضل تشجيعها بدأت المشوار، حيث وفرت لي زاوية في سوق المزارعين في هورة عالي، وبدأت أبيع إنتاج حديقتي المنزلية".وتقول: "هذه المساندة جعلتني أنتقل من مرحلة الهواية إلى الاحتراف، بدعم وتشجيع من قبل صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة جلالة الملك المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، فقد جعلتنا نهتم بالزراعة، ومازلت أذكر كلماتها المحفزة لي في أثناء تفقدها معرض البحرين الدولي للحدائق، حيث شجعتني بأن أطلع على التكنولوجيا الحديثة في الزراعة وأطور من إمكاناتي في هذا المجال".وتضيف: "الآن بعد حصولي على الشهادة أطمح أن أحصل على وظيفة زراعية، لأوظف الخبرات التي اكتسبتها لمصلحة وطني، وليتشجع الشباب على الالتحاق بالبرنامج لما له من فوائد وعوائد. أنصح خريجي الثانوية الالتحاق بالبرنامج، فهو يفتح لهم فرصا للحصول على وظائف زراعية" .كما أتمنى الحصول على مساحة أرض تسمح بزيادة الإنتاج الزراعي لنعمل يدا بيد ونحقق حلمنا وهو سد احتياجات السوق البحريني من الإنتاج الزراعي وتحقيق الأمن الغذائيحديقة المنزل تتحول لمشتل برخصة أسرة منتجةفاطمة موسى علي "أم رياض"، تتحدث عن تجربتها في تحويل حديقة المنزل إلى مشتل مرخص، قائلة: "أنا مهتمة بالزراعة منذ صغري، وحتى عندما كنت منشغلة بالوظيفة كنت أهتم بحديقة المنزل وأطورها، ولم أكتف بذلك، بل كنت أدعو زميلاتي في العمل وصديقاتي لزيارة حديقتي، وأقدم لهن دورات تدريبية في الزراعة".وتقول: "أحرص دائما على أن تكون لي مشاريع زراعية مثلا طريقة زراعة الكركديه وحققت نجاحا باهرا، فأنا أول من عمل الترقيد الهوائي للنخلة لتقصير طولها ليسهل خدمتها من تنظيف وتنبيت، كما ابتكرت طريقة البرميل المتحرك لصناعة "الكومبوس" من النفايات وغيرها.وتقول: "أتابع كل جديد في هذا المجال، وكنت أتابع برامج ومشاريع المبادرة الوطنية لتنمية الزراعة، فلفت نظري التعاون القائم بين المبادرة ومكتب اليونيدو في مجال تنمية قدرات المزارعين في مجال ريادة الأعمال، وفعلا التحقت بأحد هذه البرامج التدريبية، وشجعني رئيس مكتب اليونيدو لترويج الاستثمار والتكنولوجيا في البحرين د. هاشم حسين على أن أحول هوايتي إلى مشروع تجاري، ومن خلال "اليونيدو" تعرفت على العديد من رائدات الأعمال البحرينيات".وتضيف: "اقترح علي اليونيدو استخراج سجل أسر منتجة وفعلا تقدمت لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية بطلب، ولكن قوبلت بالرفض في البداية لعدم وجود نشاط مشتل زراعي ضمن قائمة الأنشطة التي يرخص لها، لكنني كنت مصرة وطالبت بإضافة هذا النشاط، وبعد الإصرار والمتابعة حصلت على رخصة أسرة منتجة "مشتل زراعي"، وبذلك تحولت حديقتي المنزلية إلى مشتل منزلي بسجل أسر منتجة، ولدي اليوم زبائن من البحرين ومن المملكة العربية السعودية ومن الإمارات العربية المتحدة.وتقول أم رياض: "نحصل على دعم من المبادرة في توفير منافذ البيع لنا فقد شجعتني الشيخة مرام بنت عيسى بن أحمد آل خليفة على أن أحصل على محل في سوق المزارعين بهورة عالي، وكنت أول امرأة تحصل على محل بالسوق، كما تعطينا المبادرة الوطنية الفرصة في المشاركة في المعارض والفعاليات والمسابقات وتتكفل المبادرة بدفع كلفة إيجار طاولات العرض، ما يشجعنا على المشاركة ويقلل علينا تكاليف العرض".وتقول: "شاركت في العديد من مسابقات المعارض وحزت جائزة بمعرض الحدائق الذي ينظمه معهد البحرين للتدريب واليوم أحرص على نقل خبرتي من خلال الإنستغرام، ومشاركتي في جروب (الواتساب) الذي أنشأته المبادرة للزراعة فأفيد وأستفيد، تلك مسيرتي في تحويل حديقتي المنزلية إلى مشتل".وقدمت شكرها إلى فريق العمل بالمبادرة الوطنية لتنمية قطاع الزراعة، وعلى رأسهم الأمين العام للمبادرة الوطنية لتنمية قطاع الزراعة، مثمنة دعم وتشجيع صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة ملك مملكة البحرين، رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حيث حفزتنا على الاهتمام بالزراعة.الزراعة المائية "الهيدرونك"وللتعرف على مزيد عن آثار الجهود المبذولة لتنشيط الزراعة المنزلية التقينا عددا من أصحاب الحدائق المنزلية، ومنها إحدى الحدائق التي تعتمد على الزراعة المائية "الهيدرونك".ويقول سامي العلوي، وهو صاحب الحديقة: "كنت أعتمد الطريقة التقليدية في الزراعة، أي الزراعة في التربة، وقبل أكثر من 10 سنوات كنت في زيارة لأحد المعارض الزراعية في كاليفورنيا، فاطلعت على تقنية الزراعة المائية فواصلت بعد المعرض الاطلاع والبحث وزيارة المعارض لمعرفة مزيد عن هذه الطريقة، وكان من أهمها معرض في الصين حيث اطلعت على الزراعة العمودية، وبعد الدراسة وجدت أن زراعة "الهيدرونك" هي العلاج المناسب لمشاكل التربية والمياه في البحرين مثل الملوحة، والقلوية وغيرها. واليوم لدي 6 مشاتل مزروعة بتقنية الزراعة المائية".نجاحات المرأة في الزراعة المنزليةفي كثير من المجتمعات تتولى المرأة العناية بالحديقة المنزلية باعتبارها المسؤولة الأولى عن إدارة المنزل بجميع أرجائه، كما أن المرأة هي التي تقوم باختيار نوعية الأطعمة التي توفرها لأسرتها، ناهيك عن اهتمامها بالنواحي الجمالية في المنزل وحبها للجمال والفنون والحديقة تضيف جمالا للمنزل وتوفر مساحة لأفراد أسرتها للراحة والاستجمام، لذا من الطبيعي أن تتجه المرأة للعناية بحديقة منزلها.وأكد وكيل الزراعة والثروة البحرية بوزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني د.نبيل أبوالفتح أن غالبية الملتحقات في الدورات التدريبية الزراعية من النساء، فضمن إستراتيجية الوزارة للنهوض بالقطاع الزراعي في البحرين بدأنا إطلاق سلسلة من الدورات التدريبية والتوعوية، وكان تدشين الدورة الأولى في ديسمبر 2019.ولفت إلى أن الدورة التدريبية تهدف إلى التثقيف الزراعي حول أسس زراعة الخضروات، وتنمية المهارات العملية في اختيار أصناف وبذور الخضروات، وتعزيز القدرات الفنية في مجال استخدام الأسمدة ومياه الري، ورفع الوعي بأهمية الزراعة الرأسية.وأكد أن الدورة تستهدف المهتمين بالمجال الزراعي من المواطنين أو المقيمين الراغبين في تنمية مهاراتهم في مجال إنتاج الخضروات، وقد لاحظنا أن غالبية المشاركين من العنصر النسائي.وعند استطلاع رأي المشاركين في الدورة حول مدى أهمية الزراعة المائية المنزلية بالنسبة إليهم، أكدوا أن الغرض الرئيس هو توفير خضروات طازجة، وصحية لأفراد أسرهم بحيث تكون خالية من المواد الكيماوية الضارة بأبنائهم، وهذا يدل على اهتمام المرأة بالحدائق المنزلية، وتوفير الغذاء الصحي والطازج لأفراد أسرتها. لذا من المهم التركيز على تثقيف المرأة في مجال تطوير الحدائق المنزلية.استقطاب نباتات جديدة للبحرينوتقول أقدس كازروني: "بدأت الاهتمام بالزراعة المنزلية منذ 16عاماً في حديقة منزلي بسار، ولكنني كنت أهتم بالزراعة من قبل، حيث بدأت بزراعة الأشجار المثمرة في أصص مثل الليمون والترنج، وبعد ذلك تطورت وبدأت أركز على الزراعة التقليدية في حديقة منزلي بسار".وتضيف قائلة: "أهوى استقطاب النباتات الجديدة للبحرين، واستقطبت العديد من أنواع الأزهار من الخارج، حيث جلبت بذور زهر (السناريا) لزراعتها في البحرين لأول مرة، وبعد نجاح زراعتها في حديقة منزلي بدأت أهديها إلى باقي أفراد أسرتي، وواصلت في عملية الإكثار، وإنتاج البذور عندما زاد عدد البذور عرضتها للبيع في السوق الزراعي الخيري الذي ننظمه وعائلتي حيث نبيع أنواع البذور، والنجايل، وبعض الثمار، واليوم أرى هذه الزهرة منتشرة في البحرين".ودعت كازروني المزارعين للتركيز على الإكثار من النباتات الجديدة ونشرها بين المزارعين والهواة، بهدف الإكثار منها بقصد تحسين البيئة الزراعية في البحرين، وتطوير المنتجات البحرينية.وتقول: "أنا أول بحرينية تؤسس قناة يوتيوب تثقيفية توعوية حول الزراعة، لنقل تجربتي في الزراعة المنزلية والقناة باسم حديقة أقدس كازروني، أما القناة الثانية فبعنوان كيف نزرع وردة الكناريا. وأحرص على المشاركة في معرض البحرين الدولي للحدائق بشكل منتظم لعرض تجاربي الجديدة في الزراعة".دبلوم مطور في الزراعةفيما قالت رئيس قسم تدريب المؤسسات بمعهد البحرين للتدريب خولة البوعينين: إن الدبلوم المطور في الزراعة يعدّ أحد التخصصات المهمة في المعهد، حيث ارتئي طرح هذا التخصص بالتعاون مع المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، تنفيذاً لتوجيهات صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، لما للمجال الزراعي من أهمية كبيرة في وقتنا الحالي، ودوره البارز في تحقيق الاكتفاء الذاتي والاستغناء عن استيراد المنتجات الزراعية، الأمر الذي سيسهم في دفع عجلة اقتصاد المملكة.وأوضحت أن الدبلوم يعد برنامجاً نظامياً معتمدا على المستوى الثالث من قبل أكبر مؤسسة مانحة للدرجات والتقديرات الأكاديمية في العالم "بيرسون –بيتك Pearson-BTEC-"، وصُمّم البرنامج لتزويد الشباب البحريني بالمهارات الأساسية المطلوبة في القطاع الزراعي، مثل تربية الماشية وإدارة المحاصيل، والترويج الزراعي، أو إدارة المزرعة، ومهارات الاتصال والإدارة اللازمة للنجاح في التسويق والخدمات المالية، إذ يغطي البرنامج مهارات الإنتاج الزراعي للتسويق وإدارة الأعمال.ويهدف البرنامج إلى تمكين الملتحقين به من استكشاف الطبيعة، والتعرف على أنواع المحاصيل الزراعية وإنتاج الأغذية والألياف والأسواق على مستوى متقدم، فضلاً عن تعريفهم بالمبادئ العلمية والمهارات التحليلية الأساسية اللازمة لتحسين نظم الإنتاج الزراعي واستدامتها.وأضافت البوعينين أن الدبلوم يتضمن عدداً متنوعاً من المواد التدريبية التي تختص بالزراعة الحديثة، ومنه: "علم النباتات، وعلم التربة والتخصيب، والزراعة العضوية، والآلات الزراعية وملحقاتها كمرشات التخصيب والمبيدات الحشرية، وإدارة المشاريع الزراعية وتسويق المنتجات، وإنتاج العلف والعشب".وتعتمد هذه المواد التدريبية بشكل كبير على الجانب العملي التطبيقي الذي يتضمن زيارات ميدانية للحقول والمشاتل الزراعية في مملكة البحرين، لكي يتعرف منتسبو البرنامج على التجارب الزراعية للآخرين، إضافة إلى الجانب النظري الذي يتطرق له الكادر التدريبي من خلال المحاضرات، والمناقشات الجماعية، والتمارين التقييمية.وأوضحت، أن البرنامج الزراعي يستهدف خريجي المدارس الثانوية العامة أو العاملين في القطاع الزراعي أو أصحاب المشاريع الزراعية والهواة والمهتمين بالمجال الزراعي.مشتل علمي زراعي في المعهدأنشأ المعهد بالتعاون مع المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي عام 2017، مشتلاً علمياً زراعياً بلغت كلفته ما يقارب 9000 دينار، يتضمن مساحة كبيرة تسمح للمتدربين بإجراء التطبيقات العملية وإنتاج العديد من المحاصيل الزراعية، بالإضافة إلى الأكوابونيك التي تعد إحدى الطرق الزراعية الحديثة، فهي عبارة عن زراعة تكاملية بين النبات والأسماك معاً، وتعتمد على مخلفات أسماك التلابيا الموجودة في تغذية النباتات، كذلك الاعتماد على تغذية الأسماك من مغذيات النبات. ويقوم المتدربون بالعمل داخل المشتل، حيث يقومون بتخصيب التربة، وإنتاج مزروعات متنوعة.المعرض الزراعي التعليميينظم المعهد سنوياً معرضاً زراعياً تعليمياً تحت رعاية وزير التربية والتعليم د.ماجد النعيمي، بالتعاون مع المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، وبمشاركة باقة متنوعة من الوزارات والجهات الحكومية، بالإضافة إلى شركات ومؤسسات القطاع الخاص ومؤسسات التعليم العالي والمدارس الحكومية والخاصة، إلى جانب المزارعين وهواة الزراعة الذين يقدمون نماذج من منتجاتهم الزراعية، ويعرضون جزءاً من مشروعاتهم في هذا المجال.كما يتضمن برنامج المعرض الزراعي ورش عمل متنوعة مفتوحة لمتدربي المعهد ومتدرباته وزوار المعرض من طلبة وطالبات المدارس.وفي عام 2020 تخرج أول طالبين حاصلين على درجة الدبلوم الزراعي، وهما شريفة الذوادي وهي أول متدربة التحقت بهذا البرنامج ، وجعفر محمد.ويقول السيد محمد جعفر: "أعمل منذ سنوات في الإشراف الفني والإداري على المزارع الخاصة والحدائق المنزلية، ولدي العديد من المزارع التي أشرف عليها في البحرين وفي بعض دول الخليج العربي".ويضيف: "عرفت من خلال وسائل التواصل الاجتماعي عن برنامج الدبلوم الزراعي الذي طرحه معهد البحرين للتدريب، فقررت الالتحاق به، لحرصي على تطوير خبراتي وقدراتي وأن أعزز الجانب العملي بالجانب الأكاديمي في مجال عملي؛ فأنا أحرص على كسب ثقة الزبائن، وأن أقدم الجديد باستمرار، وتخرجت في فبراير 2020".وأشاد جعفر بدور المبادرة والمعهد قائلاً: "حصلنا على تشجيع ودعم كبير من فريق العمل بالمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي لمواصلة مشوار الدراسة، وعلى رأسهم الأمين العام للمبادرة الوطنية لتنمية قطاع الزراعة، كما أتقدم بالشكر لمعهد البحرين للتدريب على طرحه هذا البرنامج فهو خطوة إيجابية تفتح الآفاق لتخصص جديد في البحرين وهو الزراعة".أما بالنسبة إلى المناهج الدراسية، فيرى جعفر أنه منهج بريطاني يطرح باللغة الإنجليزية واكتسبنا المعارف والمهارات الجديدة والحديثة من هذا المنهج فأسهمت في تطوير قدراتنا، ولكن لدي بعض الملاحظات حول المنهج وهي أن بعض المواد والمعلومات بعيدة كل البعد عن البيئة الزراعية البحرينية، فهناك معلومات تتعلق بالحقول الشاسعة، والمكائن الكبيرة مثل مكائن الحصاد، وبعض أنواع ثمار المناطق الباردة، وهذه الأمور لا توجد في البيئة الزراعية البحرينية فهي تشكل عبئا على الطالب ولا يستفيد منها".وقال "نأمل أن تكون الدراسة باللغة العربية ولا تقتصر على اللغة الإنجليزية، كما أتمنى إعادة النظر في تكييف البرنامج ليكون أقرب للبيئة الزراعية البحرينية".ويضيف: "حرصا مني على نقل الخبرات التي تعلمتها في المعهد قمت بفتح إنستغرام تثقيقي توعوي لنقله للمهتمين بالزراعة، وأنوي الآن إطلاق تطبيق بالهاتف النقال لتقديم الاستشارات الزراعية، وطموحي بعد التخرج أن أحصل على وظيفة بهذه الشهادة في وزارة الزراعة، وأن أحصل على أرض زراعية لاستزراعها، كما أتمنى فتح مشتل متخصص في زراعة أشجار الفاكهة".الوظائف الزراعية المتاحةقامت المبادرة الوطنية لتنمية قطاع الزراعة بإجراء استبيان بعنوان الوظائف الزراعية في البحرين، طبقته على عينة من أرباب العمل في مجال الزراعة، وتم اختيار العينة في معرض البحرين الدولي للحدائق عام 2019 تحت شعار"الزراعة كتخصص واعد لمهنة المستقبل".وتم توزيع الاستبيان على أصحاب الشركات الزراعية، المؤسسات الحكومية، والتعليمية، وشبه الحكومية، بالإضافة إلى عدد من أصحاب المزارع، لمعرفة مدى الحاجة لتوظيف خريجين بحرينيين متخصصين في المجال الزراعي.وتبين من خلال تحليل نتائج الاستبيان أنه يوجد لدى المؤسسات الزراعية وظائف زراعية في هياكلها الوظيفية تصل نسبتها إلى 88% وهي نسبة عالية، كما تبين أن 72% من أرباب العمل يرغبون في توظيف موظفين مؤهلين بدرجة البكالوريوس في وظائف زراعية.وأكدت المبادرة أن هناك فرصة متاحة لدراسة مدى إمكانية طرح هذا التخصص في الجامعات الخاصة أو الحكومية البحرينية لتخريج متخصصين في الزراعة قادرين على العمل في الشركات زراعية أو في المشاتل أو في المحميات أو في المزارع.وحول موضوع تأهيل القوى العاملة بدرجة البكالوريوس ومدى إمكانية طرح برامج بكالوريوس في التخصصات الزراعية، قال الرئيس المؤسس للجامعة الأهلية عبدالله الحواج: نجد أن هناك تطورا واضحا في قطاع الزراعة في البحرين، الأمر الذي يدعو لدراسة إمكانية فتح هذا التخصص".وأوضح أنه قبل سنوات فكرنا في تأسيس كلية تكنولوجيا الزراعة، وتناقشنا مع بعض أصحاب المزارع في البحرين الذين لديهم باع طويل وقصص نجاح في هذا المجال وأبدوا تجاوبهم مع الفكرة، وكانوا يرون أن إعداد كوادر متخصصة في مجال الزراعة سيسهم في تطوير قطاع الزراعة.ويرى الحواج أنها فكرة وجيهة، ومن الممكن دراسة إمكانية طرح تخصص تكنولوجيا الزراعة في الجامعة الأهلية، على أن يركز هذا التخصص على الجانب التطبيقي العملي، ومن ثم من المهم فتح باب التعاون مع "تمكين" لدعم برامج التدريب التي من شأنها فتح فرص عمل في المجال الزراعي.كما يرى أنه يمكن الاسترشاد بتجربة المبادرة الوطنية لتنمية قطاع الزراعة في مجال إعداد كوادر زراعية مؤهلة سواء كان التدريب على مستوى طلبة الثانوية أم التدريب ما بعد التخرج أم من خلال دبلوم الزراعة الذي نفذ بالتعاون مع معهد البحرين للتدريب.وعن مدى توافر أصحاب المؤهلات العملية للتدريس في هذا التخصص يقول الحواج: "لو شهدت الفكرة النور يمكن الاستفادة من الخبرات الأكاديمية من الدول العربية الشقيقة مثل مصر والسودان، والاستفادة في الجوانب التطبيقية من الشركات الزراعية بالبحرين وأصحاب المزارع الذين لديهم تجارب وإمكانيات عالية وتقنيات زراعية حديثة".وتقول الطالبة منيرة العريض خريجة ثانوية مدرسة جدحفص الثانوية للبنات إنه بإمكانها الالتحاق ببرنامج البكالوريوس في مجال الزراعة في حالة تحسين ظروف المهنة، إذا ما حولت مهنة الزراعة إلى مهنة منظمة وأصبح المزارع مسجلا في التأمينات الاجتماعية، وبالتالي يحصل على جميع حقوق العامل مثل: حق التقاعد، والأمن الوظيفي، والتعويض في حالة الفصل من العمل وغيرها من حقوق العامل.أما الطالب حسين الحمد، خريج مدرسة كانو الخاصة، فقال :"أتمنى دراسة هندسة الزراعة، لكن لا يوجد جامعة في البحرين تطرح هذا التخصص، فحلمي أن تكون لي شركة زراعية متخصصة في زراعة الأسطح المنزلية، فكثير من أصحاب المنازل يرغبون في زراعة أسطح منازلهم؛ فهي مساحة مهملة غير مستغلة، ولا سيما في المنازل التي لا يوجد بها مساحة كافية لحدائق في الطابق الأرضي.أما الطالبة هيا السندي وهي طالبة بكلية الحقوق بجامعة العلوم التطبيقية، فتقول: "أدرس الحقوق، ومستقبلا أطمح إلى التخصص في القانون التجاري، لكنني أتمنى طرح تخصص جديد في القانون في مجال الزراعة، حيث يكون هنا تخصص لدى المحامين في مراجعة وإعداد العقود المتنوعة التي يبرمها المزارعون مع الغير".وتضيف: "هناك تعاملات مالية متنوعة وكثيرة تحتاج لتنظيم، تكون بين المستثمرين وأصحاب المزارع وبين المزارعين، وتجار الخضار والفواكه، مثل أنواع البيوع، وتأجير الأراضي الزراعية، وبيع الغلة قبل حصادها وغيرها.وتقول: "أحلم بعد التخرج أن أساهم مع المزارعين والنواب في طرح تصورات لقوانين وقرارات تنظم التعامل في مجال الزراعة فتنظم العلاقة بين أصحاب المزارع ، والمزارعين والتجار، كما أتمنى طرح مقرر في الدراسة الجامعية بكلية الحقوق تدرس فيها التشريعات المختصة في مجال الزراعة سواء في البحرين أو خارجها".أما الطالبة كوثر سامي رضي وهي تخصص تصميم داخلي من معهد البحرين للتدريس، فتقول: أتمنى زيادة عدد المواد والمقررات التي تدرس في الجامعات والتي تركز تصميم الحدائق المنزلية، والمساحات الزراعية، فمن شأنها أن تزيد فرصة العمل في الشركات العقارية التي تبني جزرا صناعية، لتخطيط المساحات الزراعية في هذه الجزر سواء في جوانب الشوارع أو الدورات أو المساحات الجمالية بتلك الجزر أو في المنازل النموذجية التي تبنيها الشركات العقارية".وتقول: "يتضح من الاستبيان الذي أجرته المبادرة أن 40% من أرباب العمل يفضلون توظيف مزارعين بمؤهل الثانوية، وأرى أن هذه النسبة عالية جدا، ومن هنا تكون الفرصة متاحة للمعنيين في وزارة التربية والتعليم لطرح مسار جديد في المرحلة الثانوية".وتضيف: "من خلال تحليل نتائج الاستبانة تبين أن 24% من أرباب العمل بحاجة لعمال مؤهلين بدرجة دبلوم الزراعة، وأعتقد أنها نسبة جيدة، ويمكن زيادة الفرص المتاحة للشباب للتدريب في معهد البحرين للتدريب والذي يدرب الشباب بعد التخرج من المرحلة الثانوية على سد احتياجات سوق العمل".كما يظهر الاستبيان أن 52% من أرباب العمل لديهم شواغر وظيفية زراعية في الوقت الحالي، وهي نسبة مقبولة تدل على بدء اتساع النشاط الاستثماري الزراعي في البحرين، ولكن 44% من أرباب العمل لديهم موظفون بحرينيون متخصصون في المجال الزراعي، وهذا يدل على أنه بحاجة لبذل مزيد من الجهود لتشجيع البحرنة، على الرغم من أن 72% من أرباب العمل يرغبون في توظيف بحريني متخصص في المجال الزراعي وإحلاله مكان العامل غير البحريني.شركات تطرح وظائف مساندة للمزارعينمدير إدارة التوظيف بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية حسين الشامي قال: "هناك 720 مزرعة خاصة "نشطة - منتجة" بحسب تصريح وزير الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني عصام خلف في فبراير 2020، بالإضافة إلى الشركات الزراعية، وهي تطرح بعض الوظائف الزراعية المساندة للبحرينيين.ويؤكد أن ملاك المزارع مازالوا يلاقون صعوبات في طرح وظائف دائمة للبحرينيين، لكنهم يوكلون بعض الأعمال الزراعية للبحرينيين بالتعاقد مثل: مهمة رعاية النخلة، أو رعاية مناحل العسل، أو مهمة تقليم نوع معين من الأشجار، أو إدارة بعض من البيوت الزجاجية، وغيرها.وأوضح، أنه لا يوجد في البحرين مهنة مزارع بشكل رسمي في القطاع الخاص، ولكن يوجد ملاك مزارع مسجلة أسماؤهم لدى شؤون الزراعة، حيث يحصلون على الدعم عن طريق صرف مواد زراعية ومبيدات حشرية ومياه معالجة بسعر منخفض.الأمن الغذائي وتأهيل الكوادر البشريةفي المقابل، أكد وكيل الزراعة والثروة البحرية بوزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني د.نبيل أبوالفتح أن الزراعة المائية لها أهميتها في تحقيق الأمن الغذائي، ولا سيما بعد توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى من خلال كلمته السامية التي ألقاها في افتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الخامس لمجلس الشورى والنواب في الثالث عشر من أكتوبر عام 2019 والذي نص على: "وبالنظر إلى الجهود العالمية المتواصلة في إيجاد حلول ترتقي بجودة حياة الإنسان واستمرار تمتعه بالعيش الكريم، وخصوصاً في مجال تحقيق الأمن الغذائي، تبادر البحرين، بكل جدية، بتبني الحلول المناسبة لتطوير مجالات الاكتفاء الذاتي، حيث أصدرنا توجيهاتنا، بوضع وتنفيذ "مشروع إستراتيجي للإنتاج الوطني للغذاء"، ليشمل تخصيص مواقع متعددة للاستزراع السمكي والإنتاج النباتي. ويهدف المشروع بشكل رئيسي إلى تطوير القدرات الوطنية في مجال الصناعات الغذائية ورفع نسبة الإنتاج المحلي، والحفاظ على خبرة أصحاب تلك المهن ليكونوا جزءًا مهماً في إنجاح تلك المشاريع".وقال: إنه بناء على تلك التوجيهات السامية تم وضع خطط مستقبلية؛ لإنشاء مشاريع للزراعة المائية العمودية، بحيث تكون هذه المشاريع موزعة على المحافظات، وذلك تماشيا مع المستجدات في مجال تكنولوجيا الزراعة في سبيل تحقيق الأمن الغذائي المستدام لمملكة البحرين، فالزراعة المائية العمودية هي النموذج الأنسب للبحرين فهي لا تحتاج لتوفير تربة خصبة وتستهلك مياها أقل من الزراعة التقليدية بنسبة تصل إلى 95%.وأكد أن هناك تحديات واحتياجات يجب تأمينها قبل انتقال المزارع من الزراعة التقليدية إلى الزراعة المائية، أهمها دراسة مدى إمكانات توفير أسمدة مائية محليا أو استيرادها بأسعار تنافسية، وكذلك تأهيل وإعداد الكوادر البشرية.