أكد عدد من الشباب المتطوعين في التجارب السريرية للقاح فيروس كورونا (كوفيد19) على أهمية المشاركة، التي تعد مبادرة داعمة للجهود الوطنية لمكافحة الجائحة، معتبرين أن مشاركتهم واجب وطني وعلى الجميع المساهمة فيه، وأمانة يجب تحملها تلبية لنداء الوطن وخدمة للإنسانية والعالم.

وأكدوا في حديث لوكالة أنباء البحرين على ثقتهم بجهود المملكة بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، التي جعلت صحة وسلامة المواطنين والمقيمين أولوية قصوى، مبينين أن كوادر الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد19) ووزارة الصحة يعملون بأعلى معايير الكفاءة والاحترافية، مؤكدين أن مشاركة أعضاء من الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد19) واستشاريين من الأطباء بوزارة الصحة وأفراد أسرهم في هذه التجارب يعطي ضمانة لسلامة إجراءاتها، مستبشرين بوصفها إنجازاً جديداً يضاف لرصيد المملكة.

وأكدت المتطوعة الشابة نورة البلوشي أهمية مشاركة الشباب في هذه التجارب انطلاقاً من الواجب الوطني والإنساني، لافتة إلى أهمية المشاركة الإيجابية في إنجاح مهام الفريق الوطني الطبي الذي عمل ولا يزال بجهد وإخلاص كبير لضمان صحة المواطنين والمقيمين، مبينة أهمية تشجيع الشباب على المشاركة وتلبية نداء الواجب.

ودعت البلوشي إلى أهمية تلبية نداء الواجب باعتباره واجباً وطنياً على الجميع المشاركة فيه من منطلق المسؤولية والتفاعل الإيجابي، وقالت: «على الجميع تلبية الدعوة التي أطلقتها وزارة الصحة للمشاركة في التجارب السريرية للقاح، ويجب التعاون والتطوع من أجل المصلحة الوطنية وعدم التردد إطلاقاً، فلكل شيء سلبياته وإيجابياته، ولكن العملية برمتها تتم تحت إشراف الكادر الطبي المشهود له بالمستوى العالي والكفاءة».

المشاركة

تجسيد للوطنية

من جانبه أوضح محمد عبدالجليل؛ أن قرار مشاركته في التجارب السريرية يعتبر قراراً إيجابياً وصفه «بالخروج من السلبية»، مؤكداً أن تلبية نداء وزارة الصحة هو تلبية لنداء الوطن وينم عن حس عالي بالمسؤولية والوطنية التي يتمتع بها أهل البحرين.

وأضاف أن قرار المشاركة جاء كردة فعل لما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي إذ رصد العديد من الرسائل غير الصحيحة، فجاء قراره بالمشاركة الشخصية واكتشاف التجربة التي أوضحت الحقيقة، وحسب وصفه «كانت التجربة مريحة وسهلة وبسيطة ولا تستدعي القلق».

وأضاف: «من غير المنطقي أن تتبنى وزارة الصحة أمراً ضد المواطنين، فثقتنا بالمسؤولين الذين اتضح حجم العمل الذي يقومون به كبيرة جداً، وما تلبية نداء المشاركة في التجارب السريرية إلا تعاون وحس وطني يجب القيام به».

تفعيل كلمة

«فداء للوطن»

وفي رأي آخر؛ أكد المتطوع الشاب جاسم عامر أن قرار المشاركة في التجارب السريرية يعتبر قراراً صائباً، داعياً إلى التأمل في فكرة المسؤولية الوطنية التي تترجم إلى أفعال وممارسات على أرض الواقع، فهي ليست كلاماً يقال فقط، مبيناً أهمية اتخاذ القرار الصحيح بالمشاركة الإيجابية في أي أمر من شأنه القضاء على جائحة كورونا (كوفيد19) التي تشهدها مملكة البحرين والعالم.

وعن تفاصيل تجربته قال جاسم: «فكرت بما قدمته للوطن في ظل هذه الجائحة ووجدت أنني حرصت على العمل والالتزام به، عندها وجدت أن مشاركتي في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية مسؤولية وواجب عليّ تحمله أيضاً، وهنا اتخذت القرار الصحيح، لاسيما وأن الفرصة لا تزال سانحة لكل من يريد المشاركة».

وعن إجراءات التنسيق قال: «العملية بسيطة جداً وتتم بالتسجيل الإلكتروني، ومن ثم المرور بعمليات منظمة في ظل متابعة تفصيلية من القائمين في مركز المعارض، ومن الممكن أيضاً الذهاب مباشرة إلى مركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات، حيث يتم توزيع أوراق تحوي معلومات كاملة وواضحة على كل المتطوعين لقراءتها قبل الدخول على الطبيب لإتمام العملية في يسر وسهولة، وأود أن أشيد بإجراءات السلامة العالية وعمليات التعقيم المستمرة، فالطاقم الصحي الموجود مرحب ومنظم جداً».

وختم جاسم بالتأكيد على أهمية تفعيل كلمة أن نكون فداء للوطن.. فهذه الكلمة تحمل مسؤوليات ذات أوجه كثيرة، وما التجارب السريرية سوى جزء من هذه الأوجه التي تتطلب التعاون والعمل الجاد لإنجاحها خدمة لمملكة البحرين والعالم.

المشاركة من واقع تجربة خاصة

عامر مكي؛ من أوائل المتطوعين في التجارب السريرية، تحدث عن تجربته قائلاً: «أصيبت زوجتي وابنتي بفيروس كورونا (كوفيد19)، ولامست عن قرب الجهد والتعب الذي تحمله الحالات القائمة من جهة والعاملين في القطاع الصحي من جهة ثانية، من هنا اتخذت قرار المساهمة ولو بجزء بسيط في إنجاح الجهود المبذولة للتصدي للفيروس، عبر المشاركة والتطوع فيها».

وأضاف عامر: «ما يثلج الصدر أن الأطباء أنفسهم شاركوا في إجراء هذه التجارب في مرحلتها الثالثة، مما يوحي بالثقة والأمان، إذ ليس من المعقول أن كل هؤلاء الخبراء والمعنيين بوزارة الصحة والمشهود لهم محلياً وعالمياً بالكفاءة والخبرة أن يقحموا المواطنين بأمر لا يضمنون سلامته، من هنا كان لابد من التأكيد على المستوى العالي الذي تتحلى به البحرين في المجال الطبي، وأن نؤكد على أن الجهود المبذولة كلها جهود قائمة على أسس علمية متينة».

الواجب الإنساني هو سر مشاركة أحمد بركات، وهو أحد أوائل المتطوعين أيضاً، وعن تجربته قال: «يجب المشاركة في أي نداء للوطن من أجل البحرين والعالم أيضاً، وما يدعو للاطمئنان أن التجربة الأولى والثانية كانت آمنة، وعلى كل مواطن تلبية هذا النداء بدافع المسؤولية».

إجراءات آمنة ومدروسة

وأخيراً قالت معصومة حماد متقاعدة من وزارة الصحة ومتطوعة في التجارب السريرية أنها لبت نداء الواجب منذ أول إعلان عنها بتاريخ 11 أغسطس، إذ قامت بالتسجيل مباشرة بتاريخ 12 أغسطس على الموقع الرسمي، وعن تجربتها قالت: «قرأت عن هذه التجارب واللقاحات إلى أن حصلت على الموعد بتاريخ 13 أغسطس، وكنت من المجموعة الأولى ولله الحمد، ولمست من خلال تجربتي التنسيق السريع، ووجدت الاهتمام والعناية المطلوبة، فكل مرحلة تتم بعد دراسة كاملة، إذاً نحن نتحدث عن إجراءات مدروسة وآمنة».

وختمت حماد حديثها بالتأكيد على أهمية القيام بحملات توعوية مدروسة واستباقية في مثل هذه الأمور، وقالت: «نتمتع في البحرين بأبواب تواصل مفتوحة مع المسؤولين، وبقنوات رسمية تضمن توصيل المعلومة الصحيحة في وقتها، وبالتالي نحن أمام عمل صحي جبار يقدم لنا ضمانة حقيقة، فالطاقم الطبي أثبت قدرته وجدارته في إدارة تحدي فيروس كورونا (كوفيد19)، وعلى الجميع المشاركة في تلبية النداء الوطني من أجل وضع نهاية لهذا المرض الذي غير حياتنا».