بنا - سماح علام أكد سعادة السفير كريم إبراهيم الشكر على تمثيل الدبلوماسية البحرينية المشرف والرصين في الساحة الدبلوماسية العالمية جاء نتيجة السمعة الطيبة التي تحظى بها مملكة البحرين، والقائمة على مبدأ الهدوء والاتزان الحكيم والرؤية السديدة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، والتي تقدم السلام كرسالة عالمية.وبين السفير الشكر أن العلاقات الخليجية راسخة منذ سنوات طويلة، الأمر الذي يعزز الثقل السياسي لمنطقة الخليج ومكانتها في العالم، موضحاً تطلعاته المستقبلية المتفائلة في ظل قيادة جلالة الملك المفدى التي تحول التحديات إلى إنجازات، مستشهداً بجهود المملكة في احتواء جائحة كورونا.جاء ذلك خلال استضافته في برنامج (حوار دبلوماسي) على إذاعة البحرين، والذي يقدم توثيقاً لمسيرة الدبلوماسية البحرينية، ويقوم عليه فريق من إذاعة البحرين ووزارة الخارجية، ومن إعداد وتقديم سبيكة الشحي وتنسيق ومتابعة وفاء خليفة وإخراج راشد سند.وتحدث السفير الشكر عن مجموعة من المحطات الدبلوماسية في حياته منها؛ ترؤسه لمجموعة 77 والصين التي تضم أكثر من 100 دولة، حيث كان من الصعب توحيد الآراء تجاه القضايا، وهي مجموعة دول اهتمت ببحث قضايا التمويل وتعد من أهم التجمعات في جنيف، وقال: "عملت من خلال ترؤسي لهذه المجموعة على التوفيق والتوحيد قدر الإمكان بين الآراء، واعتماد قرارات هامة ساهمت في تعضيد اقتصاديات الدول النامية".ويختزل السفير الشكر تجربته الدبلوماسية الممتدة لأكثر من 46 عاماً، إذ وصف عمله في جنيف بالأقرب إلى القلب، في حين أشار أن الأكبر في الثقل السياسي هو عمله في نيويورك، حيث كبار السياسيين وأبرز القضايا وأقواها أثراً، فعمل في المنظمة الدولية ممثلاً لمملكة البحرين، وهو ما وفر له تجربة غنية وثرية.وعن الذكريات الحاضرة قال الشكر: "ترأست البحرين المجموعة العربية في الأمم المتحدة، ورفضت الولايات المتحدة إعطاء تأشيرة لدخول الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات لأمريكا، وبالتالي لن يتمكن من المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة، وهنا عملنا على مناصرة القضية الفلسطينية، وطالبنا بإتاحة الفرصة لعمل الجمعية العامة بدون تدخل وضغط، مؤكدين أهمية مشاركة عرفات بوصفه جزء من قضية موجودة تحت مظلة الأمم المتحدة، لكن الولايات المتحدة واصلت رفضها مما حتم علينا رفع قضية عليها كدولة مقر، ونقلنا الاجتماع السنوي من نيويورك إلى جنيف، ما أدى إلى نجاح مطالباتنا وتم دخول الزعيم ياسر عرفات، ومنها تولدت فكرة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة تحت مظلة الأمم المتحدة".وأكد السفير الشكر فخره واعتزازه لكونه حاصل على وسام صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة (الجدارة واستحقاق الخدمة) 2001، وأيضا حصل من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه وسام الكفاءة من الدرجة الأولى في 16 ديسمبر 2013م، مبيناً دور سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء ربان ومؤسس الدبلوماسية البحرينية، إذ عمل جاهداً على تأسيس وزارة خارجية حديثة تواكب جميع الظروف والمتطلبات في تلك الفترة، وأن تكون سياستها متوازنة وفقا لمبادئ الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي وتطلعات مملكة البحرين.وانتقل السفير الشكر للحديث عن أهمية حصول مملكة البحرين على عضوية الأمم المتحدة بعد إعلان استقلالها، إذ كانت فترة هامة تسجل في تاريخ المملكة، وتم بالإجماع قبول البحرين، وكان قرار مجلس الأمم المتحدة يوصي ويرحب بقبول البحرين عضواً في الأمم المتحدة، وهي الدولة الوحيدة التي حصلت على هذه العبارة من بين جميع الدول إلى يومنا هذا، مشيرا إلى قبول العضوية ترتب عليه تغييرات هامة في تاريخ مملكة البحرين، وبين أن العمل تحت مظلة الأمم المتحدة يعتبر هاما جدا، وأكد أهمية اطلاعه الدائم على الوثائق بشكل تفصيلي ومتابعة أكثر من 150 بندا بتركيز كبير وبنظرة وشمولية.وبين السفير الشكر جانباً آخر من ذكرياته؛ متحدثاً عن ثقة السفير الصفار التي كانت تتعلق بنصرة القضية الفلسطينية، وبين أن أول خطاب له تمحور حول القضية الفلسطينية سنة 1971، وكانت اللغة المستخدمة آن ذاك هي الإنجليزية لعدم اعتماد العربية بعد، وقال: "كنت أول من تحدث عن القضية الفلسطينية في الأمم المتحدة، وأذكر أن الخطاب الثاني كان عن المرأة باعتبارها عنصراً مهما؛ إذ لمست اهتمام الدول بتمثيل العناصر النسائية في وفودها منذ ذلك الوقت، وقد قامت البحرين لاحقاً بضم أول امرأة لحضور دورات الجمعية العامة وهي السيدة الدكتورة أمل الزياني، ومن ثم السيدة بيبي العلوي التي عينت لاحقاً في بعثة البحرين في الأمم المتحدة".واستعرض السفير الشكر عدة محطات هامة في حياته منها سفره إلى جمهورية باكستان الإسلامية لنقل الإغاثة لهم بسبب إعصار ألم بهم مع السيد زهور حسين وهو احد الباكستانيين الذين كانو يعملون في مجال الصحة في مملكة البحرين آنذاك، وكيفية مشاركته في الدورات الدبلوماسية الأولى التي أسست الدبلوماسيين البحرينيين والتي انعكست نتائجها على عملهم بشكل احترافي ومهني، وكان ذلك ضمن تعاون بين دول مجلس التعاون، خصوصا في المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، من خلال الاستفادة من المعاهد الدبلوماسية وخبرتهم في العمل الدبلوماسي.ثم انتقل للحديث عن ذكريات معرفته برئيس للولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، إذ جمعت بينهما لقاءات كثيرة ووصفه بالشخصية العظيمة، وصولاً إلى ذكريات تفصيلية جمعته بالسفير الكويتي محمد أبو الحسن الذي تحدث في مكالمة هاتفية عن ذكرياته الهامة مع السفير الشكر، خصوصا بعد الاحتلال العراقي لدولة الكويت، إذ عمل السفيران على تقديم شكوى رسمية من منطلق الأواصر الخليجية القوية والعلاقة الممتدة بين البلدين.وأوضح السفير الشكر أهمية تجربته الدبلوماسية في جمهورية الصين الشعبية؛ إذ شهد إقامة العلاقات البحرينية الصينية والتي أعلنت في المنامة عام 1988، حيث كانت بداية تحول الصين من دولة زراعية إلى أحد أهم الاقتصاديات العالمية، وقال: "عاصرت مرحلة الانفتاح في جمهورية الصين، وشهدت تحولاتها الاقتصادية، ومن أهم الإنجازات التي حققناها هو الترتيب لزيارة رسمية عالية المستوى لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء الموقر حفظه الله، ومن بعدها زيارة ثانية رسمية لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة جلالة الملك المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله، ليأتي بعدها الترتيب للزيارة الملكية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه".ولا تزال ذاكرة السفير كريم الشكر حاضرة وحافلة بالكثير من الذكريات، إذ تحدث عن السبق في ترتيب وأرشفة وثائق الأمم المتحدة في ديوان عام الوزارة، ودعم سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة لفكرته في أرشفة الوثائق، لما لها من أهمية في العمل الدبلوماسي، كما تحدث عن أهم الزيارات الدبلوماسية التي شاركت فيها مملكة البحرين والمتعلقة بشتى القضايا، وأوضح عمله كأول مندوب دائم للبحرين في جنيف، والتي رسخت حضور مملكة البحرين في المحافل الدولية الهامة، مثل أعمال منظمة العمل الدولية ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة حقوق الإنسان ومنظمة التجارة العالمية وغيرها.وختم السفير الشكر حديثه بتوضيح ذكريات نشأته التي كانت في فريج الحطب بالمنامة، والمعروف بتنوعه العرقي والديني، وقال: "هذه النشأة عززت لديّ قبول الآخر، وهو ما استفدت منه لاحقاً في عملي الدبلوماسي، وأبدى الشكر سعادته باللقب الذي أطلقه عليه معالي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، مستشار جلالة الملك للشؤون الدبلوماسية، حينما كان وزيراً للخارجية (بالسفير المخضرم)، نظراً لمعاصرته جيلين مختلفين واستمراريته في الإنجاز، إضافة إلى غنى فترة عمله وثراء تجربته الدبلوماسية.