- علاقات أخوية تاريخية وثيقة وشراكة استراتيجية متنامية
- الرؤية الطموحة 2030 لاستيعاب 30 مليون حاج ومعتمر
- الرياض صمام أمان المنطقة بمواجهة المخاطر والتهديدات
- ارتفاع المبادلات التجارية غير النفطية إلى 3 مليارات دولار
- إنشاء جسر الملك حمد إضافة قوية لمسيرة الشراكة الاقتصادية
تُشارك مملكة البحرين، قائداً وحكومة وشعباً، شقيقتها الكبرى المملكة العربية السعودية احتفالاتها بيومها الوطني التسعين، اعتزازاً بذكرى توحيد المملكة وتأسيسها على يدي الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله، وتقديراً لعمق العلاقات الأخوية التاريخية الوثيقة بين البلدين الشقيقين، وما تشهده من تطور ونماء في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
وفي هذه المناسبة الغالية على أفئدة الأمة العربية والإسلامية، تستذكر مملكة البحرين بكل الود والفخر والاعتزاز التاريخ العريق للمملكة العربية السعودية منذ تأسيسها كدولة حديثة موحدة في 23 سبتمبر 1932م على قواعد راسخة من العدل والحكمة، وإسهاماتها المشرفة في نصرة الدين والعروبة ودعم السلام والاستقرار الإقليمي والدولي، ومواقفها الأصيلة الداعمة لأمن البحرين واستقرارها ومسيرتها التنموية، تجسيدًا لنهج الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه، وتعبيره عن أسمى معاني الأخوة بمقولته الخالدة: "لو تفرقت الأجسام فالقلوب مجتمعة".
وتعتز مملكة البحرين بالنهج الحكيم للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ودعم ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في نصرة القضايا العربية والإسلامية، وقيادتها الحازمة للتحالفين العربي والإسلامي لمحاربة الإرهاب وترسيخ الشرعية وإعادة الأمل في اليمن الشقيق، والتصدي للتدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية العربية، إلى جانب دورها العظيم في خدمة الإسلام والمسلمين، ورعاية الحجاج والمعتمرين وزوار الحرمين الشريفين، ونجاحها هذا العام في إقامة فريضة الحج في أجواء صحية آمنة، ورؤيتها الطموحة 2030 لاستيعاب 30 مليون حاج ومعتمر، ومكانتها المرموقة عالمياً بفضل أياديها البيضاء في 81 دولة، وحلولها في المركز الأول عربياً والخامس عالمياً في تقديم المساعدات الإنسانية وفقاً لمنصة التتبع المالي التابعة للأمم المتحدة لعام 2020، ورئاستها الحالية لمجموعة العشرين.
وتؤكد البحرين بقيادة جلالة الملك المفدى وقوفها على الدوام في صف وخندق واحد مع المملكة العربية السعودية إيماناً بوحدة الهدف والمصير، وأن أمنها جزء لا يتجزأ من أمن البحرين والأمن القومي الخليجي والعربي، وهو ما أكده جلالته لدى التقائه أخيه خادم الحرمين الشريفين في جدة يوم 23 سبتمبر 2019، وتقدير جلالته للمملكة العربية السعودية ومكانتها الرائدة في محيطها الخليجي والعربي والإسلامي، باعتبارها: "الركيزة الأساسية لأمن المنطقة واستقرارها وصمام أمانها في مواجهة المخاطر والتهديدات".
كما جدد جلالته تأكيده لدى استقباله كبير مستشاري الرئيس الأمريكي مطلع هذا الشهر بقوله "إن الاستقرار والتضامن الخليجي يعتمد، في جميع المواقف، على الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وأننا معها في السراء والضراء بما يحقق الاستقرار والازدهار في المنطقة".
والبحرين وإذ تثمن الوقفات التاريخية السعودية المشرفة إلى جانب أمنها واستقرارها، فإنها تؤكد تضامنها الكامل مع الشقيقة الكبرى في التصدي لأي محاولة تسعى للنيل من أمنها واستقرارها، وتأييدها المطلق لما تتخذه من إجراءات لحماية مؤسساتها والدفاع عن مصالحها والحفاظ على سلامة مواطنيها والمقيمين على أرضها، ومساندة جهودها المباركة في نصرة قضايا الحق والعدل والسلام، ومحاربة الإرهاب، والتصدي للاعتداءات الآثمة لميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران.
وتحرص قيادتا البلدين دوماً، على ترسيخ الشراكة بينهما على جميع المستويات، وذلك بالنظر إلى حجم وكثافة الاتصالات واللقاءات التي لم تتوقف بينهما، وتناغم المواقف المشتركة وانسجامها إزاء التحديات والمخاطر التي تواجه المنطقة والعالم، وأواصر الأخوة والمودة والروابط الاجتماعية التي تجمع الشعبين الشقيقين، الضاربة في عمق التاريخ.
وفي ضوء هذه الثوابت الأخوية التاريخية والمصير المشترك، بلغت العلاقات البحرينية السعودية أعلى مستوياتها من التعاون والتنسيق المشترك، وعززت من تقدمها كأنموذج يحتذى به في الأخوة الخليجية والعربية والإسلامية والشراكة الاستراتيجية المتنامية في شتى المجالات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والاستثمارية والإعلامية والثقافية والاجتماعية، والتي اكتسبت دفعة إيجابية بإنشاء مجلس التنسيق البحريني السعودي في يوليو 2019.
فالمملكة العربية السعودية هي أكبر شريك اقتصادي لمملكة البحرين بمبادلات تجارية غير نفطية ارتفعت من 494 مليون دولار عام 1999 إلى 3 مليارات دولار عام 2019، واستثمارات سعودية في البحرين تتجاوز قيمتها 6.1 مليارات دولار وفقاً لإحصاءات وزارة الصناعة والتجارة والسياحة، ووجود أكثر من 5 آلاف شركة سعودية عاملة في البحرين عام 2018 بحسب مجلس الأعمال السعودي البحريني.
ومن المؤمل أن يشكل إنشاء جسر الملك حمد بكلفة أربعة مليارات دولار إضافة قوية إلى مسيرة الشراكة الاقتصادية الى جانب جسر الملك فهد في تعزيز الحركة السياحية والتجارة، بعد استقباله أكثر من 400 مليون مسافر منذ افتتاحه رسمياً في 25 نوفمبر 1986 وحتى نهاية العام الماضي، منهم 30 مليونًا عام 2019.
إن مواصلة مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية الشقيقة ممارسة أدوارهما في دعم قضايا الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة والعالم، وثبات ورسوخ مواقفهما إزاء التحديات المشتركة، وحجم المصالح الحيوية التي تجمعهما، ليعكس ما يجمع بين البلدين ككيان وشعب واحد متمسك بقيمه وثوابته الوطنية يسعيان دائماً نحو تحقيق التكامل في شتى القطاعات.