قال خبير تقنية المعلومات والرئيس التنفيذي لشركة "إن جي إن" العالمية لأنظمة المعلومات المتكاملة يعقوب العوضي، إن التوسع في استخدام برامج الاتصال المرئي مثل "زوم" وغيره بعد جائحة كورونا يتطلب رفع مستويات الأمن الإلكتروني من قبل المستخدمين، مؤكداً أهمية ذلك في وقت باتت فيه التسريبات عبر الإنترنت مشكلة مزمنة تتفاقم باستمرار وتثير المزيد من قلق المسؤولين وأصحاب السلطة والمتنفذين والشركات ورجال الأعمال.

وأضاف العوضي: "لا يجب أن ننسى هنا قصة موقع ويكيليكس الذي نشر ملايين الوثائق الحساسة وأوقع كثيراً من السياسيين والحكومات حول العالم في حرج كبير"، لافتاً إلى أن الجميع بات اليوم بحاجة إلى نظام أساسي يمكنهم من خلاله التحدث عبر الإنترنت دون الحاجة إلى القلق بشأن مثل هذه المشكلات، مشيراً إلى أن كثيراً من المؤسسات الحساسة حول العالم تعمل الآن على بناء منصة مؤتمرات الفيديو واقتناء خوادم إنترنت خاصة بها لتحسين معايير الأمن والخصوصية.

وأكد أهمية قيام الشركات والمؤسسات باقتناء برامج الاتصال المرئي الموثوقة والمعتمدة، وليس البرامج المجانية المتوفرة على الانترنت، وقال: "تزداد قابلية هذه البرامج المجانية للاختراق، وربما يكون الاختراق بهدف التجسس أو سرقة البيانات والمعلومات، والأخطر من ذلك هو قيام بعض القراصنة ببث مواد تحرض على الكراهية، أو مواد إباحية عبر تلك البرامج، كما حصل مؤخرا مع الأسف في إحدى المدارس الخاصة بالبحرين".

وأوضح العوضي أنه بين الإجراءات التي ينصح بها للاستخدام الآمن في برامج الاتصال المرئي مثل زوم وغيرها حيث اختار خيار الاجتماعات الخاصة والاستفادة من ميزة غرفة الانتظار للتحكم فيمن ينضم إلى الاجتماع، وإرسال روابط الاجتماع إلى أشخاص محددين عبر الرسائل المباشرة بدلاً من نشر تلك الروابط أمام الجميع في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، وإغلاق الاجتماع أمام الغرباء غير معروفي الهوية.

ولفت العوضي إلى أن زيادة الاعتماد على الإنترنت في الحياة العامة والعمل والدراسة زاد من شهية القراصنة لشن هجمات إلكترونية بهدف سرقة الأموال والبيانات والمعلومات أو التهديد وإلحاق الضرر، وقال: "كنا في السابق نحذر من خطورة هجمات القراصنة على أنظمة المؤسسات المالية وشركات الطاقة العملاقة وغيرها، واليوم، وبسبب جائحة كورونا، بات القطاع الصحي بما في ذلك المستشفيات ومراكز الأبحاث وشركات الدواء في مقدمة دوائر الاستهداف، بما في ذلك من خطورة على بيانات المرضى والمفحوصين والذين يجري تجريب اللقاح عليهم، وهنا يجب على منشآت القطاع الصحي والطبي مضاعفة أنظمة الحماية الإلكترونية".