مندوباً عن رئيس الوزراء سلمان بن خليفة يحضر احتفالية "مئوية القطاع المصرفي" بالمملكة
أناب صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، سمو الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة مستشار سموه لحضور الاحتفال بمناسبة مرور مائة عام على انطلاق القطاع المصرفي في البحرين، والذي نظمته جمعية مصارف البحرين صباح أمس الثلاثاء في المبنى الرئيسي لمرفأ البحرين المالي، بحضور عدد من كبار المسؤولين والقيادات في القطاع المالي والمصرفي.
ونقل سمو الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة تحيات وتهاني صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء لجميع المشاركين في الاحتفال بهذه المناسبة، والتي تأتي احتفاء بالدور الرائد للقطاع المالي والمصرفي كمساهم رئيسي في تعزيز دعائم النهضة الاقتصادية والتنموية في المملكة، وتقديراً لرواد العمل المصرفي الذين ساهموا في ترسيخ أسس هذا القطاع ونمائه.
وأكد سموه أن البحرين في ظل التوجيهات السديدة والرؤية الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حققت طفرة تنموية شاملة في كافة القطاعات، بما فيها القطاع المالي والمصرفي، والذي أولته الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء كل الاهتمام والدعم من خلال توفير كل المقومات القانونية والتنظيمية واللوجستية التي عززت من نهضة القطاع وأتاحت له الانطلاق في أجواء من الانفتاح الاقتصادي، وهو ما أهلّ البحرين لكي تكون مركز جذب واستقطاب للعديد من المصارف والمؤسسات المالية العريقة إقليمياً ودولياً.
وقال سموه: " إن الأمير الوالد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، يولي القطاع المالي والمصرفي اهتماماً ورعاية كبيرة، وأن جهود ومبادرات سموه كانت الركيزة التي انطلق منها هذا القطاع إلى أعلى مستويات النجاح"، مشيداً سموه بما يتمتع به النظام المالي والمصرفي في البحرين من سمعة وثقة عالمية، بفضل التزام مصرف البحرين المركزي والبنوك والمصارف العاملة في المملكة بالمعايير والأطر التنظيمية والرقابية.
وأكد سموه أن الاحتفال بمئوية القطاع المالي والمصرفي، يأتي في وقت يشهد في الاقتصاد العالمي تحديات كبيرة نتيجة انتشار فيروس كورونا المستجد، وهي تحديات استطاع القطاع المصرفي في البحرين أن يواجهها بكل ثقة وكفاءة عالية، معرباً عن خالص التهاني والتبريكات لجميع المكرمين، والذين يمثلون نماذج فخر واعتزاز على ما قدموه جيلاً بعد جيل لصالح الوطن بكل إخلاص وتفانٍ، متمنياً سموه للقطاع المصرفي والمالي دوام التطور التفوق.
وكان الاحتفال بمرور مائة عام على القطاع المصرفي، قد بدأ بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، ثم ألقى محافظ مصرف البحرين المركزي رشيد محمد المعراج كلمة أعرب فيها عن تشرفه بأن يتقدم لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، بعظيم الامتنان وبالغ العرفان على رعاية سموه الكريمة لهذا الاحتفال والذي يعكس اهتمام ودعم سموه للقطاع المالي، قائلاً" إنني وباسم جمع العاملين في القطاع أتوجه بخالص الشكر والتقدير والامتنان لمقامه الكريم على ما لمسناه منه من دعم ورعاية واهتمام وعلى جهوده المشهودة في تطوير القطاع المالي طوال العقود الخمسة الماضية".
وأكد أن القطاع المصرفي في البحرين شهد خلال المائة عام العديد من التطورات أبرزها كان خلال العقود الخمسة الأخيرة حيث شهد القطاع منذ منتصف السبعينات تواجداً لافتاً للعديد من البنوك العالمية التي عرفت بالوحدات المصرفية الخارجية "الأوفشور"، والتي اتخذت من البحرين مركزاً لعملياتها في المنطقة، تلتها مرحلة انطلاق الصيرفة الإسلامية والتي ساهمت فيها البحرين بدور بارز في إرساء القواعد التنظيمية والرقابية لها.
وأشار إلى أنه في فترة لاحقة ومع تطور الأوضاع المالية والظروف المحيطة بأحكام الرقابة على المؤسسات المصرفية والمالية، اتخذت الحكومة قرار بتحويل مؤسسة نقد البحرين آنذاك، إلى Single Regulator المنظم الوحيد والمسئول والرقيب على كافة الأنشطة المالية المصرفية وغير المصرفية.
وأضاف المعراج أن هذه النشاطات أصبحت تحت منظومة رقابية متجانسة تتواكب مع أفضل الممارسات الدولية، وقد ساعد هذا التحول في تركيز كافة الأنشطة المالية تحت رقابة موحدة، وتحقيق نقلة نوعية ومميزة في تطور القطاع المالي وتعزيز الاستقرار والشمول المالي، لافتاً إلى أن الفترة الأخيرة تشهد اهتماماً متزايداً بمرحلة التكنولوجيا المالية والتحول الرقمي، والتي يوليها المصرف اهتماماً كبيراً، نظراً للأهمية التي تشكلها في تطوير الخدمات المالية في المستقبل.
وأكد أن مسيرة العمل المصرفي البحريني ما كان لها أن تتواصل بزخم مستمر لولا الدعم والتشجيع التي أولتها قيادة جلالة الملك المفدى، وقال:" في هذه المناسبة أتشرف بأن ارفع بخالص الشكر والتقدير والامتنان لمقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المفدى ومقام صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين نائب القائد العام والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، على ما قدموه لنا من دعم ورعاية وتوجيهات سامية للتطوير المستمر للقطاع "، سائلاً المولى عز وجل أن يحفظهم ذخراً لبلدنا العزيز.
ومن جانبه، أشاد رئيس مجلس إدارة جمعية مصارف البحرين عدنان أحمد يوسف في كلمة له بتفضل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، بالموافقة على وضع هذا الاحتفال تحت رعايته الكريمة ليجسد دور سموه القيادي الرائد في صنع هذه النهضة المصرفية المباركة.
وأشار إلى أن المسيرة المصرفية على مدى 100 عام مليئة بالمحطات اللامعة والإنجازات الكبيرة توجت بوضع المملكة من بين أهم المراكز المصرفية والمالية العالمية المرموقة التي ساهمت بتقديم التمويلات بعشرات المليارات من الدولارات للكثير من دول العالم وساهمت في نموها، والأهم من ذلك أنها ساهمت في التنمية المستدامة والتنويع الاقتصادي في المملكة منذ وقت مبكر وخلقت الآلاف من الكوادر البشرية المؤهلة تأهيلاً عالياً.
وأكد أن هذه المسيرة المصرفية فتحت آفاق رحبة أمام تطور المجتمع والثقافة والتعليم والعمران والجامعات والإعلام والمواصلات والاتصالات ومعاهد التدريب، وغيرها من المجالات لتطال الآثار الإيجابية للمسيرة المصرفية في البحرين كافة الجوانب المعيشية والتنموية والعمرانية، حيث باتت الصناعة المصرفية اليوم هي المساهم الأول من خارج القطاع النفطي في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 17%، كما أصبحت المشغل الأول للبحرينيين في القطاع الخاص بأكثر من 14 ألف وظيفة.
بعدها تم عرض فيديو بمناسبة مرور مائة عام على القطاع المصرفي في البحرين، يسرد ملامح تطور القطاع المالي والمصرفي في البحرين على مدى قرن من الزمان، والدور الذي يقوم به في دعم الاقتصاد الوطني ومسيرة التنمية التي تشهدها المملكة، وجهود صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء في نمو هذا القطاع بما أسهم في تعزيز مكانة المملكة اقليمياً ودولياً.
تلا ذلك الإعلان عن أسماء رواد القطاع المصرفي والمكرمين من لدن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء.
بعدها، تفضل سمو الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة مستشار صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، نائب راعي الحفل، بافتتاح الصرح التذكاري، والذي يجسد تاريخ وعراقة القطاع المصرفي البحريني، والذي قامت جمعية مصارف البحرين بإنشائه خصيصاً لهذه المناسبة ونصبه بشكل دائم أمام المدخل الرئيسي لمرفأ البحرين المالي.
ثم تشرف محافظ مصرف البحرين المركزي رشيد المعراج ورئيس جمعية مصارف البحرين عدنان أحمد يوسف بتسليم نسخ من الكتاب الخاص بالمناسبة والطابع التذكاري والمجسم التذكاري لسمو الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة مستشار صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، نائب راعي الحفل.