نظمت وزارة الخارجية بالتنسيق مع المجلس الأعلى للمرأة مجموعة تركيز عن بعد حول "تطوير سياسات عمل المرأة في السلك الدبلوماسي"، وذلك في إطار الفعاليات المصاحبة ليوم المرأة البحرينية والذي جرى تخصيصه هذا العام للاحتفاء بالمرأة في مجال العمل الدبلوماسي، وبمشاركة عدد من الدبلوماسيات البحرينيات في وزارة الخارجية ولدى عدد من السفارات البحرينية في الخارج، إضافة إلى عدد من زوجات الدبلوماسيين وأبنائهم .

وثمنت سعادة د الشيخة رنا بنت عيسى آل خليفة وكيل وزارة الخارجية ورئيسة لجنة تكافؤ الفرص الدعم المستمر للمرأة البحرينية من لدن صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، والذي أسهم في تسريع مسيرة نهوض المرأة البحرينية في جميع المجالات بما في ذلك مجال العمل الدبلوماسي، حيث تتبوأ المرأة البحرينية في هذا المجال مناصب دبلوماسية رفيعة المستوى وتمثل وطنها خير تمثيل .

وأشارت سعادة الشيخة د. رنا بنت عيسى في كلمة لها في مستهل هذه الفعالية إلى ارتفاع نسبة تمثيل الدبلوماسيات البحرينيّات في سفارات مملكة البحرين في الخارج خلال السنوات الأخيرة، وتطور أدائهن في مختلف المهام الموكلة إليهن، وبما يدل على تقدم الجهود الوطنية في مجال المرأة، ويعزز من مكانة البحرين الدولية.

من جانبها أوضحت سعادة الشيخة دينا بنت راشد آل خليفة مساعد الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة أن هذه الفعالية تهدف إلى بحث واقع المرأة البحرينية في السلك الدبلوماسي واقتراح سبل جديدة لتعزيز مشاركتها، إضافة إلى تسليط الضوء على الفرص والتحديات أمامها .

فيما أعربت الدكتورة دنيا احمد مستشار التخطيط والتطوير الاستراتيجي في المجلس الأعلى للمرأة والتي أدارت اللقاء حرص المجلس على العمل مع وزارة الخارجية في متابعة مخرجات هذه الفعالية، وإبراز الممارسات الدولية من سياسات عمل ومبادرات داعمة لمشاركة المرأة في مجال السلك الدبلوماسي، وتسليط الضوء على تجارب دولية ناجحة لدعم وتشجيع المرأة للدخول في السلك الدبلوماسي .

إلى ذلك أكد سعادة السفير عبدالله عبداللطيف عبدالله سفير مملكة البحرين لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية أهمية الجهود التي يبذلها المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي قرينة عاهل البلاد المفدى في تشجيع البحرينيات على دخول مختلف ميادين العمل بما في ذلك العمل الدبلوماسي الذي يتطلب أداء من نوع خاص وتحمل أعباء كبيرة، لافتا إلى أن المرأة البحرينية في المجال الدبلوماسي تنهض بمسؤولياتها على أكمل وجه، وتحظى بدعم شريكها الرجل البحريني في ميدان العمل الدبلوماسي .

وأعرب سعادة السفير في حديث له خلال الفعالية عن توقعه بأن الاحتفاء بالمرأة البحرينية في مجال العمل الدبلوماسي يمهد لمرحلة جديدة يتعزز فيها حضور المرأة في هذا المجال الحيوي، وتواصل المسيرة الزاخرة بالنجاح التي سجلتها نساء بحرينيات رائدات في هذا المجال .

برنامج جسور

وشهدت الفعالية مشاركة كبيرة من كثير من الدبلوماسيات البحرينيات داخل وخارج البحرين، وأفراد أسرهن، وأشارت الشيخة وصال بنت محمد آل خليفة إلى أهمية برنامج "جسور" كبادرة من قبل عدد من الدبلوماسيات البحرينيات وكيف أسهم هذا البرنامج في مساعدة زوجات الدبلوماسيين البحرينيين في عدد من الدول على الاندماج مع المجتمعات الجديدة وتوفير إطار اجتماعي ثقافي للتعريف بالثقافة والإنجازات البحرينية خارج البحرين .

وأكدت الشيخة وصال أهمية أكاديمية الشيخ محمد بن مبارك للدراسات الدبلوماسية في النهوض بالعمل الدبلوماسي البحريني، وقالت إنه يمكن الاستفادة من البرامج المتنوعة التي تقدمها هذه الأكاديمية النوعية حتى من قبل زوجات الدبلوماسيين وعوائلهم .

شرف تمثيل الوطن

من جانبها أشارت الدبلوماسية أمينة العباسي إلى أن إجادتها للغة اليابانية بطلاقة شجعتها على دخول العمل الدبلوماسي في سفارة البحرين في طوكيو، لتنتقل بعدها إلى بلجيكا، وقالت إن الإلمام بلغة البلد الذي تعمل فيه المرأة الدبلوماسية ضروري جدا من أجل نجاحا في تحقيق مهمتها وكسر الحواجز وتعزيز التواصل .

وقالت إن المرأة البحرينية الدبلوماسية تحمل شرف تمثيل بلادها والتعريف بالإنجازات الوطنية البارزة لمملكة البحرين في مختلف المجالات والمحافل، كما أنها تعكس في شخصيتها وحضورها الثقافة البحرينية والعربية والإسلامية على أكمل وجه .

ولفتت إلى أن المرأة الدبلوماسية تواجه في البداية تحديات التأقلم مع الغربة والاعتماد على النفس والتصرف السريع والمسؤول في وقت الأزمات، وأوضحت أن العمل الدبلوماسي فرصة مواتية أمام المرأة البحرينية للتعلم من كبار الدبلوماسيين من الزملاء البحرينيين والأجانب وحتى المسؤولين وزعماء الدول

دعم جهود الزوج الدبلوماسي

وتحدثت السيدة ابتسام الجامع، زوجة دبلوماسي و سفير سابق عمل في الولايات المتحدة وبلجيكا والصين وتونس وغيرها عن تجربتها في مرافقة زوجها في عمله الدبلوماسي في تلك الدول، واعتبرت أنه لإبراز الدبلوماسية في الخارج لا بد لزوجة السفير أن تكون إلى جوار زوجها، حتى وإن تطلب منها ذلك تحمل أعباء الغربة، وعليها أن تدرك أنها لا تمثل شخصها بل تمثل المرأة البحرينية وتمثل وطنها أيضا .

واستعرضت السيدة ابتسام جوانب من تجربتها في إنشاء جمعيات خاصة لزوجات السفراء العرب، والدور الذي قامت به عندما كانت رئيسية لهذه الجمعية في الصين خلال عمل زوجها هناك .

دعم لا محدود

من جانبها أشارت رنا محمود إلى أن المرأة البحرينية تحرص كغيرها من النساء في باقي الدول على تطوير ذاتها، لكن ما يميز المرأة البحرينية هو ما تحظى به من دعم لا محدود من صاحبة السمو الملكي قرينة عاهل البلاد المفدى حفظها الله، ووجود برامج دعم لتسريع نهضتها في جميع المجالات وتذليل أية عقبات تعترضها .

وتحدثت رنا عن الدور الكبير الذي تقوم به لجنة تكافؤ الفرص في وزارة الخارجية في متابعة احتياجات المرأة الدبلوماسية وتلبيتها .

ولأبناء الدبلوماسيات كلمة

واستضافت الفعالية عدد من أبناء الدبلوماسيات البحرينيات، من بينهم صقر الرويعي ابن الدبلوماسية ابتسام الرويعي، و الذي قال إن مرافقته لوالدته خلال عملها في السفارة البحرينية بدولة الكويت في العام 2007 كانت تجربة مهمة تطلبت منه مضاعفة جهود من أجل التفوق الدراسي وأن يعكس صورة حضارية للناشئة البحرينيين، خاصة وأنني كنت أرافق والدتي في بعض الزيارات ذات الطابع الاجتماعي التي تتطلبها طبيعة عملها .

لكنه أشار في الوقت ذاته إلى التحدي الذي واجهته العائلة في ذلك الوقت، وقال "انقسمت العائلة إلى قسمين سبب عمل الوالدة، فكنت أنا وأختي مع والدتي في الكويت، فيما بقي باقي أخوتي مع والدي في البحرين نتيجة لظروف عمله"، مشيرا في هذا الصدد إلى التضحية التي تقوم بها ليس المرأة الدبلوماسية فقط، بل عائلتها أيضا، كذلك قالت ماريا إبراهيم أبنة سفير مملكة البحرين في تونس أن مرافقة الوالدين في مثل هذه المهام الدبلوماسية تصقل شخصية الأبناء وتصبح لديهم خلفية متعددة الثقافات ويجيدون الحديث بأكثر من لغة، وينعكس ذلك مستقبلا في فرص حصولهم على الوظائف .

هذا ويحتفي المجلس الأعلى للمرأة هذا العام بالمرأة البحرينية في مجال العمل الدبلوماسي، وذلك بهدف تسليط الضوء على إنجازات المرأة في هذا المجال، وقد جاء ذلك متزامنا مع احتفاء مملكة البحرين ببدء العمل الدبلوماسي المنظم قبل 51 عام وتخصيص يوماً للدبلوماسية البحرينية تقديراً لمنجزاتها وجهود منتسبيها، ويعمل المجلس الأعلى للمرأة من خلال هذه المناسبة على إبراز المسيرة الحافلة للمرأة البحرينية في المجال الدبلوماسي، حيث عملت في وزارة الخارجية في العام 1972 لأول مرة، وجرى تعيين أول سفيرة للمملكة لدى الجمهورية الفرنسية عام 1999، وتعيين أول إمرأة تشغل منصب وكيل وزارة في الخارجية على مستوى الوطن العربي في العام 2017. كما يعمل المجلس على إبراز قصص النجاح التي حققتها المرأة في هذا المجال وبيان الفرص والتحديات لاستدامة تقدم المرأة، إضافة إلى التعرف على أفضل الممارسات الدولية لتعزيز التوازن بين الجنسين في مجال العمل الدبلوماسي.