قدّمت مملكة البحرين هذا الأسبوع ترشيحرئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة لمنصب الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية (UNWTO).
ويعكس ترشيح مملكة البحرين الشيخة مي لهذا المنصب منجزاتها العديدة التي حققتها في مجال صناعة السياحة المستدامة وتعزيز العلاقة ما بين السياحة والثقافة من أجل تحقيق الازدهار والتنمية في مختلف بلدان العالم. وتقديراً لجهودها في هذا المجال، كانت قد منحت المنظمة لمعالي الشيخة مي لقب "سفير خاصاً للسنة الدولية للسياحة المستدامة من أجل التنمية 2017".
وخلال سنوات اضطلاع الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بقيادة العمل الثقافي في المملكة، حققت البحرين عدداً من المشاريع التي ساهمت في تحفيز التنمية الحضرية وتوفير فرص العمل وجذب المستثمرين والزوار من خلال الاستثمار في البنية التحتية الثقافية وجعلها رافداً لصناعة السياحة الثقافية التي تعكس توجهات المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة في الوقت الراهن، حيث استطاعت البحرين الحصول على اعترافات دولية وجوائز وألقاب عدة ساهمت في وضع اسم المملكة على خارطة المراكز الثقافية والسياحية العالمية.
هذا ويأتي فتح باب الترشيح لمنصب أمين عام منظمة السياحة العالمية في وقت يمر فيه القطاع السياحي بصعوبات خلّفتها أزمة تفشي فيروس كورونا (كوفيد – 19)، والذي ترك آثاراً جسيمة على صناعة الطيران والضيافة، حيث من المؤمل أن تقوم منظمة السياحة العالمية بقيادة الجهود العالمية لتعزيز تعافي قطاع السياحة.
وتعتبر الشيخة مي بنت محمد آل خليفة شخصية رائدة في المشهد الثقافي العربي من خلال عملها في مجال الثقافة والفنون. منذ عام 2008، تقلدت عدداً من المناصب الرسمية منها الوكيل المساعد للثقافة والتراث الوطني (2002 – 2004) و (2005 – 2008)، وزيرة الثقافة والإعلام (2008 – 2010) ووزيرة الثقافة (2010 – 2015). تشغل حالياً منصب رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار ورئيسة مجلس إدارة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي (ARC-WH). كذلك فإن الشيخة مي بنت محمد آل خليفة هي مؤسس ورئيسة مجلس أمناء مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث منذ تأسيسه عام 2002م، وهو مؤسسة أهلية غير ربحية تهدف إلى تعزيز الثقافة والحفاظ على التراث العمراني البحريني.
وانطلاقاً من إيمانها بقوة الثقافة ودورها في دفع عجلة التنمية، والتزامها بحماية وحفظ التراث الثقافي لمملكة البحرين بكل أشكاله والترويج له على الصعيدين المحلي والدولي، تعمل معالي الشيخة مي على قيادة الجهود الوطنية لتنفيذ السياسات الثقافية وتطبيق استراتيجيات طويلة الأمد لتطوير البنية التحتية الثقافية المستدامة وتنمية السياحة الثقافية. رؤيتها الواضحة تحولت إلى واقع عندما أطلقت معاليها مبادرة "الاستثمار في الثقافة" عام 2006. هذه المبادرة غير المسبوقة في الشرق الأوسط، تساهم في بناء شراكة بين القطاعين العام والخاص من أجل الاستثمار في المشاريع الثقافية.
إن رؤية وقيادة الشيخة مي غيرت ملامح المشهد الثقافي في البحرين، حيث أثمرت جهودها اعترافاً عالمياً بمكانة البحرين التاريخية والثقافية. إضافة إلى ذلك، وخلال فترة عملها، تم إدراج ثلاثة مواقع على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو: موقع "قلعة البحرين: مرفأ قديم وعاصمة دلمون" (2005)، موقع "مسار اللؤلؤ: شاهد على اقتصاد جزيرة" (2012) وموقع تلال مدافن دلمون (2019)، هذا إضافة إلى تأسيس المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، وهو مركز تابع لليونسكو من الفئة الثانية، إعادة إحياء المناطق التاريخية في المملكة، بناء مسرح البحرين الوطني وتشييد عدد من المتاحف والمراكز الثقافية.
إن الاستراتيجية الشاملة التي تنفذها هيئة البحرين للثقافة والآثار بإشراف معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة أدت إلى نيل البحرين اعترافاً واسعاً بخبرتها في تأسيس البنية التحتية الثقافية. فمدينة المنامة نالت لقب عاصمة الثقافة العربية لعام 2012، والذي عزز مكانة البحرين في قيادة العمل الثقافي. كذلك تم اختيار المنامة عاصمة السياحة العربية عام 2013 وعاصمة السياحة الآسيوية عام 2014.
وعملت الشيخة مي على إطلاق مبادرة الاحتفال بيوم السياحة العربي عام 2012م، والذي صار حالياً احتفالية سنوية يوم 25 فبراير. وفي عام 2019، فازت البحرين بجائزة الأغا خان للعمارة عن مشروع "إحياء منطقة المحرّق". وألقت الجائزة الضوء على أعمال الحفاظ والصون في المحرّق التاريخية، والتي تقوم بها هيئة البحرين للثقافة والآثار ومركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث.