المنامة في 13 نوفمبر /بنا/ ودعت مملكة البحرين اليوم صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رحمه الله، رجل دولة من طراز رفيع أسهم بحكمة واقتدار في بناء البحرين الحديثة ونهضتها التنموية والحضارية، وتعزيز دورها الفاعل في محيطها العربي والدولي كشريك في ترسيخ قيم السلام والتسامح والود بين الأمم والشعوب والحضارات، فاستحق حب وتقدير أبناء شعبه، وتكريم قادة وزعماء دول العالم والمنظمات الإقليمية والدولية.
صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رحمه الله، عرفته المملكة رمزًا وطنيًا ملخصًا بتوليه أول مناصبه التنفيذية في مارس 1953، ووقفته التاريخية الشجاعة في تأكيد عروبة البحرين وانضمامها إلى الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية في 21 سبتمبر 1971، وجدارته برئاسة الحكومة ومشاركته الفاعلة في مسيرة البناء والنهضة الاقتصادية والاجتماعية، والذود عن أمن الوطن واستقراره، ومواصلة مسيرته العطرة في دعم المنجزات التنموية والديمقراطية خلال العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى.
وتقديرًا لهذا الدور الوطني المشرف، فقد منحه جلالة الملك "وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الممتازة" في 4 أكتوبر1999، ولقب "صاحب السمو الملكي الأمير" بأمر ملكي في 21 أكتوبر 2009، ووسام النهضة للملك حمد من الدرجة الممتازة في العام ذاته، وإطلاق جلالته اسم "مدينة خليفة" على مشاريع المدينة الجنوبية الإسكانية تقديرًا لجهود سموه المباركة في خدمة الوطن ورفعة شأنه، وغيرها من أوجه التقدير، وذلك بعد حصول سموه على وسام القلادة الخليفية في عام 1976.
واكتسب الأمير الإنسان خليفة بن سلمان، رحمه الله، مكانة مرموقة في مختلف المحافل الإقليمية والدولية تقديرًا لدوره المخلص وتفانيه في خدمة وطنه وأبناء شعبه، وتعزيز منجزاته التنموية والحضارية الشاملة، واعترافًا بقيمته وخبراته الكبيرة وحنكته السياسية ونهجه المعتدل ورؤيته الثاقبة في الحرص على توثيق روابط الأخوة الخليجية والعربية والإسلامية، والتزامه بنصرة قضايا أمته، وتوثيق العلاقات الدولية على أسس من الود والتسامح والاحترام المتبادل، ونبذ الفرقة والكراهية والصراعات، وترسيخ قيم الحرية والعدالة والسلام والتضامن الإنساني، والشراكة الدولية في دعم التنمية المستدامة.
الاحتفاء العربي والدولي بإنجازاته الوطنية، وإسهاماته في تعزيز علاقات البحرين الخارجية واهتمامه بتنشيط الدبلوماسية الاقتصادية، لاسيما في الانفتاح على دول شرق آسيا، وتجسد ذلك في حصول "الأمير خليفة بن سلمان" على العديد من الأوسمة ودرجات الدكتوراه الفخرية من قادة وزعماء الدول الشقيقة والصديقة، كان من أبرزها؛ وسام الرافدين من الدرجة الأولى من العراق في أبريل 1952، ووسام الأرز الوطني من الدرجة الأولى من رئيس وزراء لبنان في مارس 1958، ووشاح قائد من الدرجة الأولى من وسام دانييبروغ بالدنمارك في سبتمبر 1960، ووسام النهضة المرصع عالي الشأن، أرفع وسام أردني، من ولي العهد الأردني في يناير 1999، ووسام القائد الأعلى للدفاع عن الإقليم من ملك ماليزيا ودرجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية من الجامعة الإسلامية العالمية الماليزية في يناير2001، ووسام سكوتنا من رئيسة الفلبين في نوفمبر2001، والزمالة الفخرية للكلية الملكية الأيرلندية للجراحين في أكتوبر 2003، ووسام الفارس من ملك تايلاند في ديسمبر 2003 كأول شخصية عربية، ووسام جوقة الشرف الرفيع من رئيس جمهورية فرنسا في فبراير 2004، وهو أرفع الأوسمة الممنوحة لرؤساء الدول والحكومات، ودرجة الدكتوراه الفخرية من جامعة أنديرا غاندي بأمر من رئيس الهند في فبراير 2004، ووسام الحملة الكبرى للوسام العلوي من ملك المغرب في مارس 2004، ووسام الاتحاد من رئيس الإمارات في فبراير 2005، ووسام البرلمان الأعلى للإنجاز من رئيس مجلس النواب الفلبيني في أبريل 2005، ووسام الفارس الأعلى من رئيسة الفلبين، أعلى وسام يمنح للقادة ورؤساء الدول والحكومات في يناير 2007، ودرجة الدكتوراه الفخرية في المجال الإنساني والتنمية البشرية من جامعة لورنس الأمريكية للتكنولوجيا في يونيو 2008، وقلادة الملك عبدالعزيز أعلى تكريم من خادم الحرمين الشريفين يمنح لكبار القادة والزعماء في أبريل 2009، ودرجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية من جامعة "الأمير سونغ كولا" التايلندية في 13 أغسطس 2009، ووسام الاستحقاق ذا النجمة الذهبية الكبرى من الطبقة الأولى من عائلة هابسبورغ الملكية ومجلس مدينة هولابيرن النمساوية في أكتوبر 2016، ودرجة الدكتوراه الفخرية من جامعة القدس من رئيس فلسطين في أبريل 2017.
وفي ضوء التقدير العالمي للإنجازات التنموية والحضارية خلال العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، فقد حصل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رحمه الله، على العديد من الجوائز من المنظمات الإقليمية والأممية، والشاهدة على دور سموه التنموي، وفكره الاقتصادي المنفتح، وحرصه الكريم على توفير سبل العيش الكريم وأفضل الخدمات الصحية والتعليمية والإسكانية لجميع أبناء الوطن.
وكان من أهم هذه الجوائز الدولية، حصول الأمير خليفة بن سلمان على "جائزة الشرف للإنجاز المتميز في التنمية الحضرية والإسكان" من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية لعام 2006، تقديرًا لجهود سموه التنموية في رفع المستوى المعيشي للمواطنين، والحفاظ على الموروث الثقافي، والاهتمام بالمستوطنات البشرية والتنمية الاجتماعية والبيئية للمدن والقرى بهدف تأمين جودة الحياة للجميع.
وحصل سمو الأمير على "ميدالية ابن سينا الذهبية" من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في 12 أكتوبر 2009، تقديرًا لجهود سموه في دعم الثقافة والتراث الإنساني وأنشطة اليونسكو وتطوير التعليم، ودعمه لاستضافة البحرين مقر المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، هذا بالإضافة إلى حصول سموه "ميدالية اليونسكو للسلام" في 18 مايو 2017، وتحمل كلمة "السلام" بكل اللغات الرسمية للأمم المتحدة.
واستحق سموه "جائزة الأهداف الإنمائية للألفية" من الأمم المتحدة في 19 سبتمبر 2010، في احتفالية كبرى بنيويورك بحضور نحو 800 شخصية عالمية، تقديرًا لنجاح الحكومة الموقرة برئاسة سموه في تحقيق أهداف الألفية الإنمائية قبل موعدها في عام 2015، ممثلة في القضاء على الفقر المدقع والجوع، وتحقيق التعليم الابتدائي الشامل، وتشجيع المساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة، وتخفيض معدلات وفيات الأطفال، وتحسين صحة الأمهات، ومكافحة فيروس ومرض نقص المناعة المكتسبة والملاريا وغيرهما من الأمراض، وضمان الاستدامة البيئية وإقامة شراكة عالمية من أجل التنمية.
وكان الأمير خليفة بن سلمان أول رئيس وزراء عربي يكرمه الاتحاد الدولي للاتصالات بمنحه "جائزة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التنمية المستدامة" في 29 فبراير 2016، تقديرًا للتقدم البحريني في تقنية المعلومات والاتصالات والتنمية المستدامة، والتي تعززت بحصول المملكة على المرتبة الأولى عربيًا و(31) عالميًا في تقرير قياس مجتمع المعلومات للاتحاد الدولي للاتصالات لعام 2017، والثانية إقليميًا ضمن الدول ذات المؤشر العالي جداً في تقرير الأمم المتحدة لجاهزية الحكومة الإلكترونية لعام 2020.
وخلد العالم رسالته السامية في احتفال الأمم المتحدة في الخامس من أبريل 2020 باليوم العالمي للضمير للمرة الأولى استجابة لمبادرة سموه الكريمة، وأثرها في نشر التسامح والسلام والتعايش بين الثقافات والأديان، وتكريم سموه في 20 مايو 2020 كأول قائد عالمي من قبل منظمة الصحة العالمية في حدث رفيع المستوى بقصر الأمم المتحدة بجنيف، لتسجل إنجازات سموه الرائدة في المجال الصحي ودعم التنمية المستدامة.
وحاز سمو الأمير خليفة بن سلمان العديد من الجوائز والدروع الإقليمية والدولية تقديرًا لتميز البحرين كمركز تجاري ومالي رئيسي في المنطقة، من أهمها: الدرع الذهبي من غرفة تجارة وصناعة باريس في أكتوبر 2009، وجائزة الرؤية القيادية في العمل المصرفي العربي والدولي لعام 2009، والتي يمنحها اتحاد المصارف العربية للقادة والزعماء العرب والشخصيات الدولية البارزة، وجائزة رجل الدولة من منتدى قيادة الأعمال الأسيوي في دبي بتاريخ 14 ديسمبر 2013، والجائزة الذهبية للاتحاد الدولي لسيدات الأعمال والمهنيات في يونيو 2014، وجائزة القيادة المتميزة للعام 2016 من الاتحاد الدولي لمنظمات التدريب وتنمية الموارد البشرية، و"درع الجامعة العربية في الريادة في العمل التنموي" في 19 أبريل 2017 كأول مسؤول عربي يحصل على هذه الجائزة التي استحدثتها جامعة الدول العربية لدوره في تطوير العمل العربي التنموي، والجائزة الأوروبية للشخصية العالمية في العلاقات الدولية لعام 2013 من اتحاد الاقتصاديين والإداريين العرب في الاتحاد الأوروبي.
وتقديرًا لإسهاماته الحقوقية والإنسانية في دعم التسامح والسلام، حصل الأمير خليفة بن سلمان على "جائزة شعلة السلام" من جمعية تعزيز السلام في فيينا، كأول رئيس وزراء عربي ينال هذه الجائزة الدولية والتي يتم منحها لرؤساء الدول والحكومات وكبار الشخصيات في مارس 2016، و"درع البرلمان العربي" في مايو 2017، ودرع التسامح من الاتحاد الدولي للسلام والمحبة (فوبال) في 20 سبتمبر 2017، والدرع الذهبي من اتحاد الحقوقيين العرب كأرفع وسام يمنحه الاتحاد للقادة والزعماء العرب في 4 أبريل 2010، ودرع الاتحاد الأفريقي في أكتوبر 2012، لدوره في دعم السلم والأمن الإقليمي والدولي، وجائزة ضيف الشرف النرويجية لعام 2019 في احتفالية بأوسلو بحضور رئيسة الوزراء تعبيرًا عن الاحترام والتقدير لمكانة سموه ومبادراته في تعزيز السلام والتنمية المستدامة.
ودع شعب البحرين اليوم بقلوب يعتصرها الحزن الشديد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة بعد مسيرة حافلة بالعطاء والإخلاص والوفاء في حب الوطن والوفاء لقضايا أمته العربية والإسلامية، ودروسًا في الدبلوماسية الإنسانية الحكيمة، وتاريخًا من النجاح والريادة والتميز في الحرص على رفعة المواطن البحريني وخدمة البشرية، فاستحق سموه التقدير السامي من جلالة العاهل المفدى وحب وتقدير أبناء شعبه وتعاطف الإنسانية..ترجل ابن البحرين البار، أمير الإنسانية والمحبة.