الاحتفال بيوم المرأة البحرينية هذا العام لفتة مهمة نستذكر فيها بكل فخر واعتزاز الإنجازات البارزة التي تحققت للمرأة البحرينية خلال السنوات الماضية، على الصعيدين المحلي والعالمي، تأكيدا على ما توليه القيادة الحكيمة من رعاية واهتمام بشؤون المرأة البحرينية كشريك أساسي ومهم لنجاح المسيرة التنموية، وتحقيقا للمبادئ الواردة في الدستور والميثاق والنهج الإصلاحي الشامل لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه.

ومنذ تأسيس المجلس الأعلى للمرأة بأمر سام من جلالة ملك البلاد المفدى، في عام 2001م، وتولي صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئاسة هذا المجلس، تمكنت مملكة البحرين من ترسيخ حضورها عالمياً كدولة رائدة في إنجازاتها النوعية ومبادراتها الحيوية التي تستهدف النهوض بالمرأة وتلبية احتياجاتها وتمكينها وتقدمها في مختلف المجالات والميادين، التزاما بالمواثيق والقوانين والعهود الدولية.

لقد حقق المجلس الأعلى للمرأة العديد من الإنجازات المهمة، ويأتي في مقدمتها العمل على تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص، لتحقيق التوازن المنشود بين المرأة والرجل في حمل المسؤوليات الوطنية، وإنجاز الخطة الوطنية للنهوض بالمرأة البحرينية (2013-2022)، وإطلاق جائزة الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة العالمية لتمكين المرأة بالتعاون مع الأمم المتحدة.

وتأكيدا من الحكومة الموقرة على اهتمامها وحرصها على رعاية شؤون المرأة البحرينية وتقدمها وتطورها تم تضمين الخطة الوطنية لنهوض المرأة البحرينية في برنامج العمل الحكومي، لتوافق برامجها مع أولويات عمل الحكومة للفترة الحالية، وتوافقها كذلك مع رؤية مملكة البحرين الاقتصادية 2030، الأمر الذي سوف يمكن من تحقيق الأهداف السامية التي تسعى إليها الدولة لإدماج المرأة في المسيرة التنموية وتعزيز إسهاماتها وتأكيد دورها الوطني الفاعل في نهضة المملكة وتطورها.

حظيت المرأة البحرينية بمكانة مهمة ودور بارز في العمل الدبلوماسي منذ إنشاء وزارة الخارجية عام 1971م. ونتيجة لما أولته وزارة الخارجية من اهتمام بالمرأة البحرينية، فقد ارتفعت نسبة المرأة من القوى العاملة في الوزارة إلى حوالي 32 %، وتبوأت أعلى المراكز الدبلوماسية في ديوان الوزارة، وبرهنت على كفاءتها وجدارتها للنهوض بأعباء ومسؤوليات العمل الدبلوماسي ذي الخصوصية. كما تبوأت مناصب عليا في العديد من المنظمات الإقليمية والدولية بما في ذلك رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة. وترأست المرأة الدبلوماسية بعثات مملكة البحرين في الخارج وأثبتت قدرة كبيرة على أداء المسؤوليات الموكلة إليها، تمكنت من تجاوز مرحلة التمكين في العمل الدبلوماسي حتى أصبح لها دور فاعل في السياسة الخارجية لمملكة البحرين. وسوف تستمر الوزارة بمشيئة الله في مواصلة القيام بدورها الفاعل في تمكين المرأة البحرينية وتهيئة كل الظروف والإمكانات التي تحقق مشاركتها البناءة في العمل الدبلوماسي، وحضورها الدولي في مختلف المواقع والمناصب.

ولا يسعني بهذه المناسبة إلا أن أعبر عن بالغ الاعتزاز والفخر بأداء الدبلوماسيات البحرينيات وما يقمن به من جهد كبير في أداء المسؤوليات المناطة بالعاملين في السلك الدبلوماسي، متمنياً لهن دوام التوفيق والنجاح.

وزير الخارجية د. عبداللطيف بن راشد الزياني