أكدت د. الشيخة رنا بنت عيسى بن دعيج آل خليفة، وكيل وزارة الخارجية، أن مملكة البحرين تحرص دائمًا على الاستثمار في الأنشطة التي من شأنها تمكين الشباب من أجل مستقبل مستدام، وتؤمن بالتجارب التي تمنح الشباب مساحة لبناء شبكات من المشاركة، مشيرة إلى أن وجود برنامج يسمح للشباب بالمشاركة في حوار بناء حول القضايا الاستراتيجية يعكس الإيمان الراسخ الذي تتمسك به مملكة البحرين بالإمكانيات التي يتمتع بها شباب هذه المنطقة وبقدراتهم.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقتها وكيل وزارة الخارجية خلال مشاركتها في النسخة الثانية من برنامج القادة الشباب، على هامش فعاليات مؤتمر حوار المنامة في دورته السادسة عشرة.

وأشارت د. الشيخة رنا بنت عيسى بن دعيج آل خليفة الى أن برنامج القادة الشباب يعتبر إضافة إلى النظام البيئي المفتوح والشفاف الذي أسسته مملكة البحرين، مؤكدة أنها تؤمن بتطوير الشباب ودفع كل فرد لتحقيق إمكاناته الكاملة، وأنها وكامرأة تعمل في مجال الدبلوماسية، فإن التحدث إلى غرفة مليئة بالقادة الشباب، وخاصة إلى القائدات الشابات أمر يبعث على الفخر والاعتزاز، إذ إن المرأة البحرينية رائدة في مختلف المجالات على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث يحتفل المجلس الأعلى للمرأة سنويًا في الأول من ديسمبر، بالمرأة البحرينية، معربة عن اعتزازها الكبير بتخصيصه هذا العام للمرأة البحرينية في مجال العمل الدبلوماسي.

كما أكدت أن هذه المبادرة التي أطلقتها صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة عاهل البلاد المفدى، رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، حفظها الله، تسلط الضوء على المكانة التي وصلت إليها المرأة في صنع القرار الدبلوماسي والسياسي، حيث شاركت المرأة البحرينية في العمل الدبلوماسي منذ إنشاء وزارة الخارجية وحتى الوقت الحالي، حيث قامت وزارة الخارجية بزيادة نسبة النساء في القوى العاملة لديها بنسبة 5٪ من 2016 إلى 2019، مشيرة إلى كونها أول امرأة تتقلد منصب وكيل وزارة الخارجية في الوطن العربي، وهو الأمر الذي أشارت إليه الدكتورة كانغ كيو وها، وزيرة خارجية جمهورية كوريا، خلال الجلسة العامة الأولى صباح أمس، بأنه يمثل علامة فارقة حقيقية في تقدم المرأة في المجال الدبلوماسي، كما أنها تشكل علامة أمل لكثير من الدبلوماسيين الناشئين ليس فقط في مملكة البحرين ولكن أيضًا في المنطقة والعالم بأسره.

ونوهت باستثمار المنطقة في الشباب من الرجال والنساء، وقالت انه لا يمكن أن تتطور المنطقة إلا بإثراء كل محادثة من خلال إشراك القادة الشباب، مؤكدة ضرورة تعزيز إمكانيات الشباب وإشراكهم في صنع القرار السياسي، قائلة "كذلك إن تبادل وجهات النظر هو كالهدية التي تستمر في العطاء، وإننا من خلال منح الشباب منصة للنقاش، فنحن نمنح أنفسنا أيضًا فرصة لنكتشف العقول الجديدة، للأشخاص الذين سيشكلون السياسات والقرارات التي ستحدد مستقبلنا"، مشيرة الى أن برنامج القادة الشباب بمثابة زجاجة يمكننا من خلالها النظر إلى المستقبل واكتساب الإلهام لتوقع وربما حتى موازنة التحديات المستقبلية.

وفي سياق متصل، قالت د. الشيخة رنا بنت عيسى بن دعيج آل خليفة "إننا واجهنا عددًا لا يحصى من التحديات غير المسبوقة في عام 2020، إلا أن هذه المحنة أثبتت كيف تتكيف الحكومات في جميع أنحاء العالم من أجل مواجهة الوباء مع ضمان سلامة كل فرد من مواطنيها"، مؤكدة أن ما يبقى ضروريًا هو كيف يمكننا بناء فرد وفريق أكثر مرونة من أجل الارتقاء إلى أي مهمة أو تجربة، مشددة على أن التغلب على التحديات يكمن من خلال بناء وتمكين الشباب.

وفي الختام، أعربت وكيل وزارة الخارجية عن تمنياتها الصادقة بأن يحقق برنامج القادة الشباب لحوار المنامة الفائدة للمشاركين، مشيرة إلى أن المشاركة في البرنامج خلال الأيام الماضية قد منح المشاركين الفرصة للتساؤل والاستفادة من تجارب الخبراء في مجالات صنع القرار في السياسة الخارجية والحوكمة العالمية.

تجدر الإشارة إلى أن الهدف من برنامج القادة الشباب المساهمة في تطوير جيل جديد من القادة الشباب المتمكنين الذين لديهم معلومات مفيدة وقادرون على المشاركة خارج حدودهم في القضايا الاستراتيجية من جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث شهد برنامج هذا العام أيضًا مشاركة 15 من القادة الشباب من مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية ودولة الكويت وسلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة وغيرها.