أعرب رئيس مجلس الشورى علي بن صالح الصالح ، عن عميق فخره واعتزازه الكبيرين لما تضمنه الخطاب السامي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، من مضامين وطنية، ورؤى جامعة، أكدت على مواصلة درب التحديث والتطوّر بالبناء على ما تحقق من إنجازات منذ تأسيس الدولة البحرينية على يد القائد أحمد الفاتح، ومضى عليها حكام البحرين الأماجد، وصولًا إلى حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، الذي أطلق نهجه الإصلاحي المعتدل والمتسامح والمتحضر، وهو ما شكل انطلاقة جديدة نحو جعل البحرين دولة المؤسسات والقانون، لتواصل سموَّها وشموخها بفضل قيادة جلالة الملك المفدى وأبناء شعبها الوفي، وبما تنعم به من قيم التسامح والتعايش والتآلف، وما ترعاه من حقوق ومكتسبات لجميع المواطنين والمقيمين، نص عليها الدستور وميثاق العمل الوطني، وترجمتها التشريعات والقوانين المختلفة.
وقال معالي رئيس مجلس الشورى، إلى أن الخطاب السامي الذي تفضل جلالة الملك المفدى بإلقائه بمناسبة احتفالات مملكة البحرين بأعيادها الوطنية، وذكرى تولي جلالته مقاليد الحكم، قد أكد على أهمية ما بناه صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه، وفقيد الوطن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رحمه الله، الذي كان العون والسند لجلالة الملك ، لافتًا بأن ذكراهم ستبقى في أذهان وقلوب الجميع، وإنجازاتهم محل فخر واعتزاز وستكون ماثلة أمام كل مواطن يسعى لبناء بلده ورفعتها.
وأكد رئيس مجلس الشورى على أهمية مواصلة العمل بالروح الوطنية التي تسعى لبناء وطن المستقبل لأجيال البحرين الصاعدة، مشيدًا معاليه بما أمر به جلالة الملك المفدى باستحداث وسام الأمير سلمان بن حمد للاستحقاق الطبي؛ ويمنح هذا الوسام للأطباء والممرضين والطواقم الطبية، وكذلك الذين استشهدوا أثناء تأدية واجباتهم الطبية، بالإضافة للأشخاص الذين كانت لهم إسهامات وخدمات جلية في الدعم المادي والمعنوي للكوادر الطبية، معتبرًا هذا الأمر السامي لفتة كريمة من قائد إنساني، يدعم ويساند جهود الكوادر الطبية في مختلف المواقع، وتكريم العطاء الوطني المخلص الذي يسعى إلى جعل مملكة البحرين نموذجًا متقدمًا في القطاع الصحي والإنساني، مشيدًا في الوقت نفسه بالجهود الكبيرة التي بذلها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء الذي تقدم الصفوف في حمل لواء المسؤولية والأمانة الوطنية، وخصوصًا في الحملة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا (كوفيد 19)، حيث يضطلع سموّه بدورٍ وطني متميز ومشهود.
وأعرب رئيس مجلس الشورى عن الاعتزاز بما يمتلكه سمو ولي العهد رئيس الوزراء من حكمة وحنكة ورؤية قيادية تستشرف المستقبل بعزيمة وإرادة فريق البحرين، لتحقق تطلعات جلالة الملك المفدى رعاه الله وشعب البحرين الكريم، داعيًا المولى أن يوفقه في أداء مهامه الوطنية، ويكلل جهوده بالتوفيق والنجاح خدمة للوطن والمواطنين.
وثمّن رئيس مجلس الشورى ما تضمنته الكلمة السامية لجلالة الملك الفدى من شكر وتقدير للجهود المتواصلة للفرق العاملة في الصفوف الأمامية لمواجهة جائحة كورونا، مؤكدًا معاليه بأن وصف جلالته لهذا الفريق جاء معبرًا وحكيمًا ودقيقًا لصفات هذا الفريق المثابر والشجاع، والصابر على الصعاب من أجل الغد الأجمل الذي سيحمل، بإذن الله، بشائر الشفاء والتعافي.
وأشاد بالمشاعر الإنسانية، والرعاية الطبية المتميزة التي يرعاها جلالة الملك المفدى من أجل توفير كل الإمكانيات التي من شأنها أن تحصن المجتمع من الأوبئة والأمراض، لافتًا إلى أن متابعة جلالته للحملة الوطنية لتوفير التطعيم الآمن والمرخَّص للوقاية من فيروس كورونا، هي موضع اعتزاز وتقدير وفخر من جميع المواطنين والمقيمين، معربًا عن تقديره لجلالة الملك المفدى لتوفير التطعيم بالمجان لكل مواطن ومقيم، وجعله اختياريًا لمن يرغب في أن يستفيد من هذا التحصين، معتبرًا بأن هذه الخطوة الإنسانية قد أكدت ما تحمله قيادة مملكة البحرين لشعبها ومن يعيشون على أرضها من محبة وتقدير ورعاية واهتمام بصحتهم وحمايتهم من الأمراض والأوبئة، معربًا معاليه عن أمله بعودة الحياة إلى طبيعتها بإذن الله تعالى.
كما أشاد رئيس مجلس الشورى بما تضمنته كلمة جلالة الملك من وقفة احترام وتقدير أمام تضحيات شهدائنا الأبرار منذ فجر التأسيس وحتى يومنا الحاضر، والذين ستبقى ذكراهم العطرة، وبطولاتهم الخالدة سجلاً ناصعاً بالعبر وقصص الفخر والشجاعة بدفاعهم عن مصالح مملكة البحرين عن قيّم الإنسانية، مؤكدًا معاليه بأن يوم الشهيد هو يوم من أعز الأيام وأكثرها فخرًا للمملكة، وسيظل هذا اليوم محفورًا في تاريخ الوطن، ويحفظ لهؤلاء الأبطال الذين قدموا أنفسهم وأرواحهم لأجل الوطن حاملين معهم لواء العز والفخر والفداء، في سبيل المحافظة على مكتسباته ورُقيه، وعرفانًا بفضل هؤلاء الأشاوس الذين ضربوا أروع الأمثلة وأصدقها فداء للوطن، وستبقى ذكراهم خالدة تضيء دروب العزة والكرامة، داعيًا الله العلي القدير أن يرحمهم ويسكنهم فسيح جنانه، وأن يوفق القوات الدفاعية والأمنية لأداء واجباتهم الوطنية لحفظ أمن وسيادة واستقرار مملكة البحرين العزيزة.