أكد وزير الخارجية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، على أن المسيرة التنموية الشاملة التي يقودها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، أتاحت لمملكة البحرين تحقيق إنجازاتٍ بارزةٍ، وفق رؤية جلالته الحكيمة التي تولي الإنسان البحريني جل عنايتها واهتمامها، وتركز على بناء دولة مدنية عصرية وحديثة، تنعم بالأمن والاستقرار والسلام، وتأخذ بأسباب التقدم والرقي والازدهار، وتحافظ على هوية المملكة الحضارية وقيمها الثقافية الأصيلة، وتتبوأ مكانة مرموقة دوليًا.
جاء ذلك في كلمة لسعادة وزير الخارجية نشرتها صحيفة الرياض، اليوم الأربعاء الموافق 16 ديسمبر 2020م، في الملحق الخاص باحتفال المملكة بأعيادها الوطنية المجيدة تحت عنوان: (البحرين والسعودية.. علاقة تاريخية وشراكة راسخة).
وأشار وزير الخارجية إلى أن مملكة البحرين تحتفل في هذه الأيام بأيامها الوطنية المجيدة، إحياءً لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح دولة عربية مسلمة عام 1783 ميلادية، والذكرى 49 لانضمامها إلى منظمة الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، وذكرى تولي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم، وهي مناسبات وطنية غالية تستذكر فيها مملكة البحرين وشعبها العزيز، وتحتفي بكل اعتزاز بما حققته من انجازات وطنية بارزة، ومسيرة تنموية شاملة يقودها بكل حكمة واقتدار جلالة الملك المفدى، أيده الله، الذي دخلت مملكة البحرين في عهده الزاهر، منذ تولى جلالته مقاليد الحكم في عام 1999م، إلى عصر النهضة الحديثة، التي تضع الإنسان البحريني في مقدمة أولوياتها، وتتطلع الى المستقبل بثقة وتفاؤل واطمئنان، وتخطيط مدروس ونهج محكم.
وأوضح بأنه منذ انضمام مملكة البحرين إلى منظمة الأمم المتحدة دولةً كاملة العضوية، وهي تسعى بكل حرص واهتمام الى نشر رؤيتها ومبادئها وقيمها في مختلف المحافل والمنتديات، عبر سياسة خارجية معتدلة ومتوازنة وفاعلة، تحقق المصلحة الوطنية، وتدعم القضايا الخليجية والعربية والإسلامية، وتركز على أهمية تعاون الأمم والشعوب والدول في إطار مبادئ الشرعية الدولية، والتمسك بقيم التسامح والاعتدال والتعايش السلمي، وترسيخ ثقافة الحوار بين الأديان والثقافات، مشيرًا إلى أن مملكة البحرين تمكنت بسياستها الخارجية المتزنة، وفق رؤية جلالة الملك المفدى، وجهود الحكومة الحثيثة والفاعلة، من بناء العديد من العلاقات الدبلوماسية الوثيقة مع العديد من دول العالم، تحقيقًا لمصالحها العليا، وتأكيدًا على إيمانها المطلق بأهمية التعاون الدولي في حياة الأمم والشعوب، ورغبتها في نشر قيم المحبة والتآخي بين شعوب العالم.
وأضاف الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني بأن علاقة مملكة البحرين بشقيقاتها الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية تأتي ضمن أولويات العلاقات التي تحرص عليها القيادة الحكيمة في مملكة البحرين، انطلاقًا من قناعة راسخة بأن مجلس التعاون لدول الخليج العربية هو البيت الذي يجمع شعوب دول المجلس، تأكيدًا لأواصر القربى والنسب والدين والمصالح المشتركة، وهو الكيان القادر على ضمان أمن واستقرار الدول الأعضاء، وتحقيق تطلعات وآمال شعوبها في مزيد من الترابط والتعاون والتكامل.، مبينًا بأن علاقة مملكة البحرين بشقيقاتها الدول العربية والاسلامية تأتي محورًا مهمًا وأساسيًا في سياسة مملكة البحرين الخارجية، مشيرًا إلى أن مملكة البحرين تسعى جاهدة إلى توثيق علاقاتها مع الدول العربية الشقيقة خدمة للعمل العربي المشترك، والعمل على تضافر الجهود العربية لعودة الأمن والاستقرار إلى المنطقة، وتعزيز مساعي السلام الدائم والأمن والاستقرار والازدهار لصالح شعوبها. كما أنها تسعى إلى توطيد العلاقات مع الدول الإسلامية الصديقة تأكيداً للتضامن الإسلامي، وتحقيقًا للمصالح المتبادلة، وتعزيزًا للجهود المشتركة لإظهار سماحة الدين الإسلامي الحنيف ومبادئه السامية الداعية الى السلام والتعايش والإخاء.
وبين بأن العلاقة الخاصة والمتميزة الضاربة في أعماق التاريخ بين مملكة البحرين وشقيقتها الكبرى المملكة العربية السعودية، وما تشهده من تطور ونمو وازدهار على مختلف المستويات، في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، أيدهما الله بنصره، تكتسب خصوصية استثنائية نابعة من عمق الروابط والصلات التي تجمع بين القيادتين الحكيمتين والشعبين الشقيقين، مؤكدًا سعادته على أن العلاقات الأخوية التاريخية بين المنامة والرياض سطّرت نموذجاً متميزاً من العلاقات الوطيدة المستندة إلى روابط الأخوّة وأواصر المودة ووشائج القربى والمصير الواحد والتاريخ المشترك، بفضل الإرث الذي تركه الأجداد والآباء، والذي ما زال متناميًا في وجدان ونفوس الشعبين الشقيقين، مستذكرين بكل الفخر والاعتزاز التاريخ العريق للمملكة العربية السعودية منذ توحيدها، على قواعد التوحيد والعدل والحكمة، دولةً حديثةً موحدةً في 23 سبتمبر 1932م، على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه، والتي باتت نبراساً في إسهاماتها ومواقفها المشرفة في نصرة الدين والعروبة ودعم الجهود الرامية للسلام والاستقرار الإقليمي والدولي، ومواقفها الأصيلة التي لا تُنسى في دعم أمن وأمان البحرين واستقرارها ومسيرتها التنموية.
وأضاف بأن قيادتا البلدين حفظهما الله يحرصون على ترسيخ الشراكة الوطيدة والتعاون الثنائي والتنسيق المشترك بين البلدين الشقيقين على جميع المستويات وفي مختلف المجالات، بفضل تناغم المواقف المشتركة وانسجامها إزاء التحديات والمخاطر التي تواجه المنطقة والعالم، ويأتي ذلك عبر عدد من البرامج والمشاريع الطموحة التي تعكس رؤية حكيمة ونظرة ثاقبة لاستشراف المستقبل تحقيقاً لتطلعات الشعبين الشقيقين في مزيد من التقدم والتطور والازدهار، منوهًا بأن جسر الملك فهد يعد نموذجًا حيًا على الترابط الوثيق بين البلدين الشقيقين، وبات جسراً للتواصل الاجتماعي والتبادل التجاري ووسيلة مثلى للتعاون الاقتصادي الشامل بين البلدين، وسيبقى دائمًا مثالاً حيًا على ما يجمع البلدين الشقيقين من أواصر الأخوة والمحبة والمصالح المشتركة.
كما نوه وزير الخارجية بأن مجلس التنسيق البحريني السعودي المشترك يمثل نموذجًا بارزًا على ما توليه القيادتان الحكيمتان من رعاية واهتمام بتطوير وتعزيز التعاون المشترك الى آفاق أوسع وأشمل. حيث حرص البلدان الشقيقان على رفع مستوى رئاسة المجلس إلى أولياء العهود في البلدين، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء، وأخيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في المملكة العربية السعودية، حفظهما الله، مشيرًا سعادته إلى ما يتمتع به سموهما من خبرة متميزة وكفاءة عالية، مما سوف يسهم في رسم ملامح علاقات تعاون أشمل وأوسع مدى تعكس عمق العلاقات الأخوية، وتأخذ في الاعتبار تعزيز المصالح البحرينية السعودية المشتركة، وتطوير التعاون والتكامل الاقتصادي، عبر تبنّي الاستراتيجيات البناءة وآليات التعاون المتطوّرة التي تتناسب مع الظروف والمعطيات الراهنة، والتي تهدف بالدرجة الأولى إلى تحقيق آمال وتطلعات البلدين والشعبين الشقيقين في الوصول إلى مستقبل أكثر إشراقًا، وتأكيدًا على خصوصية ما يجمع البلدين والشعبين الشقيقين من علاقات متفرّدة، وما يجمع بينهما من صلات القربى والتاريخ المشترك والمصير الواحد.
وأكد الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني على أن العلاقات الأخوية الوطيدة بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية الشقيقة ستظل دائمًا وأبدًا نموذجًا متميزًا للعلاقات الوطيدة بين الأشقاء، تعكس حرصهما على تدعيم أواصر الأخوة وتعزيز التقارب والتضامن والتكاتف في كل الظروف والأوقات، لمواجهة كافة الصعوبات والتحديات السياسية والأمنية والاقتصادية، فمملكة البحرين والمملكة العربية السعودية كيان واحد، وشعب واحد، ومصير واحد.