أدار الندوة: رئيس التحرير - أعدها للنشر: سماهر سيف اليزلأكد خبراء طب وحجامة، أن "هناك عدداً كبيراً من الأطباء لا يؤمنون بالحجامة وما زالوا يحاربونها، على الرغم من أن البحرين تمارسها منذ أعوام ولا يوجد دراسات تثبت ضررها بل على العكس فإنها تعتبر فعالة في العلاج"، داعين في الوقت نفسه إلى تخصيص بعثات لمثل هذا النواع من الطلب البديل وتدريسه لطلبة الثانوية.وأضاف المشاركون في ندوة نظمتها "الوطن"، بعنوان: "ما هو الطب البديل وجدواه في العلاج"، أن مملكة البحرين كانت من أوائل دول مجلس التعاون الخليجي التي تحتضن 13 نوعاً من أنواع الطب البديل وترخص لها، وتحتضن ممارسيها تحت مظلة الهيئة الوطنية لتنظيم المهن الصحية.وشارك في الندوة، كل من مستشار المهن المعاونة، ورئيسة اللجنة الاستشارية لتراخيص مزاولة مجالات الطب البديل والتكميلي نعمت السبيعي، والباحث في الطب النبوي وخبير الحجامة النبوية عادل سعد أبوسراقة، واستشارية طب العائلة وممارس للحجامة العلاجية د. زهرة خليفة.وفيما قالت السبيعي، إنه لا يوجد ضوابط على أسعار الحجامة خصوصاً وأن هناك من يقيس بالجلسة أو بالكاس، أوضحت خليفة أن أسعار العلاج بالحجامة زهيدة الأمر الذي أدى إلى تزايد الإقبال عىل هذا النوع من الطب، مشيرة إلى أنه لا يوجد ما يسمى طبا بديلا بل هو "طب تكميلي".وبينما طالبت خليفة باحتضان الحجامين في المراكز الحكومية لخفض النفقات أسوة بدولة الإمارات العربية المتحدة، أكدت السبيعي، أنه لا يوجد توجه قريب لتوفير الحجامة في المراكز الحكومية بسبب قلة وعي المجتمع عن الطب البديل.وأجمع المشاركون على أن الموروث الديني والثقافي والشعبي والطبي الإنساني، أرسى قواعد وأسس ومبادئ الطب البديل والحجامة من خلال التداوي بالحجامة وغيرها من أنواع الطب البديل كالهندي والصيني.وأكدوا أن الطب البديل بمختلف تخصصاته يأتي مكملا للطب الحديث ويدخل في علاج العديد من الأمراض، إذ يقوم أطباء الطب البديل بالبحث عن جذور المشكلة الصحية التي يعاني منها المريض والعمل على حلها. وفيما يلي نص الندوة.."الوطن": متى بدأ الترخيص للطب البديل؟ وكم نوعاً مرخصاً في البحرين؟
-السبيعي: أولاً، الطب البديل مكمل للعلاج الدوائي، وكتعريف فنحن نزاول الطب البديل منذ عصور قديمة، ويسمى بالطب التكميلي أو الشمولي، وبالمختصر هو تكميلي ومساعد للعلاج الحديث.فقد تم الترخيص لـ 13 تخصصاً في 8 ديسمبر 2016، منها الطب الصيني "الإبر الصينية"، والطب الهندي، علاج العمود الفقري، والعلاج الانعكاسي، والمساج العلاجي، والحجامة، وتم اقتباس تصريح الحجام الشعبي بعد زيارتي للصين، ومن ثم تم إلغاء مفهوم الحجامة الشعبية وصارت الحجامة الطبية التي تعتمد على الدراسة، وليس هناك ترخيص لممارسة الطب بالأعشاب.كما تم انتقاء التخصصات بحذر وعناية، ووضع شروط للأدوية والعلاجات، وتم الترخيص لـ 99 علاجاً للطب البديل، وكانت البحرين الأولى على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي في اعتماد هذا الكم من تخصصات الطب البديل للمزاولة.ويمكن للأطباء التخصص في أحد أنواع الطب البديل، من خلال الترخيص لإضافة نشاط آخر بالإضافة إلى رخصتها الأساسية، ولكن هذه التخصصات بمثابة علم مساند للطب الحديث وليس هناك استغناء عنه."الوطن": حدثنا عن نوع الطب البديل الذي تعمل به؟ وكيف تعلمته وبدأت به؟
- أبو سراقة: تخصصت في الحجامة، ولم يكن الأمر وراثيا بل هي موهبة منحت لي، قمت بتطويرها وتنميتها بالدراسة في المعهد العربي للطب النبوي وعلوم الأعشاب في الشارقة، وبدأت الدراسة في العام 2003، والآن لدي مدرستي الخاصة في التحجيم."الوطن": من الغريب أن نرى طبيبة تتحول من العلاج الدوائي إلى الطب البديل، فما هي الأسباب؟
- خليفة: هناك عدد كبير من الأطباء لا يؤمنون بالحجامة، وما زالوا يحاربونها، ولكن تحولي للحجامة جاء بعد مرض والدتي، وتعلمت الحجامة على يد حجامة، وبدأت بممارستها على الوالدة، وأظهرت النتائج تحسناً مبهراً في الأشعات والتحاليل المخبرية.ومن هنا بدأ مشواري مع الحجامة التي أثبتت فعاليتها أيضاً على زوجي الذي كان يعاني من صداع نصفي مزمن، وبعد أن طورت من نفسي اعتمدت على الحجامة كشيء تكميلي وليس بديلا.أرفض مسمى "الطب البديل" واعتقد أنه ليس هناك طب بديل بل هو طب تكميلي للحديث، وعلى كل طبيب أن يؤمن بهذا العلاج التكميلي وأن يعتمده في طرق علاجه."الوطن": توجه الغرب نحو الطب البديل أكثر من الكيميائي خاصة أن للطب الكيميائي آثارا جانبية كثيرة.. فأين نحن من هذا التوجه ؟
- السبيعي: بدأنا باحتضان ما يتطلع له العالم قبل غيرنا، ولكن نتمنى أن يصل هذا العلم للمدارس الثانوية.فما نطمح له هو أن يكون هناك وعي في المدارس لحث طلبة الثانوية على دراسة الطب البديل بمختلف تخصصاته، وتخصيص بعثات لهذه الأنواع الطبية وتأسيس قاعدة واسعة من الطلبة البحرينيين لأجل هذه التخصصات، لمنع رفع تكاليف علاج الطب البديل، وسيطرة الأجانب عليه.سبب لجوء الأفراد للحجامة، يعود إلى الموروث الديني والثقافة المنتشرة بين شعب البحرين عنها، ما جعلها القاعدة الأوسع للطب البديل من ناحية الممارسين ومن ناحية طلب العلاج.نناشد بأن يكون هناك تبني لهذا النوع من العلاج في المدارس، وأن يكون هناك بعثات من قبل وزارة التربية والتعليم والسفارات لدراسة أنواع الطب البديل في الهند والصين لتوسيع الدائرة."الوطن": بالانتقال إلى "بوسراقة".. ما هي أنواع الحجامة؟
- أبو سراقة: للحجامة 7 أنواع منها حجامة جافة، ومتزحلقة، مائية، زيتية، والحجامة الدموية، وتم اختيارها بحيث لا يكون بها ضرر أو خطورة لنقل العدوى، والأصل هي الحجامة الدموية الرطبة المعتمدة على الكؤوس، أما الحجامة الجافة تخفف الآلام بشكل وقتي، على عكس الحجامة الإسلامية النبوية التي تعتبر بمثابة منقٍّ للدم.أما الطب الحديث فبه نوعان هما المرض العضوي والمرض النفسي، بينما في مدرستي التي أسير عليها فللمرض 3 أنواع هي المرض العضوي، والنفسي من القلق والاكتئاب والغم والهم والحزن والوسواس، والمرض الروحي الذي يغفل عنه بعض الأطباء وأهل الدين الذي يكون بسب العين والحسد والسحر، مما يتسبب بالأمراض النفسية والعضوية، فاللحجامة مفيدة للأمراض العضوية والنفسية والروحية.-"الوطن": هل يتقبل المرضى والأطباء إدخال فكرة الطب البديل في العلاج؟ وهل تعتبر كلفة العلاج عالية؟
-خليفة: في البداية كان هناك رفض تام للفكرة ولكن بعد 19 عاما من ممارسة الحجامة، زاد الوعي وبات هناك اقتناع وإيمان بأهمية الحجامة، خاصة من المرضى الذين لا يستجيبون للعلاج، مثل مرضى الصداع النصفي ومشاكل الظهر وأصحاب المشاكل العضلية وغير من مثل هذه الأمراض.أعتقد أن العلاج بالحجامة "سحري"، حيث يداوي الكثير من الأمراض بمختلف درجاتها، كما أنها تظهر تحسناً في حالات العقم معروفة الأسباب، ومن يعانون من الضغوط والآلام العضلية.والمريض في البحرين بات صاحب وعي وهناك انفتاح ملحوظ لمفهوم الحجامة وفوائدها من منطلق الوازع الديني، والإيمان بأن العلاج بالحجامة ذو أثر ملحوظ وبأسعار زهيدة، ما جعل هناك إقبالا متزايدا تجاهها.تم تجربة الحجامة على أصحاب الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكر، ممن يعانون من عدم انضباط في نسب هذه الأمراض ومشاكل ثانوية ناتجه عنها، على الرغم من التزامهم بالأدوية الكيميائية، ما جعلهم يلجأوون إلى جلسات الحجامة لإعادة ضبط هذه النسب. وباختصار "الحجامة تسحب كل تبعات الأدوية والسموم، وتعيد توازن الجسم".- السبيعي: ليس هناك ضوابط على أسعار الحجامة في البحرين، وتعتمد الأسعار على العيادات، وهناك من يقيس بالجلسة أو بالكأس، وليس هناك أسعار ثابتة، فكل حجام يقيم سعره ويحدده بحسب الحالة وبحسب الجهد.وعند قياسنا للأسعار بالأدوات المستخدمة للحجامة والتعقيم وجهد الحجام فنجدها تصل إلى حوال 13 دينارا، حيث إن جودة العمل بجودة الأجهزة."الوطن": بعض المستشفيات الخاصة بها قسم للحجامة، ولا وجود لها في المستشفيات الحكومة فما السبب؟
- السبيعي: غير مصرح له في المستشفيات الحكومية، وليس هناك توجه قريب نحو ذلك، ويأتي ذلك بسبب قلة وعي المجتمع للطب البديل، وليس هناك تفرقة بين الطب البديل الشمولي التكميلي وبين الطب الحديث، والشخص الممارس لمهنة الطب البديل، فهناك محدودية من ناحية استقباله للمرضى ولأنواع الأمراض التي يجب أن يعالجها، والممنوعات والمحاذير.كما إن نتائج الاستفتاءات بينت أن هناك قلة وعي حتى بين الكوادر الطبية، ومحدودية في معرفة استخدامات الطب البديل لذلك تم اقتصاره على المؤسسات والمراكز الخاصة.وهناك محدودية في المعرفة، ولكن الطب الخاص حاصل على تصريح لاحتضان جميع تخصصات الطب البديل في مؤسساته ومراكزه.- خليفة: نحن بوصفنا أطباء نتمنى أن يكون هناك احتضان للحجامين في القطاع الحكومي والمراكز الصحية، أسوة بدولة الإمارات العربية المتحدة، لما في ذلك من مميزات، حيث أثبتت الدراسات أن إدخال الطب التكميلي في المراكز الحكومية والمستشفيات يوفر في النفقات من الناحية الاقتصادية، كما خفض من تكاليف العلاجات والفحوص."الوطن": هناك ضوابط وضعتها الهيئة لممارسة عملية الحجامة، فهل هناك رقابة؟ وهل تم ضبط مخالفات؟- السبيعي: بالتأكيد هناك رقابة على مستخدمي الطب البديل في البحرين، وهناك لجنه للشكاوى الطبية التي تباشر الشكاوى الواردة من الجهات المرخصة وتحولها للجان التأديب. كما يوجد 60 فرداً يحملون تراخيص في جميع التخصصات الموجودة في البحرين للطب البديل.يجب التنويه بأن هناك نوعين، حيث أن هناك المرخص والمصرح لهم، فالمصرح ليس لديه شهادة علمية طبية، وعددهم 684 منهم موجودون في مراكز صحية مرخصة من قبل الهيئة الوطنية لتنظيم المهن الصحية يمارسون الحجامة بطريقة صحية وآمنة.نهدف ونتطلع لأن يكون جميع الحجامين المصرح لهم تحت مظلة مؤسسة صحية مرخصة من قبل الهيئة، فالحجام المصرح له ليس كبير سن بل هم من حملة الدكتوراه والماجستير والبكالوريوس والثانوية العامة وأميين، وهناك توجيهات حكومية لاحتضان الحجام الشعبي، وسيكون مصرحا وعليه رقابة من قبل النيابة العامة.أؤكد، أن جميع تخصصات الطب البديل تندرج تحت مظلة الهيئة، والهيئة كفيلة بالتحقق والبحث في حال وجدت شكوى عن طريق قسم الشكاوى الطبية، وليس هناك شكاوى من ناحية باقي التخصصات."الوطن": كيف أعرف إذا كان الحجام جيدا أو ممارسا للحجامة بشك خاطئ خاصة مع عدم وجود ضوابط؟
- أبوسراقة: البحرين سبقت دول مجلس التعاون الخليجي بمنح التصريحات للحجامين الشعبيين، وعلى من يلجأ للحجامة الشعبية أن يسأل ويبحث عن الأفضل، وأن يقيم الوضع بنفسه ويختار المكان والشخص الذي يرتاح له وأن يكون مسؤولا عن اختياره."الوطن": هناك فترات معينة لتكرير الحجامة، والبعض يقول إن الفرد يدمن على الحجامة فما صحة هذه المفاهيم؟- أبو سراقة: هناك أصل من السنة بقول أنس رضي الله عنه: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يحتجم في الأخدعين من الكاهل يوم 17،19، و21 من الشهر"، وبهذا فإن الحجامة تكون كل شهر في أحد هذه الأيام، بتحديد 3 كؤوس، هذا فيما يتعلق بالوقاية وحفظ الصحة، والحجامة تعتبر أسرع وسيلة لتحفيز الجهاز المناعي وتقويته.أما فيما يخص العلاجية، فهي من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وتعتمد على مهارة وعلم المعالج سواء كان طبيبا أو حجاما، حيث احتجم النبي مرتين خلال فترة تقل عن الأسبوعين، مرة في رأسه ومرة على ظهر القدم، وهذا بيان أن الحجامة العلاجية يمكن القيام بها في أي وقت، وعدم انتظار الأيام المحددة للوقائية.- خليفة: أعمل بحسب المريض وتاريخه المرضي، وهناك محظورات تقيدني بحسب الحالة والعلم والخبرة وما درسناه، هناك موانع مؤقتة وهناك موانع دائمة تحدد عمل الحجامة أو الامتناع عنها."الوطن" : اعتقد أن أبو سراقة يختلف معك في بعض الموانع، ونريد أن نعرف رأي الهيئة في ذلك؟- أبو سراقة: لا يجب منع أحد من العلاج بالحجامة، وليس هناك دراسات أثبتت ضرر الحجامة على مرضى القلب أو الكلى أو حاملي أجهزة تنظم القلب وغيرها من الأمراض، وأنا أعتمد في مدرستي على التجربة، وأعتمد على حجامة الرسول صلى الله عليه وسلم في أغلب الحالات.
- السبيعي : هناك 17 مركزا للطب الهندي في البحرين، و5 مراكز للطب الصيني، وتم التركيز على الجاليات الموجودة في البحرين وتوفير أنواع العلاج المطلوب منها، والمجتمع الخليجي والبحريني يعتمد على الطب بالحجامة."الوطن": هل يمكن أن تستعرض لنا بعض الحالات الغربية والتي حدث لها سلبيات بعد العلاج بالحجامة؟ وكيف يتم التعامل مع الموسوسين؟- أبو سراقة: الحالات السلبية وأصحاب المضاعفات بالنسبة لي قليلة جداً، حيث أن هناك أمورا روحية لا يفهمها الحجام، "فليس حجام معالجا وليس كل معالج حجاما"، وهي مقولة أؤمن بها، ومن يتعرض لنتيجة سلبية في الأغلب يكون سببها خطأ الفرد نفسه لمخالفته للتعليمات أو قيامة بأمر خاطئ أدى لحدوث مضاعفات، أو غالبا بسبب توهم من الخوف والقلق.أما التعامل مع الموسوسين، فالأمر يعتمد على مهارة وعلم المعالج، فهذه الفئات يجب التعامل معها بحذر وطمأنتها، ومسايستها أثناء العلاج، ويجب كسب ثقته، والطب منه الإكثار من الذكر حتى انتهاء العلاج بعملية الحجامة."الوطن": وما هي المراحل العمرية التي يمكن ممارسة الحجامة عليها؟
- خليفة: بحسب ما تعلمنا ألا يقل العمر عن 7 سنوات، في حال كان الطفل متعاونا، وبحسب الحالة والمشكلة التي يعاني منها، وامتنع عن القيام بالحجامة على الأطفال غير المتعاونين أو المصابين بالخوف والهلع.- أبو سراقة: قمت بتحجيم طفل بعمر 8 أشهر، مصاب بكسر في الفخذ، والحجامة نافعة مع الكسور، ومرضى التوحد، ولا تعتمد على عمر معين، أو مرض معين.ولا أمتنع عن علاج أي مرض أو أي حالة أو أي عمر، ولكن أعتمد على كل الاحترازات المفروضة، ولدي يقين بأن في الحجم شفاء.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90