لخصت أستاذ نظم معلومات إدارية في قسم الابتكار وإدارة التقنية بكلية الدراسات العليا الدكتورة فيروز الضمور التحديات التي تواجهها الإناث في الدول النامية، في مجال ريادة الأعمال والابتكار من منظور الأكاديميات في دراسة عرضت نتائجها خلال مشاركتها في المؤتمر الدولي العلمي الأول "المرأة في الأكاديميا" الذي نظمته رابطة الأكاديميات الأردنيات بالتعاون مع الجامعة الأردنية.وهدفت الورقة البحثية التي أعدتها الدكتورة الضمور والدكتورة عبير الخوالدة عضو هيئة التدريس بجامعة مؤتة الأردنية إلى تسليط الضوء على الدور الهام لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تمكين رائدات الأعمال ودراسة التحديات التي تواجهها الإناث في الدول النامية، في مجال ريادة الأعمال والابتكار من منظور الأكاديميات، إذ قالت الدكتورة الضمور أن أهمية هذه الدراسة تأتي في معالجة الفجوة بين نية الإناث المرتفعة لريادة الأعمال في هذه الدول مقارنة بالنسبة المنخفضة لأنشطة الأعمال التي تنفذ على أرض الواقع و فقاً لتقرير الأعمال النسائية لعام 2019 الذي تصدره Global Entrepreneurship Monitor (GEM) .وأضافت: "على الرغم من وجود مبادرات ناجحة على المستويين الحكومي والأكاديمي. استخدمت الدراسة منهجية البحث الكمي وتم جمع البيانات باستخدام online survey questionnaire ، وكان الأشخاص الذين لديهم فهم كاف لظاهرة ريادة الأعمال لدى النسائية مؤهلون للمشاركة في الاستطلاع الالكتروني، وينبع هذا من حقيقة أن تلك المجموعة من المشاركين لديها معرفة مكثفة بسياق البحث، فهم يشاركون بشكل فعال في تعليم ريادة الأعمال مما يساعد على تعزيز تجربة ريادة الأعمال".وخلصت الدراسة إلى عدد من التحديات كان أهمها: رأس المال الاجتماعي Social Capital وأوصت الدراسة في هذا السياق بضرورة المساعدة في بناء العلاقات الاجتماعية واستخدامها بطريقة ملائمة مما يساعد على تسهيل أنشطة ريادة الأعمال للإناث من خلال تحديد الأسواق والفرص المحتملة، وتقليل تكاليف المعاملات، وجذب العملاء والمستثمرين والموردين.ووفقاً لنتائج الدراسة فإن رأس المال الاجتماعي يعتبر العائق الأول أمام نية المرأة في ريادة الأعمال، و يمثل رأس المال البشري Human capital تحدياً جاداً تم تحديده في هذا البحث وهي قضية موثقة جيدًا في أدبيات ريادة الأعمال النسائية (Danish and Smith 2012 ؛ Azmat 2013 ؛ Bhardwaj 2014 ).وأشارت الورقة البحثية إلى أن تعليم ريادة الأعمال يعد عاملاً حيويًا في بناء رأس المال البشري وكسر المحرمات الثقافية والصور النمطية المتعلقة بالإناث في مجال الأعمال، وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال؛ لذا اوصت الباحثتان بضرورة إدخال مساقات ريادة الأعمال في المناهج الدراسية منذ سن مبكرة من أجل زيادة الوعي حول هذه المسألة.هذا، وأشار حوالي 90٪ من المشاركين في هذه الدراسة إلى أن رأس المال البشري يمثل مشكلة مهمة، مما يجعله العقبة الثانية أمام مشاركة المرأة في العمل الريادي، ويعد الاستخدام الفعال لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات أحد العوامل التمكينية المهمة لريادة الأعمال النسائية والابتكار في البلدان النامية.وتشير نتائج هذه الدراسة إلى أن استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات له تأثير ملحوظ من حيث بناء رأس المال الاجتماعي ورأس المال البشري مما يؤدي إلى التمكين. يمكن أن يساعد استخدام تقنيات المعلومات النساء في التواصل الاجتماعي مع مجموعات الأقران والمشاركة والتعلم من المجموعات الأخرى المهتمة بنفس النوع من الأعمال، والتواصل مع العملاء.وقالت: "اعتُبر دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تمكين المرأة في البلدان النامية من أن يصبحن رائدات أعمال عاملاً حاسماً، ورأى المشاركون أن نمو تقنيات المعلومات والاتصالات الجديدة (مثل الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي) يوفر فرصًا جديدة للسيدات ليصبحن رائدات، وكذلك لإدارة أعمالهن الخاصة بكفاءة.وتشير النتائج إلى أن المرأة التي لديها رأس مال بشري أعلى ستكون أكثر قدرة على بناء علاقات جديدة مع أشخاص آخرين في شبكتها الاجتماعية، لذلك يوصى بعقد البرامج التدريبية لبناء رأس المال البشري لرائدات الأعمال في الاقتصادات النامية.أيضًا، يمكن للشركات القائمة على الويب تقديم حلول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتوصية بها والتي قد تسمح لرائدات الأعمال بتكوين شبكة اجتماعية، وتحسين رأس مالهن البشري، وحل صعوبات إدارة الأعمال التجارية.وأشارت أنه يمكن لصانعي السياسات، لا سيما في البلدان النامية الرجوع إلى نتائج هذه الدراسة من أجل التعامل مع المعيقات التي تؤثر على نشاط ريادة الأعمال لدى الإناث، بهدف تعزيز اقتصادات البلدان النامية ومنطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص، وأكدت الباحثتان على أنه يجب على الحكومات وصانعي السياسات إصلاح السياسات المتعلقة بالقوالب النمطية للنوع الاجتماعي وتوجيه الأسرة والمجتمع للتعرف على تأثير المرأة في المشاركة الاقتصادية.إلى ذلك، تشير النتائج الرئيسية لهذه الدراسة إلى أن رأس المال البشري ورأس المال الاجتماعي يلعبان دورًا مهمًا في إعاقة ريادة الأعمال للنساء، بالإضافة إلى الدور الإيجابي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تمكين المرأة. ومن ثم، ستكون هناك حاجة إلى نموذج نظري متكامل لقبول تكنولوجيا المعلومات لأخذ هذه الجوانب في الاعتبار للأبحاث المستقبلية في هذا المجال. سيضيف هذا العمل المستقبلي إلى الأدبيات حول استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ونتائجها من خلال تطوير فهم شامل للكيفية التي تؤدي فيها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى تمكين المرأة.