استعرضت ورشة عمل نظمها قسم صعوبات التعليم والاعاقات النماءية مدى رضا أولياء الأمور والمعلمين عن التعليم عن بعد للأطفال ذوي صعوبات التعليم في ظل جائحة كورونا كوفيد-19 في مملكة البحرين في اعقاب د راسة ميدانية رصدت في الشهور الماضية أراء أولياء الأمور حول التعلم عن بعد وقاست مدى رضاهم.
قدمت الورشة أستاذ علم النفس الاجتماعي المعرفي المشارك بقسم صعوبات التعليم بكلية الدراسات العليا الدكتورة نادية التازي، واستهدفت فيها المعلمين والاخصائيين ومدراء المدارس والباحثين والمهتمين في مجال صعوبات التعلم إلى جانب وأولياء الأمور والمربين، الذين تعرفوا بدورهم من خلال الورشة على أشكال التعليم الالكتروني وأشكال التعليم عن بعد لذوي صعوبات التعليم.
وعرضت الورشة نتائج دراسة قاست مدى رضا أولياء الأمور والمعلمين عن التعليم عن بعد للأطفال ذوي صعوبات التعليم في ظل جائحة كورونا بشقيها النظري والميداني، حيث أشارت الدكتورة التازي أن فكرة الدراسة انطلقت منذ خمس شهور ماضية بالتزامن مع العام الأكاديمي 2020 ـ 2021 عندما لجأت معظم المدراس ومؤسسات التعليم إلى التعليم عن بعد للحد من انتشار الجائحة، وهنا بدأت المقابلات مع المعلمات وأولياء الامور، حيث استهدفت الدراسة أولياء أمور التلاميذ ذوي صعوبات التعلم الذين يحتاجون إلى طرق واستراتيجيات تعليم خاصة، والى غرف المصادر التعليمية وإلى تعليم فردي يراعي احتياجاتهم الخاصة.
وقالت: "انطلاقاً من المقابلات التي تم أجرئها في البدء، وانطلاقاً أيضا من الدراسات السابقة الخاصة بذوي صعوبات التعلم، تم بناء استبيان لقياس مدى رضا أولياء الأمور والمعلمين عن التعلم عن بعد، بحيث تكونت الاستبيان من خمس أبعاد هدفها التواصل مع أولياء الامور، التعليم والتعلم، إدارة التعليم عن بعد، استراتيجيات التعلم، وقياس الرضا الشخصي، وقد تم توزيعها على أولياء الأمور ذوي صعوبات التعلم ومعلميهم".
وتوصلت الدراسة إلى نتائج خاصة بأولياء الامور، ونتائج خاصة بالمعلمين، حيث خلصت إلى أن التعلم عن بعد له مميزاته وله تحدياته ايضاً، وان هناك الكثير من التحديات التي تم التغلب عليها من قبل أولياء الأمور والمعلمين، مثل زيادة التواصل بين الاسرة والمدرسة، والتنوع في الاستراتيجيات الخاصة التلاميذ ذوي صعوبات التعلم وتنوع الأنشطة، بينما ظلت بعض المشكلات المرتبطة بطبيعة العينة، وبكل ما يتعلق بالجوانب التقنية المرتبطة بالتعلم عن بعد قائمة.
وأوصى مفردات العينة سواء المعلمين أو أولياء الأمور بتقديم المزيد من الدورات التدريبية في هذا المجال، واعتماد التعليم المدمج كنوع من التعليم الإلكتروني كونه مهم جدا بالنسبة للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم خلال فترة الجائحة؛ "وذلك لأن هؤلاء التلاميذ في حاجة ماسة إلى التعلم المباشر في الكثير من الأحيان، ولكن هذا لا يمنع كذلك من ان يستفيدوا من الكثير من خصائص التعلم عن بعد كونهم لا يتمكنون من الاستمرار على نفس الطريقة في التدريس، وأن التعليم عن بعد يمثل بالنسبة إليهم تنوعا على مستوى الانشطة والمهارات وطريقة تقديمها . "
وفي ختام الورشة أكدت الدكتورة التازي على وجوب ان يكون جمع الأطراف المعنية برعاية ذوي صعوبات التعلم متفائلين في ظل التعليم عن بعد، لأنه هذا التعليم أنقذ واقع التعليم ومستقبله في كل أنحاء العالم وطرح نفسه كبديل موفق وناجح عن توقف الدراسة نهائيا على الرغم مما أحدثه من إرباك على جميع المستويات، موضحةً "أن وزارة التربية في مملكة البحرين والمشرفين على التربية الخاصة بذلوا جهود جبارة في فترة زمنية وجيزة، ولا ننسى كذلك دور الأسر الذين بذلوا قصارى جهودهم لتدريس ودعم ابناءهم في ظل جائحة كورونا، واستفادوا كثيراً بتعرفهم على وسائط الكترونية جديدة، وأصبحوا متمكنين من مواكبة ابناءهم اكثر من ذي قبل"، مشيرةً إلى أن كل هذه المعطيات تدفعنا الى المزيد من استثمار كل ما يتعلق بالتعليم عن بعد بتطويره إلى الأفضل والاستفادة منه مستقبلا .