محرر الموقع الإلكتروني
أرسل شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية رحمه الله تعالى، رسالة إلى أهل البحرين، امتدح فيها أهلها وذكر فيها مناقبهم.
وجاء في الرسالة المنشورة في مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية، في باب صلاة الجمعة ما يلي:
وقال شيخ الإسلام رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
من أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن تيمية، إلى من يصل إليه كتابه من المؤمنين والمسلمين من أهل البحرين، وغيرهم عامة، ولأهل العلم والدين خاصة، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد:
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، وهو للحمد أهل، وهو على كل شيء قدير، وأسأله أن يصلي على خيرته من خلقه: محمد عبده ورسوله، وخاتم أنبيائه، الذي بعثه بالبينات والهدى، ودين الحق، ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيداً، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيرا.
أما بعد: فإن وفداً قدموا من نحو أرضكم، فأخبرونا بنحو مما كنا نسمع عن أهل ناحيتكم من الاعتصام بالسنة والجماعة، والتزام شريعة الله التي شرعها على لسان رسله، ومجانبة ما عليه كثير من الأعراب من الجاهلية التي كانوا عليها قبل الإسلام، من سفك بعضهم دماء بعض، ونهب أموالهم، وقطيعة الأرحام، والانسلال عن ربقة الإسلام، وتوريث الذكور دون الإناث، وإسبال الثياب، والتعزي بعزاء الجاهلية. وهو قولهم: يالبنى فلان! أو يالفلان!. والتعصب للقبيلة بالباطل، وترك ما فرضه الله في النكاح من العدة ونحوها، ثم ما زينه الشيطان لفريق منهم من الأهواء التي باينوا بها عقائد السابقين، الأولين من المهاجرين والأنصار. وخالفوا شريعة الله لهم من الاستغفار للأولين، بقوله تعالى: "والذين جاءو من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم). ووقعوا في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالوقيعة التي لا تصدر ممن وقر الإيمان في قلبه.
فالحمدلله الذي عافانا وإياكم مما ابتلى به كثيراً من خلقه، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا، ونسألالله العظيم المنان بديع السماوات والأرض أن يتمم علينا وعليكم نعمته، ويوفقنا وإياكم لما يحب ويرضاه من القول والعمل، ويجعلنا من التابعين بإحسان للسابقين الأولين.
وليس هذا ببدع: فإن أهل البحرين مازلوا من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل إسلام وفضل، قد قدم وفدهم من عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم - وفيهم الأشج - فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مرحبا بالوفد، غير خزايا ولا نداما" فقالوا: يا رسول الله ! إن بيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر، وإنا لا نصل إليك إلا في شهر حرام، فمرنا بأمر فصل نعمل به ونأمر به من وراءنا: فقال: "آمركم بالإيمان بالله: أتدرون ما الإيمان بالله؟ شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رضمان، وأن تؤدوا خمس ما غنمتم" ولم يكن قد فرض الحج إذ ذاك، وقال للأشج: "إن فيك لخلقين يحبهما الله: الحلم، والأناة" قال: خلقين تخلقت بهما أو خلقين جبلت عليهما؟ قال "خلقين جبلت عليهما" فقال: الحمدلله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله.
ثم إنهم أقاموا الجمعة بأرضهم، فأول جمعة جمعت في الإسلام بعد جمعة المدينة جمعة بجواني قرية من قرى البحرين.
ثم إنهم ثبتوا على الإسلام لما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وارتد من ارتد من العرب، قواتل بهم أميرهم العلاء الحضرمي - الرجل الصالح - أهل الردة، ولهم في السيرة أخبار حسان.
أرسل شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية رحمه الله تعالى، رسالة إلى أهل البحرين، امتدح فيها أهلها وذكر فيها مناقبهم.
وجاء في الرسالة المنشورة في مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية، في باب صلاة الجمعة ما يلي:
وقال شيخ الإسلام رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
من أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن تيمية، إلى من يصل إليه كتابه من المؤمنين والمسلمين من أهل البحرين، وغيرهم عامة، ولأهل العلم والدين خاصة، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد:
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، وهو للحمد أهل، وهو على كل شيء قدير، وأسأله أن يصلي على خيرته من خلقه: محمد عبده ورسوله، وخاتم أنبيائه، الذي بعثه بالبينات والهدى، ودين الحق، ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيداً، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيرا.
أما بعد: فإن وفداً قدموا من نحو أرضكم، فأخبرونا بنحو مما كنا نسمع عن أهل ناحيتكم من الاعتصام بالسنة والجماعة، والتزام شريعة الله التي شرعها على لسان رسله، ومجانبة ما عليه كثير من الأعراب من الجاهلية التي كانوا عليها قبل الإسلام، من سفك بعضهم دماء بعض، ونهب أموالهم، وقطيعة الأرحام، والانسلال عن ربقة الإسلام، وتوريث الذكور دون الإناث، وإسبال الثياب، والتعزي بعزاء الجاهلية. وهو قولهم: يالبنى فلان! أو يالفلان!. والتعصب للقبيلة بالباطل، وترك ما فرضه الله في النكاح من العدة ونحوها، ثم ما زينه الشيطان لفريق منهم من الأهواء التي باينوا بها عقائد السابقين، الأولين من المهاجرين والأنصار. وخالفوا شريعة الله لهم من الاستغفار للأولين، بقوله تعالى: "والذين جاءو من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم). ووقعوا في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالوقيعة التي لا تصدر ممن وقر الإيمان في قلبه.
فالحمدلله الذي عافانا وإياكم مما ابتلى به كثيراً من خلقه، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا، ونسألالله العظيم المنان بديع السماوات والأرض أن يتمم علينا وعليكم نعمته، ويوفقنا وإياكم لما يحب ويرضاه من القول والعمل، ويجعلنا من التابعين بإحسان للسابقين الأولين.
وليس هذا ببدع: فإن أهل البحرين مازلوا من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل إسلام وفضل، قد قدم وفدهم من عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم - وفيهم الأشج - فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مرحبا بالوفد، غير خزايا ولا نداما" فقالوا: يا رسول الله ! إن بيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر، وإنا لا نصل إليك إلا في شهر حرام، فمرنا بأمر فصل نعمل به ونأمر به من وراءنا: فقال: "آمركم بالإيمان بالله: أتدرون ما الإيمان بالله؟ شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رضمان، وأن تؤدوا خمس ما غنمتم" ولم يكن قد فرض الحج إذ ذاك، وقال للأشج: "إن فيك لخلقين يحبهما الله: الحلم، والأناة" قال: خلقين تخلقت بهما أو خلقين جبلت عليهما؟ قال "خلقين جبلت عليهما" فقال: الحمدلله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله.
ثم إنهم أقاموا الجمعة بأرضهم، فأول جمعة جمعت في الإسلام بعد جمعة المدينة جمعة بجواني قرية من قرى البحرين.
ثم إنهم ثبتوا على الإسلام لما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وارتد من ارتد من العرب، قواتل بهم أميرهم العلاء الحضرمي - الرجل الصالح - أهل الردة، ولهم في السيرة أخبار حسان.