أكد الشيخ حمد بن عيسى بن إبراهيم آل خليفة مدير عام صرح الميثاق الوطني أن النهج الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى حفظه الله ورعاه اتسم باعتماد الخيار الديمقراطي لتحقيق آمال الشعب في دولة عصرية يسودها الأمن والاستقرار والرخاء وتستكمل فيها مؤسسات الدولة الدستورية، لذا جاء ميثاق العمل الوطني للتعبير عن التوافق على الثوابت الوطنية والسياسية والدستورية في تأكيد هوية الدولة، من خلال رسم ملامح العمل الوطني في كافة المجالات، والاستفتاء عليها من قبل أبناء البحرين رجالاً ونساءً، حيث جاءت النسبة 98.4% ليصبح ميثاق العمل الوطني وثيقة معبرة عن رؤية ملك وإرادة وشعب.
وقال في تصريح خاص لوكالة أنباء البحرين ( بنا ) أن فكرة تشييد صرح الميثاق الوطني جاءت بتوجيهات سامية من عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، ليسجل احتفالا خالدا بميثاق العمل الوطني، ويؤكد وثيقة التأييد التي سجلت المواقف الوطنية لجميع المواطنين والمؤسسات الأهلية والشبابية والثقافية والاجتماعية والعمالية والنسائية، الذين عاهدوا جلالته على الوقوف خلف قيادته دفاعاً عن الحق وصوناً لمكتسبات الوطن والذود عن ترابه الغالي.
وأشار الى أن الصرح يشكل معلماً حضارياً رمزياً يجسد وحدة هذا الوطن العزيز ملكا وشعبا، وكل ما يرمز إليه من وحدة الثوابت الوطنية التي تجمع شعب البحرين وبكل ما تحتويه قاعاته من دلائل على ما قدمه المواطن البحريني من إسهامات لبناء المجتمع، كما يركز على قيم الوحدة والتنوع واحترام الآخر والعطاء والمثابرة والإصرار والتفاني والتعاون والتسامح وتحمل المسئولية، ويطلق العنان للإبداع على أسس من الاعتزاز والثقة والانفتاح والرؤية والإقدام.
وأضاف أن المعرض الرئيسي يتألف من عشرة قاعات، لكل منها عنوان تشرحه الأفلام الوثائقية والشاشات التفاعلية والصور والمقتنيات، بالإضافة إلى ألعاب تفاعلية تعليمية وللأطفال، ووثائق تاريخية، كما تزدان جدرانه بآيات من القرآن الكريم التي تؤكد على معاني وقيم الميثاق، وأقوال لجلالة الملك المفدى تعلو أعمدته الداخلية، مشيرا الى أن المعرض يبدأ بقاعة (البحرين لؤلؤة الخليج) والتي تجسد معنى اسم البحرين في عدد من وسائط السمعيات والبصريات والأشعار والأفلام ، تليها قاعة (بوابة العالم) والتي تُعرف بدور البحرينيين الملاحي وتميزهم في المعرفة البحرية وفي صناعة السفن، بعدها تأتي قاعة (الإسلام والتّسامح) والتي تحتفي بقيم الانفتاح، وتركز على المكونين الأساسيين لهويتنا: العقيدة الإسلامية والتراث العربي، وتتحدث عن تسامح الإسلام وحرية الأديان.
وقال المدير العام إن قاعة (تحقيق الرخاء) تأتي بعد القاعات السابقة وتتحدث عن إنجازات البحرين خلال أكثر من عقدين، وتؤكد على مبدأ الشورى الذي يجسد العملية الديمقراطية التي جمعت شعب البحرين وقيادة جلالة الملك على رؤية واحدة لوطن عزيز آمن يحتضن الجميع. أما قاعة (كنوز البحر) تحتفي باللآلئ وخيرات البحر، وتراث البحرين الثقافي وقيمها وتقاليدها التي تشكّلت مع أمواج مياه الخليج العربي ، مضيفا أن القاعة السادسة هي (وهج الصناعة) وتستعرض مرحلة ما بعد اكتشاف النفط والصناعات الجديدة المهمة في البحرين، ويليها (جسر النور) الذي يجسد كلمات الميثاق ومعانيه، محتفلاً بالرحلة الديمقراطية التي خطت خطوة رائدة بتوحد إرادة الشعب في ميثاق عمل وطني، بعدها تأتي قاعة (العمل معاً) التي تنبثق من وحي الميثاق والدستور ومبادئ الوحدة القائمة على التنوع واحترام الآخر والبذل والعطاء والإبداع الذي يجمع شعب البحرين في وطن واحد ومستقبل واحد.
كما بين أن (قاعة البحرين) تمثل شعب البحرين الحاضر الذي تجمعه رؤية واحدة لمستقبل واعد للوطن، وسيلته لتحقيق ذلك التكيّف والابتكار والثّقة بقدرته على مواجهة تحديات التّغيير، وتعد هذه القاعة أكبر قاعات الصرح، وتأتي بعدها قاعة (صون النعمة) التي تؤكد على الواجب الذي يمليه علينا حبنا للوطن في الحفاظ والعناية بالبيئة الطبيعية، وتنتهي هذه القاعة بمشروع (النخلة الذهبية) الذي دشنه صرح الميثاق الوطني في عام 2008م، والذي شارك في تطبيقه جميع مدارس البحرين بمشاركات متنوعة عبرت عن أحلام أطفالنا وتطلعاتهم إلى مستقبل البحرين المشرق، مشيرا الى أن قاعات المعرض الرئيسي تنتهي بصورة لجلالة الملك وهو يغرس فسيلة ويؤكد أن النخلة البحرينية هي رمز وحدة البحرينيين ورمز الخير والعطاء، متطلعاً إلى مشاركة جميع أبناء البحرين في مواصلة بناء الوطن العظيم الذي أسسه الأجداد وطوره الآباء والأمهات ليسلموا أمانته للأبناء الذين يكمن الخلود في عيونهم وآمالهم وعزمهم.
وأكد مدير عام الصرح، أن صرح الميثاق الوطني يسعى إلى إيصال رسالته الوطنية الهامة لأكبر شريحة في المجتمع، وخاصة فئة الأطفال فهم امتداد الحاضر وأمل المستقبل، لذلك سيجد الزائر أثناء تجوله في أروقة المعرض الرئيسي الوسائل التكنلوجية المختلفة والتقنيات الصوتية والمرئية المتطورة، التي يتم استغلالها في أفضل صورها لإضفاء إحساس متميز أثناء استخدام الزائر للشاشات التفاعلية، مضيفا أن الألعاب التعليمية التي تستخدم تكنولوجيا تفاعلية تتيح للزائر فرصة الحصول على تجربة رائعة خلال زيارته، وتعمل على سرعة إيصال المعلومة بكل يسر للزوار خاصة فئة الأطفال، هذا إلى جانب انتاج الصرح أفلاماً وموسيقى تصويرية بمستوى عالمي، رسمت أفكارها ورسائلها وتفصيلاتها بأفكار وقيم وجهود بحرينية.
وأشار إلى أنه منذ افتتاح صرح الميثاق الوطني في عام 2010 وحتى اليوم، كان الصرح حريصاً على الاحتفاء بالمناسبات الوطنية الهامة كل عام، سعياً منه للقيام بأدواره الوطنية الهامة وتحقيق الهدف الذي أنشئ من أجله بتوجيهات من جلالة الملك المفدى حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه ورؤيته السديدة ، مؤكدا على أهمية التعاون والتكامل مع الجهات الحكومية والخاصة لإنجاح رسالة الصرح الوطنية السامية، والصرح حريص على استقبل وفوداً من الجهات الحكومية والخاصة طوال العام وتعريفهم بصرحهم الوطني ورسالته، واستضافة العديد من الوفود البرلمانية العربية والأوربية، إلى جانب المنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني.