"أنا معلمة أسعى لأن أصنع من طالبي معلماً صغيراً يتمتع الفهم والاستيعاب والثقة الكافية لشرح الدروس أمام الجميع، كما أعمل على غرس مهارة وشغف البحث والاطلاع لديه، ليكون ملماً أكثر فأكثر بكل المعارف النافعة المعززة للدراسة، إضافةً إلى تهيئته ليكون مبدعاً مبتكراً في مجالات ملائمة لقدراته".
تلك كانت بعض أهداف المعلمة مريم التميمي من مدرسة الخوارزمي الابتدائية للبنين، في مسيرتها المهنية، والتي تعمل على تحقيقها عبر تطبيق استراتيجيات تعليم وتعلم مختلفة ومتنوعة، تؤهل الطالب لأداء كل الأدوار الممكنة والمفيدة لمجتمعه ووطنه وأمته والعالم، ولتعزيز ثقته بنفسه حتى يجد مساره المناسب في الحياة.
وأوضحت المعلمة أنها تستخدم استراتيجيات مختلفة بحسب حاجة الدرس، ومنها تعيين معلم صغير لكل مادة على حدة، تعطيه فرصة عرض أو شرح جزئية من الدرس مع الاتفاق المسبق مع ولي أمره، وتنويع أساليب الشرح، فالمعلم الصغير لمادة اللغة العربية يستخدم لعبة لشرح درس التنوين، ومعلم الرياضيات الصغير يعتمد في شرح جزئيته على عرضٍ إلكتروني .
وتحرص التميمي على استخدام استراتيجية الصف المقلوب لأنها خيار جيد في هذه الفترة، إذ تحول تلميذها إلى باحث متمرس وتعززت لديه مهارات التفكير الناقد والتعلم الذاتي ورفع ذلك من كفاءته في استخدام التقنية الحديثة في مجال التعليم، إضافةَ إلى استراتيجية التجريب في دروس العلوم من خلال التجارب العملية التي يقوم بها التلميذ بنفسه مثل شرح وظيفة الساق للنبات من خلال تجربة عملية قام التلاميذ بتصويرها في المنزل واستقصاء الحقائق العلمية منها، إلى جانب تقديم تجربة ممتعة من خلال الرحلات الافتراضية عبر Google Earth ومواقع ذات علاقة بالمنهج التعليمي.
هذا إلى جانب اعتماد المعلمة على عرض أعمال التلاميذ المميزة عبر مجلة (الأعمال المميزة للصف الثالث ف3) على برنامج Padlet والذي عمل على تحفيز التلاميذ على الإبداع وزيادة شغفهم نحو العلم والتعلم، بالإضافة إلى شخصية السيد سمسم التي قامت بتصميمها، حيث قام السيد سمسم بجولة داخل ملفات الطلبة الخاصة على برنامج التييمز، فقد كان بمثابة العين المتابعة لأعمالهم المرفقة ومحفزًا لهم بالنقاط على برنامج Class Dojo .
وفي الختام، قالت أ. مريم: "لمست خلال الجائحة أثر التعاون المثمر بين المعلمة والتلميذ وولي الأمر، فقد عمل الجميع على قدمٍ وساق لتحقيق الأهداف المرجوة واستمرار العملية التعليمية عن بعد بكل سلاسة، والفضل يعود للدعم الكبير المقدم من المؤسسة التعليمية ووزارة التربية والتعليم لتوفير الوسائل اللازمة، فقد حققت هذه التجربة نجاحًا لمملكة البحرين وإنجازًا كبيرًا يشهد له العالم بأسره".