أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، اعتزازه بثقة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، مؤكداً سموه أنه سيعاهد جلالته بحمل مسؤولية مواصلة العمل سيرًا على نهجه.
وعبر صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس الوزراء، خلال لقاء صحافي أجراه أمس، مع رؤساء تحرير الصحف المحلية للحديث حول العديد من المواضيع التي تمثل التوجهات الاستراتيجية للحكومة، عن فخره بما تمتلكه مملكة البحرين من كفاءات وطنية وما يتميزون به من حب التحدي وعشق الإنجاز، وهو مصدر اعتزاز وتقدير لدينا.
وأبدى سموه، تفاؤله بمستقبلٍ واعد للوطن ولكافة أبنائه، فما حققناه في التصدي لفيروس كورونا (كوفيدـ19) يثبت بأن لدينا تلاحماً وتكاتفاً وعزيمة، مستذكراً سموه بكل فخر إسهامات صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رحمه الله في تأسيس العمل الحكومي وبناء الوطن. وفيما يلي نص اللقاء الصحفي:
نشكر لكم تخصيص هذا اللقاء للصحافة المحلية لإطلاعها على مواضيع مهمة وحيوية، وتركيز سموكم لأول ظهور مع وسائل الإعلام بعد تولي سموكم منصب رئاسة مجلس الوزراء ليكون مع الصحافة المحلية، وهو فخرٌ للجسم الصحفي بأكمله. ما هي الكلمة التي تودون سموكم أن تفتتحوا بها هذا اللقاء الصحفي؟
- أولاً أود أن أعرب عن شكري وأؤكد على اعتزازي بثقة حضرة صاحب الجلالة الملك الوالد حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وهذه الثقة هي محل تقدير وامتنان ومسؤولية كبيرة أتشرف بحملها وأعاهد جلالته بحملي مسؤولية مواصلة العمل سيرًا على نهجه لتنفيذ رؤيته السامية المتمثلة في ميثاق العمل الوطني، كما أستذكر بفخر الإسهامات الخالدة لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رحمه الله وما قام به طوال مسيرة حافلة بالعطاء في تأسيس العمل الحكومي وبناء الوطن واعتز بما نهلتُ من خبرات طوال فترة عملي مع سموه، وكان رحمه الله المعلم الأول في العمل الحكومي.
أفتخر بما لدينا من كفاءات وطنية وما يتميزون به من حب التحدي وعشق الإنجاز، وهو مصدر اعتزاز وتقدير لدينا، وأنا متفائل بمستقبلٍ واعد للوطن ولكافة أبنائه، فما حققناه في التصدي لفيروس كورونا (كوفيدـ19) يثبت بأن لدينا تلاحما وتكاتفا وعزيمة.
وأود أن أؤكد لكم أن للصحافة المحلية دورا رائدا حمله مؤسسوها، وتسيرون على نهجهم كشركاء في التنمية والبناء والتطوير، وأن كل ما تكتبونه يصل لنا ونضعه محل اهتمام من أجل التطوير وأتمنى منكم مواصلة الكتابة والتعبير بحرية مسؤولة من أجل البحرين الغالية وأبنائها الأعزاء ومشاركتنا نبض المجتمع من خلال أمانة الأقلام التي تحملونها.
مرت عشرون عاما على إقرار ميثاق العمل الوطني، كيف تنظرون سموكم إلى توجهات العمل الوطني في مملكة البحرين؟
- مسيرة العمل الوطني في مملكة البحرين مسيرة طموحة بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، ومنذ إقرار ميثاق العمل الوطني ومبادئه هي نهجٌ للوطن، ومن الميثاق انطلقنا وسنواصل.
إن ميثاق العمل الوطني مرتكز الجهود الوطنية ويمثل الرؤية الشاملة لنماء وازدهار الوطن، وسنواصل العمل على تحقيق تطلعات رؤية البحرين الاقتصادية 2030 من خلال برنامج الحكومة وإطار البرامج الحكومية ذات الأولوية تحقيقا للغايات المنشودة.
مملكة البحرين تميزت بعلاقاتها الإقليمية والدولية مع الأشقاء والأصدقاء ويرجع ذلك إلى ما تحظى به الدبلوماسية البحرينية من حنكة منذ تأسيسها وحتى اليوم، على ضوء التحديات الماثلة بالمنطقة والعالم ماهي تطلعات سموكم للمرحلة المقبلة على مستوى علاقات المملكة الدولية والإقليمية وتعزيز أمنها واستقرارها؟
- الدفاع عن أمن البحرين وحفظ حقوق المواطنين ومصالحهم يأتي في مقدمة أوليات عملنا؛ فالأمن هو أساس التنمية وحفظ حقوق المواطنين هو مسؤولية الدولة ولن نتوانى عن الحفاظ عليها مهما كلف الأمر؛ فهم ثروة الوطن الحقيقية وما يمس فردًا منهم يمسنا جميعاً.
وأود أن أنوه بأن مجلس التعاون لدول الخليج العربية يمثل صمام أمان للمنطقة، ودعوني هنا أستذكر الدعم الذي لن ننساه من أشقائنا في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت، فما يربطنا معهم من روابط اجتماعية واقتصادية يجعل هذه العلاقات محل اهتمام ورعاية دائمة، ونتطلع لمزيد من التعاون والتكامل مع الأشقاء، ونحرص على تسخير الجهود لمواصلة العمل المشترك في المنطقة.
وفي هذا الصدد، نؤكد على الدور المحوري للشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية فهي العمق الاستراتيجي للأمة العربية والإسلامية، كما أنها عامل استقرار للمنطقة والاقتصاد العالمي، ونعتز بما يجمعنا معها من وحدة الصف والهدف.
وعلاقتنا مع جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المغربية هي محل اعتزاز ولدينا أواصر مشتركة وسنواصل تعزيز علاقتنا معهم، وبقية الدول العربية الشقيقة، والأمة العربية بحاجة إلى مزيد من التكاتف وبناء العلاقات وفق المصالح المشتركة على أسس جديدة وعصرية، ونعمل على تعزيز علاقاتنا مع الحلفاء الاستراتيجيين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة الممتدة لمئات السنين من أجل التنمية وترسيخ الاستقرار بالمنطقة ومحاربة الإرهاب، كما نسعى لبناء علاقات ترتكز على المصالح المشتركة مع روسيا الاتحادية وجمهورية الصين الشعبية وبقية الدول الصديقة ودول العالم.
فيما يتعلق بالسياسة الخارجية لمملكة البحرين، هل هناك أفق للحل مع قطر؟
- كما أكدت لكم قبل قليل، إن مجلس التعاون لدول الخليج العربية هو صمام أمان للمنطقة، وأي حلٍ يتم التوصل إليه يجب أن يرضي الجميع ويحفظ ويحمي حقوق المواطنين، ونتطلع بأن تكون المحصلة لصالح الجميع، ونشير هنا إلى أنه تاريخياً كانت البحار والحدود البحرية مفتوحة للصيادين بالبلدين لممارسة نشاطهم والحماية والانغلاق بدأ لأسباب سياسية وليس لحماية الثروة السمكية.
ومن يريد علاقات طيبة مع مملكة البحرين، فنحن أول الداعمين لها ولكننا لن نتساهل في حماية مصالح الوطن والمواطنين. ووفق اتفاق العلا فإن التواصل مطلوب من الجميع والمملكة بادرت بالتواصل مع قطر وبانتظار تجاوبهم، ونرحب باللقاء المباشر معهم.
نود أن تطلعنا سموكم على مستجدات قانون الصحافة الذي طال انتظار تطويره؟
- تطوير هذا القانون جد مهم من أجل الحفاظ على حرية الكلمة والتعبير التي كفلها الدستور ويجب أن يوفر القانون الحماية للجميع للقيام بدورهم، ونحن نتطلع بأن يتم الانتهاء من مشروع تعديل قانون الصحافة في أقرب فرصة ممكنة، حيث ستتم إحالته إلى السلطة التشريعية.
نرى أن هناك غزلاً سياسياً أمريكياً إيرانياً في الآونة الأخيرة، وهناك من يريد استثمار ذلك لاستحضار أحداث سابقة في عام 2011 بالمشهد المحلي والإقليمي، فما هو تقييم سموكم؟
بتكاتف مجتمعنا اجتزنا أحداث ٢٠١١ ونصد محاولات من لا يريد الخير للوطن وكافة مواطنيه وله ولاءات خارجية ونحن نؤكد بأن المواطنة فوق أي إنتماء آخر وتمكين المواطنين جمعيهم لصالح ما فيه الخير للوطن وفق الكفاءة والولاء للوطن هو الطريق الصحيح.
ونحن أول من يتطلع إلى علاقات جيدة مع جيرانه ونسعى دائماً لعلاقات مبنية على حسن الجوار بالمنطقة ولا نتردد في التواصل مع الجميع. ونحن مع السلام والبعد عن الحروب والتشنج في المنطقة لصالح الشعوب، وفي نفس الوقت نحن على أتم الاستعداد للدفاع عن مصالح الوطن والمواطنين. وجهود التصدي للجائحة من الممكن أن تفتح مجالًا للتعاون على الأقل من النواحي الإنسانية بالمنطقة، ونؤكد بأن مجلس التعاون لدول الخليج العربية يجب أن يكون جزءًا في أي مفاوضات بشأن أمن واستقرار المنطقة، حيث أن مشاركة دول المجلس تؤمن الوصول إلى حلول مستدامة التي يجب أيضًا أن تكون مبنية على أسس سليمة تحفظ مصالح الجميع.
البحرين تزخر بالخبرات والطاقات الوطنية التي هي أساسٌ لنجاحات المملكة على الأصعدة المختلفة، ويفخر بها الجميع، ما تعليقكم على ذلك؟
- الاستثمار في المواطن من خلال التعليم والخدمات الصحية كوّن لنا ثروة وطنية نعوّل عليها لبناء مستقبل الأجيال والتغلب على مختلف التحديات، وقصص النجاح شاهدة على مر التاريخ يسطرها أبناء الوطن في كل مجال، وأؤكد لكم أن الإبداع والتفوق روح البحرين التي من خلالها حققنا نجاحات في مواجهة جائحة فيروس كورونا (كوفيدـ19).
وفي ظل هذه الظروف الاستثنائية لفيروس كورونا (كوفيدـ19)؛ يواجه العالم تحديات اقتصادية غير مسبوقة ويجب علينا تحويل هذه التحديات إلى فرص، وبدأنا بالفعل، ومنطلق إيماننا بنجاح خططنا ومبادراتنا هو ارتكازنا على ثروتنا الوطنية «المواطن» فهو مصدر قوة اقتصادية، وبعمله المخلص الدؤوب وصلنا للتنافسية على مختلف الأصعدة، ونؤكد أن معاملة المواطن بأنه بحاجة إلى حماية من التنافسية والانفتاح انتقاصٌ مما لديه من روح التفوق والعزيمة؛ فالمواطن البحريني يحب التحدي ويعشق الإنجاز ويتميز في أجواء التنافسية، ورأينا ذلك في مواجهة تحدي فيروس كورونا (كوفيدـ19) حيث أثبت مجتمعنا أن لديه كوادر وطنية مخلصة وروحا جامعة وعزما لا ينضب يتغلب على أكبر التحديات.
القطاع الخاص البحريني أثبت قوته وصلابته على الرغم من التحديات التي تواجهه، ما هي نظرتكم لهذا القطاع الحيوي؟
- نؤكد على أهمية تطوير السياسات والتشريعات الداعمة للانفتاح ونمو القطاع الخاص، وسنواصل العمل على تحقيق التوازن المالي سعياً للاستدامة الاقتصادية، حيث نرى أن هذه التحديات تمثل فرصة لتحقيق الأفضل وإذكاء روح المبادرة والابتكار بعيدًا عن البيروقراطية التي يجب أن تزال بشكل تام.
ما هي تطلعاتكم الاقتصادية للمملكة في المستقبل القريب؟
- بما تزخر به البحرين من كوادر تمثل فريق البحرين من كافة القطاعات الاقتصادية والمكونات المجتمعية وما تسخره من جهود وتملكه من مقومات نستطيع أن نخلق نهضة وطنية جديدة تكون قصة نجاح في خدمة المواطن وتمكينه، ومن المحلية ننطلق ونسعى بأن تكون البحرين مركزًا لخدمة اقتصادات المنطقة للاستفادة من نموها. وأنا حريص على مواصلة التركيز على القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية «الخدمات المالية، تقنية المعلومات والاتصالات، السياحة، الخدمات اللوجستية، النفط والغاز، الصناعات التحويلية»، من خلال العمل على تعزيزها وتوفير كافة المتطلبات التي تسهم في توسع كل قطاع من هذه القطاعات المؤمل منه في رفد الاقتصاد الوطني وتعزيز نموه وتوفير الفرص للمواطنين بحيث ينعكس النمو والتوسع في الاقتصاد بشكل مباشر على الجميع في المجتمع.
وإلى جانب كل ذلك فإن لدينا استكشافات نفطية واعدة ونحن نتطلع لاستثمارها لصالح الوطن والمواطنين، ونبحث حالياً عن شراكات عالمية لجلب أفضل الخبرات لاستخراج النفط والغاز بجانب كوادرنا الوطنية العاملة في هذا المجال التي نعتز بما لديها من كفاءة وتميز.
الإبداع والتميز سمة غالبة على المجتمع البحريني، وسموكم مهتم بتعزيز ذلك، ما هي الخطوات المقبلة التي تنوون فعلها لمواصلة تحفيز الإبداع؟
- المجتمع البحريني مبدع ولديه شغف التعلم والتطور والإبداع في كل مجال، وهذا الأمر يسعدني ويجعلني أسعى دوما من أجل توفير كل ما يحتاجه أبنائنا لاستمرار تحقيق شغفهم وابتكارهم.
وأؤكد لكم بأننا سنواصل الاستثمار في المواطن من خلال تعزيز مفاهيم التنافسية التي تحفز الإبداع وتخلق الفرص؛ فالمواطن البحريني مبتكر ولديه حبٌ للعمل والإبداع وهو بحاجة لزيادة الفرص والتمكين بدل الحماية والانغلاق، لذلك سنعزز بيئة تنافسية مفتوحة ذات جسور متينة مع الاقتصاد العالمي تكافئ الإبداع والتميز بما يسهم في خلق الفرص النوعية أمامه وبالتالي تحقيق تطلعاته وآماله التي سينعكس أثرها على نجاحات الوطن ونمائه وازدهاره.
للمجتمع البحريني سمات تميزه عن باقي المجتمعات، ما هي رؤية سموكم حول ذلك؟
- مجتمعنا البحريني له طابعه الذي يتميز به ويجب أن تكون التعددية وتنوع النسيج الاجتماعي في مجتمعنا مصدر قوة لنا، والحفاظ على هذا التفرد لمجتمعنا أولوية دائمة لدينا، ولتحقيقها يجب تعزيز العدالة كمرتكز أساسي للاستقرار الاجتماعي؛ لذا نرى بأنه حان الوقت لضخ كفاءات جديدة في المناصب الإدارية، ويجب أن تكون التعيينات الحكومية مبنية على الكفاءة والولاء للوطن وتعكس نسيج مجتمعنا المتنوع الذي يمثل مصدر قوة لنا، ليدرك الجميع أن الفرص متاحة لكل من يريد أن يساهم في بناء وطننا وازدهاره.
ما هي رؤيتكم لتطوير النظام القانوني للمملكة والمنظومة الحقوقية فيها؟
- من المهم مواصلة تطوير نظامنا القانوني وتعزيز العدالة والحريات الفردية ومنظومتنا المتكاملة لحقوق الإنسان، والمقصود هنا المفهوم الصحيح لحقوق الإنسان البعيد عن التسييس وهو صون الحقوق وحماية الأفراد، ونشير هنا إلى أهمية التوسع في برنامج العقوبات البديلة الذي أود أن أشكر وزارة الداخلية على ما قامت به من حسن تنفيذٍ لهذا البرنامج، ونتطلع في الفترة المقبلة إلى تبني برنامج لمراكز الإصلاح والسجون المفتوحة لحماية النسيج الاجتماعي وفق ضوابط، وكذلك أهمية التوجه إلى تجاوز أسلوب الاعتماد على الاعتراف أمام المحكمة والاعتماد بدلاً عن ذلك على الأدلة المادية القاطعة لنستمر في ترسيخ مبدأ العدالة بما يسهم في ازدهار الوطن.
وأنوه هنا بأن عملية التشريع وتطوير القوانين مستمرة وللسلطة التشريعية وبتعاونها مع الحكومة دورٌ هام لنواصل مسيرة تطوير منظومتنا التشريعية والقانونية المتكاملة في شتى المجالات.
مع تولي سموكم منصب رئيس مجلس الوزراء أصبح أمام سموكم أولويات للعمل الحكومي، ماهي هذه الأولويات خلال المرحلة المقبلة؟ وكيف ستعززون من الممارسات الصحيحة في العمل الحكومي؟
- سنبني على ما تحقق من منجزات أسهمت في رفد مسارات التنمية المختلفة بفضل رؤى وتوجيهات جلالة الملك المفدى، وإسهامات الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رحمه الله. ونؤكد بأن ثوابت العمل الحكومي واضحة، ونحن ملتزمون بتنفيذ برنامج الحكومة وحريصون على تعزيز التعاون مع السلطة التشريعية للحفاظ على ما تحقق من منجزات للمواطنين، وأود هنا أن أشكر أعضاء السلطة التشريعية على تعاونهم البناء مع الحكومة.
إن تطلعات المواطنين هي أولويات العمل الحكومي بالمرحلة المقبلة، وننوه هنا بأنه قد تحققت إنجازات في الفترة الماضية لتحديث البُنى التحتية وتطوير التشريعات والمشاريع الإسكانية غير المسبوقة من حيث الحجم والتنوع والمشاريع التنموية الكبرى ويجب أن نبني عليها مساعي التنمية ونجاحات المستقبل لتعزيز مكانة البحرين على كافة المستويات؛ ونؤكد أننا لن نتوقف ونحتاج للمزيد برغم ما تحقق، فإنجازات البحرين مستمرة بفضل عزيمة أبنائها.
وسنواصل المساعي لتطوير الخدمات الصحية والتعليمية لضمان جودتها واستدامتها وفق متطلبات الحاضر والمستقبل، كما نعمل على صياغة حلول مبتكرة للإسكان والبنى التحتية بالشراكة مع القطاع الخاص لتسريع وتيرة الإنجاز، ويجب أن يكون الإتقان في التنفيذ متوافقا مع جودة الأفكار المطروحة والتخطيط.
وننوه بأن المحاسبة والمسؤولية من ثوابت ومرتكزات العمل الحكومي، التي تسهم في صون المال العام وتعزيز الممارسات الصحيحة للحفاظ على الموارد وضمان استدامتها بما يحقق الأهداف المرجوة.
سموكم، الكل يترقب التشكيل الوزاري القادم، هل لكم أن تطلعونا على ملامحه؟
- ضخ الكفاءات في الجهاز الحكومي عبر التعيينات في المناصب الإدارية التنفيذية كما تتابعون عملية مستمرة، وأنا شخصياً أكن كل التقدير والشكر والاحترام لكبار موظفي الدولة من وزراء ومستشارين ومسؤولين حاليين وسابقين لما قدموه من عطاءٍ مخلص للوطن عبر السنوات، ومن لا يقدر أصحاب التجربة والكفاءات والخبرات من كبار موظفي الدولة يكون قد فوت على نفسه الفرصة للاستفادة من خبراتهم وتجربتهم وإسهاماتهم الوطنية، وبالرغم من أن التغيير سنة الحياة، فأنا شخصيا أعتز بالعمل مع عمالقة العمل الوطني من أصحاب الخبرات الذين نكن لهم كل التقدير والاحترام والذين ما زال بعضهم يساهم في منجزات العمل الحكومي، كما نتطلع بأن تكون تركيبة مجلس الوزراء مبنية على أسس الكفاءة ومختلف الفئات العمرية كما هو حاصل في مجلس النواب وإتاحة فرصة أكبر أيضاً للشباب.
البحرين صاغت قصة نجاح كنتم أنتم قائدًا لها عبر رؤاكم ومتابعتكم المستمرة للجهود الوطنية للتصدي لفيروس كورونا (كوفيدـ19)، نود معرفة سر هذا التميز الذي تحقق للمملكة في تعاملها مع هذه الجائحة؟
- مجتمعنا أثبت في مواجهة جائحة فيروس كورونا (كوفيدـ19) أن مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وخططنا الاستباقية كانت واضحة للتنفيذ واستراتيجية البحرين كانت مرتكزة على توجيهات جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه لحماية صحة وسلامة المواطن والمقيم، واستطعنا الحفاظ على سير العمل وبرامج الدولة لصالح المواطن من خلال تنفيذ توجيهات جلالته بإطلاق الحزم المالية والاقتصادية بقيمة إجمالية تفوق 4.5 مليار دينار، وتنفيذ المبادرات التي تصب في حفظ صحة وسلامة المواطنين والمقيمين وتوفير الحماية للقطاعات الاقتصادية الأكثر تضرراً من الجائحة.
بإذن الله سنتجاوز هذا التحدي بمراحله المختلفة من خلال التعاون الإيجابي من كافة أفراد المجتمع مع التعليمات الصادرة والتزامهم بالإجراءات الاحترازية من أجل البحرين، وكذلك من خلال الاستمرار في الخطة الوطنية للتطعيم التي بها نحصن المجتمع ونضع البحرين في الموقع المناسب للاستفادة من التعافي العالمي.
ودعوني أنتهز هذه الفرصة لأشكر بكل ما تحمله كلمات الشكر من معاني صادقة كافة المواطنين والمقيمين على تعاونهم ضمن الجهود الوطنية للتصدي للجائحة، وكذلك كافة كوادر الصفوف الأمامية والكوادر الصحية، وقوة دفاع البحرين، ووزارة الداخلية، وكافة الجهات الحكومية المساندة وخاصة الذين يعملون في كافة منافذ البحرين، والسلطة التشريعية، والقطاع الخاص، وكافة المتطوعين، والمؤسسات الإعلامية المحلية. ولا يفوتني أن أقدم الشكر للبنوك المحلية على تعاونها مع مصرف البحرين المركزي وإدارتها الناجحة للمخاطر وتأجيل القروض والتحصيل بما دعم المواطنين والقطاع الخاص.
نحن نفخر بما حققته مملكة البحرين بفضل كواردها من تفوق على مستوى العالم حيث لدينا مجتمعٌ واع وملتزم بالإجراءات الاحترازية ونقوم بعمل فحوص يومية تتجاوز 13 ألف فحص، ولدينا قدرة على التطعيم بشكل يومي يفوق 12 ألف تطعيم، والبحرين اليوم في المرتبة الخامسة عالمياً من حيث التطعيم بالرغم من أننا لا نقوم بتصنيع التطعيم، ونسبة الوفيات للحالات القائمة من ضمن النسب الأقل عالمياً، وحافظنا على حرية الحركة والتنقل ولم نفرض ليومٍ واحد إغلاقا تاما أو حظر تجوال جزئيا.
ونرى دولا كثيرة إما لديها إغلاق تام أو انفتاح تام، ولكننا نتبع سياسة متوازنة ومبنية على معايير ومعطيات تتم دراستها بالشراكة مع الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيدـ19) لاتخاذ القرارات والسياسات المناسبة ولدينا خارطة طريق واضحة للتعافي، وإن كانت هناك سفينة تحمل دول العالم للخروج من جائحة فيروس كورونا (كوفيدـ19) فنحن في مقدمة هذه السفينة حيث إننا نقوم بدراسة وتقييم المعطيات بشكل دوري لمراجعة القرارات المتعلقة بالإجراءات الاحترازية، ونتطلع إلى أن يكون منتصف العام الجاري بداية التعافي من جائحة فيروس كورونا (كوفيدـ19).
البحرينيون يرون فيكم المستقبل والطموح عبر ثقتهم برؤاكم التي تصب في صالح ازدهار الوطن ونماء المواطن، في ختام لقائنا الفريد والمميز مع سموكم نود معرفة تطلعاتكم للمستقبل؟
-نؤكد أن مساعي التطوير والنماء مستمرة، ونحن نملك طموحاً لمستقبل البحرين وحاضرها لا نهاية له. ونسعى إلى جهاز حكومي فاعل وعلى كفاءة وبحجم يتناسب مع متطلبات التنمية، واقتصاد حر مفتوح وترسيخ حكم القانون والحزم في حفظ الوطن وكافة أبنائه، ومنهجيتنا الوسطية، وأن يتم تقييم العمل وفق الإنجاز وليس الأقوال. يجب أن نعمل بروح فريق البحرين الواحد لتكون المملكة دوما واحة الأمن والأمان والاستقرار، ونسعى لأن تكون دار الابتكار وريادة الأعمال، وقادرة على خدمة اقتصادات المنطقة والنمو.
وعبر صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس الوزراء، خلال لقاء صحافي أجراه أمس، مع رؤساء تحرير الصحف المحلية للحديث حول العديد من المواضيع التي تمثل التوجهات الاستراتيجية للحكومة، عن فخره بما تمتلكه مملكة البحرين من كفاءات وطنية وما يتميزون به من حب التحدي وعشق الإنجاز، وهو مصدر اعتزاز وتقدير لدينا.
وأبدى سموه، تفاؤله بمستقبلٍ واعد للوطن ولكافة أبنائه، فما حققناه في التصدي لفيروس كورونا (كوفيدـ19) يثبت بأن لدينا تلاحماً وتكاتفاً وعزيمة، مستذكراً سموه بكل فخر إسهامات صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رحمه الله في تأسيس العمل الحكومي وبناء الوطن. وفيما يلي نص اللقاء الصحفي:
نشكر لكم تخصيص هذا اللقاء للصحافة المحلية لإطلاعها على مواضيع مهمة وحيوية، وتركيز سموكم لأول ظهور مع وسائل الإعلام بعد تولي سموكم منصب رئاسة مجلس الوزراء ليكون مع الصحافة المحلية، وهو فخرٌ للجسم الصحفي بأكمله. ما هي الكلمة التي تودون سموكم أن تفتتحوا بها هذا اللقاء الصحفي؟
- أولاً أود أن أعرب عن شكري وأؤكد على اعتزازي بثقة حضرة صاحب الجلالة الملك الوالد حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وهذه الثقة هي محل تقدير وامتنان ومسؤولية كبيرة أتشرف بحملها وأعاهد جلالته بحملي مسؤولية مواصلة العمل سيرًا على نهجه لتنفيذ رؤيته السامية المتمثلة في ميثاق العمل الوطني، كما أستذكر بفخر الإسهامات الخالدة لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رحمه الله وما قام به طوال مسيرة حافلة بالعطاء في تأسيس العمل الحكومي وبناء الوطن واعتز بما نهلتُ من خبرات طوال فترة عملي مع سموه، وكان رحمه الله المعلم الأول في العمل الحكومي.
أفتخر بما لدينا من كفاءات وطنية وما يتميزون به من حب التحدي وعشق الإنجاز، وهو مصدر اعتزاز وتقدير لدينا، وأنا متفائل بمستقبلٍ واعد للوطن ولكافة أبنائه، فما حققناه في التصدي لفيروس كورونا (كوفيدـ19) يثبت بأن لدينا تلاحما وتكاتفا وعزيمة.
وأود أن أؤكد لكم أن للصحافة المحلية دورا رائدا حمله مؤسسوها، وتسيرون على نهجهم كشركاء في التنمية والبناء والتطوير، وأن كل ما تكتبونه يصل لنا ونضعه محل اهتمام من أجل التطوير وأتمنى منكم مواصلة الكتابة والتعبير بحرية مسؤولة من أجل البحرين الغالية وأبنائها الأعزاء ومشاركتنا نبض المجتمع من خلال أمانة الأقلام التي تحملونها.
مرت عشرون عاما على إقرار ميثاق العمل الوطني، كيف تنظرون سموكم إلى توجهات العمل الوطني في مملكة البحرين؟
- مسيرة العمل الوطني في مملكة البحرين مسيرة طموحة بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، ومنذ إقرار ميثاق العمل الوطني ومبادئه هي نهجٌ للوطن، ومن الميثاق انطلقنا وسنواصل.
إن ميثاق العمل الوطني مرتكز الجهود الوطنية ويمثل الرؤية الشاملة لنماء وازدهار الوطن، وسنواصل العمل على تحقيق تطلعات رؤية البحرين الاقتصادية 2030 من خلال برنامج الحكومة وإطار البرامج الحكومية ذات الأولوية تحقيقا للغايات المنشودة.
مملكة البحرين تميزت بعلاقاتها الإقليمية والدولية مع الأشقاء والأصدقاء ويرجع ذلك إلى ما تحظى به الدبلوماسية البحرينية من حنكة منذ تأسيسها وحتى اليوم، على ضوء التحديات الماثلة بالمنطقة والعالم ماهي تطلعات سموكم للمرحلة المقبلة على مستوى علاقات المملكة الدولية والإقليمية وتعزيز أمنها واستقرارها؟
- الدفاع عن أمن البحرين وحفظ حقوق المواطنين ومصالحهم يأتي في مقدمة أوليات عملنا؛ فالأمن هو أساس التنمية وحفظ حقوق المواطنين هو مسؤولية الدولة ولن نتوانى عن الحفاظ عليها مهما كلف الأمر؛ فهم ثروة الوطن الحقيقية وما يمس فردًا منهم يمسنا جميعاً.
وأود أن أنوه بأن مجلس التعاون لدول الخليج العربية يمثل صمام أمان للمنطقة، ودعوني هنا أستذكر الدعم الذي لن ننساه من أشقائنا في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت، فما يربطنا معهم من روابط اجتماعية واقتصادية يجعل هذه العلاقات محل اهتمام ورعاية دائمة، ونتطلع لمزيد من التعاون والتكامل مع الأشقاء، ونحرص على تسخير الجهود لمواصلة العمل المشترك في المنطقة.
وفي هذا الصدد، نؤكد على الدور المحوري للشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية فهي العمق الاستراتيجي للأمة العربية والإسلامية، كما أنها عامل استقرار للمنطقة والاقتصاد العالمي، ونعتز بما يجمعنا معها من وحدة الصف والهدف.
وعلاقتنا مع جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المغربية هي محل اعتزاز ولدينا أواصر مشتركة وسنواصل تعزيز علاقتنا معهم، وبقية الدول العربية الشقيقة، والأمة العربية بحاجة إلى مزيد من التكاتف وبناء العلاقات وفق المصالح المشتركة على أسس جديدة وعصرية، ونعمل على تعزيز علاقاتنا مع الحلفاء الاستراتيجيين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة الممتدة لمئات السنين من أجل التنمية وترسيخ الاستقرار بالمنطقة ومحاربة الإرهاب، كما نسعى لبناء علاقات ترتكز على المصالح المشتركة مع روسيا الاتحادية وجمهورية الصين الشعبية وبقية الدول الصديقة ودول العالم.
فيما يتعلق بالسياسة الخارجية لمملكة البحرين، هل هناك أفق للحل مع قطر؟
- كما أكدت لكم قبل قليل، إن مجلس التعاون لدول الخليج العربية هو صمام أمان للمنطقة، وأي حلٍ يتم التوصل إليه يجب أن يرضي الجميع ويحفظ ويحمي حقوق المواطنين، ونتطلع بأن تكون المحصلة لصالح الجميع، ونشير هنا إلى أنه تاريخياً كانت البحار والحدود البحرية مفتوحة للصيادين بالبلدين لممارسة نشاطهم والحماية والانغلاق بدأ لأسباب سياسية وليس لحماية الثروة السمكية.
ومن يريد علاقات طيبة مع مملكة البحرين، فنحن أول الداعمين لها ولكننا لن نتساهل في حماية مصالح الوطن والمواطنين. ووفق اتفاق العلا فإن التواصل مطلوب من الجميع والمملكة بادرت بالتواصل مع قطر وبانتظار تجاوبهم، ونرحب باللقاء المباشر معهم.
نود أن تطلعنا سموكم على مستجدات قانون الصحافة الذي طال انتظار تطويره؟
- تطوير هذا القانون جد مهم من أجل الحفاظ على حرية الكلمة والتعبير التي كفلها الدستور ويجب أن يوفر القانون الحماية للجميع للقيام بدورهم، ونحن نتطلع بأن يتم الانتهاء من مشروع تعديل قانون الصحافة في أقرب فرصة ممكنة، حيث ستتم إحالته إلى السلطة التشريعية.
نرى أن هناك غزلاً سياسياً أمريكياً إيرانياً في الآونة الأخيرة، وهناك من يريد استثمار ذلك لاستحضار أحداث سابقة في عام 2011 بالمشهد المحلي والإقليمي، فما هو تقييم سموكم؟
بتكاتف مجتمعنا اجتزنا أحداث ٢٠١١ ونصد محاولات من لا يريد الخير للوطن وكافة مواطنيه وله ولاءات خارجية ونحن نؤكد بأن المواطنة فوق أي إنتماء آخر وتمكين المواطنين جمعيهم لصالح ما فيه الخير للوطن وفق الكفاءة والولاء للوطن هو الطريق الصحيح.
ونحن أول من يتطلع إلى علاقات جيدة مع جيرانه ونسعى دائماً لعلاقات مبنية على حسن الجوار بالمنطقة ولا نتردد في التواصل مع الجميع. ونحن مع السلام والبعد عن الحروب والتشنج في المنطقة لصالح الشعوب، وفي نفس الوقت نحن على أتم الاستعداد للدفاع عن مصالح الوطن والمواطنين. وجهود التصدي للجائحة من الممكن أن تفتح مجالًا للتعاون على الأقل من النواحي الإنسانية بالمنطقة، ونؤكد بأن مجلس التعاون لدول الخليج العربية يجب أن يكون جزءًا في أي مفاوضات بشأن أمن واستقرار المنطقة، حيث أن مشاركة دول المجلس تؤمن الوصول إلى حلول مستدامة التي يجب أيضًا أن تكون مبنية على أسس سليمة تحفظ مصالح الجميع.
البحرين تزخر بالخبرات والطاقات الوطنية التي هي أساسٌ لنجاحات المملكة على الأصعدة المختلفة، ويفخر بها الجميع، ما تعليقكم على ذلك؟
- الاستثمار في المواطن من خلال التعليم والخدمات الصحية كوّن لنا ثروة وطنية نعوّل عليها لبناء مستقبل الأجيال والتغلب على مختلف التحديات، وقصص النجاح شاهدة على مر التاريخ يسطرها أبناء الوطن في كل مجال، وأؤكد لكم أن الإبداع والتفوق روح البحرين التي من خلالها حققنا نجاحات في مواجهة جائحة فيروس كورونا (كوفيدـ19).
وفي ظل هذه الظروف الاستثنائية لفيروس كورونا (كوفيدـ19)؛ يواجه العالم تحديات اقتصادية غير مسبوقة ويجب علينا تحويل هذه التحديات إلى فرص، وبدأنا بالفعل، ومنطلق إيماننا بنجاح خططنا ومبادراتنا هو ارتكازنا على ثروتنا الوطنية «المواطن» فهو مصدر قوة اقتصادية، وبعمله المخلص الدؤوب وصلنا للتنافسية على مختلف الأصعدة، ونؤكد أن معاملة المواطن بأنه بحاجة إلى حماية من التنافسية والانفتاح انتقاصٌ مما لديه من روح التفوق والعزيمة؛ فالمواطن البحريني يحب التحدي ويعشق الإنجاز ويتميز في أجواء التنافسية، ورأينا ذلك في مواجهة تحدي فيروس كورونا (كوفيدـ19) حيث أثبت مجتمعنا أن لديه كوادر وطنية مخلصة وروحا جامعة وعزما لا ينضب يتغلب على أكبر التحديات.
القطاع الخاص البحريني أثبت قوته وصلابته على الرغم من التحديات التي تواجهه، ما هي نظرتكم لهذا القطاع الحيوي؟
- نؤكد على أهمية تطوير السياسات والتشريعات الداعمة للانفتاح ونمو القطاع الخاص، وسنواصل العمل على تحقيق التوازن المالي سعياً للاستدامة الاقتصادية، حيث نرى أن هذه التحديات تمثل فرصة لتحقيق الأفضل وإذكاء روح المبادرة والابتكار بعيدًا عن البيروقراطية التي يجب أن تزال بشكل تام.
ما هي تطلعاتكم الاقتصادية للمملكة في المستقبل القريب؟
- بما تزخر به البحرين من كوادر تمثل فريق البحرين من كافة القطاعات الاقتصادية والمكونات المجتمعية وما تسخره من جهود وتملكه من مقومات نستطيع أن نخلق نهضة وطنية جديدة تكون قصة نجاح في خدمة المواطن وتمكينه، ومن المحلية ننطلق ونسعى بأن تكون البحرين مركزًا لخدمة اقتصادات المنطقة للاستفادة من نموها. وأنا حريص على مواصلة التركيز على القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية «الخدمات المالية، تقنية المعلومات والاتصالات، السياحة، الخدمات اللوجستية، النفط والغاز، الصناعات التحويلية»، من خلال العمل على تعزيزها وتوفير كافة المتطلبات التي تسهم في توسع كل قطاع من هذه القطاعات المؤمل منه في رفد الاقتصاد الوطني وتعزيز نموه وتوفير الفرص للمواطنين بحيث ينعكس النمو والتوسع في الاقتصاد بشكل مباشر على الجميع في المجتمع.
وإلى جانب كل ذلك فإن لدينا استكشافات نفطية واعدة ونحن نتطلع لاستثمارها لصالح الوطن والمواطنين، ونبحث حالياً عن شراكات عالمية لجلب أفضل الخبرات لاستخراج النفط والغاز بجانب كوادرنا الوطنية العاملة في هذا المجال التي نعتز بما لديها من كفاءة وتميز.
الإبداع والتميز سمة غالبة على المجتمع البحريني، وسموكم مهتم بتعزيز ذلك، ما هي الخطوات المقبلة التي تنوون فعلها لمواصلة تحفيز الإبداع؟
- المجتمع البحريني مبدع ولديه شغف التعلم والتطور والإبداع في كل مجال، وهذا الأمر يسعدني ويجعلني أسعى دوما من أجل توفير كل ما يحتاجه أبنائنا لاستمرار تحقيق شغفهم وابتكارهم.
وأؤكد لكم بأننا سنواصل الاستثمار في المواطن من خلال تعزيز مفاهيم التنافسية التي تحفز الإبداع وتخلق الفرص؛ فالمواطن البحريني مبتكر ولديه حبٌ للعمل والإبداع وهو بحاجة لزيادة الفرص والتمكين بدل الحماية والانغلاق، لذلك سنعزز بيئة تنافسية مفتوحة ذات جسور متينة مع الاقتصاد العالمي تكافئ الإبداع والتميز بما يسهم في خلق الفرص النوعية أمامه وبالتالي تحقيق تطلعاته وآماله التي سينعكس أثرها على نجاحات الوطن ونمائه وازدهاره.
للمجتمع البحريني سمات تميزه عن باقي المجتمعات، ما هي رؤية سموكم حول ذلك؟
- مجتمعنا البحريني له طابعه الذي يتميز به ويجب أن تكون التعددية وتنوع النسيج الاجتماعي في مجتمعنا مصدر قوة لنا، والحفاظ على هذا التفرد لمجتمعنا أولوية دائمة لدينا، ولتحقيقها يجب تعزيز العدالة كمرتكز أساسي للاستقرار الاجتماعي؛ لذا نرى بأنه حان الوقت لضخ كفاءات جديدة في المناصب الإدارية، ويجب أن تكون التعيينات الحكومية مبنية على الكفاءة والولاء للوطن وتعكس نسيج مجتمعنا المتنوع الذي يمثل مصدر قوة لنا، ليدرك الجميع أن الفرص متاحة لكل من يريد أن يساهم في بناء وطننا وازدهاره.
ما هي رؤيتكم لتطوير النظام القانوني للمملكة والمنظومة الحقوقية فيها؟
- من المهم مواصلة تطوير نظامنا القانوني وتعزيز العدالة والحريات الفردية ومنظومتنا المتكاملة لحقوق الإنسان، والمقصود هنا المفهوم الصحيح لحقوق الإنسان البعيد عن التسييس وهو صون الحقوق وحماية الأفراد، ونشير هنا إلى أهمية التوسع في برنامج العقوبات البديلة الذي أود أن أشكر وزارة الداخلية على ما قامت به من حسن تنفيذٍ لهذا البرنامج، ونتطلع في الفترة المقبلة إلى تبني برنامج لمراكز الإصلاح والسجون المفتوحة لحماية النسيج الاجتماعي وفق ضوابط، وكذلك أهمية التوجه إلى تجاوز أسلوب الاعتماد على الاعتراف أمام المحكمة والاعتماد بدلاً عن ذلك على الأدلة المادية القاطعة لنستمر في ترسيخ مبدأ العدالة بما يسهم في ازدهار الوطن.
وأنوه هنا بأن عملية التشريع وتطوير القوانين مستمرة وللسلطة التشريعية وبتعاونها مع الحكومة دورٌ هام لنواصل مسيرة تطوير منظومتنا التشريعية والقانونية المتكاملة في شتى المجالات.
مع تولي سموكم منصب رئيس مجلس الوزراء أصبح أمام سموكم أولويات للعمل الحكومي، ماهي هذه الأولويات خلال المرحلة المقبلة؟ وكيف ستعززون من الممارسات الصحيحة في العمل الحكومي؟
- سنبني على ما تحقق من منجزات أسهمت في رفد مسارات التنمية المختلفة بفضل رؤى وتوجيهات جلالة الملك المفدى، وإسهامات الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رحمه الله. ونؤكد بأن ثوابت العمل الحكومي واضحة، ونحن ملتزمون بتنفيذ برنامج الحكومة وحريصون على تعزيز التعاون مع السلطة التشريعية للحفاظ على ما تحقق من منجزات للمواطنين، وأود هنا أن أشكر أعضاء السلطة التشريعية على تعاونهم البناء مع الحكومة.
إن تطلعات المواطنين هي أولويات العمل الحكومي بالمرحلة المقبلة، وننوه هنا بأنه قد تحققت إنجازات في الفترة الماضية لتحديث البُنى التحتية وتطوير التشريعات والمشاريع الإسكانية غير المسبوقة من حيث الحجم والتنوع والمشاريع التنموية الكبرى ويجب أن نبني عليها مساعي التنمية ونجاحات المستقبل لتعزيز مكانة البحرين على كافة المستويات؛ ونؤكد أننا لن نتوقف ونحتاج للمزيد برغم ما تحقق، فإنجازات البحرين مستمرة بفضل عزيمة أبنائها.
وسنواصل المساعي لتطوير الخدمات الصحية والتعليمية لضمان جودتها واستدامتها وفق متطلبات الحاضر والمستقبل، كما نعمل على صياغة حلول مبتكرة للإسكان والبنى التحتية بالشراكة مع القطاع الخاص لتسريع وتيرة الإنجاز، ويجب أن يكون الإتقان في التنفيذ متوافقا مع جودة الأفكار المطروحة والتخطيط.
وننوه بأن المحاسبة والمسؤولية من ثوابت ومرتكزات العمل الحكومي، التي تسهم في صون المال العام وتعزيز الممارسات الصحيحة للحفاظ على الموارد وضمان استدامتها بما يحقق الأهداف المرجوة.
سموكم، الكل يترقب التشكيل الوزاري القادم، هل لكم أن تطلعونا على ملامحه؟
- ضخ الكفاءات في الجهاز الحكومي عبر التعيينات في المناصب الإدارية التنفيذية كما تتابعون عملية مستمرة، وأنا شخصياً أكن كل التقدير والشكر والاحترام لكبار موظفي الدولة من وزراء ومستشارين ومسؤولين حاليين وسابقين لما قدموه من عطاءٍ مخلص للوطن عبر السنوات، ومن لا يقدر أصحاب التجربة والكفاءات والخبرات من كبار موظفي الدولة يكون قد فوت على نفسه الفرصة للاستفادة من خبراتهم وتجربتهم وإسهاماتهم الوطنية، وبالرغم من أن التغيير سنة الحياة، فأنا شخصيا أعتز بالعمل مع عمالقة العمل الوطني من أصحاب الخبرات الذين نكن لهم كل التقدير والاحترام والذين ما زال بعضهم يساهم في منجزات العمل الحكومي، كما نتطلع بأن تكون تركيبة مجلس الوزراء مبنية على أسس الكفاءة ومختلف الفئات العمرية كما هو حاصل في مجلس النواب وإتاحة فرصة أكبر أيضاً للشباب.
البحرين صاغت قصة نجاح كنتم أنتم قائدًا لها عبر رؤاكم ومتابعتكم المستمرة للجهود الوطنية للتصدي لفيروس كورونا (كوفيدـ19)، نود معرفة سر هذا التميز الذي تحقق للمملكة في تعاملها مع هذه الجائحة؟
- مجتمعنا أثبت في مواجهة جائحة فيروس كورونا (كوفيدـ19) أن مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وخططنا الاستباقية كانت واضحة للتنفيذ واستراتيجية البحرين كانت مرتكزة على توجيهات جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه لحماية صحة وسلامة المواطن والمقيم، واستطعنا الحفاظ على سير العمل وبرامج الدولة لصالح المواطن من خلال تنفيذ توجيهات جلالته بإطلاق الحزم المالية والاقتصادية بقيمة إجمالية تفوق 4.5 مليار دينار، وتنفيذ المبادرات التي تصب في حفظ صحة وسلامة المواطنين والمقيمين وتوفير الحماية للقطاعات الاقتصادية الأكثر تضرراً من الجائحة.
بإذن الله سنتجاوز هذا التحدي بمراحله المختلفة من خلال التعاون الإيجابي من كافة أفراد المجتمع مع التعليمات الصادرة والتزامهم بالإجراءات الاحترازية من أجل البحرين، وكذلك من خلال الاستمرار في الخطة الوطنية للتطعيم التي بها نحصن المجتمع ونضع البحرين في الموقع المناسب للاستفادة من التعافي العالمي.
ودعوني أنتهز هذه الفرصة لأشكر بكل ما تحمله كلمات الشكر من معاني صادقة كافة المواطنين والمقيمين على تعاونهم ضمن الجهود الوطنية للتصدي للجائحة، وكذلك كافة كوادر الصفوف الأمامية والكوادر الصحية، وقوة دفاع البحرين، ووزارة الداخلية، وكافة الجهات الحكومية المساندة وخاصة الذين يعملون في كافة منافذ البحرين، والسلطة التشريعية، والقطاع الخاص، وكافة المتطوعين، والمؤسسات الإعلامية المحلية. ولا يفوتني أن أقدم الشكر للبنوك المحلية على تعاونها مع مصرف البحرين المركزي وإدارتها الناجحة للمخاطر وتأجيل القروض والتحصيل بما دعم المواطنين والقطاع الخاص.
نحن نفخر بما حققته مملكة البحرين بفضل كواردها من تفوق على مستوى العالم حيث لدينا مجتمعٌ واع وملتزم بالإجراءات الاحترازية ونقوم بعمل فحوص يومية تتجاوز 13 ألف فحص، ولدينا قدرة على التطعيم بشكل يومي يفوق 12 ألف تطعيم، والبحرين اليوم في المرتبة الخامسة عالمياً من حيث التطعيم بالرغم من أننا لا نقوم بتصنيع التطعيم، ونسبة الوفيات للحالات القائمة من ضمن النسب الأقل عالمياً، وحافظنا على حرية الحركة والتنقل ولم نفرض ليومٍ واحد إغلاقا تاما أو حظر تجوال جزئيا.
ونرى دولا كثيرة إما لديها إغلاق تام أو انفتاح تام، ولكننا نتبع سياسة متوازنة ومبنية على معايير ومعطيات تتم دراستها بالشراكة مع الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيدـ19) لاتخاذ القرارات والسياسات المناسبة ولدينا خارطة طريق واضحة للتعافي، وإن كانت هناك سفينة تحمل دول العالم للخروج من جائحة فيروس كورونا (كوفيدـ19) فنحن في مقدمة هذه السفينة حيث إننا نقوم بدراسة وتقييم المعطيات بشكل دوري لمراجعة القرارات المتعلقة بالإجراءات الاحترازية، ونتطلع إلى أن يكون منتصف العام الجاري بداية التعافي من جائحة فيروس كورونا (كوفيدـ19).
البحرينيون يرون فيكم المستقبل والطموح عبر ثقتهم برؤاكم التي تصب في صالح ازدهار الوطن ونماء المواطن، في ختام لقائنا الفريد والمميز مع سموكم نود معرفة تطلعاتكم للمستقبل؟
-نؤكد أن مساعي التطوير والنماء مستمرة، ونحن نملك طموحاً لمستقبل البحرين وحاضرها لا نهاية له. ونسعى إلى جهاز حكومي فاعل وعلى كفاءة وبحجم يتناسب مع متطلبات التنمية، واقتصاد حر مفتوح وترسيخ حكم القانون والحزم في حفظ الوطن وكافة أبنائه، ومنهجيتنا الوسطية، وأن يتم تقييم العمل وفق الإنجاز وليس الأقوال. يجب أن نعمل بروح فريق البحرين الواحد لتكون المملكة دوما واحة الأمن والأمان والاستقرار، ونسعى لأن تكون دار الابتكار وريادة الأعمال، وقادرة على خدمة اقتصادات المنطقة والنمو.