نشرت مجلة "تقارير الطب الجزيئي العالمية" نتائج دراسة قام بها فريق بحث التكنولوجيا الحيوية الطبية بكلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي ضمنت اكتشاف الدور الذي يلعبه المركب الجزيئي المعروف تحت مسمى ERP72 المتواجد في الخلايا التي تغطى الأوعية الدموية في حالات التهاب العضلات.
وأوضح أستاذ علوم الوراثة والبيولوجيا الجزيئية والتقنيات الحيوية بكلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي الأستاذ الدكتور محمد الدهمانى الذي ترأس فريق البحث المتكون من الدكتور نور الين بن خلف والطالبة دلال المحطب أن أهمية هذا الاكتشاف تكمن أولا في أنه جاء في مجال الالتهاب وهو مجال البحث الرئيسي لبرنامج التكنولوجيا الحيوية الطبية منذ اكثر من عقد، إذ أن الالتهاب من اهم العمليات البيولوجية التي يقوم بها جهاز المناعة والتي تساعد في ترميم الجروح أو إصلاح تلف في الأنسجة او محاربة الأمراض؛ لكن إذا فقدت الخلايا المناعية السيطرة على مستوى الالتهاب تصبح العملية مبالغا فيها ويمكن أن يتوجه ذلك الالتهاب ضد الجسم مسبباً العديد من الأمراض والمضاعفات الخطيرة كأمراض السكرى وأمراض القلب والسرطان وأمراض الأعصاب و حتى متلازمة كوفيد الذى تجتاح العالم حاليا.
وقال: "تتم معالجة الالتهاب بواسطة أدوية مضادة تمنع الالتهابات المفرطة من تدمير الأنسجة السليمة في الجسم ويتوفر اليوم العديد من هذه الأدوية الهامة إلا أن لمعظمها أعراض جانبية تحدد استعمالاتها، ويرجع ذلك ان تطويرمعظم هذه الأدوية لم يتم بناء على معلومات علمية دقيقة على المستوى الجزيئي حول علاقة هذه الأدوية بعلامات الالتهاب".
وفى هذا السياق ركزت الدراسة بعد اكتشاف أن جزيئة ERP72 علامة جديدة للالتهاب على توفير المعلومات العلمية التي اوضحت أن هذه العلامة يمكن أن تكون هدفا لتطوير أدوية لعلاج الالتهاب، إذ توصلت الدراسة انه إذا تم تعطيل جزيئية ERP72 بواسطة مضادات حيوية تتراجع نسبة الالتهاب من 35 إلى 50%.
وتعتبر هذه الحصيلة إنجازا علميا وخطوة ثابتة تفتح الأفق لتطوير الجيل الرابع من الأدوية التي تعالج الالتهابات.
وأكد الأستاذ الدكتور محمد الدهمانى أن فريق البحث ماضي قدما في هذا الاتجاه وأن الدراسات العلمية وعمليات البحث والتطوير يجب أن تأخذ وقتها وأن المناخ العلمي السليم الذي تتوفر فيه ظروف التعاون والدعم اللوجستيكي والمادي هو أكبر مقومات النجاح، مقدراً في الوقت نفسه مشاركة طالبة الدكتوراه دلال المحطب في مثل هذه الدراسات والدور المهم الذي يلعبه الباحثين الشبان في إرساء ثقافة البحث والتطوير التي يمكن ان تتكلل بالابتكار.
وأضاف قائلاً: "أن البحث العلمي والتطوير في مجال الالتهابات هو محور تنافس كبير بين مراكز البحث على المستوى العالمي، وأن تكون جامعة الخليج سباقة في اكتشاف علامة جديدة للالتهاب هو دليل على أن الطموح العلمي والمثابرة يمكن في بعض الحالات أن تعوض عن توافر الموارد المادية والبشرية في مرحلة البحث والتطوير، ولكن مرحلة الابتكار التي تلي مباشرة مرحلة البحث والتطوير والتي تحدث آثارا اجتماعية واقتصادية تتطلب مناخا خاصا يعتبر تطويره تحديا كبيرا.
أشار في ختام حديثه إلى أنه بالإضافة إلى التأثير العميق على حياتنا فإن جائحة كورونا غيرت مناخ البحثي العلمي سلبيا وكذلك إيجابيا، أما الجانب السلبي فهو يكمن في تقليص نسبة التواصل المباشر بين الباحثين والاعتماد كليا على التواصل عبر منصات التواصل الإلكتروني وكذلك التأخر في استلام المواد الآزمة لتنفيذ الأبحاث، أما الجانب الإيجابي فهو يكمن في مضاعفة الدراسات العلمية وتثمين الدور الأساسي للبحث العلمي والتواصل المكثف مع المجتمع المدني.