أكد رؤساء جمعيات أهلية ومهنية أن النموذج البحريني في دعم المرأة جدير بالاهتمام والاحترام الدولي، وذلك بناء على ما حققته مملكة البحرين من إنجازات في مختلف قضايا المرأة خلال عقدين من الزمان، لافتين إلى أن المرأة البحرينية تشارك بفاعلية في مختلف مسارات التنمية الوطنية، وتساهم في تفعيل العمل التنموي بمفهومه الشامل في مملكة البحرين، وبرهنت على مكانتها ركيزة أساسية في تقدم وازدهار وطنها في ظل العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى.

وأشار رؤساء الجمعيات إلى أن مملكة البحرين تحولت بعد عشرين عاما من إنشاء المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى حفظها الله إلى ورشة عمل تشارك فيها جميع المؤسسات البحرينية الحكومية والخاصة والأهلية من أجل دعم تقدم المرأة البحرينية.

ونوه رؤساء الجمعيات في تصريحات لهم بمناسبة اليوم العالمي للمرأة بالمكانة الدولية التي حققتها مملكة البحرين في مختلف قضايا المرأة، وما تظهره المرأة البحرينية من إنجازات على جميع الأصعدة بما في ذلك صعيد العمل الأهلي كرافد أساسي للتنمية الوطنية، معربين عن ثقتهم بقدرة المرأة البحرينية على تحقيق المزيد والمزيد من الإنجازات لنفسها ولأسرتها ومجتمعها ووطنها.

القطاع الصحي شاهد بارز على مساهمات المرأة

وهنأت الدكتورة غادة القاسم رئيسة جمعية الأطباء البحرينية مملكة البحرين قيادة وشعباً بمناسبة الاحتفاء بمرور عشرين عاما على تأسيس المجلس الأعلى للمرأة، مثمنة المبادرات النوعية لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة قرينة جلالة الملك المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة من أجل دعم المرأة البحرينية في قطاعات مختلفة وإبراز مسيرة تقدمها ونجاحاتها.

وأكدت الدكتورة القاسم أن المرأة البحرينية يحق لها أن تفخر في كل مناسبة وطنية وعربية ودولية بما حققته من إنجازات، بعد أن حظيت بمنظومة دعم كاملة على مدى عقدين من الزمان عبر مؤسسة المجلس الأعلى للمرأة، والذي تمكن من وضع مسألة دعم المرأة في مقدمة الأولويات الوطنية، انطلاقا من أهمية مشاركة المرأة في تنمية ذاتها وأسرتها ومجتمعها ووطنها، ورفع مساهمتها في مسيرة الازدهار الوطني.

وأعربت عن ثقتها بأن النجاح الذي حققته وتحققه المرأة البحرينية في قطاع الصحة من الممكن تحقيقه في قطاعات أخرى مهما بلغت تحدياتها، حيث وصلت المرأة في هذا القطاع إلى أعلى المستويات القيادية، وأسهمت من خلاله في الجهود الوطنية ذات الصلة الوثيقة بالتنمية، بما في ذلك حضورها البارز حاليا في الصفوف الأمامية لمكافحة جائحة كوفيد-19.

تقليص الفجوة الرقمية بين الجنسين

من جانبه أكد رئيس جمعية الانترنت العالمية -فرع البحرين، أحمد عطية الله الحجيري، أن المرأة البحرينية وصلت إلى مكانة مرموقة في مختلف المجالات نتيجة للثقة الملكية السامية بها من لدن جلالة الملك المفدى، والجهود المتواصلة التي يبذلها المجلس الأعلى للمرأة منذ 20 عاما برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى حفظها الله، وأنه يحق للبحرين أن تفاخر عربيا ودوليا بإنجازات نسائها.

وقال الحجيري إن صناعة المعلومات والاتصالات مجال حيوي برزت فيه المرأة البحرينية على صعيد الكم والنوع، مشيرا إلى ارتباط هذا القطاع الوطيد بالتنمية في مختلف أبعادها نظرا لارتباطه في معظم القطاعات الأخرى، وقال "فخورون برؤية المرأة البحرينية في قطاع المعلومات والاتصالات تعتلي أعلى المناصب الإدارية والتنفيذية عن جدارة واقتدار، كما نفخر بها وهي تملك شركتها الخاصة، أو تبتكر في إطلاق مبادرات تقنية من خلال تطبيقات الانترنت والهاتف المحمول وغيرها"، وأشار في هذا السياق إلى أسماء نساء بحرينيات لمعت في قطاع القيادة والابتكار في قطاع المعلومات والاتصالات ليس على المستوى المحلي فقط وإنما على المستوى الإقليمي والعالمي أيضا".

وأشاد الحجيري في السياق ذاته بكون مملكة البحرين من أوائل الدول التي اهتمت بإرساء السياسات الاستراتيجية التي تهدف إلى نشر تقنية المعلومات والاتصالات وتقليص الفجوة الرقمية بين الاناث والذكور، وتشجيع المرأة على المساهمة بدور فعال في مجتمع المعلومات والاتصالات، واستفادت بذلك من تأثير تقنية المعلومات والاتصالات في تمكين المرأة وادماجها في مختلف مسارات التنمية.

شراكة متكافئة مع الرجل

الدكتور خالد بومطيع الرئيس السابق لجمعية البحرين للجودة أكد بدوره أن المرأة البحرينية كانت على الدوام شريكاً متكافئاً مع الرجل في عملية البناء والتطوير المستدام، ومرآة تعكس الوجه المشرق والحضاري للمملكة، وأصبحت بعزيمتها وإصرارها وكفاءتها مؤهلة لتولي أعلى المناصب الإدارية، فالمرأة البحرينية أصبحت وزيرة وسفيرة ونائبا برلمانية وعضو بلدي ومديرة وغيرها من المناصب التي تتطلب مسؤولية كبيرة وجدارة في العمل .

وأعرب د. بومطيع عن جدارة المرأة البحرينية بالحصول على كل الاحترام والتقدير لمساهمتها الدائمة إلى جوار الرجل في مسيرة البناء والازدهار التي تشهدها مملكة البحرين، وأثبتت أنها مثالاً يحتذى لنظيراتها حول العالم وفي جميع المجالات.

وقال إن البحرين تسجل مستويات عالية جديا لمساهمة المرأة في التنمية والنشاط الاقتصادي، وسوق العمل البحريني يستقطب الجنسين من ذكور وإناث بلا تمييز لناحية اشتراطات العمل أو الأجر أو الترقي الوظيفي وغيرها، إضافة إلى حضور المرأة في المناصب العليا وفي مجال ريادة الأعمال، وقد انتقلت البحرين بالفعل من مرحلة تمكين المرأة إلى مرحلة تقدم المرأة اعتمادا على ذاتها.

انطلاقة واثقة منذ عشرينيات القرن الماضي

إلى ذلك قال نواف الجشي رئيس الجمعية البحرينية لمعاهد التدريب إن تعليم الإناث إلزاميا في البحرين منذ عشرينات القرن الماضي كان ركيزة أساسية لانطلاقة المرأة البحرينية وتحقيقها مراكز متقدمة خليجيا في مجالات مثل الصحة والتعليم والمصارف منذ خمسينات القرن الماضي، وصولا إلى المجالات الأكثر تحديا مثل الصناعة والنفط وعلوم المستقبل، وأضاف أن اليوم العالمي للمرأة مناسبة مهمة لإبراز الحضور القوي للمرأة البحرينية في مختلف مجالات التنمية على امتداد مسيرتها الحافلة بالإنجاز والعطاء من جهة، واستكشاف المزيد من المجالات المستقبلية التي تستطيع المرأة البحرينية مواصلة تميزها من خلالها".

وأشار الجشي إلى أن قطاع التدريب واحدا من القطاعات المهمة التي تمكنت المرأة البحرينية من إثبات حضورها فيها منذ سبعينات القرن الماضي وحتى اليوم، وقال "حققت المرأة البحرينية نجاحات بارزة في قطاع التدريب، وشغلت أعلى المناصب في المؤسسات الحكومية المنظمة لهذا القطاع، وكذلك في مجال امتلاك وإدارة معاهد التدريب، إضافة إلى وجود الكثير من المدربات البحرينيات البارزات في مختلف مجالات التدريب".

وقال "نلاحظ بشكل خاص حرص الفتيات البحرينيات بشكل خاص على الاستفادة الكاملة من برامج التدريب النوعي التي تقدمها معاهد التدريب البحرينية، بما يمكنهن كباحثات عن عمل وموظفات ورائدات أعمال من تطوير ذواتهن والارتقاء بمسيرتهن المهنية والوظيفية وتحقيق نجاحات بارزة تسجل للمرأة البحرينية في مختلف المجالات"، مؤكدا في الوقت ذاته حرص معاهد التدريب على الالتزام بخطط ومرئيات المجلس الأعلى للمرأة من أجل نهوض المرأة البحرينية، بما في ذلك تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص والتوازن بين الجنسين.

استلهام توجيهات المجلس الأعلى للمرأة

فيما نوه رئيس مجلس إدارة جمعية "ألواني البحرين" عمار عواجي، بالمكانة البارزة التي وصلت إليها المرأة في مملكة البحرين بفضل دعم القيادة والجهود المخلصة والتوجيهات السديدة من قبل صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة العاهل المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، مؤكدا حرص جمعية ألواني البحريني على استلهام توجيهات المجلس الأعلى للمرأة في مجال دعم المرأة ورفع حضورها في مختلف المجالات بما في ذلك المجال التنموي.

وقال عواجي "لا يجب أن ننسى أن المجلس الأعلى للمرأة خصَّص يوم المرأة البحرينية هذا العام للاحتفاء بالمرأة في مجال التنمية، وبما يواكب الجهود الوطنية الرامية إلى تسريع معدلات التنمية في إطار رؤية البحرين 2030 التي تركز على تحقيق النمو من خلال تفعيل كافة الطاقات الوطنية ضمن مبادئ العدالة والاستدامة والتنافسية، ويسلط الضوء أيضا على أهمية الجهود التي يبذلها المجلس الأعلى للمرأة من أجل استكمال منظومة دعم المرأة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والقانونية، وبما يضمن انطلاقتها الواثقة نحو مجالات أحب من البناء والعطاء".