أطلقت مبادرة "لأنك مهم" لدعم الصحة النفسية في مملكة البحرين حزمة متكاملة من خدمات الدعم والإرشاد في مجال الصحة النفسية للموظفين والعمال في الشركات والمؤسسات بقطاع الأعمال، بما يسهم في تسريع العودة الآمنة للعمل وزيادة الإنتاجية وتلافي أية آثار سلبية فرضتها جائحة كوفيد-19.

وتعمل المبادرة من خلال تلك الخدمات على مساعدة أصحاب الأعمال التعامل بإيجابية مع التحديات التي فرضتها الجائحة على الأسواق، وبث روح الحماسة والتفاؤل في طاقم العمل وزيادة ولائه ومساهمته الفاعلة في تحقيق أهداف المؤسسة، ودفعه في اتجاه التفكير باقتناص الفرص الناشئة عن تبدل احتياجات المستهلكين من جهة وتراجع المنافسين أو خروجهم من السوق من جهة أخرى.

وتستخدم مبادرة "لأنك مهم" في تقديم خدماتها أحدث الأدوات والمعطيات العلمية في مجال الصحة النفسية للموظفين والعمال، وقامت مؤخرا بتطوير تلك الأدوات لتتناسب مع تبدل أداء الأعمال في ظل الجائحة، بما في ذلك العمل عن بعد، أو في بيئة عمل تراعي الإجراءات الاحترازية.

وقال مؤسس المبادرة ومستشار التنمية البشرية والقيادة وائل زكي إنه مع العودة المرتقبة للأعمال بعد القضاء على جائحة كوفيد-19 عاجلا أو آجلا، تبرز أهمية الاستثمار في الصحة النفسية للعمال والموظفين في منشآت القطاع الخاص على اختلاف أحجامها، في وقت لا زال يشكل رأس المال البشري فيه أهم أصول أي شركة أو مؤسسة مما يتطلب تطبيق نهج اكثر استباقية لدعم الصحة النفسية في بيئة العمل.

وأضاف زكي أن مبادرة "لأنك مهم" وبعد إطلاقها في مملكة البحرين في أغسطس الماضي عملت على إجراء العديد من الدراسات والأبحاث التي أظهرت مدى الحاجة لتقديم الدعم النفسي لشريحة العمال والموظفين بعد مرور أكثر من عام بدء الجائحة، واستطاعت من خلال ذلك تطوير أدوات وخدمات الدعم والإرشاد النفسي العالمية بما يلبي احتياجات الشركات والمؤسسات البحرينية.

من جانبها قالت الشريك المؤسس في مبادرة "لأنك مهم" وأخصائية التطوير الذاتي وإدارة المواهب السيدة رولا الحسيني إن إحصائيات منظمة العمل الدولية تشير إلى أن لكل دولار أمريكي واحد يُستثمر في توفير علاج موسّع للاضطرابات النفسية الشائعة، يتم تحقيق عائد قدره 4 دولارات أمريكية من حيث تحسّن الصحة والإنتاجية، فيما يترك الاكتئاب والقلق آثارا وخيمة على الاقتصاد، حيث تُقدر تكلفتهما من حيث فقدان الإنتاجية للاقتصاد العالمي بحوالي 1 تريليون دولار أمريكي سنوياً.

وأكدت الحسيني أهمية مبادرة أصحاب الشركات والمؤسسات إلى الاستثمار بالصحة النفسية لموظفيهم، واتخاذ إجراءات فعالة لتعزيز الصحة النفسية في مكان العمل، لضمان استمرارية العمل والإنتاجية وتحقيق مكاسب اقتصادية تعود بالفائدة عليهم وعلى الاقتصاد الوطني ككل.