في ظل حرصها الدائم على بناء القدرات الوطنية في مجال علوم الفضاء، احتفت الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء بتخرج المهندسة عائشة الحرم العضوة في فريق البحرين للفضاء حيث نالت شهادة الماجستير بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى في الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسوب في مجال الفضاء من جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وذلك ثمرة من ثمار البرنامج التعليمي والتدريبي الذي جاء بالتعاون بين الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء ووكالة الإمارات للفضاء وجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا.شاركت المهندسة عائشة الحرم ضمن برنامجها التدريبي في تصميم وبناء وتطوير عدة أقمار صناعية من بينها القمر الصناعي "ظبي سات" الذي تم إطلاقه في نهاية شهر فبراير الماضي. حيث شاركت المهندسة كأول بحرينية متخصصة في برمجة أنظمة التحكم وتحديد الاتجاهات للأقمار الصناعية، إضافة إلى مشاركتها في عملية تصميم وتطوير مبادئ عمل القمر الصناعي، كما تولت قيادة فريق إدارة مشروع قمر صناعي آخر وذلك لما تمتلكه من خبرات ومهارات رفيعة المستوى، كما عملت ضمن فريق برمجة أنظمة تشغيل الأقمار الصناعية وفريق التحليل والتخطيط لمهمات الأقمار الصناعية مما أكسبها خبرات متنوعة تؤهلها لقيادة فرق عمل ومشاريع مختلفة في مجالات علوم الفضاء.وفيما يختص برسالتها لنيل درجة الماجستير فقد تركز موضوع البحث في تطوير نظام جديد من نوعه لأنظمة الاتصال المحملة على الأقمار الصناعية المتناهية الصغر، وقد تم تطوير هذا النظام بشكل كامل باستخدام "FPGA Board" وتم اختباره لإثبات مدى فاعليته، حيث أثبتت النتائج أن بإمكان هذا النظام زيادة سعة تحميل البيانات للمحطة الأرضية دون زيادة الاستهلاك الكبير للطاقة في القمر الصناعي وبتكلفة أقل من الحلول الأخرى المتوفرة بالأسواق لزيادة سعة البيانات، كما تم اعتماد استخدام هذا النظام في مهمات مستقبلية لما له من فوائد كبيرة من النواحي التقنية والتشغيلية والمالية.الجدير بالذكر أن زيادة سعة تحميل البيانات للأقمار الصناعية تشكل تحدياً كبيراً للأقمار الصناعية المكعبة مع محدودية الطاقة الكهربائية ومحدودية حجم القمر الصناعي، كما إن زيادة سعة البيانات التي يتم تحميلها من القمر الصناعي تعزز من عملية الاتصال وتحقق الاستفادة القصوى من البيانات التي يتم تجميعها باستخدام القمر الصناعي خصوصاً في ظل التطور التكنولوجي واستخدام الكاميرات الرقمية عالية الدقة في الأقمار الصناعية المكعبة. إضافة إلى ذلك فإنها تساعد الفريق المختص بتحديد المشكلات والمخاطر التي قد يواجهها القمر الصناعي وإيجاد الحلول المناسبة لها.وبهذه المناسبة صرحت المهندسة عائشة الحرم: "أن الفضل يعود من بعد الله إلى إدارة الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء على تشجيعها ودعمها المستمر لنا وإيمانها بقدرات الشابات والشباب البحرينيين وإتاحة مثل هذه الفرص التعليمية والتدريبة المتميزة التي اكتسبنا من خلالها العديد من الخبرات العملية والمهارات التقنية في تصميم وبناء وتشغيل الأقمار الصناعية". وأضافت: "إننا نتطلع الآن لنقل هذه الخبرات إلى مملكة البحرين وتطبيقها في مشاريع الأقمار الصناعية البحرينية، وبذل كل الجهود الممكنة للمساهمة في التنمية الوطنية، وهدفنا من ذلك هو وضع مملكة البحرين في مصاف الدول الرائدة في علوم الفضاء تحقيقا للرؤية التي اختطها حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه". وفي ختام تصريحها قالت المهندسة الحرم: أتوجه بخالص الشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وبالأخص وكالة الإمارات للفضاء وجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا على إتاحة هذه الفرصة التعليمية والتدريبية داخل مختبرات حديثة ومجهزة بأحدث التقنيات وهذا ليس بالغريب على أهلنا في دولة الإمارات التي أتمنى لها مزيدا من التقدم والازدهار".