ترأس الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية ، رئيس لجنة متابعة تنفيذ الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة "بحريننا" ، صباح اليوم ، اجتماع اللجنة ، بحضور أصحاب السعادة وزراء التربية والتعليم والعمل والتنمية الاجتماعية والصحة وشئون الإعلام والشباب والرياضة ووكيل وزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني لشئون البلديات .

وفي بداية الاجتماع ، رحب معالي وزير الداخلية رئيس اللجنة ، بأصحاب السعادة الأعضاء ، وألقى معاليه كلمة بهذه المناسبة ، جاء فيها:

يطيبُ لي أن نجتمع في هذا اليوم الثامن عشر من شهر مارس ، يومَ الشراكةِ المجتمعية والانتماء الوطني وتزامنا مع مناسبةِ مرورِ عامينِ على تدشينِ الخطةِ الوطنيةِ لتعزيزِ الانتماءِ الوطني وترسيخِ قيمِ المواطنة (بحريننا). وإنه يسعدني أن أشيدَ بجهودِكم المشكورة ومساهماتكم القيّمة في متابعةِ تنفيذِ مبادراتِ الخطةِ الوطنية التي تم وضعُها انطلاقاً من البرنامجِ الإصلاحيِ الشاملِ والرؤيةِ الملكيةِ الساميةِ لسيدي حضرةِ صاحبِ الجلالةِ الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملكِ البلادِ المفدى حفظه اللهُ ورعاه من أجلِ تعزيزِ الانتماءِ الوطني وترسيخِ الوحدةِ الوطنية وكذلك تأكيدا للاهتمامِ الدائم من صاحبِ السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين رئيس مجلس الوزراء الموقر حفظه اللهُ ورعاه بأن يكون تعزيزُ الهويةِ الوطنية ، ضمن برنامجِ عمل ِالحكومةِ الموقرة وجزءا أساسيا من ثقافةِ الأجيالِ القادمة.

ولا يخفى عليكم أصحابَ المعالي والسعادة أن مملكةَ البحرين تتعرضُ في الفترةِ الأخيرة للدعواتِ التحريضيةِ والتقارير المنحازة الصادرة من أطرافٍ ومنظماتٍ خارجية وقنواتٍ إعلاميةٍ مضللة بقصد شق الصف والتشكيك في الانجازاتِ الوطنيةِ حيث تستهدفُ هذه الدعوات نشرَ الفوضى والنيلَ من الاستقرارِ الوطني. ولكن البحرين تمكنت ولله الحمد وبفضلِ قيادةِ وحكمةِ سيدي حضرةِ صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه اللهُ ورعاه من تجاوزِ ما واجهناه من تحدياتٍ وأزمات ، وخرجت منها أقوى منعةً وأشدَ صلابة بفضلِ التلاحمِ الوطني بين القائدِ والشعب. وفي هذا الشأن ، فإنني أسجلُ اعتزازي بالروحِ الوطنية ، التي تمثلت في عدمِ الالتفاتِ لتلك الدعواتِ وما حملته في طياتِها من إساءاتٍ للنيلِ من وحدتنا الوطنية . وهذا الموقفُ البحريني المسئول ، إنما هو تأكيدٌ على التمسك بالهوية الوطنية ، وإدراك الجميع بدونِ استثناء بأهميةِ دورِهم ومسئوليتِهم الوطنية في المحافظةِ على السلم الأهلي.

وإن ما نعيشهُ اليوم من تعاونٍ وتآخٍ وأملٍ وطموح ، يضعُ الجميعَ أمام واجبِهم الوطني لتعزيزِ المواطنةِ والهويةِ والانتماء وإنها تشكل فرصةً وطنيةً لتعزيز الجبهةِ الأمنيةِ الداخليةِ وبناءِ الكوادرِ الوطنيةِ المخلصة لتكون مرتكزا لمسيرة البناءِ والتنمية وكذلك تعزيزِ قيمِ الاخاءِ والتسامحِ بين مكونات المجتمع . فقد تحررت الأصواتُ الصامتة وتجاوزنا حدودَ الطائفية لتعلوا هويتُنا الوطنيةُ ويتعزز انتماؤنا للبحرين. وإننا ولله الحمد ننتمي إلى بلدٍ نشأتهُ عروبيةٌ إسلاميةٌ وهي مصدر هويتنا وتراثنا كما أننا نؤمن بالتعايشِ والتعددية ، التي تعدُ جزءًا أساسياً من حضارتِنا وثقافتنا . وليس التاريخُ ببعيد ، فقد كان الموقفُ البحريني الرائع لأبناءِ الوطن عند التصويتِ على ميثاق العمل الوطني اجماعاً شعبياً تفخر به الوطنيةُ البحرينيةُ في ظل قيادة حضرةِ صاحب الجلالةِ الملك المفدى ، حفظه الله ورعاه. واليوم ، تأتي الروحُ الوطنيةُ المخلصةُ التي ظهر بها فريقُ البحرين الوطني بقيادة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين رئيس مجلس الوزراء ، حفظه الله ورعاه ، في متابعةِ جهود مكافحةِ جائحةِ كورونا ، والتي كانت محلَ إشادةٍ من الهيئات والمؤسسات الدولية ، تأتي هذه الروحُ الوطنيةُ لتجسد موقفاً تاريخياً آخر ، يعبر عن عمقِ الإحساسِ الوطنيِ في هذا البلد. وبهذه المشاعرِ المخلصةِ ، أطلقت الخطةُ الوطنيةُ لتعزيزِ الانتماءِ الوطني وترسيخِ قيم المواطنة ، أكثر من مائةِ مبادرةٍ وطنيةٍ ، تذكرنا بأهميةِ المحافظة على عاداتِنا وتاريخِنا الوطني. ويطيبُ لي في هذه المناسبة أن أعربَ عن شكري وتقديري لأصحابِ المعالي والسعادة ، أعضاءِ لجنةِ المتابعة ولكافةِ الشركاء من الوزاراتِ والمؤسساتِ الحكومية والخاصة ، والشكرُ موصولٌ كذلك لأعضاء المكتب التنفيذي لـــ"بحريننا" ولتبقى غايتُنا ، حمايةَ الإحساس العميقِ بالوطنية لتجنى البحرين ثمارَ مبادرات الانتماء الوطني. نسألُ الله أن يحفظَ أمنَها واستقرارَها في ظل قيادةِ سيدي حضرةِ صاحب الجلالةِ الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى ، حفظه الله ورعاه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وقد اطلعت اللجنة على مستجدات تنفيذ مبادرات الخطة الوطنية ، والتي بلغ عددها حاليا 107 مبادرات ، تم إنجاز 81 % منها ، من بينها 41 % تم تفعيلها بالكامل ، حيث أشار الإيجاز إلى أن الخطة الوطنية ، ورغم الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة كورونا ، تمضي في مسارين متوازيين، يتعلق الأول بوضع إطار تنظيمي مؤسسي لتنفيذ وإدامة عمل الخطة ، فيما يتعلق المسار الآخر بتفعيل المبادرات ، كما أنه ووفق توجيهات معالي وزير الداخلية رئيس لجنة المتابعة، فقد تم التركيز على مبادرات إحياء الموروث الشعبي. كما اطلعت لجنة المتابعة ، خلال الاجتماع ، على ما تم تحقيقه في مجال تفعيل الدراسات ، حيث تم استعراض نتائج الدراسة التي أجريت حول "مؤشر التعايش" وقام بتنفيذها مركز "دراسات" بالتعاون مع المكتب التنفيذي لــ "بحريننا" بالإضافة إلى الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص والمؤسسات الأهلية. كما قام مركز الاتصال الوطني ، بإجراء دراسة حول القيم البحرينية في وسائل الإعلام.

وأشار الإيجاز إلى توثيق كافة الأعمال والتطورات وإصدار نسخ محدثة للخطة الوطنية ، كما يتم من خلال النظام الالكتروني، التوثيق والأرشفة الالكترونية لجميع المبادرات من خلال شركاء الخطة من الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة والبالغ عددهم 25 كما تم تدريب 86 موظفا على النظام.

إلى ذلك ، اطلعت اللجنة على المستوى المتقدم في تجاوب الجهات المعنية بتنفيذ الخطة الوطنية ، مقدرة الجهود التي بذلت من أجل تحقيق أهداف الخطة ، والتي تعد حالة مستمرة من العمل والمراجعة والتطوير والتقييم في إطار رؤية موضوعية للظروف المستجدة واستجابة للتحديات والقدرة على الحفاظ على هويتنا الوطنية.

وفي ختام الاجتماع ، أعرب معالي وزير الداخلية ، رئيس لجنة متابعة تنفيذ الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة عن شكره وتقديره لأصحاب المعالي والسعادة الأعضاء ، على دعمهم وتفاعلهم مما كان له الأثر الإيجابي في تفعيل مبادرات الخطة ، كما شكر معاليه الجهات الرسمية والأهلية على ما يبدونه من تعاون وحس وطني رفيع للمضي قدما في تنفيذ الخطة الوطنية وتحقيق أهدافها المرجوة ، كما أعرب معالي الوزير عن تقديره للإعلاميين وكتاب مقالات الرأي على تفاعلهم ومشاعرهم الوطنية التي عبروا عنها تجاه ما تتضمنه الخطة الوطنية من مبادرات ، والشكر موصول لكل من سعى وبادر من مؤسسات وأفراد للمشاركة في هذا العمل الوطني المتميز ، متمنيا معاليه للجميع التوفيق والسداد في العمل على تحقيق الأهداف المرجوة ، بما فيه خدمة الوطن.