أيمن شكل
أكد باحثون في تاريخ وآثار البحرين أن الفيلم الوثائقي الذي بثته صحيفة «الوطن» عن السيادة الخليفية على شبه جزيرة قطر وجزر البحرين، يوثق لصروح شاهدة عبر التاريخ لهذا الحكم ولسيادة آل خليفة على الزبارة وكامل شبه جزيرة قطر وجزر البحري بعد افتتاحها، كما يبين رؤيتهم الاستشرافية لمستقبل المنطقة، ويؤكد أن أي عمران في قطر انطلق من الصروح العمرانية الكبرى التي أسسها آل خليفة في تلك المنطقة.

ووجه الباحث الأكاديمي بجامعة البحرين والزميل والباحث الأول في مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة، د. عبدالله عبدالرحمن يتيم الشكر إلى القائمين على توثيق تاريخ البحرين والزبارة في صحيفة الوطن موضحا أن الشواهد والآثار التاريخية تنطق بالحقيقة التي لا جدال فيها عن حكم آل خليفة لشبه جزيرة قطر وجزر البحرين، ودور الشيخ محمد بن خليفة الكبير في تأسيس هذه النهضة الحضارية والعسكرية في زمن وبيئة صعبة، ولكنه استطاع أن يأتي بأفكار غير مسبوقة لبناء قلاع الزبارة، بشق البحر وصولا إلى القلعة المحمية من البر.

وشدد على أن البحرين كانت وستظل مركزا لهذا التاريخ الأصيل للمنطقة منذ القرن الثامن عشر. وأن الفيلم الوثائقي يسلط الضوء على الحكم الخليفي للزبارة بصفتها عاصمة الحكم الأولى ثم انتقال العاصمة الى المحرق، وهي حقائق لا ينكرها إلا الغزاة الذين استولوا على شبه جزيرة قطر.

ومن جانب آخر أكد الباحث في تاريخ وآثار البحرين د. عبدالعزيز صويلح أن تاريخ قلعة صبحة هي ضمن المقرر الدراسي على طلبة جامعة البحرين، وقال «إن جامعة البحرين يمكن أن توجه الطلبة للتعرف أكثر على تفاصيل الحكم الخليفي في الخليج العربي».

وأشار د. صويلح إلى أن «الزبارة» كانت تعتبر محطة رئيسية تكون فيها الوجود الحضاري والعسكري والسياسي لأسرة آل خليفة، وأن المعالم التي أنشئت فيها وتحديدا قلعة صبحة التي أنشأها الشيخ محمد بن خليفة الكبير، تعتبر مفخرة وتؤكد أن أي وجود أو عمران في قطر انطلق من حكم وسيادة آل خليفة لتلك المنطقة.

وقال الباحث في تاريخ وآثار البحرين إن الطريقة التي بنيت بها قلعة «صبحة» وتحصينها بوصلها بالبحر وإحاطتها بمجموعة من القلاع الثانوية، يبين أن أي تثبيت لأركان الحكم يسبقه تحصين عسكري كونه سبب رئيسي للتنمية الاقتصادية، لافتا إلى أن إنشاء القلعة والقلاع الثانوية يوضح الحكمة في اختيار هذه المنطقة التي تطل مباشرة على الخليج العربي والذي كان يمثل معبرا للتجارة على الشرق، منوها بجهود الشيخ محمد بن خليفة الكبير في تحويل الزبارة لمنارة نشطت من خلالها التجارة في الخليج العربي.