قدم الأمين العام للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية سادس محاضراته التدريبية ضمن هذه السلسلة التي يقدمها أسبوعياً عن طريق برنامج (تيمزTEAMS) بعنوان "اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب "، وتناول الدكتور مصطفى السيد خلال المحاضرة عدداً من المحاور الأساسية أبرزها المفهوم العام لاتخاذ القرار والذي يركز على القدرة في الاختيار السليم.
وبين السيد أن المفهوم العام لإتخاذ القرار يعني القدرة على الإختيار السليم بين حلّين أو أكثر لموضوع أو مشكلة معيّنة بعد القيام بعمل دراسة مستفيضة لجميع الجوانب، أما المفهوم الإداري لإتخاذ القرار فهو الإستخدام الحكيم للسلطة الإدارية في عملية إتخاذ قرار أو حل مشكلة معينة وفق أسلوب ونظام ومعايير محددة وبالاستعانة بذوي الخبرة والاختصاص.
وأشار إلى وجود عدة عوامل تؤثر في اتخاذ القرار منها:
الحدس: ويقصد به المشاعر الغريزية عند إتخاذ قرار معيّن، كما يطلق عليه إسم "الحاسة السادسة"، و يعتبر مزيج من خبرات سابقة وقيم شخصية يمتلكها الفرد نفسه.
المنطق: و هو إستخدام الأرقام والحقائق العلمية المتاحة حول مشكلة أو قضية معيّنة لإتخاذ القرار المناسب لحلّها.
وكما وضح أبرز السيناريوهات الخاصة بأخذ القرار، فهناك قرارات تكون خاصة بالشخص وأخرى ترتبط بغيرك منها:
القرارات الشخصية والعائلية: منها القرارات المتعلقة بالسفر والإجازة والترشح لمناصب معينة في الجمعيات، إلى جانب قرار الزواج والدراسة.
الصحية: كقرار أخذ لقاح الكورونا، ونمط الأكل الصحي والرياضة.
المالية: منها الإستثمار في المال و وضع مدخر وفتح تجارة لزيادة الدخل.
المهنية: تجديد العمل والتطوير المهني، قرار أخذ الدراسة يحتاج إلى فكر، إللا جانب تحسين بيئة العمل وتطوير الأجهزة، وحتى العلاقة مع الآخرين.
آلية أخذ القرار:
تعتبر الثقفة مهمة جداً إلى جانب التعليم، ومن الضروري جداً تعليم الأبناء وغرس القيم في نفوسهم، والتي نستمدها من الدين والحياة، أيضاً التعامل مع الآخرين لابد أن يحتوي على درجة عالية من التسامح والإستماع إلى الآخرين قبل اتخاذ القرار، كما تؤثر على آلية أخذ القرار التشاور بين الأخرين واختلاف أنماط التفكير لديهم كنظرية القبعات الست التي يمكن من خلالها وضع الحلول المناسبة لهذه الخيارات، وأخذ القرار يجب أن يبنى على معلومات صحيحة، وبعد معرفة المصاعب والتحديات وفوائد الأفكار والمقترحات، يجب النظر إلى الأفكار والأساليب الإبداعية للوصول إلى حل لهذا الأمر، وحين يستخدم الإنسان عقله فإن بإستطاعته إيجاد الكثير من الحلول الرائعة.
أيضاً هناك آليات أخرى لأخذ القرار في مجال الاستثمار، منهم من يحب مقارنة الأرقام ورؤية العرض والطلب وبناء القرار على معلومات صحيحة، ومنهم من يأخذ قراراته كمغامر، وهناك من يعتمد على إحساسه وحدسه وشعوره لأخذ القرار المناسب.
من الأمور المهمة التي تساعد في أخذ القرار هي نظرية تحليل الأنظمة والتي تتم:
تحديد المشكلة ومعرفتها.
جمع المعلومات الخاصة بالمشكلة.
الخيارات المتاحة.
اختيار الخيار الأفضل.
التنفيذ.
المتابعة والتقييم.
وخلال المحاضرة وضح الدكتور مصطفى السيد بأن من أهم الصفات الواجب توافرها لاتخاذ القرار المناسب هي الهدوء وصفاء الذهن والاسترخاء والتوكل على الله، كما تحدث عن نظرية أخرى خاصة بالقرار الصحيح وهي نظرية TEFCAS وتعني أن أي أمر في الحياة هو تجربة، لا تأخذ تجارب الآخرين، لابد أن تعتمد على تجربتك الشخصية فكل إنسان له تجربته المختلفة التي قد تناسبه فقط ولا تناسبه غيره. لذا جرب واستشر وتعلم، فالحياة لايوجد بها قرار صحيح وقرار خاطئ.
في الختام تحدث الدكتور مصطفى السيد عن تجربة شخصية في اتخاذ القرار قائلاً: بعد أن توفي والدي، كانت عيناي تراقب الأب الذي يهدي أبناءه قطعة حلوى وكنت أبحث عن الأب في الآخرين، وبعد أن كبرت قررت أن اتوقف عن ذلك فوفاة والدي قضاء وقدر، وقررت مواصلة الحياة والعودة للدراسة رغم العمل، وفعلاً تمكنت من هذا الأمر بعد عدة سنوات وواصلت الدراسة حتى حصلت على شهادة الدكتوراه إلى جانب نجاحي في عمل وكنت حينها في شركة نفط البحرين ألبا.
من التجارب الأخرى التي تحدث عنها كانت حول فترة انتقاله إلى العمل من شركة بابكو إلى إدارة الكهرباء بطلب من الحكومة، في ذلك الوقت كان أمام قرارين مهمين وهم ضمان سلامة الأجهزة والمعدات وضمان عدم حصول خطأ في محطات الكهرباء لأن أي خطأ في محطة يؤثر على الأخرى، فقام بتطبيق نظام خاص بالأجهزة وتعليق لوحة على الحائط تحتوي اسم كل جهاز ومتى يتم تصليحه وكل المعلومات المتعلقة به، لضمان عمل الصيانة الدورية للأجهزة وعدم تعطلها، إلى جانب عمل كتيب عن إدارة وصيانة المحطات الكهربائية.
أيضاً كان لابد من حل مشكلة الإنقطاعات الكهربائية المتكررة والتي تحدث بسبب عطل نتيجة الحفر في الأرض وانهيار العديد من الإجهزة بسبب هذا الخلل، فأخذ الموضوع سنتين كاملتين من الدراسات حتى تمكنا من حل المشكلة وإلى الآن لانشهد انقطاعات كلية للكهرباء في البحرين.
وأضاف: قمنا بإختيار كابل للكهرباء أقوى وأقل تكلفة وأخف وزناً، ينتج في عدد بسيط من الدول، لم نكن نملك قرار بإنتاج مثل هذا الكابل في البحرين، حاولت وواجهت الكثير من العواقف لصنع مثله، كانت الشركات تضع شروط تعجيزية، في هذا الوقت كنا في البحرين نحاول صنع مثل هذه التقنية بطريقة مقاربة بنسبة كبيرة، تواصلنا مع شركة في أمريكا وتم التفاوض معهم لشراء جهاز يقوم بصنع كابلات بمثل المواصفات التي نريدها، وتمكنا من اختراق الأسواق وصنع آلاف الأطنان في البحرين لصناعة الكهرباء.
أما في فترة العمل في شركة البحرين لصناعة البتروكيماويات، قمنا بقرار إنتاج اليوريا، وهذا القرار كان مبنياً على أساس أن هذه المادة أكثر سلامة من المواد الأخرى التي كانت تستخدم في ذلك الوقت، في البداية واجهتنا معارضة كبيرة جداً على هذه الفكرة، لم أستسلم للأمر، قمت بتعيين مدير للمشروع رغم عدم وجود المشروع، وبعد سنوات عينت مديراً مساعداً للمشروع، كافحت وكنت في كل مرة أتحدث عن فوائد المشروع حتى تحول هذا المشروع إلى واقع.
ومن الأمثلة الأخرى التي تحدث عنها السيد قال: في شركة بابكو أعطاني جلالة الملك المفدى توجيهاً بزيادة كمية النفط، فتوجهت إلى أبوظبي لحضور مؤتمر خاص واكتشفت أن هناك طريقة جديدة تسمى بالحفر الأفقي، بعدها عدت إلى البحرين واقترحت الفكرة على أحد المسؤولين، قال لي: من يتحمل المسؤولية؟ قلت له: أنا، فاجتمعنا بعدة شركات محلية وعالمية وتأكدنا من أن الطريقة آمنة جداً، فبدأنا المشروع وتمكنا من زيادة إنتاج النفط بنسبة 100%.
وبين السيد أن المفهوم العام لإتخاذ القرار يعني القدرة على الإختيار السليم بين حلّين أو أكثر لموضوع أو مشكلة معيّنة بعد القيام بعمل دراسة مستفيضة لجميع الجوانب، أما المفهوم الإداري لإتخاذ القرار فهو الإستخدام الحكيم للسلطة الإدارية في عملية إتخاذ قرار أو حل مشكلة معينة وفق أسلوب ونظام ومعايير محددة وبالاستعانة بذوي الخبرة والاختصاص.
وأشار إلى وجود عدة عوامل تؤثر في اتخاذ القرار منها:
الحدس: ويقصد به المشاعر الغريزية عند إتخاذ قرار معيّن، كما يطلق عليه إسم "الحاسة السادسة"، و يعتبر مزيج من خبرات سابقة وقيم شخصية يمتلكها الفرد نفسه.
المنطق: و هو إستخدام الأرقام والحقائق العلمية المتاحة حول مشكلة أو قضية معيّنة لإتخاذ القرار المناسب لحلّها.
وكما وضح أبرز السيناريوهات الخاصة بأخذ القرار، فهناك قرارات تكون خاصة بالشخص وأخرى ترتبط بغيرك منها:
القرارات الشخصية والعائلية: منها القرارات المتعلقة بالسفر والإجازة والترشح لمناصب معينة في الجمعيات، إلى جانب قرار الزواج والدراسة.
الصحية: كقرار أخذ لقاح الكورونا، ونمط الأكل الصحي والرياضة.
المالية: منها الإستثمار في المال و وضع مدخر وفتح تجارة لزيادة الدخل.
المهنية: تجديد العمل والتطوير المهني، قرار أخذ الدراسة يحتاج إلى فكر، إللا جانب تحسين بيئة العمل وتطوير الأجهزة، وحتى العلاقة مع الآخرين.
آلية أخذ القرار:
تعتبر الثقفة مهمة جداً إلى جانب التعليم، ومن الضروري جداً تعليم الأبناء وغرس القيم في نفوسهم، والتي نستمدها من الدين والحياة، أيضاً التعامل مع الآخرين لابد أن يحتوي على درجة عالية من التسامح والإستماع إلى الآخرين قبل اتخاذ القرار، كما تؤثر على آلية أخذ القرار التشاور بين الأخرين واختلاف أنماط التفكير لديهم كنظرية القبعات الست التي يمكن من خلالها وضع الحلول المناسبة لهذه الخيارات، وأخذ القرار يجب أن يبنى على معلومات صحيحة، وبعد معرفة المصاعب والتحديات وفوائد الأفكار والمقترحات، يجب النظر إلى الأفكار والأساليب الإبداعية للوصول إلى حل لهذا الأمر، وحين يستخدم الإنسان عقله فإن بإستطاعته إيجاد الكثير من الحلول الرائعة.
أيضاً هناك آليات أخرى لأخذ القرار في مجال الاستثمار، منهم من يحب مقارنة الأرقام ورؤية العرض والطلب وبناء القرار على معلومات صحيحة، ومنهم من يأخذ قراراته كمغامر، وهناك من يعتمد على إحساسه وحدسه وشعوره لأخذ القرار المناسب.
من الأمور المهمة التي تساعد في أخذ القرار هي نظرية تحليل الأنظمة والتي تتم:
تحديد المشكلة ومعرفتها.
جمع المعلومات الخاصة بالمشكلة.
الخيارات المتاحة.
اختيار الخيار الأفضل.
التنفيذ.
المتابعة والتقييم.
وخلال المحاضرة وضح الدكتور مصطفى السيد بأن من أهم الصفات الواجب توافرها لاتخاذ القرار المناسب هي الهدوء وصفاء الذهن والاسترخاء والتوكل على الله، كما تحدث عن نظرية أخرى خاصة بالقرار الصحيح وهي نظرية TEFCAS وتعني أن أي أمر في الحياة هو تجربة، لا تأخذ تجارب الآخرين، لابد أن تعتمد على تجربتك الشخصية فكل إنسان له تجربته المختلفة التي قد تناسبه فقط ولا تناسبه غيره. لذا جرب واستشر وتعلم، فالحياة لايوجد بها قرار صحيح وقرار خاطئ.
في الختام تحدث الدكتور مصطفى السيد عن تجربة شخصية في اتخاذ القرار قائلاً: بعد أن توفي والدي، كانت عيناي تراقب الأب الذي يهدي أبناءه قطعة حلوى وكنت أبحث عن الأب في الآخرين، وبعد أن كبرت قررت أن اتوقف عن ذلك فوفاة والدي قضاء وقدر، وقررت مواصلة الحياة والعودة للدراسة رغم العمل، وفعلاً تمكنت من هذا الأمر بعد عدة سنوات وواصلت الدراسة حتى حصلت على شهادة الدكتوراه إلى جانب نجاحي في عمل وكنت حينها في شركة نفط البحرين ألبا.
من التجارب الأخرى التي تحدث عنها كانت حول فترة انتقاله إلى العمل من شركة بابكو إلى إدارة الكهرباء بطلب من الحكومة، في ذلك الوقت كان أمام قرارين مهمين وهم ضمان سلامة الأجهزة والمعدات وضمان عدم حصول خطأ في محطات الكهرباء لأن أي خطأ في محطة يؤثر على الأخرى، فقام بتطبيق نظام خاص بالأجهزة وتعليق لوحة على الحائط تحتوي اسم كل جهاز ومتى يتم تصليحه وكل المعلومات المتعلقة به، لضمان عمل الصيانة الدورية للأجهزة وعدم تعطلها، إلى جانب عمل كتيب عن إدارة وصيانة المحطات الكهربائية.
أيضاً كان لابد من حل مشكلة الإنقطاعات الكهربائية المتكررة والتي تحدث بسبب عطل نتيجة الحفر في الأرض وانهيار العديد من الإجهزة بسبب هذا الخلل، فأخذ الموضوع سنتين كاملتين من الدراسات حتى تمكنا من حل المشكلة وإلى الآن لانشهد انقطاعات كلية للكهرباء في البحرين.
وأضاف: قمنا بإختيار كابل للكهرباء أقوى وأقل تكلفة وأخف وزناً، ينتج في عدد بسيط من الدول، لم نكن نملك قرار بإنتاج مثل هذا الكابل في البحرين، حاولت وواجهت الكثير من العواقف لصنع مثله، كانت الشركات تضع شروط تعجيزية، في هذا الوقت كنا في البحرين نحاول صنع مثل هذه التقنية بطريقة مقاربة بنسبة كبيرة، تواصلنا مع شركة في أمريكا وتم التفاوض معهم لشراء جهاز يقوم بصنع كابلات بمثل المواصفات التي نريدها، وتمكنا من اختراق الأسواق وصنع آلاف الأطنان في البحرين لصناعة الكهرباء.
أما في فترة العمل في شركة البحرين لصناعة البتروكيماويات، قمنا بقرار إنتاج اليوريا، وهذا القرار كان مبنياً على أساس أن هذه المادة أكثر سلامة من المواد الأخرى التي كانت تستخدم في ذلك الوقت، في البداية واجهتنا معارضة كبيرة جداً على هذه الفكرة، لم أستسلم للأمر، قمت بتعيين مدير للمشروع رغم عدم وجود المشروع، وبعد سنوات عينت مديراً مساعداً للمشروع، كافحت وكنت في كل مرة أتحدث عن فوائد المشروع حتى تحول هذا المشروع إلى واقع.
ومن الأمثلة الأخرى التي تحدث عنها السيد قال: في شركة بابكو أعطاني جلالة الملك المفدى توجيهاً بزيادة كمية النفط، فتوجهت إلى أبوظبي لحضور مؤتمر خاص واكتشفت أن هناك طريقة جديدة تسمى بالحفر الأفقي، بعدها عدت إلى البحرين واقترحت الفكرة على أحد المسؤولين، قال لي: من يتحمل المسؤولية؟ قلت له: أنا، فاجتمعنا بعدة شركات محلية وعالمية وتأكدنا من أن الطريقة آمنة جداً، فبدأنا المشروع وتمكنا من زيادة إنتاج النفط بنسبة 100%.