دخلت الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة (بحريننا)، عامها الثالث وسط إنجازات ومبادرات رائدة في إطار الرؤية التنموية الشاملة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، أيده الله، والتي جعلت في مقدمة أولوياتها احترام حقوق الإنسان وترسيخ روح الوحدة الوطنية وقيم المواطنة الصالحة في إطار الدولة المدنية الحديثة القائمة على أسس العدل والمساواة وسيادة القانون.ومنذ تدشينها بمبادرة من الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية في 26 مارس 2019، شكلت هذه الخطة الوطنية الشاملة وثيقة استرشادية نابعة من النهج الإصلاحي والفكر الإنساني الحكيم لصاحب الجلالة الملك المفدى، وبرنامج عمل الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، فيما يختص بترسيخ الهوية الوطنية الخليجية والعربية والإسلامية وقيم الولاء والانتماء والتسامح في مجتمع يسوده الأمن والاستقرار كركيزة للتحديث والتنمية المستدامة.من خلال الشراكة المجتمعية ... معا نصنع المستقبل..ووضعت الخطة الوطنية في مقدمة أولوياتها تعزيز الهوية البحرينية الجامعة، بقيمها الوطنية المعززة للولاء لجلالة الملك والانتماء وحب الوطن والفخر بمنجزاته والاعتزاز بتضحيات قواته الأمنية والعسكرية في الدفاع عن سيادته ووحدته وصون أمنه ومكتسباته، وقيمها الاجتماعية في تكريس التسامح والتعايش والأمن والطمأنينة والمواطنة الصالحة والتعددية وقبول الآخر والتضامن والمسؤولية الاجتماعية، والقيم السياسية في توطيد الديمقراطية والمشاركة العامة والتوافق الوطني، وقيمها الإنسانية في احترام حقوق الإنسان وحرياته السياسية والمدنية والثقافية على أسس من العدل والمساواة، بالتوافق مع الدستور والميثاق والاتفاقيات الدولية.وعلى أسس راسخة من الشراكة المجتمعية والمسؤولية الوطنية للمؤسسات الحكومية والخاصة والأهلية والإعلامية، واصلت مملكة البحرين تنفيذ مبادرات الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة "بحريننا"، وعددها 107 مبادرات في خمسة مسارات تشمل: برامج الانتماء بنسبة 33% من إجمالي المبادرات، وحملات العلاقات العامة (19%)، ومبادرات الإعلام (18%)، ومبادرات المناهج والمقررات (13%)، ومبادرات التشريعات والأنظمة (17%)، تم إنجاز 81% من مجموع هذه المبادرات خلال العامين الماضيين، منها 41% تم تفعيلها بالكامل بمتابعة حثيثة من معالي وزير الداخلية رئيس لجنة متابعة تنفيذ الخطة.وتضمنت الخطة الوطنية (36) مبادرة لتعزيز الانتماء، من ضمنها: "دعم المعسرين (مبادرة فاعل خير)، وتنظيم مهرجانات البحرين من الفعاليات التراثية الثقافية والفنية والأعياد الوطنية ومهرجان التراث السنوي، وجواز عبور السياحة الثقافية، وسجل التميز الوطني (بنك الذهب) ويضم أصحاب الإنجازات الوطنية والحاصلين على أوسمة الكفاءة وجوائز الدولة التقديرية، ومشروع "مدينة الشباب 2030"، وإطلاق جائزتي الريادة للمراكز الشبابية وامتياز للأندية الوطنية، وجوائز ريادة الأعمال، و"قصص نجاح"، والبرنامج الوطني لتطوير القيادات الحكومية، وبرنامج خدمة العملاء، و"سفراء الوطن" لتهيئة الطلبة المبتعثين والراغبين في الدراسة بالخارج، وتوعيتهم بتاريخ الوطن وقيمه وإنجازاته، وبرنامج تطوير قدرات ومهارات الشباب في كتابة الخطاب السياسي، وتعزيز الهوية الوطنية ودعم الانتماء الوطني للطلاب، وجارٍ العمل على تنفيذ مبادرات الاحتفاء السنوي بيوم "العَلم"، وإعداد وتطوير منصة "خبراء البحرين"، و"منصة تسجيل المتطوعين"، وتعزيز الصناعات الوطنية البحرينية، وتصنيف مواقع معززة للصحة، وبرنامج (المدن الصحية) لتحسين الجوانب الصحية والبيئية والاقتصادية الاجتماعية في المدن بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وإنشاء سجل المتطوعين ضمن برنامج "أصدقاء تعزيز الصحة"، وبرنامج "منظومة التشبيك بين المنظمات الأهلية"، وغيرها من برامج ومبادرات لتعزيز الانتماء الوطني.واشتملت حملات العلاقات العامة على (20) مبادرة لترويج القيم البحرينية بين أبناء الوطن، كان من أبرزها: تقديم وزارة الخارجية لتطبيق "وجهتي" عبر الهواتف الذكية بالتعاون مع هيئة ‏المعلومات والحكومة الإلكترونية كمنصة إلكترونية لخدمة المواطنين الراغبين في السفر إلى الخارج بغرض الدراسة والعلاج والسياحة وتحديث معلومات التواصل معهم حفاظًا على أمنهم وسلامتهم، وتدشين وزارة الصناعة والتجارة والسياحة مبادرة "صُنع في البحرين" في يناير 2020 لتقدير الصناعات البحرينية وتسويقها وإبراز جودتها داخليًا وخارجيًا بإصدار شهادة لتسجيل هذه العلامة في العديد من المصانع، وإنجاز مركز الاتصال الوطني لمبادرة "حقائق وطنية" لإنتاج أفلام تلفزيونية قصيرة تؤكد أهمية استقاء المعلومات الصحيحة من مصادرها الصحيحة وتكذيب المعلومات الخاطئة، و"البحرين في قلوبنا" لتشجيع موظفي القطاع الحكومي على ارتداء شعار أو علم البحرين، وتقديم رسائل من وزير التربية والتعليم لجميع المتفوقين في مختلف المراحل التعليمية، ومتابعة معهد البحرين للتنمية السياسية لبرنامج (ترابط) للتوعية بمبادئ الممارسات ‏الديمقراطية ونشر ثقافة الحوار وتبادل الرأي وترسيخ قيمة المواطنة، وغيرها من المبادرات.ويتم تنفيذ (19) مبادرة إعلامية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة بدعم وتعاون من وزارة شؤون الإعلام ومركز الاتصال الوطني والجهات الحكومية المختصة، ومشاركة كوادرها الإعلامية والفنية في إنجاح المبادرات ذات الصلة، ومن بينها: تفعيل القوانين والأنظمة ومواثيق الشرف الإعلامية لإبراز الصورة الإيجابية للمواطنين، وتوظيف البرامج الإذاعية والتلفزيونية، وتطوير المحتوى الإعلامي البحريني إلكترونيًا، والدعم الإعلامي للشركاء في تنفيذ الخطة الوطنية، وإبراز جهود المؤسسات الوطنية في التعريف بعادات وتقاليد البحرين ونشر "الثقافة البرلمانية"، ودعم الإصدارات الوطنية، ومتابعة وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف جهودها في تعزيز الخطاب الديني المعتدل في دور العبادة، من خلال عقد الندوات والدورات ‏التدريبية.وواصلت وزارة التربية والتعليم دورها في تنفيذ العديد من المبادرات والبرامج لعام 2019 وعام 2020 لتطوير المناهج والمقررات الدراسية، وتشمل (14) مبادرة بالتعاون مع الجهات الحكومية المختصة لدعم أهداف الخطة في إطار المشروع ‏الوطني لتطوير التعليم والتدريب برئاسة سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء، ومن أبرز إنجازاتها: مراجعة وتعديل جميع المناهج التعليمية في المدارس الحكومية والخاصة، وبرنامج الخدمة الوطنية للمشاركة في خدمة المجتمع، ويوم اللباس الوطني، والبحرين في القلوب، وبرنامج رعاية طلبة البحرين في الخارج بالتعاون مع وزارة الخارجية، وتطوير مقررات المواطنة وحقوق الإنسان، والتوسع في مشروع المدرسة المعززة للمواطنة وتعميمه على مختلف المدارس الحكومية والخاصة، واعتماد مقرر تاريخ البحرين في المدارس الخاصة، واستحداث مقرر الانتماء الوطني بمتابعة من مجلس التعليم العالي، وتطوير برنامج زيارة المعالم التراثية والثقافية لطلبة المدارس الحكومية والخاصة، والعمل على تطوير مقرر الثقافة الشعبية مع تأصيل العادات والتقاليد والموروث الشعبي البحريني، واستحداث مقرر استشراف المستقبل في المدارس الحكومية والخاصة وربطه برؤية البحرين الاقتصادية.وفي إطار التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، تضمنت الخطة الوطنية (18) مقترح لمبادرات لتطوير التشريعات والأنظمة الوطنية لحماية الوحدة الوطنية والمحافظة على النسيج الاجتماعي، وتجريم أي أفعال أو دعوات من شأنها إثارة خطاب الكراهية، تم من خلالها إطلاق وزارة الداخلية لبرنامج (معا) لمكافحة العنف والإدمان، وبرنامج (تمام) لتأهيل المحكومين وإدماجهم بالمجتمع عبر إصلاحهم ورفع كفاءتهم والاستعانة بهم وقت الكوارث من خلال العقوبات البديلة، وجار دراسة عدة مقترحات ضمن مسار الأنظمة و التشريعات مثل استحداث أنظمة جديدة لتحفيز الإبداع الوطني، وتفريغ المبدعين دعمًا لإبداعاتهم وإسهاماتهم الوطنية، وتنظيم استخدام شعار البحرين في الأعمال التجارية، ومراجعة الأسماء التجارية للتأكد من سلامة اللغة العربية، واستحداث نظام لإجازة وتنظيم المؤسسات الدينية الإرشادية المختلفة لجميع الأديان والمذاهب، ونظام السجل التعليمي الإلكتروني، فضلاً عن تدعيم دور السفارات في مساعدة المواطنين بالخارج، وتطوير آلية مراجعة سيناريوهات الأعمال الفنية للتأكد من عدم إساءتها للانتماء الوطني وقيم المواطنة.ولا شك أن إنجاز 81% من مبادرات وبرامج الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة (بحريننا) بمتابعة من 25 وزارة ومؤسسة شبه حكومية طيلة عامين إنما يعكس التزام الدولة بجميع مؤسساتها بالمسؤولية الوطنية في إطار التعاون بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، بالشراكة مع القطاع الخاص والمجتمع المدني، ووعي أبناء المجتمع البحريني بجميع مكوناته، وتمسكهم بالقيم الوطنية والاجتماعية والسياسية والإنسانية، والتي مثلت صمام الأمان في مواجهة التحديات الأمنية والتوترات الإقليمية والدولية، وعززت من نجاح فريق البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في مواجهة جائحة فيروس كورونا، وما اتخذه من إجراءات احترازية وتدابير وقائية وحزم مساعدات مالية واقتصادية أسهمت في المحافظة على الصحة والسلامة العامة لجميع المواطنين والمقيمين، والتخفيف من حدة تداعياتها.إن مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى وجهود الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ماضية في مسيرتها التنموية والحضارية وتعزيز مكانتها الرائدة إقليميًا ودوليًا كمنارة للحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة والتعايش السلمي بين الحضارات والثقافات الإنسانية، بفضل الرؤية الملكية السامية في ترسيخ ثقافة الانتماء الوطني، والاعتزاز بالهوية البحرينية النابعة من انتمائها الخليجي والعربي، ومبادئ الدين الحنيف الداعية للتسامح والاعتدال، وتأصيل مفاهيم المواطنة الإيجابية فكرًا وتطبيقًا، وتجسيدها ومتابعة تنفيذها في إطار مبادرات الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة (بحريننا).