محرر الشؤون المحلية
الشيخ محمد بن خليفة الكبير بنى أعجوبة معمارية بإنشاء قلعة صبحا الحضارية
- الدولة الخليفية ساهمت في ازدهار القلاع والحصون العسكرية بشبه جزيرة قطر
- صبحا فكرة ابتكارية غير مسبوقة يصعب تحقيقها وفق إمكانات المرحلة
- الشيخ محمد بن خليفة الكبير أمر بتسوير الزبارة وجعل فيها أبواباً محمية للدخول والخروج
- تشييد القلعة بمسافة تبعد بين ميل إلى ميلين من البحر
- أهل الزبارة كنوا قلعة صبحا بـ«مرير» نسبة للماء الذي بنيت حوله
- أمر الشيخ محمد بن خليفة الكبير بحفر قناة مائية من البحر إلى بوابة القلعة
- قلعة «صبحا» تحمل مواصفات عمرانية نادرة جاءت متزامنة مع الارتقاء في الفكر الإداري العسكري
- القلعة جسدت رؤى المؤسس الشيخ محمد بن خليفة الكبير على أرض الواقع مع أول اختبار عسكري
- الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة واجه حصار نصر آل مذكور على الزبارة بجدارة واقتدار
- وجود الإمدادات من البر أفشل حصار الزبارة وانتصر الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة في المعركة
- لوريمر: الزبارة شكلت منذ القدم حصناً لآل خليفة
- «قلعة صبحا» حامية لأهل الزبارة من أعداء البر وللمياه الإقليمية للإمارة
شهدت المنشآت العسكرية إبان الدولة الخليفية نهضة في فلسفة الفن المعماري العسكري في شبه جزيرة قطر وجزيرة العرب فمع تولي الشيخ محمد بن خليفة الكبير الحكم في الزبارة عام 1762م، قام بالتخطيط لإنشاء قلعة تحافظ على المكتسبات الحضارية لإمارته، فبنى أعجوبة معمارية، رغم قلة الإمكانات في ذلك العصر.
وأراد الشيخ محمد بن خليفة الكبير أن تكون قلعته في البر لتكون حامية لأهل الزبارة من أعداء البر، وترتبط في الوقت نفسه بالبحر لتكون حامية للمياه الإقليمية للإمارة، فهي معدة لحماية الإمارة براً وبحراً في آن واحد، وتعد هذه فكرة ابتكارية غير مسبوقة في ذلك الزمن، وأمر يصعب تحقيقه وفق إمكانات المرحلة، ولكنها تحققت.
واختار الشيخ محمد بن خليفة الكبير مكان القلعة بمسافة تبعد بين ميل إلى ميلين من البحر، وأمر بحفر قناة مائية من البحر إلى بوابة القلعة.
قلعة صبحا
ومن جانب آخر أمر بتسوير الزبارة، وجعل فيها أبواباً محمية للدخول والخروج تعزيزاً لأمن الإمارة.
فكانت المحصلة هي: قلعة صبحا، تلك القلعة التي كتبت فيها القصائد والأشعار، ومن أبرزهم الشاعر الشيخ محمد بن أحمد بن سلمان بن أحمد الفاتح وكان مما قال:
سقى قصر صبحا من غوادي ربابها
موطن أجدودي كم شيخ ربا بها
بنى جدنا قصر الزباره وشيده
على الساحل البحري الشمالي بنى بها
حماها بأبراج من الخوف والخطر
وفرش أرض قصره بالكرم عن ترابها
وشق البحر للسفن توصل إلى القصر
بكامل حمولتها تشرع ببابها
وسموها باسمين الزبارة وصبحه
الأجداد سموها باسم زهابها
الزبارة اسم طعس عن القاع مرتفع
وصبحا اسم بنت جميل شبابه
بالإضافة لتسميتها الأصلية بصبحا والزبارة، فقد كناها أهل الزبارة بقلعة مرير، نسبة إلى الماء الذي بنيت حوله، ويعود تأسيسها إلى عام 1182هـ الموافق لـ 1768.
وصف صبحا
وبين وثائقي «الوطن» الذي يسرد فترة محورية من تاريخ سيادة آل خليفة على شبه جزيرة قطر وجزر البحرين، وقد سرد المؤرخ راشد بن فاضل البنعلي سرد وصفاً دقيقاً لقلعة صبحا في كتابه مجموع الفضائل في فن النسب وتاريخ القبائل ومن ذلك قوله «فأقام بناءها الشيخ محمد بن خليفة، وجعل في كل جهة منها ثلاثة أبراج ضخام وأنا ذرعت ساس هذه القلعة خمسة أذرع، وبنى بها مسجداً للجمعة مطوي سقفه بالقباب، وبها بئر ماء عذب، وبنى أيضاً سورين من باب الزبارة إلى القلعة، سور من الجنوب مستطيل من باب البلد شرقاً إلى القلعة، والثاني كذلك من الشمال متصل من القلعة إلى باب البلد من الغرب، والطريق بين السورين، وكذلك حفر من جنوب البلد خليجاً للسفن من البحر شرقاً إلى القلعة برزخ بين برين، وبنى الجهتين بالصاروج ومسافة هذا الحلقوم والحفر قدر ميلين تجري فيه السفن».
وعن أهمية القناة المائية باعتبارها جزءاً من المشروع الكبير المرتبط ببناء قلعة صبحا، يوضح جون غوردون لوريمر المؤرخ البريطاني:«يقال إن قلعة مرير كانت متصلة بالبحر بخور يمكن القوارب المبحرة من تنزيل حمولاتها عند بوابة القلعة».
أول اختبار عسكري
وتزامنت هذه الرؤية الابتكارية في المواصفات العمرانية لقلعة «صبحا» مع الارتقاء في الفكر الإداري العسكري، وتجسدت رؤى المؤسس الشيخ محمد بن خليفة الكبير على أرض الواقع مع أول اختبار عسكري، فقاد نجله الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة مواجهة الحصار على الزبارة الذي فرضه نصر آل مذكور بجدارة واقتدار، ففشلت عملية الحصار لوجود الإمدادات من البر وانتصر آل خليفة في المعركة، وكان ذلك عام 1782-1783م ميلادية.
وكشف وثائقي «الوطن» الذي يسرد فترة محورية من تاريخ سيادة آل خليفة على شبه جزيرة قطر وجزر البحرين، أن جون غوردون لوريمر المؤرخ البريطاني الشهير في كتابه الموسوعي «دليل الخليج»، لم يربط استقرار آل خليفة في الزبارة، بالنهضة التي حدثت فيها فحسب، بل ربط استقرار آل خليفة في الزبارة، ببداية تاريخ شبه جزيرة قطر الحديث.
وقال لوريمر: «يبدأ التاريخ الحديث لقطر باستقرار عائلة آل خليفة – وهم فرع من العتوب – فيها، وذلك حينما هاجروا من الكويت واستقرّوا في الزبارة على ساحل هذا الإقليم الممتد في البحر».
وقد ساهم هذا الاستقرار بازدهار القلاع والحصون العسكرية في الزبارة، وبحسب لوريمر فإن الزبارة شكلت منذ القدم حصناً لآل خليفة، وتقع فيها ما بين عشر إلى اثنتي عشرة قلعة ضمن دائرة نصف قطرها سبعة أميال منها قلاع فريحة وحلوان وليشا وعين محمد وقلعة مرير والرقيات وأم الشويل والثغب وغيرها كقلعة ربيجة الشهيرة.
الشيخ محمد بن خليفة الكبير بنى أعجوبة معمارية بإنشاء قلعة صبحا الحضارية
- الدولة الخليفية ساهمت في ازدهار القلاع والحصون العسكرية بشبه جزيرة قطر
- صبحا فكرة ابتكارية غير مسبوقة يصعب تحقيقها وفق إمكانات المرحلة
- الشيخ محمد بن خليفة الكبير أمر بتسوير الزبارة وجعل فيها أبواباً محمية للدخول والخروج
- تشييد القلعة بمسافة تبعد بين ميل إلى ميلين من البحر
- أهل الزبارة كنوا قلعة صبحا بـ«مرير» نسبة للماء الذي بنيت حوله
- أمر الشيخ محمد بن خليفة الكبير بحفر قناة مائية من البحر إلى بوابة القلعة
- قلعة «صبحا» تحمل مواصفات عمرانية نادرة جاءت متزامنة مع الارتقاء في الفكر الإداري العسكري
- القلعة جسدت رؤى المؤسس الشيخ محمد بن خليفة الكبير على أرض الواقع مع أول اختبار عسكري
- الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة واجه حصار نصر آل مذكور على الزبارة بجدارة واقتدار
- وجود الإمدادات من البر أفشل حصار الزبارة وانتصر الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة في المعركة
- لوريمر: الزبارة شكلت منذ القدم حصناً لآل خليفة
- «قلعة صبحا» حامية لأهل الزبارة من أعداء البر وللمياه الإقليمية للإمارة
شهدت المنشآت العسكرية إبان الدولة الخليفية نهضة في فلسفة الفن المعماري العسكري في شبه جزيرة قطر وجزيرة العرب فمع تولي الشيخ محمد بن خليفة الكبير الحكم في الزبارة عام 1762م، قام بالتخطيط لإنشاء قلعة تحافظ على المكتسبات الحضارية لإمارته، فبنى أعجوبة معمارية، رغم قلة الإمكانات في ذلك العصر.
وأراد الشيخ محمد بن خليفة الكبير أن تكون قلعته في البر لتكون حامية لأهل الزبارة من أعداء البر، وترتبط في الوقت نفسه بالبحر لتكون حامية للمياه الإقليمية للإمارة، فهي معدة لحماية الإمارة براً وبحراً في آن واحد، وتعد هذه فكرة ابتكارية غير مسبوقة في ذلك الزمن، وأمر يصعب تحقيقه وفق إمكانات المرحلة، ولكنها تحققت.
واختار الشيخ محمد بن خليفة الكبير مكان القلعة بمسافة تبعد بين ميل إلى ميلين من البحر، وأمر بحفر قناة مائية من البحر إلى بوابة القلعة.
قلعة صبحا
ومن جانب آخر أمر بتسوير الزبارة، وجعل فيها أبواباً محمية للدخول والخروج تعزيزاً لأمن الإمارة.
فكانت المحصلة هي: قلعة صبحا، تلك القلعة التي كتبت فيها القصائد والأشعار، ومن أبرزهم الشاعر الشيخ محمد بن أحمد بن سلمان بن أحمد الفاتح وكان مما قال:
سقى قصر صبحا من غوادي ربابها
موطن أجدودي كم شيخ ربا بها
بنى جدنا قصر الزباره وشيده
على الساحل البحري الشمالي بنى بها
حماها بأبراج من الخوف والخطر
وفرش أرض قصره بالكرم عن ترابها
وشق البحر للسفن توصل إلى القصر
بكامل حمولتها تشرع ببابها
وسموها باسمين الزبارة وصبحه
الأجداد سموها باسم زهابها
الزبارة اسم طعس عن القاع مرتفع
وصبحا اسم بنت جميل شبابه
بالإضافة لتسميتها الأصلية بصبحا والزبارة، فقد كناها أهل الزبارة بقلعة مرير، نسبة إلى الماء الذي بنيت حوله، ويعود تأسيسها إلى عام 1182هـ الموافق لـ 1768.
وصف صبحا
وبين وثائقي «الوطن» الذي يسرد فترة محورية من تاريخ سيادة آل خليفة على شبه جزيرة قطر وجزر البحرين، وقد سرد المؤرخ راشد بن فاضل البنعلي سرد وصفاً دقيقاً لقلعة صبحا في كتابه مجموع الفضائل في فن النسب وتاريخ القبائل ومن ذلك قوله «فأقام بناءها الشيخ محمد بن خليفة، وجعل في كل جهة منها ثلاثة أبراج ضخام وأنا ذرعت ساس هذه القلعة خمسة أذرع، وبنى بها مسجداً للجمعة مطوي سقفه بالقباب، وبها بئر ماء عذب، وبنى أيضاً سورين من باب الزبارة إلى القلعة، سور من الجنوب مستطيل من باب البلد شرقاً إلى القلعة، والثاني كذلك من الشمال متصل من القلعة إلى باب البلد من الغرب، والطريق بين السورين، وكذلك حفر من جنوب البلد خليجاً للسفن من البحر شرقاً إلى القلعة برزخ بين برين، وبنى الجهتين بالصاروج ومسافة هذا الحلقوم والحفر قدر ميلين تجري فيه السفن».
وعن أهمية القناة المائية باعتبارها جزءاً من المشروع الكبير المرتبط ببناء قلعة صبحا، يوضح جون غوردون لوريمر المؤرخ البريطاني:«يقال إن قلعة مرير كانت متصلة بالبحر بخور يمكن القوارب المبحرة من تنزيل حمولاتها عند بوابة القلعة».
أول اختبار عسكري
وتزامنت هذه الرؤية الابتكارية في المواصفات العمرانية لقلعة «صبحا» مع الارتقاء في الفكر الإداري العسكري، وتجسدت رؤى المؤسس الشيخ محمد بن خليفة الكبير على أرض الواقع مع أول اختبار عسكري، فقاد نجله الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة مواجهة الحصار على الزبارة الذي فرضه نصر آل مذكور بجدارة واقتدار، ففشلت عملية الحصار لوجود الإمدادات من البر وانتصر آل خليفة في المعركة، وكان ذلك عام 1782-1783م ميلادية.
وكشف وثائقي «الوطن» الذي يسرد فترة محورية من تاريخ سيادة آل خليفة على شبه جزيرة قطر وجزر البحرين، أن جون غوردون لوريمر المؤرخ البريطاني الشهير في كتابه الموسوعي «دليل الخليج»، لم يربط استقرار آل خليفة في الزبارة، بالنهضة التي حدثت فيها فحسب، بل ربط استقرار آل خليفة في الزبارة، ببداية تاريخ شبه جزيرة قطر الحديث.
وقال لوريمر: «يبدأ التاريخ الحديث لقطر باستقرار عائلة آل خليفة – وهم فرع من العتوب – فيها، وذلك حينما هاجروا من الكويت واستقرّوا في الزبارة على ساحل هذا الإقليم الممتد في البحر».
وقد ساهم هذا الاستقرار بازدهار القلاع والحصون العسكرية في الزبارة، وبحسب لوريمر فإن الزبارة شكلت منذ القدم حصناً لآل خليفة، وتقع فيها ما بين عشر إلى اثنتي عشرة قلعة ضمن دائرة نصف قطرها سبعة أميال منها قلاع فريحة وحلوان وليشا وعين محمد وقلعة مرير والرقيات وأم الشويل والثغب وغيرها كقلعة ربيجة الشهيرة.