إشادة بتجربة البحرين الرائدة والمتميزة في إدارة الأزمات الطارئة

نظم الاتحاد العربي للتطوع في مملكة البحرين الندوة الدولية حول واقع الصحة في الوطن العربي تحت رعاية سعادة السيدة فائقة بنت سعيد الصالح وزيرة الصحة، وذلك عبر المنصة الإفتراضية Zoom، وبالتعاون وزارة الصحة في مملكة البحرين، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في المملكة العربية السعودية، ومنظمة الصحة العالمية المكتب الإقليمي في جمهورية مصر العربية، ومستشفى السلام التخصصي في مملكة البحرين، وبمشاركة نخبة من الخبراء المتخصصين في هذا المجال، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للصحة والذي يصادف 7 من أبريل 2021م من كل عام.

افتتح الندوة السيد حسن بوهزاع رئيس الاتحاد العربي للتطوع، وشارك فيها الدكتورة وفاء الشربتي مدير إدارة تعزيز الصحة بوزارة الصحة البحرينية، والدكتورة نعيمة القصير ممثل منظمة الصحة العالمية في جمهورية مصر العربية، والدكتور علي حامد الغامدي مستشار إدارة المساعدات الصحية والبيئية بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والدكتور جمال صالح إستشاري جراحة العظام والكسور بمستشفى السلام التخصصي رئيس الجمعية البحرينية للطب الرياضي والعلوم الرياضية، وخبراء وممثلي عدد من المؤسسات الرسمية والأهلية ذات المسؤولية المجتمعية والمهتمة بهذا الشأن، وجمهور من الحضور في الوطن العربي، وذلك بهدف تسليط الضوء على أدوار المنظمات الدولية في في تعزيز المجال الصحي، ومناقشة الممارسات والآليات التي تخدم المجال الصحي على أرض الواقع، وكذلك المســــاهمة في رفع مسـتوى الوعي لـدى المجتمـع بأهمـــية تطوير القطاع الصحي، وتشجيع المجتمع على إتخاذ التدابير لمواجهة الأزمات الصحية الطارئة.

وخلال إفتتاحه للندوة أشاد السيد حسن بوهزاع رئيس الاتحاد العربي للتطوع بتوجهات قيادة مملكة البحرين في تعزيز القطاع الصحي العام، وتقديمها نموذجاً رائداً ومتميزاً في إدارة الأزمات الطارئة بكل إقتدار وكفاءة عالية وخصوصاً أزمة كورونا (كوفيد 19)، وذلك بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس اللجنة التنسيقية للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد 19) حفظه الله ورعاه وبتوجهيات سديدة من صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه.

وقال "أن الاتحاد العربي للتطوع يسعى لطرح المبادرات وإطلاق العديد من الحملات التوعوية، وتنظيم الندوات الدولية التي تخدم مختلف المجالات وعلى رأسها المجال الصحي، وذلك تماشياً مع التوجهات الملكية السامية للقيادة الرشيدة وتحقيقاً لرؤيتها في النهوض بمجال الصحة، والمساهمة في رفع مستوى الوعي العام بأهمية تحقيق نظام صحي، حيث أن الظروف الاستثنائية الراهنة أصبحت تشكل منعطفاً مهماً في هذا المجال، ونقطة ارتكاز لكثير من التغييرات التي سيشهدها هذا المجال، الأمر الذي يستدعي تكاتف الجهود لبناء منظومة متطورة من المفاهيم حول كيفية تحقيق نظام صحي متكامل ومستدام".

وتابع بوهزاع قائلاً " أن هذه الجهود، وما نسعى إليه تأتي لتصب في إتجاه تحقيق تطلعات القيادة الرشيدة بتعزيز مشاركة منظمات المجتمع المدني في سبيل تحقيق التنمية الشاملة المستدامة لمملكة البحرين والوطن العربي ككل، مضيفاً أن الندوة قدمت عصفاً ذهنياً مهماً لكثير من القضايا الخاصة في المجال الصحي، وناقشت عدد من المحاور الهامة والتحديات التي تواجه واقع الصحة في الوطن العربي في ظل جائحة كورونا (كوفيد 19)، وخرجت بجملة من المقترحات والتوصيات التي من شأنها أن تعزز الجهود المبذولة في سبيل تطوير القطاع الصحي في المنطقة العربية.

من جانبها أكدت الدكتورة وفاء الشربتي مدير إدارة تعزيز الصحة بوزارة الصحة أن إدارة تعزيز الصحة بمشاركة جميع الجهات ذات العلاقة تسعى إلى تعزيز صحة الفرد و المجتمع من خلال التشجيع على إتباع أنماط الحياة الصحية وخلق بيئة تعزز الممارسات الصحية، وأن من أهم الأهداف الإستراتيجية رفع مستوى الوعي الصحي لدى المواطنين و المقيمين وتعزيز المسئولية الذاتية لديهم فيما يتعلق بالصحة.

منوهة إلى أهمية تكوين شراكات مجتمعية مع القطاعات الحكومية والأهلية والخاصة لتعزيز الصحة العامة في مملكة البحرين، وخصوصاً فيما يتعلق بتأسيس كيانات صحية و بيئات داعمة ومعززة للصحة.

وأكد الدكتور جمال صالح إستشاري جراحة العظام والكسور بمستشفى السلام التخصصي رئيس الجمعية البحرينية للطب الرياضي والعلوم الرياضية، خلال مشاركته في الندوة أن القطاع الطبي الخاص هو الرديف واليد اليمنى للقطاع الطبي العام، واتضح ذلك جلياً خلال جائحة كورونا التي عمت جميع دول العالم حيث لجأت الكثير من الحكومات والأنظمة الصحية الحكومية إلى الأنظمة الصحية الخاصة والمؤسسات الخاصة والشركات الطبية الخاصة من أجل مساعدتها في العديد من الجوانب الهامة ومنها توفير الأسِره والخدمات الطبية والصحية الطارئة، وكذلك مساعدة الحكومات في تقديم فحوصات الكورونا وتزويدها بالأجهزة الطبية الطارئة، كما ساهم بكفاءة في تغطية جوانب النقص وردم الفجوة التي كان يعاني منها القطاع الصحي العام.

لافتاً إلى أن القطاع الصحي الخاص يعتبر ركيزة مجتمعية ومحورية وله دور مفصلي في تحقيق الإكتفاء الداخلي الذاتي وتحقيق الأمن الطبي الوطني في الدول العربية ودول الخليج، مؤكداً أن الجميع يعتبرون شركاء في خدمة الأوطان، وتنميتها في حالات السلم وفي حالات الجوائح.

وأوضح الدكتور علي حامد الغامدي مستشار إدارة المساعدات الصحية والبيئية بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية خلال مشاركته في الندوة أن للمركز دور هام وبارز في تعزيز القطاع الصحي في مختلف الدول وعلى رأسها الدول المنكوبة والمتضررة والتي تعاني من تدهور في القطاع الصحي، مشيراً إلى أن المركز ينفذ مبادرات إنسانية تخدم هذا المجال وبشكل متواصل.

من جانبها تحدثت الدكتورة نعيمة القصير ممثل منظمة الصحة العالمية في جمهورية مصر العربية عن دور منظمة الصحة العالمية ومسؤولياتها في مجال البحوث الصحية خلال جائحة كورونا (كوفيد 19)، مؤكدةً على المنظمة واصلت أنشطتها في التبليغ بالمخاطر والمشاركة المجتمعية من خلال شبكة المنظمة للمعلومات عن الأوبئة (‏EPI-WIN‏)، ‏وغيرها من المنصات لمواجهة الشائعات والمعلومات المضللة، وكذلك الاستمرار في إيصال رسائل واضحة وإرشادات ونصائح منتظمة بشأن تطور جائحة (كوفيد 19)، وسبل الحد من إنتقال ‏المرض وإنقاذ الأرواح. ‏

كما عملت المنظمة مع الشركاء والبلدان لتوضيح العواقب طويلة الأجل المحتملة لجائحة (كوفيد 19)، مع التأكيد على الحاجة إلى تعزيز ‏التأهب عبر مختلف القطاعات وتعزيز الشفافية والتنسيق العالمي، بالإضافة إلى توضيح إستراتيجية فحوص التحري، ودعم البلدان لزيادة قدرتها على إجراء الفحوص، والسعي إلى إتاحة فرص الوصول ‏العادل إلى الاختبارات والمستلزمات التشخيصية في ضوء إخفاقات السوق والنقص العالمي. ‏

وخلال الندوة أشاد المتحدثين بتوجهات قيادة مملكة البحرين في تعزيز الصحة العامة، بالحملة الوطنية للتطعيم وتوفير اللقاحات المعتمدة مجانًا للمواطنين والمقيمين للسيطرة على الجائحة وتداعياتها، حيث قدمت من خلال ذلك نموذجاً رائداً ومتميزاً في إدارة الأزمات الطارئة خصوصاً أزمة كورونا (كوفيد 19).