بنا:تحتفي مملكة البحرين بيوم الإعلام العربي الذي يصادف اليوم الحادي والعشرين من أبريل من كل عام، وسط إنجازات رائدة في تطوير قطاع الإعلام والاتصال، في ظل الدعم اللامحدود من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، أيده الله، لحرية الصحافة وأداء الإعلام رسالته التنموية والتثقيفية في ظل بيئة تشريعية وتنظيمية منفتحة ومتقدمة تكفل آليات التعبير الحر والمسؤول عن الرأي.وتعتز المملكة في هذه المناسبة العربية بتاريخها العريق في المجال الصحفي والإعلامي، والممتد لأكثر من ثمانية عقود منذ تأسيس أول صحيفة بحرينية عام 1939، وانطلاق أول بث إذاعي عام 1940، مرورًا بافتتاح مبنى إذاعة ‏البحرين اللاسلكية في 21 يوليو 1955، وإنشاء أول مؤسسة حكومية لشؤون الإعلام في 26 يوليو 1965، وانطلاق أول بث تلفزيوني عام 1973، وإنشاء ‏تليفزيون البحرين عام 1975، ووكالة أنباء البحرين.وشهد الإعلام البحريني بجميع قنواته المطبوعة والمسموعة والمرئية والإلكترونية تطورات هائلة ‏من حيث الكم والمضمون واتساع آفاق حرية التعبير عن الرأي منذ انطلاقة المسيرة التنموية الشاملة لعاهل البلاد المفدى، بإقرار ميثاق العمل الوطني بموافقة 98.4% ‏من المواطنين في فبراير 2001 وإقرار التعديلات الدستورية، وترسيخ احترام ‏حقوق الإنسان وحرياته السياسية والمدنية والثقافية والاجتماعية، وفي مقدمتها حرية الصحافة والإعلام، وما تشهده المملكة من طفرة هائلة في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في ظل تبوئها المركز الأول عالميًا في استخدام الإنترنت بنسبة تتجاوز 99% ووسائل التواصل الاجتماعي بنسبة 87%، وفقًا لتقرير الرقمية العالمية 2021.‏وقد انعكست هذه الأجواء على تعزيز دور الصحافة ووسائل الإعلام بتعدد قنواته وتدشين ‏مركز الاتصال الوطني عام 2016 لتوحيد الخطاب الإعلامي الرسمي وتعزيز ‏التواصل مع الإعلام المحلي والخارجي، وتعزيز الشراكة الإعلامية مع القطاع الخاص والمجتمع المدني من خلال 528 شركة خاصة للإنتاج الإعلامي والفني، ودور جمعية الصحفيين البحرينية منذ عام 2000، ونادي ‏مراسلي ‏وسائل الإعلام الأجنبية عام 2005، واحتضان اتحاد الصحافة الخليجية منذ عام 2005، وسط مشاركة مشرفة للمرأة البحرينية في القطاع الإعلامي والصحفي، وجدارتها برئاسة جمعية الصحفيين، وعضوية لجنة التوازن بين الجنسين بالاتحاد الدولي للصحفيين.وقد أكد جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه في رسالته السامية بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة في الثالث من مايو 2020 أهمية دور الصحافة ووسائل الإعلام، باعتبارها: "لبنة أساسية في بناء المجتمع وتقدمه، ومنارة للفكر والإبداع والمعرفة، ومكونا أساسا في دولة القانون، وصمام أمان ضد التطرف والإرهاب وخطابات التحريض والكراهية"، مثمنًا جلالته تأدية وزارة الإعلام "رسالتها بكفاءة وإخلاص في تهيئة الأجواء التشريعية والتنظيمية أمام ازدهار الحريات الصحفية والإعلامية، والارتقاء بالإعلام المرئي والمسموع والإلكتروني، وإسهاماتها في الحفاظ على الهوية الوطنية البحرينية وإبراز تراثها الغني، وسعيها نحو الاستثمار في المواهب الوطنية، وتعزيز مكانة البحرين كمركز إشعاع حضاري"، و"إسهامها المستمر في دعم مسيرة التنموية والديمقراطية، وحرصها، بالشراكة مع الصحافة المحلية، على تطوير العمل الصحفي والإعلامي، وإرساء دعائم الكلمة الحرة النزيهة والموضوعية، وغرس مفاهيم الولاء والانتماء للوطن، وحماية الحق في المعرفة".وفي ضوء التوجيهات الملكية السامية، وبدعم من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، واصلت وزارة الإعلام مشروعاتها الفنية والتقنية والتشريعية في تطوير القطاع الإعلامي، اعتمادًا على كوادرها الوطنية الكفؤة والمبدعة بنسبة تجاوزت 98.8%، محققة إنجازات نوعية، من أبرزها: تنفيذ أكثر من 20 مشروعًا فنيًا وتقنيًا لتحديث البنية التحتية لقطاع الإعلام والاتصال، وإنشاء إدارة جديدة للإبداع والإعلام الإلكتروني، وتدشين المرحلة الأولى من مدينة الإنتاج الإعلامي والفني بمنطقة رأس حيان ضمن مشروع "القرية التراثية".كما تم إجراء تعديلات على بعض أحكام قانون تنظيم ‏الصحافة والطباعة والنشر الصادر بالمرسوم بقانون رقم (47) لسنة 2002 أحالها مجلس الوزراء إلى السلطة التشريعية، بما تتضمنه من مكتسبات عديدة لتعزيز الحريات المسؤولة، وتنظيم الإعلام الإلكتروني، وحماية حقوق الصحفيين والإعلاميين في التعبير ‏عن آرائهم والحصول على المعلومات والأخبار ونشرها وتداولها، بحرية وأمان واستقلالية، دون تجاوز للضوابط المهنية والأخلاقية وفقًا لميثاق الشرف الصحفي والمواثيق الدولية.وتعتز وزارة الإعلام بمشاركتها في الجهود التي يقودها صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وضمن "فريق البحرين" في التوعية بالإجراءات الوقائية لمكافحة فيروس كورونا المستجد، ونشر جميع الأخبار الرسمية والحقائق والمعلومات الموثوقة عبر مختلف المنابر الإخبارية والرقمية منذ تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بالفيروس بالمملكة في 24 فبراير 2020، وذلك بالتعاون مع الأجهزة الحكومية المختصة، مما أسهم في بث الطمأنينة والحفاظ على الصحة والسلامة العامة لجميع المواطنين والمقيمين، ومن بينها: نشر (1750) خبرا محليا باللغتين العربية والإنجليزية بنهاية يناير 2021 على وكالة أنباء البحرين، والتغطية المباشرة لعدد (35) مؤتمرًا صحفيًا للفريق الوطني الطبي، وتنفيذ حملة إعلامية توعوية شاملة بثماني لغات، تم من خلالها إنتاج وبث (185) فاصلاً تلفزيونيًا باللغة العربية، و(45) فاصلاً عبر القناة الدولية، و(324) فاصلاً إذاعيًا، مع استمرارية ‏الحملة التوعوية "قل خيرًا"، وغيرها من البرامج والفعاليات التثقيفية.وشاركت وزارة الإعلام في تدعيم الخدمات التعليمية عن بُعد بإنتاج وبث أكثر من (1188) حصة تعليمية متلفزة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وبثها على قناة البحرين الرياضية الثانية، وإعادة بثها عبر جميع المنصات الرقمية بمشاركة 50 فنيًا وتهيئة أربعة استديوهات مجهزة بالكامل، وغيرها من الواجبات الوطنية في ظل التزام الكوادر الإعلامية والفنية لدى تأدية رسالتها بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية.إن مملكة البحرين، وهي تحتفي بيوم الإعلام العربي، لتؤكد اعتزازها بمبادراتها لتعزيز العمل الإعلامي العربي المشترك والتي وافقت عليها جامعة الدولة العربية ومجلس وزراء الإعلام العرب فيما يختص بتحديث ميثاق الشرف الإعلامي العربي، وإدراج التربية الإعلامية في المناهج الدراسية، والعمل على اتخاذ إجراءات رسمية بحق الحسابات المشبوهة والقنوات الفضائية المثيرة للفتن والكراهية، وتفعيل الاستراتيجية الإعلامية العربية، في إطار حرصها الدائم على تعزيز دور الإعلام العربي في صون الهوية الثقافية والحضارية العربية، ونشر قيم التسامح والتعايش السلمي، وحماية الأمن القومي ودعم التنمية المستدامة.