محرر الشؤون المحليةأكدت فعاليات أن الدولة الخليفية أحدثت نظاماً إدارياً غير مسبوق بالمنطقة لتسجيل العقارات بإنشاء دائرة الأراضي المعنية بتسجيل العقارات وإصدار قانون نوعي ينظم عملها ويحدد علاقتها بأفراد المجتمع.وقالت «إن الدولة الخليفية اعتنت بتنظيم التسجيل العقاري في خطوة لتنظيم العمل الإداري بالدولة عبر وضع آليات وإصدار قانون يحدد اختصاص دائرة الأراضي».وقال رجل الأعمال فؤاد شويطر: «أن الحقيقة التاريخية تبقى على مر الزمن مهما حاول البعض محوها أو تغييرها، فالتاريخ والوثائق البريطانية وكتب المؤرخين الخليجيين، تبين بجلاء أن الدولة الخليفية كان لها سيادة قضائية على إقليم الزبارة».سيادة الدولة الخليفية القضائية على الزبارةمن جانبه، قال العضو البلدي السابق محمد حمادة: «إن التقدم العمراني والثقافي والإداري الذي أرساه حكام الدولة الخليفية في تلك الفترة، كان غير مسبوق في المنطقة فلم يكن أهل الخليج وصلوا إلى هذه المرحلة من التطور، فالقلاع بأسلوبها الفريد التي شيدها حكام الدولة في شبه جزيرة قطر - والتي مازالت آثارها موجودة حتى الآن - تعكس هذه النهضة العمرانية التي حققتها الدولة الخليفية».وبين أن الحقائق التاريخية المثبتة والمدونة في الكتب والوثائق البريطانية وما يتواتر عن أهل الخليج، كلها أدلة على السيادة الخليفية على تلك المنطقة في تلك الفترة التاريخية المهمة.تأسيس الدولة الحديثةمن جانبه أكد إبراهيم الدوي أن الحكم الرشيد لأي دولة يبدأ دائما بالقضاء العادل، وإيجاد قناعات لدى العامة بأن هذا القضاء منصف ويفصل في النزاعات بعيداً عن الاعتبارات التي قد تشوب فض النزاعات في ذاك الوقت، ولذلك حظي باحترام الجميع، لأن حكام الدولة الخليفية خولوا قضاة لا يشك أحد في نزاهتهم وقدموا لهم الدعم المادي والعلمي والفكري، ومساحة من السلطة التي تعطي كل ذي حق حقه وتأخذ من القوي حق الضعيف.تسجيل عقارات إقليم الزبارةمن جانبه، تطرق رجل الأعمال أحمد الجزاف أن التطور الذي شهدته الزبارة كان الفضل فيه لحكام الدولة الخليفية الذين وضعوا لبنات هذه النهضة بداية من إنشاء القلاع وتعميرها وتحصينها عسكرياً مروراً بتطوير حركة التجارة، وتحويل الزبارة إلى مركز حضاري وعلمي وتجاري مؤثر في المنطقة بفضل النظرة الاستراتيجي لحكام الدولة الخليفية وتطلعهم للمستقبل.وأوضح «في الوقت الذي كانت المنطقة مشغولة بالتجارة، كان حكام الدولة الخليفية يضعون أسس دولة قوية حديثة يشار لها بالبنان في المنطقة».وأشاد الجزاف بما تناولهته سلسة حلقات «الوطن» الوثائقية من معلومات تاريخية موثقة تحكي إنجازات الدولة الخليفية في إقليم الزبارة وكيف حولت هذا الإقليم إلى موقع جغرافي له ثقل في المنطقة لما شهده من نهضة عمرانية واقتصادية واجتماعية.محطات تاريخية مهمة في نهضة الزبارةمن جانبه، قال رئيس اللجنة الثقافية السابق بنادي مدينة عيسى الإعلامي صالح العم: «إن مجموعة السلسلة الوثائقية التي عرضتها صحيفة الوطن تطرقت لمحطات تاريخية مهمة في تاريخ نهضة الدولة الخليفية وتناولت شخصيات صنعت إنجازات يشهد لها التاريخ».وأضاف «ما عرض من نهضة حققتها الدولة الخليفية في الزبارة يؤكد أن حكم الدولة الخليفية كان يسير وفق منهج استراتيجي تطويري، فقد بدأ بالإنشاء والتعمير وتوفير التحصين الأمني ثم أرسى القواعد الاجتماعية، وبعد ذلك وضع الأنظمة والقوانين التي يحتكم لها الناس وأخذت العملية التنظيمية في الاستمرار وصولاً لإنشاء الدوائر الحكومية ومنها دائرة الأراضي التي تتولى مهمة تسجيل العقارات».وقال العم: «أشكر جهود صحيفة الوطن على ما قدمته من معلومات تغذي أذهان المواطنين الذين قد تخفى عنهم الكثير من هذه التفاصيل، فهذه الوثائقيات حازت على متابعة كبيرة من قبل المتلقين وهو ما يعطي دلالة واضحة على الاهتمام بمعرفة ذلك التاريخ والإنجازات الحضارية».حقبة تاريخية ذهبيةووصف الإعلامي عصام ناصر سلسلة أفلام «الوطن» الوثائقية بالنقلة النوعية في طرح المعلومة من حيث الشكل والمضمون، إذ تم استخدام أسلوب عرض المعلومات في قالب صور ورسوم للوثائق التاريخية يسهل فهمها بوضوح وتصل لأكبر شريحة من المتابعين.ونوه ناصر إلى الطرح الجريء في مجموعة وثائقيات «الوطن»، والذي عمد إلى الخوض في كتب التاريخ والمذكرات التي تركها المؤرخون، وكل ما كتب عن هذه الحقبة الذهبية، وقدمه في حزمة معلومات مكثفة وواضحة خلصت إلى تأكيد سيادة الدولة الخليفية القضائية على إقليم الزبارة.وأشار إلى أن «الوطن»، اختصرت الوقت على الجمهور فمن الصعب اليوم أن يبحث الناس عن هذه المعلومات التي قدمتها الصحيفة بشكل ميسر.وقال: «إن هذه الوثائقيات تمثل مرجعا للأجيال القادمة لكي يتعرفوا على تاريخ وطنهم، ويفخروا به أمام الجميع فنحن نحتاج لمثل هذه الأفلام الوثائقية لتوثيق تاريخنا وجغرافيتنا، لأن هناك الكثير من التفاصيل التي كان يسكت عنها لاعتبارات معينة».الدولة الخليفية حولت الزبارة لحاضرة تاريخيةمن جانبها أكدت الشاعرة والمحامية د. هنادي الجودر، أن ما تطرقت إليه «الوطن» من وثائقيات حول القضاء ونشأته في حكم الدولة الخليفية للزبارة وسيادتها القضائية على الإقليم، يبين أن الدولة الخليفية حولت الزبارة إلى حاضرة تاريخية كان لها قصب السبق في المنطقة.ولفتت الجودر إلى أهمية المعلومات التي قدمتها الوثائقيات، من حيث نقل هذا التاريخ للأجيال الموجودة الحالية. وقالت إن «الوثائقيات حملت معلومات تاريخية مهمة قد تخفى على الكثيرين»، مثمنة جهود صحيفة «الوطن» الكبيرة في حفظ التاريخ الوطني.وقالت: «إن الحقائق التاريخية التي شاهدنها في سلسة الحلقات الوثائقية التي قدمتها الوطن، لن تمحى بمحاولات طمس المعالم لأن الشواهد والآثار التاريخية ستبقى خالدة وسيتناقلها الأجيال»في ذات السياق، نوه الإعلامي حسين آل إسماعيل، بالتفاصيل التي تطرقت إليها المجموعة الوثائقية التي أنتجتها صحيفة «الوطن»، حيث توسعت في سرد التفاصيل تلك الحقبة حتى أنها ذكرت المقاييس الهندسية وعمليات المسوحات الجغرافية والتسجيل العقاري والبناء الهندسي والمعماري لقلاع شبه جزيرة قطر ومدى التقدم الذي شهدته تلك الحقبة إبان حكم الدولة الخليفية.وقال آل إسماعيل :»إن المعلومات الموثقة بالوثائق المذكورة في وثائقيات «الوطن» عن كافة الأحداث، تبين حقائق تاريخية لا تقبل المنازعة من أي طرف فقد تضمنت وثائق بريطانية وشهادات مؤرخين معروفين بإنصافهم وعدم انحيازهم لطرف في مقابل مصلحة الآخر، مثل جون غوردون لوريمر، كما أن نقل شهادة عيسى بن مبارك الكبيسي لما عاصره بنفسه في إقليم الزبارة من أن إقليم الزبارة كان يسكن في محيطه عدد من القبائل التي كانت تعتبر من رعايا حاكم البحرين وتوابعها، قبل أن ينتقل مع والده وأسرته بعد العدوان عام 1937م إلى البحرين، يعطي الوثائقي مصداقية.وتابع : «أهم ما يميز المحيط الخليجي كافة أنه مكون من قبائل وعائلات تربطها مع بعضها علاقات متجذرة وراسخة، وأنهم جميعا يعلمون ما حدث في هذه الحقبة التي مازالت آثارها وشواهدها موجودة في كل مكان وهو ما يجعل تغير هذه الحقائق من الصعوبة بمكان».