استمرارا للمساعي التي تبذلها الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء لرفع مستوى جاهزية أعضاء فريق مملكة البحرين المشارك في معسكر الفضاء الدولي والذي سيقام في ولاية الاباما في الولايات المتحدة الأمريكية خلال صيف 2021، فقد تم تنفيذ لقاء افتراضي بالتعاون مع مؤسسة كالمان العالمية بين الفرق المشاركة في المعسكر ورائد الفضاء المتميز العقيد مايك بلومفيلد والذي شغل عدة مناصب هامة في قطاع الفضاء من أبرزها منصب رئيس قسم السلامة في مكتب رواد الفضاء، وكبير مدربي رواد الفضاء، ومدير عمليات المكوك، ورئيس فرع المكوك والذي يشرف على جميع المسائل الفنية للمكوك ضمن مكتب رواد الفضاء، حيث كان آخر منصب له في وكالة ناسا هو نائب مدير عمليات طاقم الطيران للإشراف على مكتب رواد الفضاء وعمليات الطيران في حقل إلينغتون. ولقد انضم الرائد بلومفيلد لثلاث رحلات فضائية وهي رحلةSTS-86 في عام 1997 للالتقاء والالتحام مع محطة الفضاء الروسية مير، ورحلة STS-97 في عام 2000 والتي كانت المهمة الخامسة لتجميع محطة الفضاء الدولية، ورحلة STS-110في عام 2002 والتي تعتبر المهمة رقم 13 لزيارة محطة الفضاء الدولية.
خلال هذا اللقاء أطلع العقيد مايك بلومفيلد المشاركين على تجربته الشخصية كرائد للفضاء، وعلى مساهمته من خلال الرحلات التي قام بها في بناء محطة الفضاء الدولية والتي تتكون من عدد من الوحدات تنتمي كل وحدة منها إلى دولة مختلفة، حيث استعرض كيف ان الفضاء يسهم في تجاوز خلافات السياسيين على سطح الأرض من خلال تعاون الدول فيما بينها على الصعيد الدولي لتحقيق الأهداف الخاصة باستكشاف الفضاء لتحقيق النفع للبشرية جمعاء. كما قام الرائد بمشاركة الفرق بما رآه وشعر به والذكريات التي تراكمت لديه من خلال الرحلات التي قام بها. بعد هذه المقدمة تطرق العقيد بلومفيلد لبعض المعلومات العلمية مثل سرعة انطلاق الصاروخ وكمية الوقود المستهلكة ووزن المركبة الفضائية والعمل أثناء انعدام الجاذبية وغيرها الكثير مما أثار فضول المشاركين وحفزهم على طرح مجموعة واسعة من الأسئلة. إضافة إلى ذلك، استعرض الفروقات بين رحلات أبولو ورحلات الفضاء الحالية، حيث شبهها بالفرق بين العدو والماراثون، فقد كانت البشرية تطمح من خلال رحلات أبولو في السابق للوصول بالإنسان للقمر وإرجاعه سالماً للأرض، ومع بناء محطة الفضاء الدولية فقد تغيّر هذا الطموح إلى العيش والعمل والبقاء على قيد الحياة في الفضاء، أما الآن فإن البشرية تطمح للعودة للقمر لكن للعيش عليه بشكل دائم عوضاً عن زيارته لفترة قصيرة وهذا كله بفضل التقدم العلمي الكبير الذي حققته البشرية في مختلف ميادين العلوم والهندسة. كما قام رائد الفضاء مايك بلومفيلد بالإجابة على أسئلة واستفسارات المشاركين في اللقاء، واختتم لقاءه بالتركيز على اهمية عمل الفريق الواحد في المهام الفضائية، حيث إنها من الصفات التي يجب ان يتصف بها المرشح عند تقدمه للعمل كرائد للفضاء، وفسّر ذلك بأن الثقة المتبادلة بين أعضاء الفريق الواحد والتعاون والتكامل فيما بينهم من شأنه ان يسهم في انجاز وتحقيق أصعب المهام التي يعجز عنها الفرد.
وحول هذه الفعالية قالت رئيسة التخطيط الاستراتيجي والمشاريع في الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء الأستاذة أمل البنعلي: ان مشاركة فريق البحرين في هذا اللقاء الافتراضي يأتي في إطار التعاون القائم بين الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء ومؤسسة كالمان العالمية لمنح الطلبة الفرصة للتعرف على تجارب وخبرات رواد الفضاء والاستزادة من معرفتهم بهدف تنمية وتطوير اهتماماتهم بالمجالات ذات العلاقة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بشكل عام، وبعلوم الفضاء وتطبيقاته بشكل خاص.
كما أوضحت البنعلي إلى أن الهيئة حريصة على رفع مستويات الجاهزية لدى كافة أعضاء فريق البحرين المشارك في معسكر الفضاء الدولي وفي مختلف المجالات ذات الصلة بالفضاء وعلومه بما يحقق مشاركة ناجحة تليق بممثلي مملكة البحرين في هذا المعسكر العلمي. مؤكدة أن مشاركة الفريق في هذا اللقاء الافتراضي ما هو إلا مثال على الجهود المبذولة من الهيئة للاستعداد للمشاركة الفاعلة التي ستكسب أعضاء الفريق المعلومات والخبرات في مجال الفضاء وعلومه وتزيد من شغفهم بالعلوم والهندسة والتكنولوجيا.