أكد سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لجلالة الملك المفدى رئيس المجلس الأعلى للبيئة حرص واهتمام مملكة البحرين وتعاونها الدائم مع المكتب الإقليمي لغرب آسيا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، فيما تقدمه من دراسات ومشاريع لمواجهة الأزمة البيئية والتحديات التي تواجهها في ارتفاع معدلات الانقراض للحيوانات والنباتات واستمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية، وخصوصًا في ظل التعامل مع جائحة فيروس كورونا، بالإضافة إلى أزمة التغير المناخي. وقال سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة بمناسبة يوم البيئة العالمي الذي يصادف الخامس من يونيو من كل عام، حيث يأتي شعار هذا العام بعنوان: "إعادة التصور، إعادة الإنشاء الاستعادة" إن مشاركة مملكة البحرين الاحتفال بهذا اليوم البيئي العالمي يأتي انسجاما مع التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى حفظه الله ورعاه بالاهتمام بالقضايا البيئية والمناخ كأهم مقومات التنمية المستدامة، والمبادرات والمشاريع التي ينفذها المجلس الأعلى للبيئة وتحظى بدعم واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، والتي تأتي انسجاماً مع رؤية البحرين 2030. وأشار سمو رئيس المجلس الأعلى للبيئة إلى أن احتفال هذا العام يعتبر فرصة نعيد من خلالها التأكيد على التزامنا بالمحافظة على البيئة وتنميتها والتعهد لبذل أقصى الجهود لاستعادة النظام البيئي على أكمل وجه والمحافظة عليه. ودعما منها للجهود الدولية الرامية إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي وإيفاءً منها بالتزاماتها نحو الاتفاقية المتعلقة بالتنوع البيولوجي، أوضح سمو رئيس المجلس الأعلى للبيئة أن مملكة البحرين أولت اهتماماً بالغاً لحماية النظم الإيكولوجية البيئية، حيث أعلن المجلس الأعلى للبيئة ست محميات بحرية وهي (خليج توبلي وجزيرة مشتان وجزر حوار ودوحة عراد والهيرات الشمالية ونجوة بولثامة)، ومحمية برية واحدة هي محمية ومنتزه العرين، وحققت بذلك نسبة 21% من أهداف "آيشي" لاتفاقية التنوع البيولوجي وتحقيقا لأهداف التنمية المستدامة المعنية بالنظم الايكولوجية. وقام المجلس الأعلى للبيئة بتنفيذ عدد من المبادرات والمشاريع الاستراتيجية الهامة التي تهدف لحماية وصون النظم الايكولوجية فعلى سبيل المثال تم إعادة تأهيل بعض المناطق المتدهورة في مستنقع القرم برأس سند بالمملكة لاستثماره بصورة مستدامة تخدم الأغراض التعليمية والبحثية والسياحة. ويعمل المجلس الأعلى للبيئة على توسيع مشروع استزراع أشجار القرم بحيث تدرس أمكانية الزراعة في سواحل متعددة من مملكة البحرين بالتعاون مع عدد من الشركاء الوطنيين، إضافة إلى ربط تطبيق السياحة البيئية في منطقة الهيرات الشمالية بهدف ربط الاستثمار والمشاريع السياحية للمجتمع المحلي مع حماية البيئة والتنوع الحيوي والثقافي للمناطق الايكولوجية الهامة، وفق معادلة تنموية واحدة مع التأكيد على ممارسة سلوكيات سياحية سليمة، دون المساس بنوعية البيئة أو التأثير عليها. ودشن المجلس الأعلى للبيئة مشروع محمية خليج توبلي ورأس سند بالتعاون مع هيئة السياحة والمعارض، حيث يهدف هذا المشروع إلى تعريف المجتمع المحلي وزوار مملكة البحرين بأهمية اشجار القرم وأنواع الطيور المتواجدة في المحمية، بالإضافة إلى برامج الرصد الدوري للطيور المائية والساحلية بهدف تقييم الوضع العام للطيور في عدة مناطق ساحلية وبعض المناطق الداخلية في المملكة وتنفيذ الدراسات والمقترحات والحلول المناسبة لإعادة تأهيل المناطق المتدهورة الهامة في مسار هجرة وإقامة الطيور البحرية والساحلية.وتضم مملكة البحرين تنوعا ملفتا وهاما على المستوى الإقليمي والعالمي في عدد من الأنواع وعلى وجه الخصوص الطيور، حيث يبلغ مجموع عدد أنواع الطيور البرية التي رصدت في البحرين حوالي 323 نوع منها حوالي 40 نوعًا مقيم ويتكاثر في المملكة، وهو ما يمثل حوالي 12.4% من إجمالي عدد الأنواع المسجلة. وحرصاً من المجلس الأعلى للبيئة على استدامة الأنواع فقد سنت عددا من القرارات والقوانين الوطنية لضمان الحماية الشاملة لهذه الأنواع، لتحقيق مزيد من التطور والمكتسبات التنموية لمملكة البحرين في ظل العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه.