أكد عدد من الإعلاميين العرب والأجانب على خطورة ما تقوم به قناة الجزيرة من استهداف واضح لأمن واستقرار المنطقة، ضمن أجندة واضحة المعالم تدعمها السياسة القطرية، عبر ما تقدمه عبر شاشتها من أكاذيب وفبركات عن الأوضاع الداخلية في دول المنطقة، خصوصاً مملكة البحرين.
جاء ذلك في برنامج خاص تم بثه أمس، السبت، على قناة تلفزيون البحرين، حيث أكد المشاركون على الدور الكبير الذي تقوم به السلطات القطرية في دعم التنظيمات الإرهابية بكل الوسائل المتاحة، بما فيها توفير منبر إعلامي إلى جانب الدعم المالي واللوجستي، والذي أكدته كل التقارير الدولي ذات الصلة، مستنكرين قيام القناة بذلك في ظل صمت واضح عن الوضع الداخلي وأوضاع حقوق الإنسان في قطر، ما يمثل تناقضاً مع الشعارات التي تطلقها القناة بتبني الرأي والرأي الآخر.
المحميد: "الجزيرة" تستغل شعارات الحرية والعدالة لتقسيم الشعوب وضرب الرموز
إلى ذلك أشار الكاتب الصحافي، محميد المحميد، على ما تقوم به قناة الجزيرة القطرية منذ تأسيسها والقائم على التحريض ونشر الفتن والكراهية والعنصرية، مستشهداً بما تم تسريبه الأسبوع الماضي من معلومات بكون العاصمة القطرية، الدوحة، هي عاصمة الربيع العربي، وهو ما لم ينفه أي مسؤول قطري، فيما لم تتطرق قناة الجزيرة لهذا الخبر، ما يعني أن هناك انتقائية واضحة فيما تنشره من أخبار وبما يتوافق مع أجندة القناة وقطر، ومستذكراً ما قاله أحد مراسلي الجزيرة في برلين، والتي أوضح فيها أن القناة تمارس وتفرض أجندة دولة قطر كونها أداة لدى الدوحة، وهو ما أكده حمد بن جاسم عند إطلاق القناة عام 1996 حين قال "لدينا جيش جديد؛ وهي قناة الجزيرة".
وأكد المحميد أن هذا ما حدث بالفعل؛ حيث أن القناة تمثل هذا الجيش التخريبي، وتعمل على نشر التحريض والفتنة واللعب على عواطف الشعوب ومطالبهم، مستغلة شعارات الحرية والعدالة الاجتماعية لتقسيم الدول وضرب الرموز، في حين لا تتوانى عن إبراز وتمجيد القيادات الإرهابية، والتي كانت آخرها تمجيد الإرهابي قاسم سليماني، وهو ما يعد ضربة موجعة للرأي العام العربي واستهتاراً بمشاعره وعقله.
واستطرد أن قناة الجزيرة، ومن خلفها السلطات القطرية، لم تتوقف عن ممارسة النهج التضليلي الذي تمارسه منذ عقود، عندما حاولت إقناع الرأي العام العربي بأنها ملتزمة بما تم الاتفاق عليها في العلا، ولكنها وقبل أن يجف خبر الاتفاق تعمدت أن تتطاول وتسيء إلى المؤسسات السيادية، الأمنية والعسكرية والصحية في بعض الدول، وبالأخص الدول الخليجية، بل وحاولت الإساءة لها وتشويه منجزاتها الواضحة
ونوه الكاتب المحميد إلى ما قامت به قناة الجزيرة القطرية من محاولات لزعزعة ثقة المواطن المصري بالجيش والأمن من خلال نشر الشائعات والأخبار المفبركة والتحريض المباشر، وهو ما تحاول اليوم تكراره مع مملكة البحرين من خلال محاولة الإساءة للمنظومة الأمنية واختلاق معلومات مفبركة، إلى جانب محاولتها نشر تصريحات من مصادر خارجية ومعادية عن البحرين مثل الأوضاع الصحية في السجون، والتي سرعان ما تنكشف لأنها لا تقوم على بيانات أو أدلة حقيقية وإنما هي تصريحات مفبركة مبنية على توجيهات واضحة من إدارة القناة.
وفي هذا الخصوص أشار المحميد إلى اعترافات بعض الصحافيين الذين تدربوا في مركز الجزيرة الإعلامي، والذين أكدوا أن التدريب يرتكز على "صناعة الخبر" وليس على الصياغة والكتابة ونقل الحدث، وهو ما يتضمن تعليم كيفية صنع الإشاعات ونشرها ضمن سيناريوهات معروفة ومحددة بالتعاون مع الجهات الأمنية والاستخباراتية في قطر، حيث يقومون بفبركة معلومات وأخبار غير صحيحة ومن ثم نشرها وتعميمها على وسائل إعلامية أخرى، هي في الأساس أذرع تابعة لهم، وبالتالي يتلقاها المواطن العربي كأخبار حقيقية وذات مصداقية، دون معرفة مصدر هذا الخبر أو المعلومة.
وعن تفاعل المواطن البحريني مع ما تبثه قناة الجزيرة القطرية ومدى تأثره بها؛ أكد محميد المحميد أن الشعب البحريني واعي ومتحضر ولديه مستوى رفيع من التعليم، ولا يمكن أن تنطلي عليه مثل تلك الفبركات والتدليس، مستذكراً الصورة المشرفة التي قدمها الشعب البحريني عام 2011 عندما نجح بإفساد مخططات قطر من خلال تلاحمه وولاءه المطلق للقيادة حفاظاً على الوطن ومنجزاته.
مشيراً إلى أن المواطن البحريني المخلص لوطنه وقيادته محصن ضد كل هذه المحاولات والفبركات، ولديه من الوعي الكافي لما يتم التخطيط له، وهو ما لمسناه خلال موجات الربيع العربي التي تقودها الجزيرة ومن خلفها السلطات في الدوحة، خصوصاً أن انكشفت الألاعيب التي تقوم بها هذه القناة، رغم ما تقوم به السلطات القطرية من إنفاق وبسخاء على الجهات التي تقف موقفاً معادياً من المملكة مثل الجماعات الإرهابية والمنظمات التي تدعي حقوق الإنسان، والتي ليس لها أي هدف إلا مهاجمة الدولة والتشكيل في إنجازاتها في مختلف المجالات.
وأكد الكاتب المحميد أن كل محاولات التلفيق والفبركة التي تقوم بها القناة يتم اكتشافها اليوم، مستشهداً بما نشرته على موقعها الإخباري لمظاهرات في فرنسا والادعاء بوقوع وفاة وإصابات، وهو ما تم كشفه من وكالة الأنباء الفرنسية، والتي أكدت قيام القناة بفبركة الصورة، مضيفاً أن هذا مثال واحد فقط مما تمارسه القناة وتنفق بسخاء، والذي يحظى بدعم رسمي من السلطات رغم محاولتها إنكار ذلك، وهو ما ثبت في تقارير أمريكية مستقلة.
واستعرض الكاتب محميد المحميد ما يعيشه المواطن القطري من تناقضات في ظل الحديث المتواصل عبر القناة عن الحريات، في حين أنه لا يستطيع أن يمارس حريته في ظل وجود كثير من القيود وغياب الضمانات التشريعية والقانونية في قطر، والتي أكدت عليها العديد من المنظمات الحقوقية، حيث تمارس السلطات في الدوحة قمعاً ممنهجاً للحريات ضمن قوانين تشكل عبئاً على المواطن وإساءة لسمعة قطر، وهو ما تحاول قناة الجزيرة التغاضي عنه، ولكن وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات المفتوحة ساهمت بشكل كبير في نقل الحقائق وتوضيح الصورة الحقيقية، حيث شاهدنا ذلك بشكل واضح في قضية التعامل مع قبيلة الغفران ومعاناة الحجاج القطريين ومنعهم من الحج.
واختتم الكاتب محميد المحميد بالتأكيد على ما تشهده قطر من انتهاكات بحق المرأة، وهو ما أكدته المنظمات الحقوقية وتم عرضه في اجتماعات مجلس حقوق الإنسان في جنيف، والذي تضمن أيضا ما تتعرض له العمالة الوافدة، خصوصاً العاملين في منشآت كأس العالم، حيث أنهم يذهبون كل يوم إلى الموت، وهو ما اعترف به مسؤول في وزارة العمل القطرية، إلى جانب الأوضاع السيئة في أماكن سكن العمالة وإقامتهم.
الشليمي: تناقض واضح في خطاب "الجزيرة" الإعلامي حسب المستهدفين
ومن الكويت وعبر سكايب؛ تحدث الدكتور فهد الشليمي، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، معتبراً أن أداء قناة الجزيرة القطرية نوعاً من التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ومستدلاً على ذلك بتقديم كثير من الدول احتجاجات إلى وزارة الخارجية القطرية، بما في دولة الكويت حيث تم إغلاق مكاتب الجزيرة بعد أن تدخلت في الشؤون الداخلية تحت ذريعة حرية الإعلام، ولهذه الأسباب فقدت القناة جمهورها في الخليج، ولكنها لا تزال تستهدف بعض الشرائح من المجتمعات في دول شمال أفريقيا وفلسطين.
وأضاف الشليمي أن القناة وصلت لنوع من الهبوط، لكن بعض الأحداث تجعلها تعمل بكامل طاقتها لاستعادة بريقها من جديد، حيث عملت خلال الحرب الأخيرة على غزة من ثمان مواقع، ونعلم أن هذا موضوع مكلف للغاية مادياً ولكنها قامت به لمحاولة استعادة رصيدها من المتابعة، إذاً هي قناة تقوم على الأزمات، ولكن الجمهور أصبح يعرف أهدافها حيث تقوم في بعض البرامج بعمل نوع من الاستفزاز والإثارة، بل وصل الأمر إلى نوع من الضحك السياسي على الذقون والمشاهدين.
وأكد الدكتور الشليمي أن مملكة البحرين تعرضت ولا تزال لاستهداف كبير من قبل القناة، ولكن الشعب البحريني يمتلك ثقافة إعلامية ووعي سياسي وأمني، وبالتالي فهو محضن من كل ما يبث عبر الجزيرة من فبركات، رغم ما نشهده من تكثيف الاستهداف، الذي طال كثير من المؤسسات، مقدماً الشكر والتقدير لأبناء البحرين الذين استطاعوا عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي تأدية واجبهم الوطني بإبراز الصورة الحقيقية للبحرين، والرد بكل حجة قوية على كل من يحاول تشويه الصورة أو فبركة الأخبار والتدليس على الإنجازات الوطنية.
ونوه الشليمي إلى أن قناة الجزيرة القطرية بما تمارسه من فبركة وتدليس تخالف قانون الإعلام الإلكتروني والمادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة الذي يدعو لعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وبالتالي ما تقوم به الجزيرة ليس عملاً إعلامياً بل هو تحريض، ولو تابعنا البث الإنجليزي للقناة لوجدناه يختلف بشكل كلي عما يبث على القناة العربية، حيث الحديث عن الديمقراطية والهدوء في القناة الإنجليزية؛ بينما في العربية لا تجد إلا التحريض على حكام العرب، ما يعني أنها تتبنى خطابين متناقضين وبما يخدم أهداف وسياسات الدوحة.
وخلال اللقاء أثار الدكتور فهد الشليمي قضية استضافة قناة الجزيرة القطرية لتنظيمات وشخصيات مثيرة للجدل، مثل جماعة النصرة والقاعدة، مستذكراً دأب القناة على نشر أشرطة الإرهابي أسامة بن لادن، وهو ما يعتبر أحد أدوات دعم الإرهاب، حيث تم توفيق منابر إعلامية للإرهابيين، وهو أيضاً ما يتعارض مع القانون الدولي، حيث تبرر القناة ذلك بأنه حرية إعلامية، إلى جانب ما تم توجيهه من اتهام بالتجسس لعدد من العاملين بالقناة في أكثر من دولة، وهو ما يضع علامة استفهام كبيرة حول الدور الحقيقي للقناة وموظفيها.
وطرق الشليمي في حديثة إلى تغاضي قناة الجزيرة الواضح والمتعمد للوضع الداخلي في دولة قطر، كونها جزء من الهيكل الإعلامي القطري، وبالتالي فهي لم ولن تتناول الشأن القطري لأن سياستها القائمة تعتمد على استهداف الإمارات والبحرين ومن قبلها السعودية والكويت، ولكونها مصممة على للتخريب ودعم مشروع التغيير والفوضى الخلاقة في المنطقة، وهو ما استطاع المشاهد الخليجي فهمه بشكل واضح وبالتالي أصبح رصيد القناة من المتابعين يتناقص حتى وصل إلى ما وصل إليه.
وأبدا الدكتور فهد الشليمي استغرابه من إصرار قناة الجزيرة على مواصلة سياستها ومسيرتها في ضرب الوحدة الخليجية والوحدة العربية مهاجمة رؤساء الدول وتسفيه علماء الدين، رغم أننا في الخليج أسرة واحدة متكاتفة ضمن ميثاق دول مجلس التعاون الخليجي وميثاق الإعلامي العربي تحت مظلة الجامعة العربية.
واختتم الشليمي بالتأكيد على أن محاولة قناة الجزيرة باستهداف دول المنطقة باءت بالفشل نتيجة الوعي الذي تملكه الشعوب الخليجية ومشاعر الولاء والانتماء التي يحملونها تجاه أوطانهم وقياداتهم، وهو ما يعتبر حاجز الصد الأقوى أمام كل تلك المحاولات.
مالبرنوت: "الجزيرة" تقدم منبراً للقاعدة وللجماعات المتطرفة والإرهابية
وتحدث في البرنامج من باريس الصحافي الفرنسي، جورج مالبرنوت، رئيس قسم الشرق الأوسط في صحيفة لو فيغارو الفرنسية، والذي أشار على أن تحقيقاً أجريّ في فرنسا وعدد من الدول الأوروبية أكد وجود تمويل واضح من قبل ما يسمى "جمعية قطر الخيرية" لجهات متطرفة ومشبوهة في أوروبا، حيث أن هناك حوالي 150 جهة ممولة من قبل قطر الخيرية، منها حوالي 50 مشروعاً في إيطاليا وحوالي 20 مشروعاً في فرنسا، كما أن هناك تمويلاً في ألمانيا وبريطانيا وإسبانيا وحتى في دول بعيدة بعض الشيء مثل الدول الاسكندنافية.
وأشار مالبرنوت إلى أن هذا التمويل من هذه المنظمة المقربة من السلطات القطرية يهدف إلى لعب دور في أوروبا عبر التأثير في المنظمات غير الحكومية، إلى جانب دعم المتطرفين هنا، خصوصاً المنتمين للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، والتي تتبنى أيدلوجية متطرفة تتبنى الإسلام وتدفع باتجاه الفوضى والإرهاب.
وأشار الصحافي الفرنسي إلى التحذير شديد اللهجة الذي وجهه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للسلطات القطرية بأن فرنسا لا تريد تمويلاً أجنبياً من قطر، بهدف قطع التمويل الأجنبي عن الجمعيات الإسلامية، حيث تم مراقبة البنوك بشكل أكبر، وهو ذات الأمر الذي اتخذته ألمانيا عندما تنبهت للجالية التركية الكبيرة والتي يتم نشر الفكر المتطرف من خلالها لذلك كانت هناك نظرة دقيقة للغاية ويقظة من جانب أجهزة المخابرات المتحالفة مع ألمانيا للتأكد من عدم وجود تحالف بين تركيا وقطر لتعزيز حركة التنظيمات المتطرفة في البلاد.
وأضاف؛ رأينا أيضا أن النمسا قد اتخذت قرارات قوية جداً ضد جماعة الإخوان المسلمين وضد الأموال التي قد تأتي من الخارج، لأن ما لوحظ في فرنسا وفي أماكن أخرى لا يمكن القول أنه تمويل إرهابي، ولكننا نعلم أن هناك جسوراً بين الإخوان والقاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية بشكل عام، لكن الآن هناك يقظة متزايدة من جانب الدول الأوروبية حول هذا الفكر المتطرف والذي يعارض العيش المشترك بين جميع الأديان.
وبالنسبة لاحتضان الدوحة لشخصيات تمول التنظيمات الإرهابية، أشار مالبرنوت أن هذا السؤال تم طرحه على الأمير تميم خلال زيارة ماكرون للدوحة عام 2017، والذي نفى وجود أي شخص يمول الإرهاب في قطر، ولكن الحقيقة أن القائمة السوداء لوزارة الخارجية الأمريكية تشير إلى أن قطر استضافت ولا تزال عشرات الممولين من تنظيم القاعدة في العراق والصومال ومناطق أخرى حول العالم، وهو ما لم تستطيع السلطات القطرية تبريره.
وحول ممارسات قناة الجزيرة القطرية؛ أكد الصحافي الفرنسي، جورج مالبرنوت، أنها تقدم منبراً للقاعدة والجماعات المتطرفة والإرهابية في سوريا وغيرها من الدول، كذلك فهي تعمل على انتقاد كل شيء في فرنسا، وقد عبر الرئيس الفرنسي ماكرون سابقاً عن استيائه من هذا الهجوم الواضح، والذي يؤكد أن الجزيرة لا تزال تلعب لعبة خطيرة حين تشير إلى أن فرنسا معادية للإسلام وأنها لا تحترم المسلمين وما إلى ذلك، مؤكداً على ضرورة بذلك كل جهد ممكن من أجل الوصول إلى رؤية أكثر شمولية حيال سياسات هذه القناة الخاطئة.
{{ article.visit_count }}
جاء ذلك في برنامج خاص تم بثه أمس، السبت، على قناة تلفزيون البحرين، حيث أكد المشاركون على الدور الكبير الذي تقوم به السلطات القطرية في دعم التنظيمات الإرهابية بكل الوسائل المتاحة، بما فيها توفير منبر إعلامي إلى جانب الدعم المالي واللوجستي، والذي أكدته كل التقارير الدولي ذات الصلة، مستنكرين قيام القناة بذلك في ظل صمت واضح عن الوضع الداخلي وأوضاع حقوق الإنسان في قطر، ما يمثل تناقضاً مع الشعارات التي تطلقها القناة بتبني الرأي والرأي الآخر.
المحميد: "الجزيرة" تستغل شعارات الحرية والعدالة لتقسيم الشعوب وضرب الرموز
إلى ذلك أشار الكاتب الصحافي، محميد المحميد، على ما تقوم به قناة الجزيرة القطرية منذ تأسيسها والقائم على التحريض ونشر الفتن والكراهية والعنصرية، مستشهداً بما تم تسريبه الأسبوع الماضي من معلومات بكون العاصمة القطرية، الدوحة، هي عاصمة الربيع العربي، وهو ما لم ينفه أي مسؤول قطري، فيما لم تتطرق قناة الجزيرة لهذا الخبر، ما يعني أن هناك انتقائية واضحة فيما تنشره من أخبار وبما يتوافق مع أجندة القناة وقطر، ومستذكراً ما قاله أحد مراسلي الجزيرة في برلين، والتي أوضح فيها أن القناة تمارس وتفرض أجندة دولة قطر كونها أداة لدى الدوحة، وهو ما أكده حمد بن جاسم عند إطلاق القناة عام 1996 حين قال "لدينا جيش جديد؛ وهي قناة الجزيرة".
وأكد المحميد أن هذا ما حدث بالفعل؛ حيث أن القناة تمثل هذا الجيش التخريبي، وتعمل على نشر التحريض والفتنة واللعب على عواطف الشعوب ومطالبهم، مستغلة شعارات الحرية والعدالة الاجتماعية لتقسيم الدول وضرب الرموز، في حين لا تتوانى عن إبراز وتمجيد القيادات الإرهابية، والتي كانت آخرها تمجيد الإرهابي قاسم سليماني، وهو ما يعد ضربة موجعة للرأي العام العربي واستهتاراً بمشاعره وعقله.
واستطرد أن قناة الجزيرة، ومن خلفها السلطات القطرية، لم تتوقف عن ممارسة النهج التضليلي الذي تمارسه منذ عقود، عندما حاولت إقناع الرأي العام العربي بأنها ملتزمة بما تم الاتفاق عليها في العلا، ولكنها وقبل أن يجف خبر الاتفاق تعمدت أن تتطاول وتسيء إلى المؤسسات السيادية، الأمنية والعسكرية والصحية في بعض الدول، وبالأخص الدول الخليجية، بل وحاولت الإساءة لها وتشويه منجزاتها الواضحة
ونوه الكاتب المحميد إلى ما قامت به قناة الجزيرة القطرية من محاولات لزعزعة ثقة المواطن المصري بالجيش والأمن من خلال نشر الشائعات والأخبار المفبركة والتحريض المباشر، وهو ما تحاول اليوم تكراره مع مملكة البحرين من خلال محاولة الإساءة للمنظومة الأمنية واختلاق معلومات مفبركة، إلى جانب محاولتها نشر تصريحات من مصادر خارجية ومعادية عن البحرين مثل الأوضاع الصحية في السجون، والتي سرعان ما تنكشف لأنها لا تقوم على بيانات أو أدلة حقيقية وإنما هي تصريحات مفبركة مبنية على توجيهات واضحة من إدارة القناة.
وفي هذا الخصوص أشار المحميد إلى اعترافات بعض الصحافيين الذين تدربوا في مركز الجزيرة الإعلامي، والذين أكدوا أن التدريب يرتكز على "صناعة الخبر" وليس على الصياغة والكتابة ونقل الحدث، وهو ما يتضمن تعليم كيفية صنع الإشاعات ونشرها ضمن سيناريوهات معروفة ومحددة بالتعاون مع الجهات الأمنية والاستخباراتية في قطر، حيث يقومون بفبركة معلومات وأخبار غير صحيحة ومن ثم نشرها وتعميمها على وسائل إعلامية أخرى، هي في الأساس أذرع تابعة لهم، وبالتالي يتلقاها المواطن العربي كأخبار حقيقية وذات مصداقية، دون معرفة مصدر هذا الخبر أو المعلومة.
وعن تفاعل المواطن البحريني مع ما تبثه قناة الجزيرة القطرية ومدى تأثره بها؛ أكد محميد المحميد أن الشعب البحريني واعي ومتحضر ولديه مستوى رفيع من التعليم، ولا يمكن أن تنطلي عليه مثل تلك الفبركات والتدليس، مستذكراً الصورة المشرفة التي قدمها الشعب البحريني عام 2011 عندما نجح بإفساد مخططات قطر من خلال تلاحمه وولاءه المطلق للقيادة حفاظاً على الوطن ومنجزاته.
مشيراً إلى أن المواطن البحريني المخلص لوطنه وقيادته محصن ضد كل هذه المحاولات والفبركات، ولديه من الوعي الكافي لما يتم التخطيط له، وهو ما لمسناه خلال موجات الربيع العربي التي تقودها الجزيرة ومن خلفها السلطات في الدوحة، خصوصاً أن انكشفت الألاعيب التي تقوم بها هذه القناة، رغم ما تقوم به السلطات القطرية من إنفاق وبسخاء على الجهات التي تقف موقفاً معادياً من المملكة مثل الجماعات الإرهابية والمنظمات التي تدعي حقوق الإنسان، والتي ليس لها أي هدف إلا مهاجمة الدولة والتشكيل في إنجازاتها في مختلف المجالات.
وأكد الكاتب المحميد أن كل محاولات التلفيق والفبركة التي تقوم بها القناة يتم اكتشافها اليوم، مستشهداً بما نشرته على موقعها الإخباري لمظاهرات في فرنسا والادعاء بوقوع وفاة وإصابات، وهو ما تم كشفه من وكالة الأنباء الفرنسية، والتي أكدت قيام القناة بفبركة الصورة، مضيفاً أن هذا مثال واحد فقط مما تمارسه القناة وتنفق بسخاء، والذي يحظى بدعم رسمي من السلطات رغم محاولتها إنكار ذلك، وهو ما ثبت في تقارير أمريكية مستقلة.
واستعرض الكاتب محميد المحميد ما يعيشه المواطن القطري من تناقضات في ظل الحديث المتواصل عبر القناة عن الحريات، في حين أنه لا يستطيع أن يمارس حريته في ظل وجود كثير من القيود وغياب الضمانات التشريعية والقانونية في قطر، والتي أكدت عليها العديد من المنظمات الحقوقية، حيث تمارس السلطات في الدوحة قمعاً ممنهجاً للحريات ضمن قوانين تشكل عبئاً على المواطن وإساءة لسمعة قطر، وهو ما تحاول قناة الجزيرة التغاضي عنه، ولكن وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات المفتوحة ساهمت بشكل كبير في نقل الحقائق وتوضيح الصورة الحقيقية، حيث شاهدنا ذلك بشكل واضح في قضية التعامل مع قبيلة الغفران ومعاناة الحجاج القطريين ومنعهم من الحج.
واختتم الكاتب محميد المحميد بالتأكيد على ما تشهده قطر من انتهاكات بحق المرأة، وهو ما أكدته المنظمات الحقوقية وتم عرضه في اجتماعات مجلس حقوق الإنسان في جنيف، والذي تضمن أيضا ما تتعرض له العمالة الوافدة، خصوصاً العاملين في منشآت كأس العالم، حيث أنهم يذهبون كل يوم إلى الموت، وهو ما اعترف به مسؤول في وزارة العمل القطرية، إلى جانب الأوضاع السيئة في أماكن سكن العمالة وإقامتهم.
الشليمي: تناقض واضح في خطاب "الجزيرة" الإعلامي حسب المستهدفين
ومن الكويت وعبر سكايب؛ تحدث الدكتور فهد الشليمي، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، معتبراً أن أداء قناة الجزيرة القطرية نوعاً من التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ومستدلاً على ذلك بتقديم كثير من الدول احتجاجات إلى وزارة الخارجية القطرية، بما في دولة الكويت حيث تم إغلاق مكاتب الجزيرة بعد أن تدخلت في الشؤون الداخلية تحت ذريعة حرية الإعلام، ولهذه الأسباب فقدت القناة جمهورها في الخليج، ولكنها لا تزال تستهدف بعض الشرائح من المجتمعات في دول شمال أفريقيا وفلسطين.
وأضاف الشليمي أن القناة وصلت لنوع من الهبوط، لكن بعض الأحداث تجعلها تعمل بكامل طاقتها لاستعادة بريقها من جديد، حيث عملت خلال الحرب الأخيرة على غزة من ثمان مواقع، ونعلم أن هذا موضوع مكلف للغاية مادياً ولكنها قامت به لمحاولة استعادة رصيدها من المتابعة، إذاً هي قناة تقوم على الأزمات، ولكن الجمهور أصبح يعرف أهدافها حيث تقوم في بعض البرامج بعمل نوع من الاستفزاز والإثارة، بل وصل الأمر إلى نوع من الضحك السياسي على الذقون والمشاهدين.
وأكد الدكتور الشليمي أن مملكة البحرين تعرضت ولا تزال لاستهداف كبير من قبل القناة، ولكن الشعب البحريني يمتلك ثقافة إعلامية ووعي سياسي وأمني، وبالتالي فهو محضن من كل ما يبث عبر الجزيرة من فبركات، رغم ما نشهده من تكثيف الاستهداف، الذي طال كثير من المؤسسات، مقدماً الشكر والتقدير لأبناء البحرين الذين استطاعوا عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي تأدية واجبهم الوطني بإبراز الصورة الحقيقية للبحرين، والرد بكل حجة قوية على كل من يحاول تشويه الصورة أو فبركة الأخبار والتدليس على الإنجازات الوطنية.
ونوه الشليمي إلى أن قناة الجزيرة القطرية بما تمارسه من فبركة وتدليس تخالف قانون الإعلام الإلكتروني والمادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة الذي يدعو لعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وبالتالي ما تقوم به الجزيرة ليس عملاً إعلامياً بل هو تحريض، ولو تابعنا البث الإنجليزي للقناة لوجدناه يختلف بشكل كلي عما يبث على القناة العربية، حيث الحديث عن الديمقراطية والهدوء في القناة الإنجليزية؛ بينما في العربية لا تجد إلا التحريض على حكام العرب، ما يعني أنها تتبنى خطابين متناقضين وبما يخدم أهداف وسياسات الدوحة.
وخلال اللقاء أثار الدكتور فهد الشليمي قضية استضافة قناة الجزيرة القطرية لتنظيمات وشخصيات مثيرة للجدل، مثل جماعة النصرة والقاعدة، مستذكراً دأب القناة على نشر أشرطة الإرهابي أسامة بن لادن، وهو ما يعتبر أحد أدوات دعم الإرهاب، حيث تم توفيق منابر إعلامية للإرهابيين، وهو أيضاً ما يتعارض مع القانون الدولي، حيث تبرر القناة ذلك بأنه حرية إعلامية، إلى جانب ما تم توجيهه من اتهام بالتجسس لعدد من العاملين بالقناة في أكثر من دولة، وهو ما يضع علامة استفهام كبيرة حول الدور الحقيقي للقناة وموظفيها.
وطرق الشليمي في حديثة إلى تغاضي قناة الجزيرة الواضح والمتعمد للوضع الداخلي في دولة قطر، كونها جزء من الهيكل الإعلامي القطري، وبالتالي فهي لم ولن تتناول الشأن القطري لأن سياستها القائمة تعتمد على استهداف الإمارات والبحرين ومن قبلها السعودية والكويت، ولكونها مصممة على للتخريب ودعم مشروع التغيير والفوضى الخلاقة في المنطقة، وهو ما استطاع المشاهد الخليجي فهمه بشكل واضح وبالتالي أصبح رصيد القناة من المتابعين يتناقص حتى وصل إلى ما وصل إليه.
وأبدا الدكتور فهد الشليمي استغرابه من إصرار قناة الجزيرة على مواصلة سياستها ومسيرتها في ضرب الوحدة الخليجية والوحدة العربية مهاجمة رؤساء الدول وتسفيه علماء الدين، رغم أننا في الخليج أسرة واحدة متكاتفة ضمن ميثاق دول مجلس التعاون الخليجي وميثاق الإعلامي العربي تحت مظلة الجامعة العربية.
واختتم الشليمي بالتأكيد على أن محاولة قناة الجزيرة باستهداف دول المنطقة باءت بالفشل نتيجة الوعي الذي تملكه الشعوب الخليجية ومشاعر الولاء والانتماء التي يحملونها تجاه أوطانهم وقياداتهم، وهو ما يعتبر حاجز الصد الأقوى أمام كل تلك المحاولات.
مالبرنوت: "الجزيرة" تقدم منبراً للقاعدة وللجماعات المتطرفة والإرهابية
وتحدث في البرنامج من باريس الصحافي الفرنسي، جورج مالبرنوت، رئيس قسم الشرق الأوسط في صحيفة لو فيغارو الفرنسية، والذي أشار على أن تحقيقاً أجريّ في فرنسا وعدد من الدول الأوروبية أكد وجود تمويل واضح من قبل ما يسمى "جمعية قطر الخيرية" لجهات متطرفة ومشبوهة في أوروبا، حيث أن هناك حوالي 150 جهة ممولة من قبل قطر الخيرية، منها حوالي 50 مشروعاً في إيطاليا وحوالي 20 مشروعاً في فرنسا، كما أن هناك تمويلاً في ألمانيا وبريطانيا وإسبانيا وحتى في دول بعيدة بعض الشيء مثل الدول الاسكندنافية.
وأشار مالبرنوت إلى أن هذا التمويل من هذه المنظمة المقربة من السلطات القطرية يهدف إلى لعب دور في أوروبا عبر التأثير في المنظمات غير الحكومية، إلى جانب دعم المتطرفين هنا، خصوصاً المنتمين للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، والتي تتبنى أيدلوجية متطرفة تتبنى الإسلام وتدفع باتجاه الفوضى والإرهاب.
وأشار الصحافي الفرنسي إلى التحذير شديد اللهجة الذي وجهه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للسلطات القطرية بأن فرنسا لا تريد تمويلاً أجنبياً من قطر، بهدف قطع التمويل الأجنبي عن الجمعيات الإسلامية، حيث تم مراقبة البنوك بشكل أكبر، وهو ذات الأمر الذي اتخذته ألمانيا عندما تنبهت للجالية التركية الكبيرة والتي يتم نشر الفكر المتطرف من خلالها لذلك كانت هناك نظرة دقيقة للغاية ويقظة من جانب أجهزة المخابرات المتحالفة مع ألمانيا للتأكد من عدم وجود تحالف بين تركيا وقطر لتعزيز حركة التنظيمات المتطرفة في البلاد.
وأضاف؛ رأينا أيضا أن النمسا قد اتخذت قرارات قوية جداً ضد جماعة الإخوان المسلمين وضد الأموال التي قد تأتي من الخارج، لأن ما لوحظ في فرنسا وفي أماكن أخرى لا يمكن القول أنه تمويل إرهابي، ولكننا نعلم أن هناك جسوراً بين الإخوان والقاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية بشكل عام، لكن الآن هناك يقظة متزايدة من جانب الدول الأوروبية حول هذا الفكر المتطرف والذي يعارض العيش المشترك بين جميع الأديان.
وبالنسبة لاحتضان الدوحة لشخصيات تمول التنظيمات الإرهابية، أشار مالبرنوت أن هذا السؤال تم طرحه على الأمير تميم خلال زيارة ماكرون للدوحة عام 2017، والذي نفى وجود أي شخص يمول الإرهاب في قطر، ولكن الحقيقة أن القائمة السوداء لوزارة الخارجية الأمريكية تشير إلى أن قطر استضافت ولا تزال عشرات الممولين من تنظيم القاعدة في العراق والصومال ومناطق أخرى حول العالم، وهو ما لم تستطيع السلطات القطرية تبريره.
وحول ممارسات قناة الجزيرة القطرية؛ أكد الصحافي الفرنسي، جورج مالبرنوت، أنها تقدم منبراً للقاعدة والجماعات المتطرفة والإرهابية في سوريا وغيرها من الدول، كذلك فهي تعمل على انتقاد كل شيء في فرنسا، وقد عبر الرئيس الفرنسي ماكرون سابقاً عن استيائه من هذا الهجوم الواضح، والذي يؤكد أن الجزيرة لا تزال تلعب لعبة خطيرة حين تشير إلى أن فرنسا معادية للإسلام وأنها لا تحترم المسلمين وما إلى ذلك، مؤكداً على ضرورة بذلك كل جهد ممكن من أجل الوصول إلى رؤية أكثر شمولية حيال سياسات هذه القناة الخاطئة.