شاركت مملكة البحرين في جلسة المناقشة المفتوحة لمجلس الأمن بعنوان: (المرونة والابتكار: دروس للمستقبل من جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) التي عقدت الأربعاء في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، حيث قدّم سعادة السفير جمال فارس الرويعي، المندوب الدائم لمملكة البحرين لدى الأمم المتحدة بنيويورك، بيانًا خطيًا أكد فيه أهمية تطوير أساليب عمل مجلس الأمن كونه الجهاز الرئيسي المعني بصون السلم والأمن الدوليين، مما يتطلب أن يكون دوره ملموسا تحت جميع الظروف وفي جميع الأوقات.

كما ثمّن جهود الرئاسات المتعاقبة منذ بداية جائحة كورونا والتي أفضت إلى استمرار المجلس في الاضطلاع بمسؤولياته عبر أساليب مبتكرة خاصة فيما يتعلق بعملية التصويت عن بعد، والتي ساهمت في اعتماد العديد من القرارات ذات الأهمية لصون السلم والأمن الدوليين.

وأشاد المندوب الدائم بجهود الرئاسات السابقة للفريق العامل غير الرسمي المعني بالوثائق والمسائل الإجرائية الأخرى، لا سيما الرئاسة السابقة لدولة الكويت الشقيقة، التي ساهمت في إصدار العديد من الوثائق المهمة المتعلقة بأساليب عمل المجلس بهدف تعزيز كفاءته وشفافيته وكيفية تعاطيه مع القضايا ذات الأهمية.

وأوضح أن الجائحة أثبتت حاجة المجتمع الدولي بشكل عام، ولا سيما مجلس الأمن، إلى وضع أساليب عمل واضحة تأخذ بعين الاعتبار جميع الظروف خاصة تلك التي يتعذر خلالها الاجتماع بشكل فعلي. ولفت إلى أن أساليب العمل المبتكرة التي اعتمدها المجلس خلقت عددا من الفرص التي يمكن البناء عليها لاجتماعاته في المستقبل.

وفي هذا السياق، أشار إلى أن تجربة المجلس خلال فترة انتشار الجائحة عالميًا يمكنها أن تثري إجراء مشاورات أكثر موضوعية وتفاعلية، وزيادة مشاركة الدول غير الأعضاء في المجلس في أعماله حسب الاقتضاء، خاصة وأن الاجتماعات الافتراضية سمحت بمشاركة رفيعة المستوى أو ذوي الاختصاص من العواصم، مضيفًا بأنه يمكن للمجلس أن ينظر في تطوير المشاركات الافتراضية في المستقبل.

كما أكد المندوب الدائم أهمية تسهيل قيام رؤساء الهيئات الفرعية التابعة للمجلس، بمن فيهم رؤساء لجان الجزاءات، بتقديم إحاطات دورية بشأن أنشطتهم إلى الدول الأعضاء. ولفت إلى إمكانية الاستفادة من تجربة العمل الافتراضي لزيادة التفاعل بين هذه الهيئات واللجان والدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

وأعرب المندوب الدائم عن تطلع مملكة البحرين لمواصلة عقد الجلسات حول تطوير أساليب عمل المجلس بصورة منتظمة كونها تهم جميع الدول الأعضاء التي تطمح إلى أن يعمل المجلس بأفضل صورة ممكنة، وأن تواكب أساليب عمله التغيرات المستمرة، مضيفًا بأن هذه الجلسات تتيح استعراض التقدم المحرز في هذا الشأن، والوقوف على أوجه التطوير، والاستماع إلى العديد من الرؤى والآراء المختلفة حول طرق التعامل معها.