أكدت رئيسة مجلس النواب، فوزية زينل، أن رؤى وتوجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى تؤكد دائما على أن مسألة تمكين الشباب أولوية وطنية، وأن عملية إشراكهم في الشأن الوطني رهان رابح في كل الأحوال، وهو ما وجدناه في مملكة البحرينِ من خلال تضمين الخطط الوطنية، وتوجيه الجهود لترجمة التوجيهات السامية لواقع عملي، وتحقيق التنامي المطرد لنسبة تمثيل الشباب في مواقع صنع القرار، سواء في السلطة التشريعية، أو في السلطات الأخرى في مملكة البحرين.

وأضافت أنه ولما كانت الفرص المعززة لانخراط الشباب في العملية السياسية تتطلبُ التهيئة، بدءاً من تعلمِ أبجديات السياسة، والتعرف على المفاهيم الديمقراطية وسبل ممارستها، فقد أخذ مجلس النواب في مملكة البحرين على عاتقهِ توظيفِ الدورِ التشريعي والتثقيفي لتمكين الشبابِ، من خلال الحرص على وجود لجنة برلمانية نوعية دائمة للشباب، وإطلاقِ المبادرات التوعوية والنوعية كبرنامج الثقافة البرلمانية الذي يستوعب سنوياً أكثر من ألف شخص، وإطلاق "برلمان الشباب"، الذي نستعدُ لإقامة نسخته الثانية، بعد تجربة سابقةٍ حققتْ نجاحات واسعة، في تقريب الشباب للعملية التشريعية، وإشراكهم في تجربة محاكاة برلمانية، يعبرون من خلالها عن آرائهم بحرية ومسؤولية، وعبر القنوات الحضارية.

وأشارت في كلمتها للاتحاد البرلماني الدولي، بمناسبة اليوم العالمي للعمل البرلماني الذي حمل شعار هذا العام (قل نعم للشباب في البرلمان)، أنه لم يعد ممكنا اليوم الحديثُ عن التقدمْ المأمولِ، وتعبيد الطريقِ نحو الأهداف الديمقراطية، وبلوغ الغايات المنشودة، بمعزل عن الإقرار بأهمية إحداث نقلةٍ ملموسة في تمثيل وتمكين الشباب، باعتبارهم الثروة الحقيقية التي يُعول عليها في تحقيق تقدم إيجابي والارتقاء بالجهود التنموية للدول والمجتمعات.

وأوضحت إننا اليوم أكثر حاجة من أي وقتٍ مضى، للشروع في تفعيلِ برامج عملية تعزز من مشاركة الشباب في العمل البرلماني، وما إصرار الاتحاد البرلماني الدولي، على طرحِ هذا الملف على طاولة الحوار الجامعة لكافة برلمانات العالم، إلا تأكيد على أهمية إحداث مراجعةٍ شاملة وفاحصة، وتسليط الضوء على واقع التمثيل الشبابي في البرلمانات، التي لم تتعدى نسبتها - بحسب الإحصائيات الأخيرة - الستة عشر في المائة، الأمرُ الذي يتطلب جهوداً حثيثة من الجميع لإحداث تغيير إيجابي في تمكين الشباب سياسياً، واستثمار إمكانياتهم للوصول إلى ممارسات ونتائج ديمقراطية أفضل.