تتعدد قصص النجاح، وتختلف كل قصة عن الأخرى، فكل قصة تحمل فصول أسباب نجاحها، ومن تلك القصص المثيرة للإعجاب قصة الطالبة ندى حسين جعفر، وهي من ذوي الهمم بمدرسة جدحفص الثانوية للبنات، التي تخرجت من الثانوية العامة مؤخراً بامتياز بنسبة ٩٤،١%، متحديةً ظروفها الصحية، مما جعل منها نموذجًا للطالبة المتميزة في تحصيلها العلمي وثقافتها الواسعة، لتعطي درسًا بأن الله خلقنا وزودنا بالقدرات التي تجعل الإنسان يتغلب على مشاكله، فالإعاقة لم تكن لـندى إلا دافعاً كبيرًا لإثبات ذاتها .

لقد كانت ندى استثنائية في ظرف استثنائي بسبب فيروس كورونا، فكانت من أكثر الطالبات تفاعلاً في الدراسة عن بعد، ولم تكن الدراسة بالطرق التكنولوجية تشكل عائقاً امامها، فقد كانت حريصة على استثمار هذه المنهجية غير التقليدية في التعليم.

وترجع ندى عوامل نجاحها بعد الله سبحانه إلى والدتها، إضافة إلى معلماتها والأجواء الإيجابية للدراسة في مدرستها، حيث كانت هذه العوامل وراء تفوقها، حيث حرصت المدرسة على توفير كل ما تحتاجه من خدمات مثل مساعدتها في الدروس ومنح الفرص الكافية لتنمية مواهبها في الرسم والكتابة عن طريق المشاركة في الفعاليات المدرسية وخارج المدرسة، وقد زاد ذلك من ثقتها بنفسها وفخرها بما حققته من إنجاز على صعيد التفوق الدراسي .

وتقول ندى: "إضافةً إلى تفوقي الدراسي، شاءت الأقدار أن أكون موهوبة في مجالي الفن والكتابة الأدبية، فأصبحت الموهبة منطلقًا لي في الحياة، وقد تم صقلها من قبل معلماتي ومن قبل منسقة الأنشطة بالمدرسة، وتنميتها وإظهارها للعالم الخارجي، من خلال مشاركاتي العديدة في مختلف المسابقات والفعاليات، لذا أقول لجميع زميلاتي من ذوات الهمم إنه لا مستحيل في الحياة مع الهمة والعزيمة والإرادة، فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، وأنتن قادرات على شقّ طريق المستقبل بطاقاتكن وإبداعاتكن الملهمة، فلنمض قدمًا نحو المستقبل برحابة صدر وثقة وقناعة ورضا".

وتقول إحدى معلماتها: "ندى طالبة متميزة هادئة مبدعة، ولولا جلوسها على كرسي وعدم قدرتها على السير لوحدها، لكانت فراشه تملأ المدرسة بابداعاتها ومواهبها، ورغم كل ذلك تحدت الصعاب لتنجح وتتخرج بتفوق".

فيما قالت معلمة أخرى: " تشرفت بتدريسها، ولاحظت خجلها وهدوئها ، ولكني كنت دائماً أحرص على انخراطها مع زميلاتها في العملية التعليمية، وأحاورها كثيرًا في الصف، وأدعمها في اختباراتها وأحفزها، وفي الفترة الاستثنائية تواصلت معها كثيرًا ، لمعرفة احتياجاتها في التعليم ، كما حاولت ان أشركها في انشطة المدرسة و فعالياتها عن بعد، ولله الحمد تجاوبت معي كثيرًا ، وكنت سعيدة بذلك ، حيث شاركت برسوماتها وكلماتها الرائعة في إعداد فيديو للعيد الوطني، حيث عرضته في فقرة بهذه المناسبة، وشكرتها كثيرًا على مجهودها، حيث كانت سعيدة جدا بهذا العمل".