أكدت الدكتورة جليلة السيد الرئيس التنفيذي لمراكز الرعاية الصحية الأولية، أنّ منظومة الرعاية الصحية الأولية تعدّ حجر الأساس للخدمات الصحية في مملكة البحرين، وتعتبر نقطة الاتصال الأولى للفرد بما يتعلّق بالرعاية الصحية، حيث تشتمل هذه المنظومة على جملة من الخدمات التي تهدف إلى أن يتمتع الفرد بصحة سليمة، بالتوازي مع تعزيز السلوكيات الصحية والاكتشاف المبكر للأمراض والتشخيص والعلاج وإعادة التأهيل.
وخلال الإيجاز الإعلامي الحكومي الذي نظمه مركز الاتصال الوطني بالتعاون مع الإدارة التنفيذية لمراكز الرعاية الأوليّة، أضافت الدكتورة جليلة السيّد بأنّ مشروع استراتيجية التسيير الذاتي في مراكز الرعاية الصحية الأولية يهدف إلى تعزيز المبادئ المرتبطة بتكوين منظومة للصحة الأولية تُدار بشكل ذاتي من قبل مجلس الأمناء وإدارة الصحة الأولية، إلى جانب تقديم خدمات صحية متكاملة ومستدامة، وتعمل بعدالة وكفاءة وجودة عالية.
وبشأن أهداف المشروع، شددت الرئيس التنفيذي لمراكز الرعاية الصحية الأولية بأن الاستراتيجية تهدف إلى دعم النظام الصحي القائم على الرعاية الأولية، وزيادة حرية الاختيار، والاستفادة من فوائد "طب الأسرة" ونهجه الشمولي، فضلاً عن البدء بتطبيق قاعدة صلبة للاستقلالية النهائية للرعاية الصحية الأولية، وتحويل الميزان نحو تعزيز الصحة والوقاية وتحسين الأداء والجودة، وذلك من خلال تحويل المراكز إلى مقدمي خدمات صحية ذاتية، وإنشاء شبكات الرعاية الصحية تحت مظلة برنامج التأمين الصحي الوطني "صحتي".
وقالت الدكتورة جليلة السيد إنّه تم دراسة الوضع الحالي للمراكز الصحية ووضع استراتيجية متكاملة للتسيير الذاتي بما يتماشى مع الخطة الوطنية للصحة التي أقرّها مجلس الوزراء الموقّر، منوّهة إلى أنّ الاستراتيجية تتطرق إلى خطة التسيير الذاتي التي تهدف إلى تحسين أنشطة الوقاية والحماية وتعزيز الصحة، وتحسين تخصيص الموارد المالية والبشرية، وتمكين مقدمي الخدمات الصحية من أجل الارتقاء بجودة الخدمات المقدّمة.
وأضافت بأنّ مراكز الرعاية الصحية الأولية تقدّم خدماتها من خلال طاقم مؤهل يعمل تحت مظلّة مراكز الرعاية الصحية الأولية وقد بلغ العدد الإجمالي لهذا الطاقم 2,231، منهم 465 طبيباً و566 ممرضاً، و813 من العاملين بالخدمات المساندة، و292 إدارياً، فيما يقدّم 95 فرداً خدمات الدعم.
وفيما يتعلّق ببرنامج اختر طبيبك، أفادت الدكتورة السيّد بأنه تم البدء بتطبيق البرنامج في بعض المراكز، وقد حقق ذلك جملة من الأهداف، أهمها زيادة نسبة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة مع الحفاظ على جودة الخدمات المقدمة وزيادة رضا العملاء تماشياً مع مشروع الضمان الصحي والتسيير الذاتي للمراكز الصحية.
وبهذا الخصوص أوضحت الرئيس التنفيذي لمراكز الرعاية الصحية الأولية بأنّ البرنامج يهدف لتعزيز الخدمات الصحية (الوقائية والعلاجية) المقدّمة في الصحة الأولية من خلال تطبيق منهاج استمرارية العلاج من قبل طبيب العائلة للمريض وعائلته، مع تأكيد حرية اختيار مقدّم الخدمة للمريض.
وعن أبرز نتاجات البرنامج بيّنت الدكتورة جليلة السيّد بأنّه وبعد عام من تطبيق البرنامج، تم رصد زيادة في نسب اكتشاف وتشخيص الأمراض المزمنة، وكانت على النحو التالي: مرض ارتفاع ضغط الدم 17%، داء السكري 10%، سرطان الثدي 3%، سرطان البروستات 15%، الدهون 5%، أمراض الكلى 5%، أمراض الشبكية 13%.
وأضافت بأنّ ملف المؤشرات الاكلينيكية والكشف المبكر عن الأمراض في مراكز الرعاية الصحية الأولية شهد تطوراً كبيراً، حيث وصلت نسبة الكشف المبكر للكوليسترول لدى الإناث إلى %58، كما زادت نسبة الكشف المبكر عن سرطان البروستات لدى 16% من الرجال، وارتفعت نسبة الكشف المبكر عن مرض السكري إلى 28%، كما انتظم قياس مستوى السكري لثلث مرضى السكري، فيما تجاوزت معدلات التغطية بتطعيمات الطفولة الروتينية نسبة 97%.
وكشفت الدكتورة جليلة السيّد بأنّ إحصائيات مراكز الرعاية الصحية الأولية لعام 2020، أظهرت أنّ مجموع المواعيد في العيادات العامة بلغ نحو 2,170,693 موعداً، منها 10% مواعيد الكترونية، و78% بالحضور الشخصي، و12% عبر مركز الاتصال، وأضافت بأنّ مجموع التحاليل المخبرية بلغ 12,331,739 تحليلاً، ومواعيد العلاج الطبيعي 87,534 موعداً، ومواعيد عيادات صحة الفم والأسنان 172,769 موعداً، وقسم الخدمات الاجتماعية 24,923 موعداً، وقسم الأشعة 121,384 موعداً.
وحول خدمة التطبيب عن بُعد ذكرت بأنّها تشمل تقديم الاستشارات الطبيّة والاستفسارات الصحية البسيطة عبر تقنية الفيديو والاتصال، وطلب التحاليل المخبرية، وتجديد الوصفات الطبية، وكذلك مراجعة نتائج التحاليل المخبرية أو الأشعة وغيرها، علماً بأنّه يمكن للأشخاص المتواجدين في الحجر المنزلي الاستفادة من هذه الخدمة.
وبشأن توحيد ساعات العمل للمراكز وفتح مراكز الحالات المستعجلة، أكّدت الدكتورة جليلة السيّد بأنّه وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، فقد تم فتح 9 مراكز صحية على مدار الساعة، لتوفير التغطية الصحية الشاملة في كافة محافظات المملكة، حيث تعمل مراكز الحالات المستعجلة بالتعاون مع أقسام الطوارئ في المستشفيات لتقديم الخدمات المستعجلة بعد ساعات العمل الرسمية للمراكز من 7 صباحاً إلى 7 مساءً بالإضافة إلى نظام الإحالة، علماً بأنّ المراجعة الدورية مستمرة للتأكّد من التغطية الشاملة لكافة المتطلّبات الصحيّة.
وذكرت الرئيس التنفيذي لمراكز الرعاية الصحية الأولية أنّ نسبة عدد المستفيدين من مراكز الرعاية الصحية الأولية في عام 2021 مقارنة بعام 2020 ارتفعت بنسبة 36%، وأنّ الخطوات المستقبلية لمراكز الرعاية الصحية الأولية تتمثّل بتطبيق تجريبي للتسيير الذاتي في إحدى محافظات المملكة، وإعادة توزيع المناطق الصحية بحسب التوزيع السكاني والحاجة للخدمات الصحية، إضافة للانتهاء من وضع النموذج التشغيلي وتطبيقه على كافة مراكز الرعاية الصحية الأولية.